جو بايدن في البيت الأبيض رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، ومع قسمه اليمين الدستورية أمس تبدأ حقبة أميركية جديدة، داخليا وخارجيا. فأعيُن الأميركيين والعالم على الرئيس السادس والأربعين، الأميركيون ينتظرون منه الكثير بعد حقبة الفوضى الهستيرية التي أرساها دونالد ترامب وما رافقها من أزمات أوصلت المجتمع الأميركي الى إنقسام لم تشهده البلاد منذ توحدها تحت قيم الحرية والديمقراطية. وخارجياً ينتظر العالم السياسة التي ستنتهجها إدارة بايدن، لاسيما في الملفات الحساسة التي عليها تتحدد مصائر دول وشعوب. ولعل الملف الأبرز الذي يعني جزءا كبيرا من العالم وتحديدا الشرق الأوسط، هو الملف الإيراني وما يتفرع عنه من ملفات، تبدأ بالعراق، وتمر بسوريا واليمن، وقد لا تنتهي في لبنان.
بايدن أكد في خطابه على العمل لإعادة الولايات المتحدة لقيادة العالم، والعمل على هزيمة كورونا بأي ثمن، وعلى إنعاش الديمقراطية في بلاده وفي العالم. وأعلن دعمه للشعب الفلسطيني إنطلاقا من حق الدولتين. كما أعلن دعمه الإستقرار في سوريا ومساعدة، المجتمع المدني اللبناني لتمكينه من إحداث التغيير المطلوب.
وفي قراء أولية للمشهد مع دخول بايدن سيداً إلى البيت الأبيض، اعتبر الوزير السابق سجعان قزي في حديث الى جريدة “الانباء الالكترونية” أنه “من المبكر إعطاء قراءة واضحة لسياسة الرئيس الاميركي الجديد، لأن الأكيد ان السياسة الاميركية لا تتغير بتغير الرؤساء إلا من خلال حصول حدث إستثنائي. فالسياسة الأميركية ثابتة في المنطقة، ولو لم يحصل 11 أيلول لما وقعت الحرب أفغانستان. ولو لم يحتل صدام حسين الكويت لما حصلت الحرب على العراق. ولولا قصة داعش لما كانوا ليتدخلوا في سوريا”.
وفي الملف اللبناني، رأى قزي أن “ليس هناك سياسة أميركية خاصة تجاه لبنان، فسياسة اميركا تجاه لبنان متعلقة اليوم بسياستها مع ايران، فإذا تفاهمت أميركا مع ايران قد ينعكس ذلك إيجابا على لبنان”.
قزي رأى ان “بايدن لديه قيم وطنية وروحية يمكن الرهان عليها لدعم قضية لبنان، ولكن إذا لم نتحرك نحن كلبنانيين باتجاه أميركا وتكلمنا معها وعرضنا قضيتنا، فكيف سيهتموا بنا؟”، داعيا اللبنانيين الى التحرك باتجاه أميركا. وأضاف: “مع الأسف الدولة حاليا مرهونة، وقرارها ليس عند الرئيس ميشال عون ولا عند جبران باسيل، حزب الله هو المسيطر على الدولة اليوم”.
وكرر قزي الدعوة الى “تحرك وطني باتجاه الإدارة الأميركية، من البطريرك الراعي وسعد الحريري ووليد جنبلاط، وأن يشكل وفدٌ من الشخصيات الكبرى في الدولة لشرح القضية اللبنانية، وإلا من العبث الإتكال على الخارج كي يساعدنا اذا لم نساعد أنفسنا”.
وفي الملف الحكومي، لفت قزي الى أن “هذا الملف مقفل حتى إشعار آخر، وما يحكى عن وساطات في هذا الخصوص يبقى مجرد كلام”.
وعن زيارة المطران بولس مطر الى بيت الوسط ولقائه الرئيس الحريري موفدًا من الراعي، أكد قزي أن “الزيارة لاعلاقة لها بتشكيل الحكومة، فهي تأتي في إطار خلق جو وطني، والمطران جال على جميع الرؤساء”، مؤكدا أن “موضوع الحكومة مقفل”.
في السياق عينه أمل عضو كتلة التنمية والتحرير النائب فادي علامة أن “تغير الإدارة الأميركية الجديدة سياستها في المنطقة، وأن ينعكس ذلك إيجابا على لبنان خاصة في مسار ترسيم الحدود البحرية”، آملا “ألا يؤدي ذلك الى توقف العملية بالنظر إلى حاجة لبنان لاستخراج غازه ونفطه من البلوكات الحدودية لدعم اقتصاده في هذه الظروف الصعبة”.
وفي ظل ذلك يبقى الشأن الصحي موضع الهم الأكبر لدى الناس، وقد رأى علامة أن “الإتجاه يميل إلى تمديد حالة الطوارئ والإقفال لمدة أسبوعين ريثما يصل اللقاح، لأن كل الأرقام والمعطيات لا توحي بالإطمئنان إن لنسبة الإصابات التي تسجل يوميا، أو لنسبة الوفيات المرتفعة”، كاشفا عن “وجود 850 مريضا في العنايات الفائقة في المستشفيات”.
وقال علامه إن “هذه الأرقام لم تعكس أن الإقفال وصل الى النتيجة التي كنا نتمناها، لذلك قد يلزمنا أربعة أسابيع”، مبديا إعتقاده ان ذلك سيتزامن مع وصول اللقاح، مشيرا الى اجتماع سيعقد اليوم في مجلس النواب بين لجنة الصحة النيابية والدكتور عبد الرحمن البزري للتداول معه في موضوع اللقاح وطريقة إعتماده بالاضافة الى استفسارات أخرى.