الرئيسية / صحف ومقالات / الجمهورية: السعودية لتجاوز لبنان أزمته.. والحريري الى أبو ظبي بعد الدوحة
الجمهورية

الجمهورية: السعودية لتجاوز لبنان أزمته.. والحريري الى أبو ظبي بعد الدوحة

خلافاً لكل الاجواء المتشائمة ازاء الاستحقاق الحكومي، بدأت تلوح في الافق مؤشرات الى احتمالات انجازه في وقت ليس ببعيد، خصوصاً في ظل تفاقم الازمة بكل مستوياتها السياسية والاقتصادية والمالية والنقدية والمعيشية. وقد وجدت الاوساط المعنية والمهتمة ان ابرز هذه المؤشرات كان تأكيد الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله ان الجميع يريدون تأليف الحكومة، والذي جاء عقب تأكيد مماثل عبّر عنه الرئيس المكلف سعد الحريري في خطاب 14 شباط من أنّ «الحكومة ستتألف»، متجاوزاً ما ساقَه في هذا الخطاب من اتهامات لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفريقه السياسي بإعاقة تأليف الحكومة، دلّت الى تفاقم ازمة الثقة المتعاظمة بين قصر بعبدا و«بيت الوسط».

وعلمت «الجمهورية» انّ اوساطاً ديبلوماسية غربية تابعت خطاب نصرالله ووجدت فيه بعض المؤشرات المرنة، خصوصاً حول الأزمة الحكومية وبعض الملفات الداخلية والاقليمية.

الى ذلك أبلغت اوساط سياسية مطلعة الى «الجمهورية» ان الشق الحكومي من خطاب نصرالله «انطوى على مخارج واقعية من نفق الخلاف حول تركيبة الحكومة المقبلة».

واعتبرت «انّ نصرالله كان مُنصفاً ومتوازناً في توزيع المسؤوليات عن الازمة وفي اقتراح المعالجات لها»، لافتة إلى أنه «مَدّ السُلّم لإنزال الجميع من الشجرة، اذا صدقت نياتهم، وذلك على قاعدة تبادل التنازلات، بحيث لا يكون هناك غالب او مغلوب».

وبينما زار الرئيس المكلف سعد الحريري الدوحة امس، أشارت مصادر مطلعة الى ان هناك نوعا من التزخيم لدور قطر الاقليمي بعد تصالحها مع السعودية وتسلّم جو بايدن الرئاسة الأميركية.

وقالت هذه المصادر لـ«الجمهورية» أنّ واشنطن باتت تميل، على ما يبدو، الى إعطاء قطر حيّزاً من مساحة «الوساطة المكتومة» بينها وبين إيران، الأمر الذي من شأنه ان يعزز حضور قطر في المنطقة، مشيرة الى ان هذا السيناريو، اذا صَح، سينعكس ايجابا على الساحة اللبنانية المعروفة بتفاعلها الشديد مع المحيط الاقليمي، «لكن المشكلة هي انّ الازمات الحادة التي يعانيها لبنان لم تعد تمنحه ترف الوقت ولم تعد تسمح له بأن ينتظر طويلا اتجاهات المنطقة حتى يبنى على الشيء مقتضاه».

 

الى الامارات مجدداً

وعلمت «الجمهورية» ان الحريري، وبعد زيارته لقطر، سيتوجه مجدداً الى دولة الامارات العربية المتحدة. لكن مصادر متابعة لتحركه كشفت لـ»الجمهورية» أن جولة الرئيس المكلف لن يكون لها أثر مباشر في تأليف الحكومة. واشارت الى أنه بعد مواقف السيد نصرالله التي وضع فيها إطاراً مسهّلاً للرئيس المكلف بإعلانه انه ضد «الثلث الضامن» وأنه مع اعطائه وزارة الداخلية، ربما يكون قد فتح للحريري باباً يتحرك من خلاله لتحقيق حَلحلة في موضوع حجم الحكومة من حيث عدد وزرائها.

وفيما وصل الحريري مساء امس الى قطر، التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، في لقاء تَصَدّر الاستحقاق الحكومي مواضيع البحث التي طرحت خلاله. واثر انتهاء هذا اللقاء، لم يدل جنبلاط بأي تصريح.

 

في الدوحة

وفي هذه الاثناء التقى الحريري، فور وصوله الى الدوحة، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني. وافادت «وكالة الأنباء القطرية» أنه «جرى خلال الاجتماع استعراض علاقات التعاون الثنائي لا سيما في الشؤون الاقتصادية، بالإضافة إلى الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية على استمرار دعم دولة قطر للأشقاء في لبنان من أجل التنمية والازدهار.

من جانبه، هنأ رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، دولة قطر بالمصالحة الخليجية».

وقالت مصادر ديبلوماسية عربية لـ»الجمهورية» ان هذا اللقاء شكل مفتاح زيارة الحريري لقطر التي تدوم يومين، فرئيس الديبلوماسية القطرية كان قد عاد قبل يومين من طهران حيث اجرى محادثات وُصِفت بأنها شاقة مع نظيره الايراني محمود ظريف تناولت سُبل إنهاء التوتر القائم بأقصى مظاهره على الساحتين الخليجية نتيجة التصعيد في حرب اليمن، والدولية نتيجة ما يُثيره ملف ايران النووي وتجاوزها الاتفاقات السابقة في شأن نسبة تخصيب اليورانيوم من توتر على خط العلاقة بين طهران وواشنطن منذ تجميد الاتفاقية من جانب واشنطن ومن طرف واحد من جهة، وما بينها ودول مجلس التعاون الخليجي، والتي تتقدمها المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، نتيجة دورهما العسكري المباشر في حرب اليمن.

وكذلك تناول البحث بين الحريري ورئيس الديبلوماسية القطرية نتائج زيارة الاخير لإيران، وحصيلة الاتصالات التي كان قد اجراها هاتفياً مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان والممثل الأميركي الخاص بالشأن الإيراني روبرت مالي، اللذين يسعيان الى تسويق الصيغة الاميركية الجديدة المطروحة لتجديد المفاوضات مع طهران في شأن ملفها النووي والشروط الجديدة التي حددها الرئيس الاميركي جو بايدن في هذا الصدد، خلال حملته الانتخابية وعقب دخوله البيت الابيض.

 

تميم والحريري

وإذ تكتّمت مصادر «بيت الوسط» على مجريات زيارة الحريري لقطر وما يمكن ان يليها من محطات، اشارت الى اللقاء المنتظر اليوم بينه وبين وامير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان، حيث ينتظر أن يستأنف خلاله البحث في القضايا التي أثيرت مع نائب رئيس الحكومة ووزير الخارجية القطرية، بالإضافة الى البحث في ملفات سابقة كانت قد طرحت خلال زيارة الاخير لبيروت، ومن بينها شكل المساعدات الإضافية التي تنوي قطر تقديمها في المجالات الانسانية والطبية في مواجهة جائحة كورونا، واعادة إعمار ما تهدم بفعل انفجار المرفأ، علماً ان قطر تتريّث في خروج مساعداتها عن هذين الإطارين قبل تشكيل الحكومة الجديدة.

 

صمت وهدوء

وفي هذه الأجواء لم يشهد قصر بعبدا اي نشاط يتصل بعملية تأليف الحكومة أمس، واكتفى رئيس الجمهورية برصد المواقف من ملف الاستحقاق الحكومي وتتبّع التطورات على مختلف المستويات، ولا سيما منها نتائج العاصفة الثلجية التي تضرب لبنان وضرورة تجنيب المواطنين اي أذى.

 

السعودية لتجاوز الازمة

في غضون ذلك، يبدو انّ المملكة العربية السعودية ستنوي إعادة تزخيم اهتمامها بالاوضاع في لبنان مع عودة سفيرها وليد بخاري الى بيروت، واستئناف اللقاءات والاتصالات على مختلف المستويات.

واكد بخاري، خلال زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أمس في دار الفتوى، أنّ «السعودية لن تتخلّى عن الشعب اللبناني الشقيق وستبقى داعمة له ولمؤسساته». وأمل في أن «يجتاز لبنان أزمته سريعاً، وأن تستقرّ أموره وشؤونه»، وذلك بحسب بيان وزّعه المكتب الاعلامي لدار الفتوى، مشيراً الى انّ دريان اعرب للسفير السعودي عن شكره لـ»المساعدات التي تقدّمها المملكة الى الشعب اللبناني»، مشدّداً على «أهمية العلاقات المتينة التي تربط البلدين». وأكّد دريان لبخاري إدانته لـ»العدوان المتكرّر على الأراضي السعودية، وأنّ كلّ اعتداء عليها هو بمثابة اعتداء على لبنان والدول العربية».

 

التحقيق في المرفأ

وعلى صعيد التحقيق في قضية انفجار مرفأ بيروت وعشيّة موعد حضوره امام قاضي التحقيق العدلي فادي صوان كمدّعى عليه في هذه القضية، فاجأ وزيرالاشغال العامة والنقل السابق يوسف فنيانوس متابعيه عبر حسابه على «تويتر»، كاتباً: «تلقيت اتصالاً هاتفياً الساعة7,21 مساءً من المباحث الجنائية المركزية لحضوري غداً صباحاً للاستماع إليّ كمدّعى عليه أمام القاضي صوان، وبما انّ التبليغ أتى مخالفاً أصول المحاكمات الجزائية، فإنني اعتذر عن حضور جلسة الغد».

وفي تفسيرها لخطوة فنيانوس، قالت مصادر قضائية لـ”الجمهورية” ان الإتصال الذي اجرته «المباحث الجنائية المركزية» بفنيانوس كان لتذكيره بالموعد بعدما تبلّغ به أصولاً في وقت سابق منذ ان تعطّل لقاءه الاول مع صوان بصفة «مدعى عليه» وليس كشاهد، بعدما جَمّد صوان التحقيقات في جريمة تفجير المرفأ. ولذلك كان لا بد من تذكيره بالموعد، عدا عن إمكان تفسير موقفه بأنه تَجنّباً لِما تردد عن احتمال كبير بتوقيفه اليوم.

وعلمت «الجمهورية» أن صوان استدعى فنيانوس مجدداً الى التحقيق اليوم، لكن فنيانوس لن يذهب للاسباب نفسها، لأنه يعتبر الادعاء عليه وكل التعاطي معه «لا يحترم الاصول القانونية والدستورية».

كذلك علمت «الجمهورية» انّ القاضي صوان استدعى ايضاً المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا ليحضر أمامه غداً، لكنه بدوره لن يحضر الى التحقيق.

 

كورونا

على الصعيد الصحي، وعلى وقع استمرار حملات التلقيح ضد وباء كورونا، أعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي أمس تسجيل 2479 إصابة جديدة (2470 محلية و9 وافدة)، ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 346063 منذ شباط العام الماضي. كذلك سجلت الوزارة في تقريرها 60 حالة وفاة جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات الى 4152.

في غضون ذلك، بحث وزير الصحة الدكتور حمد حسن مع سفير روسيا لدى لبنان ألكسندر روداكوف في سُبُل استقدام اللقاح الروسي «سبوتنيك V» ضد فيروس «كورونا» الى لبنان، في ضوء قرار صندوق الاستثمار الروسي إتمام التعاون في هذا المجال عبر وزارة الصحة مباشرةً، مع تشجيع إشراك المبادرات الخاصة والقطاعية من نقابات ومؤسسات وشركات. وجاء هذا التطور في وقت عادت أعداد وفيات مرضى كورونا إلى الارتفاع، بعد أن كانت قد انخفضت جزئياً في الأيام الماضية.

وفي حين أعلن حسن، خلال اجتماعه بروداكوف أمس في الوزارة، أنّ «العمل جار لإبرام اتفاقية في غضون أسبوع أو أسبوعين كي يتسنى حينها استقدام اللقاح»، أوضح روداكوف «أنّ الجانب الروسي يساعد في توزيع اللقاح على مختلف الدول بحسب القوانين المحلية. وقد حصل اللقاح الروسي على إذن الاستخدام في لبنان، وفَتحنا الطرق لاستيراد لبنان له». وأشار الى «أنّنا نؤيد اقتراحات وزارة الصحة العامة، لأنّنا نعتقد أنّها مسؤولة بنحوٍ كامل عن توزيع اللقاح على الشعب اللبناني»، معلناً «أننا توصّلنا إلى الاتفاق على تنفيذ الخطوات اللازمة في الأيام المقبلة»، آملاً في «البدء بالتعاون الجدي والفعلي في استيراد اللقاح الروسي لمكافحة فيروس كورونا».

 

6 آلاف تلقوا اللقاح

في غضون ذلك، تتواصل حملة التلقيح الوطنية في المراكز المُعتمدة في المناطق وفق الخطة الرسيمة والأولوية المُحدّدة فيها للقطاع الطبي والمُسنّين. وانطلقت أمس عملية التلقيح ضد «كورونا» في مستشفى قلب يسوع، كذلك في مستشفى ضهر الباشق الحكومي في المتن، وفق الآلية المعتمدة لدى وزارة الصحة عبر المنصة.

يُذكر أنّ «6 آلاف شخص حصلوا على اللقاح منذ بدء عملية التلقيح».

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *