الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : بلينكن لا نوافق على ضم الجولان… ‏و”القوميّ” يحيّي صموده: إرادة المقاومة ‏ستنتصر الحريري: حكومة 18 ولبعبدا 6 منهم الطاشناق… وبقرادونيان: لسنا من حصة ‏أحد / حملة اللقاح ضد كورونا بدأت بنجاح وفق المعايير الدوليّة… وبدء ظهور ‏نتائج الإقفال
flag-big

البناء : بلينكن لا نوافق على ضم الجولان… ‏و”القوميّ” يحيّي صموده: إرادة المقاومة ‏ستنتصر الحريري: حكومة 18 ولبعبدا 6 منهم الطاشناق… وبقرادونيان: لسنا من حصة ‏أحد / حملة اللقاح ضد كورونا بدأت بنجاح وفق المعايير الدوليّة… وبدء ظهور ‏نتائج الإقفال

حضر‎ ‎الجولان‎ ‎السوري‎ ‎المحتل‎ ‎في‎ ‎الذكرى‎ ‎الـ‎ 39 ‎لانتفاضته‎ ‎ضد‎ ‎الاحتلال،‎ ‎بإحياء‎ ‎شعبي‎ ‎وسياسي‎ ‎للذكرى‎ ‎وتأكيد‎ ‎المضي‎ ‎في‎ ‎طريق‎ ‎المقاومة‎ ‎والصمود‎ ‎دفاعاً‎ ‎عن‎ ‎الهوية،‎ ‎وتلقى‎ ‎الجولان‎ ‎وأهله‎ ‎تحية‎ ‎من‎ ‎الحزب‎ ‎السوري‎ ‎القومي‎ ‎الاجتماعي‎ ‎على‎ ‎الصمود‎ ‎البطولي‎ ‎وثقة‎ ‎بأن‎ ‎إرادة‎ ‎الصمود‎ ‎ستنتصر،‎ ‎بينما‎ ‎كان‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎الأميركية‎ ‎توني‎ ‎بلينكن‎ ‎يمنح‎ ‎كيان‎ ‎الإحتلال‎ ‎ترخيصاً‎ ‎أمنياً‎ ‎للبقاء‎ ‎في‎ ‎الجولان‎ ‎بداعي‎ ‎مواجهة‎ ‎المخاطر‎ ‎رافضاً‎ ‎الموافقة‎ ‎على‎ ‎قرار‎ ‎ضم‎ ‎الجولان‎ ‎لكيان‎ ‎الاحتلال‎ ‎الذي‎ ‎باركته‎ ‎إدارة‎ ‎الرئيس‎ ‎الأميركي‎ ‎السابق‎ ‎دونالد‎ ‎ترامب‎.‎
في‎ ‎الملف‎ ‎السياسي‎ ‎الداخلي‎ ‎كانت‎ ‎كلمة‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎في‎ ‎ذكرى‎ ‎اغتيال‎ ‎والده‎ ‎الرئيس‎ ‎رفيق‎ ‎الحريري‎ ‎موضوع‎ ‎ترقب‎ ‎وتقييم،‎ ‎حيث‎ ‎حمّل‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎وفريقه‎ ‎السياسي،‎ ‎خصوصاً‎ ‎رئيس‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎أن‎ ‎يسمّيه،‎ ‎مسؤولية‎ ‎تعطيل‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎معلناً‎ ‎تمسكه‎ ‎بحكومة‎ ‎من‎ 18 ‎وزيراً،‎ ‎قال‎ ‎إنه‎ ‎لن‎ ‎يقبل‎ ‎أن‎ ‎ينال‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎وفريقه‎ ‎منها‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎ستة‎ ‎وزراء‎ ‎هم‎ ‎أربعة‎ ‎من‎ ‎لائحة‎ ‎تسلمها‎ ‎من‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية،‎ ‎وخامس‎ ‎سبق‎ ‎وسمع‎ ‎إشادة‎ ‎من‎ ‎الرئيس‎ ‎بكفاءته‎ ‎وسادس‎ ‎هو‎ ‎من‎ ‎سيمثل‎ ‎حزب‎ ‎الطاشناق،‎ ‎وأنه‎ ‎مستعدّ‎ ‎تحت‎ ‎سقف‎ ‎هذه‎ ‎المعادلة‎ ‎أن‎ ‎يعيد‎ ‎النظر‎ ‎بالأسماء،‎ ‎انطلاقاً‎ ‎من‎ ‎اعتبار‎ ‎ان‎ ‎أي‎ ‎تغيير‎ ‎في‎ ‎هذه‎ ‎المعادلة‎ ‎يشكل‎ ‎قبولاً‎ ‎بنيل‎ ‎الفريق‎ ‎الرئاسي‎ ‎للثلث‎ ‎المعطل‎ ‎وهو‎ ‎ما‎ ‎يستحيل‎ ‎القبول‎ ‎به‎.‎

أول‎ ‎الردود‎ ‎جاء‎ ‎من‎ ‎حزب‎ ‎الطاشناق‎ ‎الذي‎ ‎رفض‎ ‎أمينه‎ ‎العام‎ ‎النائب‎ ‎آغوب‎ ‎بقرادونيان‎ ‎أن‎ ‎يُحتسب‎ ‎حضور‎ ‎الطاشناق‎ ‎الوزاري‎ ‎محسوباً‎ ‎من‎ ‎حصة‎ ‎أحد،‎ ‎لأن‎ ‎الطاشناق‎ ‎الحليف‎ ‎لرئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والتيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر،‎ ‎لكنه‎ ‎حرّ‎ ‎ومستقلّ‎ ‎بدليل‎ ‎تسميته‎ ‎للحريري‎ ‎خلافاً‎ ‎للتيار‎.‎
أوساط‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎قالت‎ ‎إن‎ ‎الحريري‎ ‎فضل‎ ‎السير‎ ‎بالتزامه‎ ‎مع‎ ‎النائب‎ ‎السابق‎ ‎وليد‎ ‎جنبلاط‎ ‎بحكومة‎ ‎من‎ 18 ‎بعدما‎ ‎فاتحه‎ ‎الفرنسيون‎ ‎بتفضيلهم‎ ‎حكومة‎ ‎من‎ 20 ‎وتشاور‎ ‎مع‎ ‎جنبلاط‎ ‎هاتفياً‎ ‎وسمع‎ ‎الرد‎ ‎بتغريدة‎ ‎الصعود‎ ‎الى‎ ‎المريخ‎ ‎وكسر‎ ‎جليد‎ ‎الثلث‎ ‎المعطل‎ ‎فخضع‎ ‎للمشيئة‎ ‎الجنبلاطيّة،‎ ‎خشية‎ ‎تعقيد‎ ‎التأزم‎ ‎مع‎ ‎السعودية‎ ‎أكثر‎ ‎وأكثر‎.‎

الخلاصة‎ ‎كما‎ ‎رسمتها‎ ‎مصادر‎ ‎مواكبة‎ ‎للمسار‎ ‎الحكومي،‎ ‎هي‎ ‎أن‎ ‎الملف‎ ‎الحكومي‎ ‎على‎ ‎رف‎ ‎الانتظار‎ ‎لأن‎ ‎التضارب‎ ‎في‎ ‎التصورات‎ ‎والتطلعات‎ ‎لا‎ ‎يزال‎ ‎في‎ ‎أعلى‎ ‎مستوياته،‎ ‎مشيرة‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎السعي‎ ‎للاستئثار‎ ‎على‎ ‎ضفتي‎ ‎التشكيل‎ ‎يبقى‎ ‎قائماً‎ ‎طالما‎ ‎كل‎ ‎من‎ ‎الفريقين‎ ‎يعيش‎ ‎أزمة‎ ‎مع‎ ‎خارج‎ ‎يحتاج‎ ‎حلها‎ ‎كي‎ ‎ينطلق‎ ‎قطار‎ ‎الحكومة‎.‎
على‎ ‎جبهة‎ ‎كورونا‎ ‎انطلق‎ ‎قطار‎ ‎اللقاح‎ ‎الوطني‎ ‎بمعايير‎ ‎دولية‎ ‎عالية،‎ ‎وسقطت‎ ‎كل‎ ‎اتهامات‎ ‎التسييس‎ ‎والتطييف‎ ‎والتقصير،‎ ‎فلبنان‎ ‎حجز‎ ‎كمية‎ ‎من‎ ‎لقاح‎ ‎بفايزر‎ ‎قبل‎ ‎أغلب‎ ‎دول‎ ‎العالم،‎ ‎وقام‎ ‎بتصنيف‎ ‎اللقاحات‎ ‎الأخرى‎ ‎على‎ ‎لوائح‎ ‎القبول‎ ‎بمجرد‎ ‎اكتمال‎ ‎ملفاتها‎ ‎التقنية،‎ ‎وبدأ‎ ‎باللقاح‎ ‎من‎ ‎الجهاز‎ ‎الطبي‎ ‎وكبار‎ ‎السن،‎ ‎كما‎ ‎نصت‎ ‎الخطة،‎ ‎بينما‎ ‎كانت‎ ‎أرقام‎ ‎الإصابات‎ ‎والوفيات‎ ‎تحمل‎ ‎بشائر‎ ‎خير‎ ‎لجهة‎ ‎ظهور‎ ‎نتائج‎ ‎مرحلة‎ ‎الإقفال‎ ‎العام‎ ‎بعد‎ ‎أربعة‎ ‎اسابيع‎ ‎من‎ ‎بدء‎ ‎الإقفال،‎ ‎حيث‎ ‎سجل‎ ‎لبنان‎ 2000 ‎إصابة‎ ‎و‎32 ‎حالة‎ ‎وفاة،‎ ‎وهي‎ ‎أرقام‎ ‎مبشرة‎ ‎إذا‎ ‎تم‎ ‎الإلتزام‎ ‎بإجراءات‎ ‎الوقاية‎ ‎خلال‎ ‎الفترة‎ ‎المقبلة،‎ ‎كما‎ ‎أكدت‎ ‎المصادر‎ ‎الطبية‎.‎

وفي‎ ‎الذكرى‎ ‎التاسعة‎ ‎والثلاثين‎ ‎لانتفاضة‎ ‎أبناء‎ ‎الجولان‎ ‎السوري‎ ‎المحتل‎ ‎رفضاً‎ ‎لقرار‎ ‎الاحتلال‎ ‎الصهيوني‎ ‎بضم‎ ‎الجولان،‎ ‎أكد‎ ‎الحزب‎ ‎السوري‎ ‎القومي‎ ‎الاجتماعي‎ ‎في‎ ‎بيان‎: ‎أنه‎ ‎في‎ 14 ‎شباط‎ ‎‎1982‎،‎ ‎انتفض‎ ‎أبناء‎ ‎شعبنا‎ ‎في‎ ‎الجولان‎ ‎السوريّ‎ ‎المحتل‎ ‎وأعلنوا‎ ‎إضراباً‎ ‎عاماً‎ ‎شاملاً‎ ‎رفضاً‎ ‎لقرارات‎ ‎الاحتلال‎ ‎الصهيوني‎ ‎بضمّ‎ ‎الجولان‎ ‎وفرض‎ ‎قوانين‎ ‎الاحتلال‎ ‎وهويته‎. ‎فشكلت‎ ‎انتفاضة‎ 1‎‎4 ‎شباط‎ ‎محطة‎ ‎من‎ ‎محطات‎ ‎الصمود،‎ ‎عبّر‎ ‎من‎ ‎خلالها‎ ‎أبناء‎ ‎الجولان‎ ‎عن‎ ‎إرادة‎ ‎مقاومة‎ ‎الاحتلال‎ ‎وتمسكهم‎ ‎بهويتهم‎ ‎وبانتمائهم‎ ‎القومي،‎ ‎ورفضهم‎ ‎أي‎ ‎شكل‎ ‎من‎ ‎أشكال‎ ‎الخضوع‎ ‎والاستسلام‎ ‎لقوات‎ ‎الاحتلال‎ “‎الإسرائيلي‎”. ‎وهم‎ ‎بإحياء‎ ‎هذه‎ ‎الذكرى‎ ‎كل‎ ‎عام،‎ ‎يؤكدون‎ ‎صلابة‎ ‎موقفهم‎ ‎الرافض‎ ‎للاحتلال‎ ‎والعدوان‎.‎

وحيا‎ “‎القومي‎” ‎أهلنا‎ ‎الصامدين‎ ‎في‎ ‎الجولان‎ ‎السوري‎ ‎المحتل،‎ ‎الذين‎ ‎بمواقفهم‎ ‎المتمسكة‎ ‎بالهوية‎ ‎السورية‎ ‎يجسدون‎ ‎حقيقة‎ ‎انتمائهم‎ ‎إلى‎ ‎سورية،‎ ‎وبنضالهم‎ ‎الدؤوب‎ ‎وإرادة‎ ‎الصمود‎ ‎يواجهون‎ ‎صلف‎ ‎الاحتلال‎ ‎الصهيوني‎ ‎وجبروته،‎ ‎مشكلين‎ ‎حالة‎ ‎فريدة‎ ‎من‎ ‎حالات‎ ‎المقاومة‎ ‎يسجلها‎ ‎تاريخنا‎ ‎القومي‎ ‎في‎ ‎أبهى‎ ‎صفحاته‎.‎

وقال‎ ‎إن‎ ‎الجولان‎ ‎المحتل‎ ‎هو‎ ‎أرض‎ ‎سورية،‎ ‎وهذه‎ ‎حقيقة‎ ‎ثابتة‎ ‎راسخة،‎ ‎لذا،‎ ‎فإن‎ ‎مقاومة‎ ‎الاحتلال‎ ‎واجبة‎ ‎الوجوب،‎ ‎وهي‎ ‎السبيل‎ ‎الوحيد‎ ‎لتحرير‎ ‎كل‎ ‎أرضنا‎ ‎المحتلة‎ ‎والسليبة‎. ‎وكما‎ ‎انتصرت‎ ‎سورية‎ ‎في‎ ‎مواجهة‎ ‎الحرب‎ ‎الإرهابية‎ ‎الكونية،‎ ‎ستنتصر‎ ‎في‎ ‎معركة‎ ‎تحرير‎ ‎الجولان‎ ‎الحبيب‎ ‎وإعادته‎ ‎إلى‎ ‎كنف‎ ‎السيادة‎ ‎السورية‎.‎

بانتظار‎ ‎ان‎ ‎يطلّ‎ ‎الأمين‎ ‎العام‎ ‎لحزب‎ ‎الله‎ ‎السيد‎ ‎حسن‎ ‎نصر‎ ‎الله‎ ‎مساء‎ ‎الثلاثاء،‎ ‎حيث‎ ‎سيتحدث‎ ‎عن‎ ‎آخر‎ ‎المستجدات‎ ‎المحلية‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎الحكومية‎ ‎منها‎ ‎عطفا‎ ‎على‎ ‎التطورات‎ ‎الاقليمية‎ ‎والدولية‎ ‎التي‎ ‎قد‎ ‎تظهر‎ ‎في‎ ‎الأشهر‎ ‎المقبلة‎ ‎مع‎ ‎الادارة‎ ‎الاميركية‎ ‎الجديدة،‎ ‎أطل‎ ‎أمس‎ ‎في‎ ‎الذكرى‎ ‎الـ‎ 16 ‎لاغتيال‎ ‎الرئيس‎ ‎الشهيد‎ ‎رفيق‎ ‎الحريري،‎ ‎الرئيس‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎فأشار‎ ‎الى‎ ‎أنه‎ ‎في‎ ‎كل‎ ‎لقاءاته‎ ‎العربية‎ ‎والدولية،‎ ‎وفي‎ ‎كل‎ ‎اتصالاته‎ “‎هناك‎ ‎جهوزية‎ ‎واستعداد‎ ‎لا‎ ‎بل‎ ‎حماس،‎ ‎لمساعدة‎ ‎لبنان،‎ ‎لوقف‎ ‎الانهيار،‎ ‎لإعادة‎ ‎إعمار‎ ‎بيروت،‎ ‎لنعطي‎ ‎أفقاً‎ ‎للبنانيين‎”‎،‎ ‎مؤكداً‎ ‎أن‎ “‎كل‎ ‎هذا‎ ‎ينتظر‎ ‎كبسة‎ ‎زر،‎ ‎والزر‎ ‎حكومة‎ ‎اختصاصيين‎ ‎غير‎ ‎حزبيين‎”. ‎ورأى‎ ‎أن‎ “‎لا‎ ‎مخرج‎ ‎من‎ ‎الأزمة‎ ‎بمعزل‎ ‎عن‎ ‎العرب‎ ‎والمجتمع‎ ‎الدولي‎ ‎ومن‎ ‎دون‎ ‎مصالحة‎ ‎عميقة‎ ‎مع‎ ‎الأشقاء‎ ‎العرب‎ ‎والتوقف‎ ‎عن‎ ‎استخدام‎ ‎البلد‎ ‎منصة‎ ‎للهجوم‎ ‎على‎ ‎دول‎ ‎الخليج‎ ‎العربي‎ ‎وتهديد‎ ‎مصالح‎ ‎اللبنانيين‎”.‎

وتناول‎ ‎ملف‎ ‎التشكيل‎ ‎الحكوميّ‎ ‎بتفاصيله،‎ ‎موضحاً‎ ‎أنه‎ ‎التقى‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ 16 ‎مرة‎ ‎منذ‎ ‎التكليف‎ “‎وفي‎ ‎المرة‎ ‎الثانية‎ ‎سلمني‎ ‎لائحة‎ ‎لكل‎ ‎الاسماء‎ ‎التي‎ ‎يراها‎ ‎مناسبة‎ ‎للتوزير‎”.‎
وقال‎: ‎بعد‎ 14 ‎جولة‎ ‎تشاور‎ ‎ومحاولات‎ ‎إيجاد‎ ‎الحلول‎ ‎مع‎ ‎فخامة‎ ‎الرئيس،‎ ‎قدمت‎ ‎له‎ ‎اقتراح‎ ‎تشكيلة،‎ ‎من‎ 18 ‎وزيراً،‎ ‎اختصاصيين،‎ ‎غير‎ ‎حزبيين،‎ ‎قادرين‎ ‎أن‎ ‎ينفذوا‎ ‎كفريق‎ ‎متكامل،‎ ‎الإصلاحات‎ ‎المطلوبة،‎ ‎لوقف‎ ‎الانهيار‎ ‎وإعادة‎ ‎إعمار‎ ‎بيروت،‎ ‎وإعادة‎ ‎الأمل‎ ‎للبنانيين‎. ‎ونعم،‎ ‎في‎ ‎هذه‎ ‎التشكيلة‎ ‎لا‎ “‎ثلث‎ ‎معطل‎”. ‎ولن‎ ‎أتراجع‎ ‎عن‎ ‎منع‎ ‎الثلث‎ ‎المعطل‎.‎

وكشف‎ ‎أنه‎ “‎من‎ ‎أصل‎ 18 ‎وزيراً،‎ ‎اعتبرت‎ ‎ان‎ ‎لفخامة‎ ‎الرئيس‎ 6‎،‎ ‎منهم‎ ‎وزير‎ ‎للطاشناق،‎ ‎ومن‎ ‎الـ‎5‎‎ ‎المتبقين‎ 4 ‎تنطبق‎ ‎عليهم‎ ‎مواصفات‎ ‎الاختصاص‎ ‎وعدم‎ ‎الانتماء‎ ‎الحزبي‎ ‎والكفاءة،‎ ‎اخترتها‎ ‎من‎ ‎لائحة‎ ‎فخامته‎ ‎والخامس‎ ‎شخصية‎ ‎محترمة،‎ ‎اختصاصية،‎ ‎غير‎ ‎حزبية،‎ ‎مقربة‎ ‎من‎ ‎فخامته‎ ‎وسبق‎ ‎وطلب‎ ‎مني‎ ‎شخصياً‎ ‎دعم‎ ‎ترشيحها‎ ‎لمنصب‎ ‎مرموق‎”.‎
وأشار‎ ‎الى‎ ‎أنه‎ “‎في‎ ‎التشكيلة‎ ‎نفسها‎ ‎اقترحت‎ ‎لوزارة‎ ‎الداخلية‎ ‎اسم‎ ‎قاضٍ‎ ‎معروف،‎ ‎مشهود‎ ‎لكفاءته‎ ‎ونظافته،‎ ‎وسبق‎ ‎وحكم‎ ‎ضد‎ ‎تيارنا‎ ‎السياسي‎ ‎في‎ ‎القضاء،‎ ‎ومقرّب‎ ‎من‎ ‎بعبدا،‎ ‎وبدل‎ ‎أن‎ ‎يعطي‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎ملاحظاته‎ ‎على‎ ‎التشكيلة‎ ‎وفق‎ ‎الدستور،‎ ‎والمنطق،‎ ‎ومصلحة‎ ‎البلد‎ ‎واللبنانيين،‎ ‎أتى‎ ‎الجواب‎ ‎بالإعلام،‎ ‎بالخطابات،‎ ‎بالبيانات‎”.‎
ورأى‎ ‎أن‎ “‎حقوق‎ ‎المسيحيين‎ ‎هي‎ ‎ببساطة‎ ‎حقوق‎ ‎اللبنانيين‎. ‎حقوقهم‎ ‎وقف‎ ‎الانهيار‎ ‎وإعادة‎ ‎إعمار‎ ‎بيروت،‎ ‎ووقف‎ ‎الكارثة‎ ‎التي‎ ‎ترميهم‎ ‎كلهم‎ ‎مسيحيين‎ ‎ومسلمين‎ ‎على‎ ‎دروب‎ ‎الشرشحة‎ ‎والتعتير‎ ‎والهجرة‎. ‎حقوقهم‎ ‎بالإصلاحات،‎ ‎بتغير‎ ‎طريقة‎ ‎العمل،‎ ‎حقوقهم‎ ‎تدقيق‎ ‎جنائي‎ ‎بالبنك‎ ‎المركزي‎ ‎وبكل‎ ‎المؤسسات‎ ‎والإدارات‎ ‎والوزارات‎”.‎

وعليه،‎ ‎فإن‎ ‎لائحة‎ ‎الأسماء‎ ‎التي‎ ‎تسلمها‎ ‎الحريري‎ ‎والرئيس‎ ‎عون‎ ‎هي‎: ‎الخارجية‎ :‎عبد‎ ‎الله‎ ‎ابو‎ ‎حبيب‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎نعيم‎ ‎سالم‎ (‎ماروني‎).‎
الداخلية‎: ‎فارس‎ ‎فارس‎ (‎سني‎)‎،‎ ‎عبدالله‎ ‎جريدي‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎سعيد‎ ‎الرز‎ (‎سني‎).‎
الدفاع‎: ‎جان‎ ‎سلوم‎ (‎ارثوذكسي‎)‎،‎ ‎فادي‎ ‎داوود‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎ميشال‎ ‎منسّى‎ (‎ارثوذكسي‎).‎
المالية‎: ‎سمير‎ ‎عساف‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎محمد‎ ‎الحج‎ (‎شيعي‎)‎،‎ ‎عامر‎ ‎بساط‎ (‎سني‎)‎،‎ ‎سعادة‎ ‎شامي،‎ ‎حسن‎ ‎مقلد‎ (‎شيعي‎). ‎العدل‎: ‎جويل‎ ‎فواز‎ (‎كاثوليكيّة‎)‎،‎ ‎عادل‎ ‎يمين‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎هنري‎ ‎خوري‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎انطوان‎ ‎فليموس‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎زياد‎ ‎بارود‎ (‎ماروني‎).. ‎الاتصالات‎: ‎أحمد‎ ‎عويدات‎ (‎سني‎)‎،‎ ‎فراس‎ ‎أبي‎ ‎ناصيف‎ (‎ماروني‎). ‎الطاقة‎: ‎بيار‎ ‎خوري‎ (‎كاثوليكيّ‎)‎،‎ ‎جوزيف‎ ‎نصير‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎كارول‎ ‎عياط‎. ‎الاقتصاد‎: ‎امين‎ ‎سلام‎ (‎سني‎)‎،‎ ‎أيمن‎ ‎حداد‎ (‎ارثوذكس‎)‎،‎ ‎فراس‎ ‎ابي‎ ‎ناصيف‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎منير‎ ‎تيني‎ (‎كاثوليكيّ‎). ‎الشؤون‎ ‎الاجتماعية‎: ‎ريمون‎ ‎طربيه‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎بترا‎ ‎خوري‎ (‎أرثوذكسيّة‎). ‎العمل‎: ‎انطوان‎ ‎واكيم‎ (‎ماروني‎). ‎البيئة‎: ‎منال‎ ‎مسلم‎ (‎كاثوليكيّة‎)‎،‎ ‎رانيا‎ ‎أبي‎ ‎مصلح‎ (‎درزية‎). ‎السياحة‎: ‎جان‎ ‎بيروتي‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎ميشال‎ ‎الفتريادس،‎ ‎سليم‎ ‎الزير‎. ‎الصناعة‎: ‎جاك‎ ‎صراف‎ (‎ماروني‎). ‎الأشغال‎ ‎العامة‎ ‎والنقل‎: ‎العميد‎ ‎فادي‎ ‎جعارة‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎وليد‎ ‎نصار‎ (‎ماروني‎)‎‎. ‎التربية‎: ‎منذر‎ ‎فتفت‎ (‎سني‎)‎،‎ ‎خليل‎ ‎الجمال‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎عبدو‎ ‎جرجس‎ (‎ماروني‎). ‎الصحة‎: ‎بترا‎ ‎خوري‎ (‎ارثوذكسيّة‎). ‎الإعلام‎: ‎ندى‎ ‎اندراوس،‎ ‎وسام‎ ‎بريدي،‎ ‎وليد‎ ‎كنعان‎. ‎المهجّرين‎: ‎رضا‎ ‎عازار‎. ‎الشباب‎ ‎والرياضة‎: ‎وليد‎ ‎نصار،‎ ‎منذر‎ ‎فتفت‎ (‎سني‎). ‎التنمية‎ ‎الإدارية‎: ‎روني‎ ‎لحود‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎هلا‎ ‎مطر‎ (‎مارونية‎). ‎الثقافة‎: ‎فايز‎ ‎الدحدح‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎باسكال‎ ‎مونان‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎باسكال‎ ‎لحود‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎ميشال‎ ‎الفتريادس‎. ‎الزراعة‎: ‎ظافر‎ ‎الشاوي‎ (‎كاثوليكي‎)‎،‎ ‎لارا‎ ‎حنا‎ (‎كاثوليكيّة‎)‎،‎ ‎ميشال‎ ‎عقل‎.‎

وفيما‎ ‎أفيد‎ ‎أن‎ ‎الحريري‎ ‎اختار‎ ‎من‎ ‎لائحة‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎الحكوميّة‎ ‎كلاً‎ ‎من‎ ‎وليد‎ ‎نصار‎ ‎وأنطوان‎ ‎قليموس‎ ‎وسعادة‎ ‎شامي‎ ‎وعبدو‎ ‎جرجس،‎ ‎افادت‎ ‎مصادر‎ ‎بعبدا‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎أن‎ ‎اللائحة‎ ‎ليست‎ ‎كاملة‎ ‎وقد‎ ‎سلمت‎ ‎من‎ ‎قبل‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎للرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎أن‎ ‎يطلع‎ ‎على‎ ‎الاسماء‎ ‎الواردة‎ ‎في‎ ‎الورقة‎ ‎من‎ ‎منطلق‎ ‎انها‎ ‎تتمتع‎ ‎بالكفاءة‎ ‎والاختصاص‎ ‎ولم‎ ‎تكن‎ ‎صيغة‎ ‎نهائيّة‎.‎

وبعد‎ ‎خطاب‎ ‎الحريري‎ ‎اكد‎ ‎مكتب‎ ‎الإعلام‎ ‎في‎ ‎رئاسة‎ ‎الجمهورية‎ ‎في‎ ‎بيان‎ ‎أنه‎ ‎مرة‎ ‎جديدة‎ ‎استغل‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎ذكرى‎ ‎استشهاد‎ ‎والده‎ ‎الرئيس‎ ‎رفيق‎ ‎الحريري،‎ ‎ليلقي‎ ‎كلمة‎ ‎تناول‎ ‎فيها‎ ‎ملابسات‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎العتيدة‎ ‎وضمّنها‎ ‎مغالطات‎ ‎كثيرة‎ ‎واقوال‎ ‎غير‎ ‎صحيحة‎ ‎لسنا‎ ‎في‎ ‎وارد‎ ‎الرد‎ ‎عليها‎ ‎مفصلاً‎ ‎لتعذر‎ ‎اختصار‎ 14 ‎جلسة‎ ‎ببيان‎. ‎لكن‎ ‎تكفي‎ ‎الإشارة‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎ما‎ ‎أقرّ‎ ‎به‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎في‎ ‎كلمته،‎ ‎كافٍ‎ ‎للتأكيد‎ ‎بانه‎ ‎يحاول‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎فرض‎ ‎أعراف‎ ‎جديدة‎ ‎خارجة‎ ‎عن‎ ‎الأصول‎ ‎والدستور‎ ‎والميثاق‎.‎

وشدّدت‎ ‎مصادر‎ ‎تيار‎ ‎المستقبل‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎على‎ ‎أن‎ ‎كلمة‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎هدفت‎ ‎الى‎ ‎وضع‎ ‎النقاط‎ ‎على‎ ‎الحروف‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎ان‎ ‎فريق‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎حاول‎ ‎في‎ ‎الآونة‎ ‎الأخيرة‎ ‎رمي‎ ‎التهم‎ ‎على‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎بتعطيل‎ ‎التأليف‎ ‎في‎ ‎حين‎ ‎أن‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎نفسه‎ ‎لا‎ ‎يريد‎ ‎تأليف‎ ‎حكومة‎ ‎لا‎ ‎تلبي‎ ‎طموحات‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎السياسية‎ ‎في‎ ‎الرئاسة‎. ‎وهنا‎ ‎تكمن‎ ‎العقدة‎ ‎العونية،‎ ‎ومع‎ ‎ذلك‎ ‎اعتبرت‎ ‎المصادر‎ ‎ان‎ ‎سرد‎ ‎الحريري‎ ‎وقائع‎ ‎الامور‎ ‎لا‎ ‎يعني‎ ‎ان‎ ‎الطريق‎ ‎قطع‎ ‎على‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة،‎ ‎فهناك‎ ‎حراك‎ ‎في‎ ‎هذا‎ ‎الاتجاه‎ ‎فرنسي‎ ‎وعربي‎ ‎ومحلي‎ ‎خاصة‎ ‎وأن‎ ‎الجميع‎ ‎يدرك‎ ‎ان‎ ‎اي‎ ‎مساعدات‎ ‎لن‎ ‎تصل‎ ‎الى‎ ‎لبنان‎ ‎قبل‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎وتنفيذ‎ ‎الإصلاحات‎.‎

وبانتظار‎ ‎كلمة‎ ‎رئيس‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎الأحد‎ ‎المقبل‎ ‎التي‎ ‎سيتناول‎ ‎فيها‎ ‎التطورات‎ ‎السياسيّة،‎ ‎خصوصاً‎ ‎تلك‎ ‎المتعلقة‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎شددت‎ ‎مصادر‎ ‎تكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القوي‎ ‎في‎ ‎حديث‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎على‎ ‎أن‎ ‎الحريري‎ ‎لا‎ ‎يمكن‎ ‎ان‎ ‎يستمر‎ ‎الى‎ ‎ما‎ ‎لا‎ ‎نهاية‎ ‎بسياسة‎ ‎التعطيل،‎ ‎وبالتالي‎ ‎الأمور‎ ‎لن‎ ‎تقف‎ ‎ونتفرج‎ ‎على‎ ‎ما‎ ‎يجري‎ ‎خاصة‎ ‎ان‎ ‎الدستور‎ ‎ووفق‎ ‎مواده‎ ‎يؤكد‎ ‎ان‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎لا‎ ‎يؤلف‎ ‎الحكومة‎ ‎بمفرده،‎ ‎إنما‎ ‎التأليف‎ ‎يحتاج‎ ‎الى‎ ‎اتفاق‎ ‎بين‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والرئيس‎ ‎المكلف،‎ ‎جزمت‎ ‎المصادر‎ ‎ان‎ ‎خطاب‎ ‎الحريري‎ ‎في‎ ‎الشقّ‎ ‎المتعلق‎ ‎بالحكومة‎ ‎يصح‎ ‎فيه‎ ‎القول‎ ‎خطاب‎ ‎المعلومات‎ ‎المغلوطة‎ ‎والتي‎ ‎تفتقد‎ ‎المصداقية‎. ‎ومن‎ ‎هنا‎ ‎اعتبرت‎ ‎المصادر‎ ‎ان‎ ‎الحل‎ ‎الأساس‎ ‎لتشبث‎ ‎الحريري‎ ‎بمواقفه‎ ‎العمل‎ ‎على‎ ‎إضفاء‎ ‎دينامية‎ ‎على‎ ‎الدستور‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎إضفاء‎ ‎بعض‎ ‎التعديلات‎ ‎عليه‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎في‎ ‎ما‎ ‎يتّصل‎ ‎بالمهل‎ ‎التي‎ ‎يفترض‎ ‎ان‎ ‎تمنح‎ ‎للرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎لتأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎بمعنى‎ ‎انها‎ ‎يجب‎ ‎ان‎ ‎تحدد‎ ‎بزمن،‎ ‎لأن‎ ‎عقدة‎ ‎الدستور‎ ‎قاتلة‎ ‎بشكل‎ ‎حاد‎. ‎وهنا‎ ‎تأمل‎ ‎المصادر‎ ‎من‎ ‎الرئيس‎ ‎نبيه‎ ‎بري‎ ‎أن‎ ‎يضع‎ ‎اقترح‎ ‎تكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القوي‎ ‎المتصل‎ ‎بتحديد‎ ‎المهل‎ ‎الدستورية‎ ‎على‎ ‎جدول‎ ‎أعمال‎ ‎أول‎ ‎جلسة‎ ‎عامة‎ ‎أو‎ ‎يحيله‎ ‎الى‎ ‎اللجان‎ ‎المشتركة‎ ‎لدرسه،‎ ‎واعتبرت‎ ‎المصادر‎ ‎أن‎ ‎الحريري‎ ‎يتخبط‎ ‎بأزماته‎ ‎الخارجية،‎ ‎ومرد‎ ‎ذلك‎ ‎ان‎ ‎هناك‎ ‎فواتير‎ ‎مطلوب‎ ‎منه‎ ‎أن‎ ‎يدفعها‎ ‎لكنه‎ ‎لا‎ ‎يستطيع‎. ‎ورأت‎ ‎المصادر‎ ‎ان‎ ‎التدقيق‎ ‎الجنائي‎ ‎يبقى‎ ‎مفتاح‎ ‎الإصلاح‎ ‎وبالتالي‎ ‎فان‎ ‎كلام‎ ‎الحريري‎ ‎عن‎ ‎ضرورة‎ ‎التنفيذ‎ ‎يجب‎ ‎أن‎ ‎يتراجع‎ ‎على‎ ‎ارض‎ ‎الواقع‎. ‎وهذا‎ ‎يتحقق‎ ‎برفعه‎ ‎الغطاء‎ ‎عن‎ ‎الحاكم‎ ‎ومن‎ ‎يعطّل‎ ‎التدقيق‎ ‎المالي‎.‎

وقال‎ ‎رئيس‎ ‎الحزب‎ ‎التقدمي‎ ‎الاشتراكي‎ ‎وليد‎ ‎جنبلاط‎ “‎لا‎ ‎بد‎ ‎من‎ ‎صيغة‎ ‎سياسية‎ ‎جديدة‎ ‎إذ‎ ‎لا‎ ‎نستطيع‎ ‎أن‎ ‎نستمر‎ ‎في‎ ‎الصيغة‎ ‎القديمة‎”. ‎وتابع‎: ‎‎”‎وهناك‎ ‎واحد‎ ‎عبثي‎ ‎في‎ ‎بعبدا‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎يريد‎ ‎الانتحار‎ ‎فلينتحر‎ ‎وحده‎ ‎هو‎ ‎والغرف‎ ‎السوداء‎ ‎والصهر‎ ‎الكريم‎ ‎ويا‎ ‎ليته‎ “‎كريم‎”‎،‎ ‎وأنا‎ ‎لا‎ ‎أنصح‎ ‎الحريري،‎ ‎هو‎ ‎لديه‎ ‎القدرة‎ ‎والحكمة‎ ‎لتقدير‎ ‎الظرف‎ ‎وأنا‎ ‎إلى‎ ‎جانبه‎”. ‎وقال‎ ‎جنبلاط‎: ‎‎”‎الاتصال‎ ‎الأخير‎ ‎بيني‎ ‎وبين‎ ‎الحريري‎ ‎لم‎ ‎يكن‎ ‎هناك‎ ‎حديث‎ ‎سياسيّ‎ ‎وسأتصل‎ ‎فيه‎ ‎بمناسبة‎ 14 ‎شباط‎”. ‎ولفت‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎الحريري‎ ‎وضع‎ ‎صيغة‎ ‎حكومية‎ ‎مناسبة‎ ‎للجميع‎ ‎لا‎ “‎ثلث‎ ‎معطل‎” ‎فيها‎ ‎ولننتهِ‎ ‎من‎ ‎الثلث‎ ‎المعطل‎. ‎وأكد‎ ‎انه‎ ‎لا‎ ‎بد‎ ‎أن‎ ‎نجد‎ ‎طريقة‎ ‎سياسية‎ ‎دستورية‎ ‎للخروج‎ ‎من‎ ‎هذا‎ ‎المأزق‎ ‎والرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎قال‎ ‎مع‎ ‎وزير‎ ‎خارجيته‎ ‎قوموا‎ ‎بالإصلاح‎ ‎الداخلي‎ ‎ونحن‎ ‎جاهزون،‎ ‎ولكن‎ ‎أضعنا‎ ‎الفرصة‎ ‎وهل‎ ‎يعقل‎ ‎بلد‎ ‎الإشعاع‎ ‎والنور‎ ‎وفيروز‎ ‎لا‎ ‎يستطيع‎ ‎إصلاح‎ ‎الكهرباء‎.‎
وأكد‎ ‎النائب‎ ‎علي‎ ‎حسن‎ ‎خليل‎ ‎أن‎ “‎هناك‎ ‎من‎ ‎يريد‎ ‎أن‎ ‎يكرّس‎ ‎واقعاً‎ ‎ما‎ ‎يشبه‎ ‎الثلث‎ ‎الضامن‎ ‎في‎ ‎الحكومة،‎ ‎وهناك‎ ‎من‎ ‎يريد‎ ‎أن‎ ‎يؤثر‎ ‎ويمسك‎ ‎بقرارات‎ ‎هذه‎ ‎الحكومة‎ ‎لحسابات‎ ‎خاصة‎ ‎به‎”‎،‎ ‎مضيفا‎ “‎لهؤلاء‎ ‎نقول،‎ ‎الناس‎ ‎لم‎ ‎تعد‎ ‎تحتمل‎ ‎ومن‎ ‎يطالب‎ ‎بحصة‎ ‎على‎ ‎حساب‎ ‎الآخر‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎أن‎ ‎يضغط‎ ‎عليه‎ ‎بموقع‎ ‎آخر‎ ‎فوضع‎ ‎البلد‎ ‎لا‎ ‎يحتمل‎ ‎على‎ ‎الإطلاق‎”.‎

وتابع‎: ‎‎”‎للأسف‎ ‎نحن‎ ‎متشائمون‎ ‎مما‎ ‎حصل‎ ‎في‎ ‎الأيام‎ ‎الماضية،‎ ‎ونتطلع‎ ‎وندعو‎ ‎القوى‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎استثناء‎ ‎ممن‎ ‎نلتقي‎ ‎معه‎ ‎ومن‎ ‎نختلف‎ ‎معه‎ ‎إلى‎ ‎إعادة‎ ‎النظر‎ ‎بمواقفهم،‎ ‎والى‎ ‎الابتعاد‎ ‎عن‎ ‎الحسابات‎ ‎الخاصة،‎ ‎وعن‎ ‎التوازنات‎ ‎التي‎ ‎يفرضها‎ ‎لحماية‎ ‎مصالحه‎”‎،‎ ‎معتبراً‎ ‎أن‎ “‎مصلحتنا‎ ‎جميعاً‎ ‎هي‎ ‎في‎ ‎تشكيل‎ ‎سريع‎ ‎للحكومة‎ ‎وفي‎ ‎إقرار‎ ‎الخطط‎ ‎التي‎ ‎تنقذنا‎”.‎

اما‎ ‎البطريرك‎ ‎الماروني‎ ‎مار‎ ‎بشارة‎ ‎بطرس‎ ‎الراعي‎ ‎فقال‎ ‎في‎ ‎عظة‎ ‎يوم‎ ‎الأحد‎: ‎‎”‎ليس‎ ‎المطلوب‎ ‎من‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎ولا‎ ‎من‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلَّف‎ ‎أن‎ ‎يَتنازلا‎ ‎عن‎ ‎صلاحيّاتِهما‎ ‎الدستوريّة‎ ‎ليؤلّفا‎ ‎الحكومة،‎ ‎بل‎ ‎أن‎ ‎يتحاورا‎ ‎ويتعاونا‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎خلفيّات‎ ‎وتحفظات‎ ‎غير‎ ‎مكشوفة‎”‎،‎ ‎لافتاً‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎عمليّةَ‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎جديدة‎ ‎تَتعقّدُ‎ ‎عوض‎ ‎أن‎ ‎تَنفرِج،‎ ‎وبهذا‎ ‎تُنزل‎ ‎الأضرار‎ ‎الجسيمة‎ ‎بالدولة‎ ‎واقتصادها‎ ‎ومالها‎ ‎واستقرار‎ ‎أمنها،‎ ‎وتشلّ‎ ‎مؤسّساتها‎ ‎العامّة،‎ ‎وتفكفك‎ ‎أوصالها،‎ ‎وتذلّ‎ ‎شعبها‎.‎

ودعا‎ ‎الراعي‎ ‎إلى‎ ‎تنظيم‎ ‎مؤتمر‎ ‎دوليّ‎ ‎خاصّ‎ ‎بلبنان‎ ‎برعاية‎ ‎منظمّة‎ ‎الأمم‎ ‎المتحدة،‎ ‎وقال‎: ‎‎”‎لسنا‎ ‎مستعدّين‎ ‎أن‎ ‎نَدع‎ ‎الوطن‎ ‎النموذج،‎ ‎يَسقطُ‎ ‎أمام‎ ‎الظلاميّةِ‎ ‎أو‎ ‎يَستسلمُ‎ ‎أمامَ‎ ‎المشاريع‎ ‎العابرة‎ ‎المشرق‎ ‎والمخالفة‎ ‎جوهر‎ ‎الوجود‎ ‎اللبناني‎. ‎فالمؤتمر‎ ‎الدوليّ‎ ‎يَنزعُ‎ ‎التدخّلاتِ‎ ‎الخارجيّةَ‎ ‎التي‎ ‎تمنعُ‎ ‎بلورةَ‎ ‎القرارِ‎ ‎الوطني‎ ‎الحرِّ‎ ‎والجامع،‎ ‎ويُثبِّتُ‎ ‎دولة‎ ‎لبنان‎ ‎ويَضمن‎ ‎حيادها‎ ‎الإيجابيّ‎. ‎ويبقى‎ ‎على‎ ‎الأمم‎ ‎المتّحدة‎ ‎أن‎ ‎تجد‎ ‎هي‎ ‎الوسيلة‎ ‎القانونيّة‎ ‎لتقوم‎ ‎بواجبها‎ ‎تجاه‎ ‎دولة‎ ‎لبنان‎ ‎التي‎ ‎تتعرّض‎ ‎للخطر‎”.‎
وفي‎ ‎خضم‎ ‎التخبط‎ ‎والأوبئة‎ ‎السياسية‎ ‎المتنقلة،‎ ‎حطت‎ ‎بارقة‎ ‎أمل‎ ‎صحيّة‎ ‎اول‎ ‎امس‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎مع‎ ‎وصول‎ ‎اول‎ ‎دفعة‎ ‎من‎ ‎لقاح‎ ‎كورونا‎ ‎الى‎ ‎مستشفى‎ ‎رفيق‎ ‎الحريري‎ ‎الجامعي‎ ‎على‎ ‎ان‎ ‎تتوالى‎ ‎الدفعات‎ ‎أسبوعياً‎.‎

وبدأت‎ ‎أمس‎ ‎عملية‎ ‎التلقيح‎ ‎في‎ ‎ثلاث‎ ‎مستشفيات،‎ ‎وهي‎ ‎مستشفى‎ ‎رفيق‎ ‎الحريري‎ ‎الجامعي،‎ ‎الجامعة‎ ‎الأميركية،‎ ‎ومستشفى‎ ‎الروم،‎ ‎بالإضافة‎ ‎الى‎ ‎مركز‎ ‎دار‎ ‎المسيح‎ ‎الملك‎ ‎للعجزة‎ ‎في‎ ‎برمانا‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎تشمل‎ ‎الطواقم‎ ‎الطبية‎ ‎من‎ ‎أطباء‎ ‎وممرضين‎ ‎والكبار‎ ‎في‎ ‎السن‎ ‎من‎ 80 ‎سنة‎ ‎وما‎ ‎فوق‎.‎

وخلال‎ ‎إطلاق‎ ‎حملة‎ ‎التلقيح‎ ‎الوطنية‎ ‎ضد‎ ‎وباء‎ ‎كورونا‎ ‎أكد‎ ‎رئيس‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎حسان‎ ‎دياب‎ ‎أننا‎ ‎نشهد‎ “‎لحظة‎ ‎مفصلية‎ ‎في‎ ‎هذه‎ ‎المواجهة‎ ‎الشرسة‎ ‎مع‎ ‎وباء‎ ‎كورونا‎ ‎الذي‎ ‎يفتك‎ ‎بالبشرية‎”‎،‎ ‎مشيراً‎ ‎الى‎ ‎أن‎ “‎ينتقل‎ ‎لبنان‎ ‎من‎ ‎مرحلة‎ ‎الخوف‎ ‎من‎ ‎هذا‎ ‎الوباء،‎ ‎إلى‎ ‎مرحلة‎ ‎الحماية‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎اللقاح،‎ ‎وبالتالي‎ ‎حماية‎ ‎مجتمعنا،‎ ‎ووطننا،‎ ‎تمهيداً‎ ‎لاستعادة‎ ‎حياتنا‎ ‎الطبيعية‎ ‎تدريجياً‎”.‎
وقال‎ ‎دياب‎: ‎‎”‎نحن‎ ‎اليوم،‎ ‎نطلق‎ ‎حملة‎ ‎التلقيح‎ ‎الوطنية‎ ‎ضد‎ ‎وباء‎ ‎كورونا،‎ ‎بلقاحات‎ ‎ذات‎ ‎جودة‎ ‎عالية‎ ‎وفعالة‎ ‎وموثوقة،‎ ‎وبعدها‎ ‎سنبدأ‎ ‎بالتحرّر‎ ‎تدريجياً‎ ‎من‎ ‎القيود‎ ‎التي‎ ‎فرضها‎ ‎علينا‎ ‎هذا‎ ‎الوباء،‎ ‎وبالتالي‎ ‎عودة‎ ‎دورة‎ ‎الحياة‎ ‎إلى‎ ‎مختلف‎ ‎القطاعات‎ ‎عند‎ ‎تحقيق‎ ‎المناعة‎ ‎المجتمعية‎ ‎المنشودة‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *