كتبت صحيفة ” النهار ” تقول : لم يكن غريبا ان يتضاعف الاسى على رحيل النائب #ميشال المر، نائب رئيس مجلس الوزراء ونائب رئيس مجلس النواب سابقا والنائب والوزير الشاغل كل مناصب الدولة حتى رأس الهرم الذي تتيحه له طائفته. اذ انه الى حيثيته وسيرته السياسية والوطنية والشخصية الحافلة كأحد اكبر وابرز رموز السياسة والنظام رحل المر برمزية مدوية في ظروف لبنان الدراماتيكية الحالية كرجل دولة تفتقد البلاد أمثال قامته فيما ينهار كل شيء وتستعصي ازمة سياسية وحكومية كأنها القضاء والقدر وتستسلم لها القوى الداخلية منتظرة الترياق الفرنسي مجددا. تبعا لذلك ارتفعت على نحو لافت وواسع شهادات الافتقاد لميشال المر ”رجل الدولة ودولة الرئيس” وسط اجماع سياسي من كل الاتجاهات اللبنانية، بما يعكس الخطورة التصاعدية لفقدان لبنان قماشات رجال التسوية وابتكار الحلول والمبادرات الذاتية التوافقية التي كان يجسدها ميشال المر في وقت تنزلق فيه البلاد نحو أسوأ الأسوأ بما ينذر بمزيد من التداعيات الشديدة الخطورة امنيا واقتصاديا واجتماعيا وسط كارثة كورونا المتدحرجة والعاصية على كل الإجراءات والتدابير حتى الآن.
ولعل مجريات الازمة الحكومية التي تلاحقت فصولها التصعيدية حتى في عطلة نهاية الأسبوع مع تواصل السجالات العنيفة بين “#التيار الوطني الحر” و”#تيار المستقبل” السبت الماضي، غداة السجال الأخير بين قصر بعبدا وبيت الوسط، شكلت عاملا مثيرا لمزيد من التشاؤم حيال وضع حد لتعطيل تشكيل الحكومة الجديدة على رغم انتعاش آمال المراهنين على عودة تحريك #المبادرة الفرنسية والبناء على المؤشرات التي اطلقها الرئيس الفرنسي ايمانويل #ماكرون حيال الواقع اللبناني المأزوم في الأسبوع الماضي. والحال ان الرئيس الفرنسي الذي ظلت المعطيات المتعلقة باتصاله الهاتفي برئيس الجمهورية ميشال عون حكرا على قصر بعبدا وما وزعته عنه فيما لم يوزع قصر الاليزيه معلومات عن الاتصال عكس جدية في عودته الى التعامل مع الملف اللبناني ولكن وسط غموض بل وشكوك في طبيعة ما يمكنه القيام به مرة أخرى لأحداث خرق اخفق فيه سابقا. ولذا كشفت مصادر معنية لـ”النهار” انه في انتظار بلورة الاتجاهات الفرنسية وما اذا كانت ثمة اتجاهات سريعة لاحياء المبادرة، فان التقديرات الأولية تشير الى ان هذا التحرك ربما يستند الى طرح تعديلات على المبادرة لجهة اخراج الحكومة العتيدة من قفص التعطيل وهو ما قد يستتبع وساطة فرنسية بين بعبدا وبيت الوسط لأحداث تعديلات محتملة في التركيبة الحكومية.
#بري و#الراعي
ومع ذلك يتعين انتظار الأيام المقبلة لترقب ما اذا كانت الاتصالات التي شرع فيها ماكرون تشكل مؤشرا لاطلاق دينامية متجددة ام لجس النبض لا اكثر. حتى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يعول على المحاولة الفرنسية الأخيرة للمساهمة في تأليف الحكومة ويرى ان ما يطلق من ردود وشروط من هنا وهناك “ليس منزلا”. وعلمت “النهار” انه سيكون لبري اليوم موقف من التأخير الحاصل في ولادة الحكومة وسيأتي موقفه هذا بعد امتناعه وانقطاعه عن التعليق طوال الأسابيع الأخيرة حيال المراوحة الحكومية المفتوحة. وسيلتقي رئيس المجلس السفيرة الفرنسية آن غريو في عين التينة اليوم.
وليس بعيدا من أجواء الاختناق السياسي عاود البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي اطلاق مواقفه الضاغطة بقوة في شأن الازمة الحكومية فأكّد امس أنّه “من المحزن والمخزي حقًّا أن يكون الخلاف غير المبرّر في تطبيق المادّة 53 من الدستور سببًا لتشنّج العلاقة بين رئيس الجمهوريّة والرئيس المكلّف إلى حدّ التخاطب بواسطة المكاتب الإعلاميّة والأحزاب الموالية ردًّا بردّ، كما من وراء متاريس تزيد من تشقّق لحمة الوحدة الداخليّة”. وقال “من المؤسف القول أنّ هذه ليست أصولَ العلاقةِ بين رئيسِ جمهوريّةٍ يُفترضُ أن يكون فوق الصراعات والأحزاب، وبين رئيسٍ مكلَّفٍ يُفترضُ أن يَستوعِبَ الجميعَ ويَتحرّرَ من الجميع”، مشيراً إلى أنّه “إذا لم تَصطَلِح العلاقةُ بين الاثنين لن تكون لنا حكومة. فهما محكومان بالاتفاقِ على تشكيل حكومة “مهمّة وطنيّة” تَضُمُّ النُخبَ الإختصاصيّةً الاستثنائيّةَ وليس العاديّةَ المنتميةَ إلى الزعماءِ والأحزاب. إنّ الإمعان في التعطيل يتسبّب بثورة الجياع وحرمانهم من أبسط حقوقهم ويدفع البلاد إلى الإنهيار. وهذا منطق تآمري وهدّام يستلزم وضع حدّ له من أجل إنقاذ لبنان”.
#طرابلس مجددا
في غضون ذلك لم تمر عطلة نهاية الأسبوع بهدوء في طرابلس اذ استعادت ساحة النور مشهد التوتر عقب وصول وفود شعبية من مختلف المناطق في الشمال وبيروت وصيدا والمتن والبقاع والنبطية للتعبير عن “التضامن مع أبناء طرابلس وإستنكارا لأعمال الشغب التي شهدتها عاصمة الشمال منذ أيام”، وسط انتشار للجيش اللبناني والقوى الامنية في ساحة النور ومحيطها.
ورفع المحتجون الأعلام اللبنانية وشعارات متضامنة مع طرابلس، ورددوا هتافات عبر مكبرات الصوت، داعية إلى “متابعة التحرك ضد المنظومة الحاكمة” وان “طرابلس واحدة موحدة ولن تكون رهينة الصراعات بين القوى السياسية” .
لكن فور انتهاء إلقاء عدد من الكلمات، عمد عدد من الشبان الى التوجه الى مدخل سرايا طرابلس، وأضرموا النيران بالاطارات أمام غرفة الحرس، ثم توجهوا الى الباب الخلفي للسرايا، وقاموا برمي الحجارة بكثافة باتجاه العناصر الامنية، كما جرى رمي عبوات المولوتوف الحارقة وردت قوى الامن بدورها بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم وإبعادهم عن مدخل السرايا الخلفي.
وسجل انتشار كبير للجيش اللبناني في طرابلس مع تجدّد #الاحتجاجات أمام السرايا.
وافيد أن الجيش اتخذ تدابير أمنية مشددة في المدينة، لمنع المحتجين من دخول السرايا مجددا حيث دخل إلى ساحة النور بعد إفراغها من المحتجين وتراجعهم نحو الأحياء الداخلية. كما أفيد ان الجيش أوقف 17 شخصا قاموا بأعمال الشغب والاعتداء على السرايا.
وتزامنا مع الاحتجاجات المتجددة في طرابلس قطع محتجون طرقا في مجدل عنجر البقاع وفي ساحة صيدا، كذلك طريق جسر الرينغ في وسط بيروت تضامناً مع احد الناشطين الذي جرى توقيفه كما تم اقفال تقاطع الصيفي في بيروت تضامناً مع الناشط.