لا حلول في الافق. لا وساطات ولا مبادرات تجد ارضية صالحة للتنفيذ. حرب الجبهات توقفت بعدما تعطلت لغة الكلام، مفسحة المجال لشيء او ضغط ما قد يتأتى من خلف البحار يفك اسر الحكومة المخطوفة بشرط ثلث هنا ومعيار مساواة هناك وتهمة استئثار هنالك. الخارج قد يتحرك لكن ليس بقدر الرهان اللبناني عليه، فلكل انشغالاته وهمومه ولبنان ليس في اولوياته، تماما كما ان شؤون المواطن وحياته برمتها ليست مدرجة في قائمة اولويات المسؤولين الذين عوض المسارعة الى تأمين توزيع المساعدات والهبات الممنوحة من الدول الصديقة لتوفير ادنى مقومات العيش يتلهون بالسجالات ويرجئون البحث في قوانينها المفترضة اياما واسابيع…فالبلد بألف خير ولا داعي للعجلة.
الحريري يسافر
قبيل اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء امس في ذكرى «القادة الشهداء» تلبّدت السماء فوق ضفة التأليف اكثر، بفعل رفع حلفاء الحزب، الدروز هذه المرة، الصوت، مطالبين بتمثيلهم في الحكومة تمثيلا حقيقيا وإلا. وفيما يشبه إقرارا منه بأن لا تأليف في المدى المنظور، يشغّل الرئيس المكلف سعد الحريري محرّكاته على الخط الخارجي، من جديد في الساعات المقبلة، حيث يفترض ان يزور الدوحة اليوم وبعدها ربما باشر جولة اوروبية. كل ذلك فيما الضغط الدولي لفرض التقيّد اللبناني بالمبادرة الفرنسية، وآخرُه مصدرُه روسيا، لايزال عصيا على دفع قصر بعبدا الى خفض سقوفه.
الموقف الروسي
وليس بعيدا، اشارت مصادر ديبلوماسية مطّلعة على الشأن الروسي إلى أن اتصال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف بالحريري ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط يدّل الى اهتمام روسيا بالملّف اللبناني خلافا لما يسرّب، فهي لاعب أساسي في الشرق الأوسط يهّمها أن يكون لها دور في الملف اللبناني، إلى جانب حماس واستعداد شركاتها للمشاركة في إعادة إعمار بيروت بعد انفجار المرفأ، من هنا تفسّر مصلحتها في استقرار لبنان عبر حكومة مهمة إنقاذية مؤلّفة من اختصاصيين غير حزبيين برئاسة الحريري. وكشفت المصادر عن اتصالات إضافية سيجريها الجانب الروسي مع أفرقاء محليين آخرين، وحتّى يمكن إدراج عدد من نشاطات السفير الروسي في بيروت في هذا الإطار. واضافت «موسكو تؤدي دوراً في اتّجاه الحلحلة كونها قادرة على ممارسة الضغط على مختلف الأطراف، مشيرة الى تواصل ايراني – روسي مرتقب حول موضوع لبنان، خصوصاً وأن موسكو الأكثر قدرة على التواصل مع طهران،كما ان تواصل الجانبين الروسي والأميركي قائم.
غريو وشيا
ديبلوماسيا، زارت السفيرة الفرنسية ان غريو بكركي غداة زيارتها السفير السعودي وليد البخاري. اما السفيرة الاميركية دوروثي شيا فزارت رئيس الكتائب سامي الجميل في بكفيا. وبعد اللقاء، اكد الجميل ان «من الضروري ان تكون هناك حكومة مستقلة قادرة على انقاذ البلد»، آسفاً للتراشق الحاصل داخل الفريق الواحد، قائلا «بدلاً من ان يكون النقاش حول مهمة الحكومة فهو مقتصر على الحسابات العددية والرئاسية».
تصعيد درزي
في الاثناء وفي موقف تصعيدي درزي، أكد الوزير السابق صالح الغريب، بعد اجتماع «لقاء خلدة» في دارة رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان في حضور فاعليات روحية وسياسية درزية، «انّ التعدّي الحاصل، وبصورة علنية، على حقّ طائفة مؤسسة للكيان اللبناني، من خلال الإجحاف في تمثيلها داخل الحكومة، حيث يتم خفض هذه النسبة إلى النصف في حكومة من 18 وزيراً، فاننا نراها حكومة كيدية بامتياز تهدف إلى تحجيم الدروز عبر إلغاء التنوع السياسي الدرزي الذي يفوق عمره عمر لبنان بمئات السنين.
ارجاء المساعدات
في المقلب الاجتماعي، انعقدت جلسة نيابية مشتركة للجان المال والموازنة والصحة العامة والعمل والشؤون الاجتماعية، لدرس مشروع القانون الرامي الى طلب الموافقة على ابرام اتفاقية قرض بين لبنان والبنك الدولي للانشاء والتعمير لتنفيذ المشروع الطارئ لدعم شبكة الامان الاجتماعي للاستجابة لجائحة كوفيد 19 والازمة الاقتصادية في لبنان. وخلال الجلسة، تم تسجيل ملاحظات من بعض الكتل النيابية حول طريقة تحويل هذا المشروع الى مجلس النواب عبر موافقة استثنائية من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب من دون المرور بمجلس الوزراء مجتمعا واعتبر هذا الامر مخالفة دستورية. وأشارت معطيات صحافية الى سجال كبير وقع خلال الجلسة حيث اعترض على الاتفاقية بعض النواب معتبرين أنّ الإذعان لشروط البنك يعدّ تخلياً عن السيادة.
الكلية الحربية
على صعيد آخر، تفقّد قائد الجيش العماد جوزيف عون في الكلية الحربية، تلامذة ضباط السنة الأولى الذين التحقوا حديثاً بحضور قائد الكلية وعدد من الضباط. وتوجه إليهم بكلمة أشار فيها إلى أن الوضع الاقتصادي أدى إلى توقف عملية التطويع من بين المدنيين، فبادرت المؤسسة العسكرية إلى إجراء الاختبارات للعسكريين من مختلف الأجهزة الأمنية لسد النقص الحاصل، وقال «لقد نجحتم بفضل جهودكم وكفاءتكم، ولا مِنّة لأحد عليكم». واعتبر أنّ تجربة إدخال الإناث إلى الكلية الحربية كانت ناجحة بكل المقاييس بعدما أثبتن كفاءة وجدارة في مختلف الميادين، لافتاً إلى أن المسؤول الناجح يبرز خلال الظروف الصعبة.