بدأ امس عهد ادارة الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن وطويت صفحة عهد الرئيس ترامب بعد كل الصخب والتداعيات الاخيرة … اما في لبنان، ورغم الانهيار غير المسبوق والجوع والمآسي والويلات، لا يزال المسؤولون المعنيون يرسمون الخطوط في ما بينهم كل على هواه، ويتقاتلون على الحصص في الحكومة الجديدة على انقاض ركام البلد ودمار عاصمته بعد زلزال المرفأ.
هذا هو المشهد اللبناني الرتيب والقاتل. الناس محجورة بين فكي كورونا والانهيار الاقتصادي، واصحاب الحل والربط يستنفرون خلف متاريسهم المسلحة بالحصص والمصالح الفئوية الضيقة.
وفي ظل هذا المشهد العام، لم تظهر، في الساعات الماضية بعد حركة الرئيس حسان دياب بين القصور الثلاثة، اي مؤشرات، لا من بعبدا ولا من بيت الوسط، تدل على التجاوب مع هذا المسعى الذي تمحور حول اعادة التواصل المباشر واستئناف اللقاءات بين الرئيسين عون والحريري لاستكمال عملية تأليف الحكومة.
ووفقا للمعلومات المتوافرة للديار، فإن حركة رئيس الحكومة المستقيلة وقبلها تحرك المدير العام للامن العام تركزت على العمل من اجل تجاوز ما احدثه فيديو بعبدا من توتر بين الحريري وعون، والتمني باعادة التواصل المباشر بينهما بعيدا عن التشنجات.
واضافت المعلومات ان كلا من دياب وابراهيم ابدى كل استعداد ورغبة في المساعدة على تحقيق هذا التواصل وطوي صفحة تداعيات الفيديو المسرب، وانهما لم يتطرقا الى اي شيء يتعلق بالموضوع الحكومي.
ولم يتلق اي منهما اي وعد صريح يوحي بعودة التواصل بين عون والحريري ، ما يعيد فكرة بكركي وتمنيها على رئيس الجمهورية للمبادرة من اجل استئناف اللقاءات مع الرئيس المكلف.
وحسب المعلومات، فإن اوساط الحريري تعاملت مع زيارة الرئيس دياب الى بيت الوسط بتقدير، لكنها قللت في الوقت نفسه من دورها في فتح ثغرة بالازمة القائمة، معتبرة ان المشكلة في موقف رئيس الجمهورية وصهره باسيل ومحاولة التمسك بالثلث المعطل لحسابات تتجاوز الحكومة وتطل على الطموحات الرئاسية.
واعتبرت الاوساط ان دياب اراد، الى جانب سعيه لفتح التواصل بين الرئيسين عون والحريري، ابداء حرصه على عدم القبول بما سمعه من رئيس الجمهورية بحق الرئيس الحريري، وكذلك المشاركة في محاولة فتح ثغرة في جدار الازمة الحكومية رغبة منه في التخلص من الحمل الثقيل الملقى على اكتافه في هذا الظرف الصعب والخطر.
اما في بعبدا، فلم يصدر اي رد فعل او اشارة لا سلبا ولا ايجابا على حراك دياب، واكتفت مصادرها بالقول يجب ان ننتظر ما سيحصل في الايام المقبلة.
وسألت «الديار» مساء امس مصدرا سياسيا متابعا عن اجواء المساعي الاخيرة، فأجاب انه حراك في الشكل وليس في المضمون، لانه لم يخرج بعد عن اطار التمنيات بإعادة التواصل بين الرئيسين عون والحريري ، ولم يحمل اي بنود لاستئناف الحوار حول تشكيل الحكومة ومقاربة الخلافات التي ظهرت في لقاء بعبدا الاخير.
وأوضح المصدر انه لم تطرح بكركي مؤخرا اي افكار جديدة حول الخلافات التي ظهرت بين عون والحريري، بل اضطرت للتركيز على اعادة وصل ما قطعه شريط بعبدا . كما ان اللواء ابراهيم وبعده الرئيس دياب ركزا على الموضوع نفسه كونه المدخل الطبيعي لاستئناف البحث في اي افكار جديدة.
وفي المجال نفسه كشفت مصادر مطلعة للديار ان الرئيس بري لم يبادر الى التشمير عن ساعديه للبدء بمبادرة محددة كما اوحى البعض، وانه يؤكد استعداده دائما للمساعدة، لكنه يشدد في الوقت نفسه على توفير نجاح شروط اي مبادرة، وهذا يعتمد على الاطراف المعنية وصدور اشارات ايجابية عنها.
ولاحظت مصادر مقربة من عين التينة ان الوضع السياسي هو في حالة اقفال تام كما الحال بالنسبة للوضع الكوروني، مشيرة الى انه لم تظهر بعد علامات ايجابية جدية لفتح ابواب استئناف الحوار الحكومي وهذا امر مخجل ومؤسف.
وخلصت الى القول علينا ان ننتظر ما ستحمله الساعات الـ 48 المقبلة، ولكن يمكن القول الان ان البلد «مسكّر كورونيا وسياسيا».
من جهة اخرى، كشفت مصادر مطلعة للديار ان حزب الله تريث في الدخول المباشر على خط الحراك والوساطة بعد التطورات التي تلت كلام الامين العام السيد نصرالله والتي شهدت تصعيدا متبادلا بين التيار الوطني الحر والمستقبل، وازدياد تلبد الاجواء بين بعبدا وبيت الوسط بعد موضوع الفيديو.
واضافت المصادر ان الحزب ليس بعيدا عن التحرك الذي بدأه اللواء ابراهيم ، مشيرة الى انه مستمر بهذا التحرك لترتيب التواصل المباشر بين عون والحريري لفتح ابواب لقاءات بعبدا مجددا.
كورونا وتمديد الاقفال
على صعيد آخر، ينتظر ان يمدد المجلس الاعلى للدفاع الذي سيترأسه الرئيس عون اليوم قرار الاقفال التام لاسبوعين اضافيين، اعتبارا من 25 الجاري موعد انتهاء الفترة الاولى من الاقفال، وذلك بسبب استمرار ارتفاع العدد الكبير من الاصابات وارتفاع حالات الوفيات، عدا الضغوط التي تتعرض لها المستشفيات والقطاع اصحي والطبي.
وكان نقاش قد دار أمس حول هذا الموضوع في اجتماع لجنة كورونا، وأجمع الحضور على تمديد الإقفال، لكن الآراء اختلفت حول المدة، مع العلم ان الاغلبية كانت مع التمديد بين عشرة ايام وأسبوعين.
وتركز النقاش ايضا حول التعاون بين مختلف الوزارات والادارات لمواجهة مخاطر الانتشار الواسع لكورونا وسبل تعزيز وتوفير الامكانات الطبية ومساندة القطاع الطبي في مهامه.
وكان وزير الداخلية عقد اجتماعا مع نقيبي الاطباء في بيروت وطرابلس ونقابة الممرضين لبحث تخفيف الضغط على المستشفيات والقطاع الصحي.
ويتركز اجتماع المجلس الاعلى للدفاع اليوم اضافة الى تمديد الاقفال لأسبوعين على :
– استمرار وتفعيل عمل القوى الامنية المختصة في تنفيذ اجراءات وتدابير الاقفال وتنظيم الاذونات للمواطنين.
-تعيز التعاون بين وزارة الصحة والمستشفيات في اطار تحسين اوضاع استقبال مصابي كورونا وتوفير الأسرة لهم.
– متابعة السعي لتوفير المزيد من المساعدات المتعلقة بأجهزة الاوكسجين والادوات اللازمة لمرضى كورونا.
-استكمال كل الاجراءات اللازمة تمهيدا لاستلام دفعات اللقاحات ضد كورونا المتوقعة في النصف الاول من شباط المقبل، وجدول البدء بإعطاء الجرعات الاولى للقاح وفق معايير الصحة العالمية.
عراجي للديار : تمديد لأسبوعين
وعشية اجتماع المجلس الاعلى للدفاع سألت «الديار» رئيس لجنة الصحة الدكتور عاصم عراجي عن رأيه بموضوع الاقفال وتمديده، فقال «ان منظمة الصحة العالمية كانت أوصت بالإقفال بين 3 و6 اسابيع، واعتقد ان علينا تمديد الاقفال اسبوعين على الاقل لان كل المؤشرات المرصودة حتى الآن تستدعي استمرار الاقفال، رغم الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة لاهلنا في كل لبنان. فانتشار كورونا ما زال كبيرا وعدد الوفيات مرتفع ، ونسبة النتائج الايجابية تجاوزت العشرين بالمئة ، عدا الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها الجسم الطبي والصحي والمستشفيات».
اضاف عراجي « لا مفر من تمديد الاقفال لاسبوعين على الاقل، املا في تحسين الوضع في مواجهة هذا الوباء. ودائما نعول على وعي المواطن وعلى الاجراءات الوقائية، ونؤكد ايضا على تنفيذ اجراءات الاقفال بتشدد.
الوفيات والاصابات
وامس استمر ارتفاع عدد الاصابات، وبلغ حسب وزرارة الصحة 4332. كما سجل اكبر عدد وفيات في اليوم اذ بلغ 64 حالة وفاة.