بينما يواصل البطريرك الماروني تصويبه على ضمير أهل الحكم الغائب الذي يحول دون توقيع مراسيم تشكيل “حكومة الضمير” رأفة بالشعب والوطن، لا يزال أهل السلطة يتصرفون بضمير منفصل ومنفصم عن واقع البلد والناس، لتبقى الأمور عالقة عند حرب تناتش الحصص الوزارية بين بعبدا وبيت الوسط، وقد استعرت نيرانها أمس في ضوء انتقال رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى “اللعب على المكشوف” مع رئيس الجمهورية ميشال عون، فكشف النقاب عن “لائحة بالألوان” كان قد تسلمها منه في الاجتماع التشاوري الثاني بينهما، ناسفاً في الوقت عينه أي إمكانية لوجود “ثلث معطل” في تشكيلته ووضعه في خانة الأمر “المستحيل”.
وفي الكلمة التي ألقاها لمناسبة الذكرى الـ 16 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بدا الرئيس المكلف حازماً أمره بعدم التراجع وعدم الاعتذار في معركة التكليف والتأليف، رامياً كرة التعطيل صراحة في مرمى رئيس الجمهورية مع إبقائه الباب موارباً لحفظ “خط الرجعة” إلى قصر بعبدا، انطلاقاً من قناعته بأنّ الحكومة ستتألف عاجلاً أم آجلاً و”الحل موجود ومعروف وجاهز وينتظر كبسة زر” لولادة تشكيلة من “الاختصاصيين غير الحزبيين”. وفي إطار رده على الحملة العونية التي تتهمه بالاعتداء على حقوق المسيحيين، كشف الحريري عن اللائحة التي قدمها عون إليه وتضم أسماء يجدها مناسبة للتوزير، لافتاً إلى أنه من أصل 18 وزيراً ضمّن تشكيلته حصة من 6 وزراء لرئيس الجمهورية 4 منهم اختارهم من لائحة عون، بالإضافة إلى وزير للطاشناق وآخر “شخصية اختصاصية مقربة من فخامته”.
وفي المقابل، لم تتأخر رئاسة الجمهورية في الرد على خطاب الرئيس المكلف عبر بيان مقتضب لمكتب الإعلام في قصر بعبدا، اعتبر أنّ الحريري “استغل ذكرى استشهاد والده” وضمّن كلمته “مغالطات كثيرة وأقوالاً غير صحيحة، لسنا في وارد الرد عليها مفصلاً لتعذر اختصار 14 جلسة ببيان”، واكتفى البيان بالإشارة إلى أنّ “ما أقر به رئيس الحكومة المكلف في كلمته، كاف للتأكيد بأنه يحاول من خلال تشكيل الحكومة فرض أعراف جديدة خارجة عن الأصول والدستور والميثاق”.
وتوازياً مع الرد الرئاسي المقتضب، بدأ رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الاستعداد للرد مفصلاً على رئيس الحكومة المكلف في إطلالة متلفزة ظهر الأحد المقبل، حسبما سرّبت مصادر ميرنا الشالوحي مساءً، في حين ستتجه الأنظار غداً إلى خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله والذي تفيد المعلومات بأنه “سيقارب الملف الحكومي وآفاقه المسدودة، من زاوية الدعوة إلى ضرورة تقريب وجهات النظر بين عون والحريري باعتبار التأزم الحكومي ناتجاً عن أزمة الثقة بين الجانبين ولا أبعاد خارجية له”.
أما على مقلب القوى السيادية المعارضة لنهج الفريق الحاكم، فقد برزت أمس تغريدة وجدانية لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، مستذكراً حضوره في “حلم الدولة الحرة المستقلة”، ومشدداً على أنه لا يزال يحيا “في كل طالب” ويرتسم “في كل إعمار” ويظهر “في كل حداثة”، ليجدد المطالبة بالعدالة باعتبارها كفيلة بـ”توقّف القتلة” بعدما لم توقفهم “الحقيقة”.
وكذلك، صوّب رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط على مسلسل الاغتيالات المستمر من رفيق الحريري إلى لقمان سليم. وإذ شدد على أنّ البلد اليوم أمام “حكم عبثي وحاكم مدمّر”، أردف جنبلاط: “هناك واحد عبثي في بعبدا، ميشال عون، يريد الإنتحار، فلينتحر وحده هو والغرف السوداء والصهر الكريم، ويا ليته “كريم” (…) إنتهينا من الثلث المعطّل الذي عطّل البلاد طيلة 20 عاماً، ولا بد من كسر حاجز الخوف ولا أمل إلّا بحكومة تفك الأسر عن التشكيلات القضائية وغير القضائية”، مضيفاً: “نحن نغرق والتيار الوطني الحر مع ميشال عون يغرّقنا، إذا كانوا هم يريدون الإنتحار فلينتحروا وحدهم، لماذا يريدون نحر كل البلد؟”.
بالأسماء… اللائحة “الصفراء”
كشفت اللائحة الملونة بالأصفر التي رفعها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بيده أمام عدسات الكاميرات خلال مؤتمره الصحافي أمس في بيت الوسط، عن قائمة الأسماء التي تسلّمها من رئيس الجمهورية ميشال عون والذي كان قد قدّمها إليه في اجتماعهما الثاني في إطار مشاورات التأليف في قصر بعبدا، طالباً من الحريري اختيار أسماء منها للتوزير في الحقيبة المدرجة أمام كل اسم مقترح، وتضمنت اللائحة:
- الخارجية: عبد الله ابو حبيب (ماروني)، نعيم سالم (ماروني)
- الداخلية: فارس فارس (سني)، عبدالله جريدي (ماروني)، سعيد الرز (سني)
- الدفاع: جان سلوم (ارثوذكسي)، فادي داوود (ماروني)، ميشال منسى (ارثوذكسي)
- المالية: سمير عساف (ماروني)، محمد الحج (شيعي)، عامر بساط (سني)، سعادة شامي، حسن مقلد (شيعي)
- العدل: جويل فواز (كاثوليكية)، عادل يمين (ماروني)، هنري خوري (ماروني)، انطوان قليموس (ماروني)، زياد بارود (ماروني).
- الاتصالات: أحمد عويدات (سني)، فراس أبي ناصيف (ماروني).
- الطاقة: بيار خوري (كاثوليكي)، جوزيف نصير(ماروني)، كارول عياط
- الاقتصاد: أمين سلام (سني)، ايمن حداد (ارثوذكسي)، فراس أبي ناصيف (ماروني)، منير تيني (كاثوليكي)
- الشؤون الاجتماعية: ريمون طربيه (ماروني)، بترا خوري (ارثوذكسية)
- العمل: انطوان واكيم (ماروني)
- البيئة: منال مسلم (كاثوليكية)، رانيا ابي مصلح (درزية)
- السياحة: جان بيروتي (ماروني)، ميشال الفتريادس، سليم الزير
- الصناعة: جاك صراف (ماروني)
- الاشغال العامة والنقل: العميد فادي جعارة (ماروني)، وليد نصار (ماروني)
- التربية: منذر فتفت (سني)، خليل الجمال (ماروني)، عبدو جرجس (ماروني)
- الصحة: بترا خوري (ارثوذكسية)
- الاعلام: ندى اندراوس، وسام بريدي، وليد كنعان
- المهجرين: رضا عازار
- الشباب والرياضة: وليد نصار، منذر فتفت (سني)
- التنمية الادارية: روني لحود (ماروني)، هلا مطر (مارونية)
- الثقافة: فايز دحدح (ماروني)، باسكال مونان (ماروني)، باسكال لحود (ماروني)، ميشال الفتريادس
- الزراعة: ظافر الشاوي (كاثوليكي)، لارا حنا (كاثوليكية)، ميشال عقل.