على رغم سيل التحذيرات الخارجية من الاسوأ اذا لم يسارع اهل السلطة الى تأليف حكومة، بقي الجمود على حاله والمساعي الجدية للتشكيل في خبر كان. ووسط هذا الشلل، كان الحدث في بكركي التي تلقّت امس دعما سياسيا لافتا من معراب والمختارة، على ان تتلقى الدعم الشعبي لموقفها الداعي الى اعتماد الحياد وعقد مؤتمر دولي من اجل لبنان السبت المقبل.
القوات في الصرح
فقد زار وفد من تكتل “الجمهوريّة القويّة” بكركي وقال النائب انطوان حبشي بعد اللقاء : يتهجّمون على طرح البطريرك الراعي وافقوا في إعلان بعبدا على تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الاقليمية والدولية. اضاف: تحوّلت السلطة في لبنان الى أداة لاغتيال شعبها والطريق الاوحد الى الحلّ لا يكون إلا بتمكين الشّعب عبر الخضوع لارادته ومن خلال إنتخابات نيابية مبكرة.
واضاف: دوّلوا لبنان عبر المشاكل مع كلّ الدول العربية والعالم ويريدون أن يضعونا في محور صراع ونحن ندفع الثمن وبالتالي طرح الراعي هو إيجابي ويسمح للبنان بإستعادة دوره ونحن بحاجة لأن “ينتبه” المجتمع الدولي على لبنان. واردف “البطريرك يشجع على بلورة أوراق للتوجّه الى العالم لحلّ مشاكل اللبنانيين السياسية والاقتصادية والاجتماعية”. وطالب بانتخابات نيابية مبكرة.
..والعريضي
وكان الراعي استقبل في الصرح ايضا الوزير السابق غازي العريضي. وقال بعد اللقاء رداً على الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله: هل سمع أحد البطريرك يتحدث عن الفصل السابع؟ المؤتمر الدولي الهدف منه تلاقي دول على دعم لبنان كما حصل في أكثر من مؤتمر من سان كلو إلى الطائف وغيرهما. واضاف “رئيس الجمهوية لا يريد سعد الحريري رئيساً للحكومة ولو أنه يقول عكس ذلك، فأنا أعرف ما يقوله الرئيس عون في مجالسه الخاصة”. واضاف: طرح رئيس التيار النائب جبران باسيل محاولة ولدت ميتة و”ثلث معطل ما في لحدا” بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
مزيد من التعقيد
وفيما الملف الحكومي في الثلاجة ولا جديد يسجل على رغم عودة الرئيس الحريري الذي يتوقع وفق المعلومات ان يكمل جولته الخارجية في اتجاه روسيا وبريطانيا والمانيا، اكد نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي لـ”المركزية” ان نتائج الحراك الخارجي تحتاج الى مزيد من الوقت لانضاجها. من جهته أشار نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش إلى أن “الشيء المتوفر الان هو حكومة من 18 وزيراً وحكومة أكثر من ذلك ستزيد الأمور تعقيداً”. وشدد على أن “المبادرات لم تأت بأي جديد سوى بمزيد من التعقيد وبعراقيل جديدة”. ولفت إلى أن “المملكة العربية السعودية ستتعاون مع أي حكومة بغض النظر عمن هو رئيسها”.
لبنان في باريس
ليس بعيدا، اشارت مصادر مطّلعة الى ان لبنان حضر في جانب من المحادثات التي اجراها وزراء خارجية فرنسا والمانيا وبريطانيا في باريس والذي تحول رباعيا من خلال مشاركة وزير خارجية اميركا انطوني بلينكن عبر”الزوم” منذ ايام. ووفق المصادر، كان تشديد على ضرورة حل الازمة وتشكيل حكومة وفق المبادرة الفرنسية التي اعلن وزراء المانيا وبريطانيا واميركا تبنيها ودعمها، وقد تحولت مبادرة اوروبية-اميركية تتطلب تنسيقا وتعاونا من اجل استعجال الخطوات لانقاذ لبنان من الانهيار، وكان إجماع على اولوية عدم ربط الملف اللبناني بالتطورات الايرانية، مع التقاء على كون الضغط الفرنسي على طهران ليسهّل حزب الله التأليف، مفيدا.
مكافحة الاحتكار
معيشيا، سجل سعر صفيحة البنزين ارتفاعا جديدا امس، كما ان احتكار السلع ومنها مدعوم “يزدهر”. وفي السياق، كلّف رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بموحب قرار اصدره عددا من الوزرا وضع خطة متكاملة في سبيل اتخاذ أقصى الإجراءات والتشدد في تطبيق التدابير كافة التي من شأنها مكافحة ظاهرة الاحتكار والغش والتلاعب بالأسعار.
لقاحات النواب
من جهة ثانية، ولليوم الثاني على التوالي، بقيت “فضيحة” اللقاحات في الواجهة. وبينما واصل النواب الذي تلقوا الطعم امس حملة تبرير فعلتهم، واوضح الفرزلي في مؤتمر صحافي من مجلس النواب، انه “تم الاتصال بـ26 نائبا لتلقي لقاح كورونا وهم ضمن الالية المتبعة لان اعمارهم تفوق الـ70 عاما”، وكشف أن الـ11 نائبا الذين تم تلقيحهم أمس في مجلس النواب هم من الـ 70 عاما وما فوق، موضحا أن النواب الباقين تم تلقيحهم في المستشفيات قبل ذلك”.
موقوفو طرابلس
على خط آخر، سادت حال من الغضب بين أهالي موقوفي أحداث طرابلس والبقاع أمام المحكمة العسكرية، بعد قرار تأجيل جلسات الاستجواب التي كانت مقررة امس مع الموقوفين الى اليوم ، وسط تعزيزات أمنية مكثفة. وأقفل المحتجون طريق المتحف في الاتجاهين.