يستعد مقر البطريركية المارونية في بكركي، اليوم، لاستقبال تحرك شعبي تضامني مع مواقف البطريرك بشارة الراعي، الداعية إلى “حياد لبنان” وعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة، في وقت جدّد المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان، رفضه كل أشكال التدويل وشنّ هجوماً على الأمم المتحدة.
وفي إطار التحرك المتوقَّع، اليوم، والذي أعلنت أحزاب عدة مشاركة مناصريها فيه إنما تحت مظلة العَلم اللبناني، أكد المسؤول الإعلامي في بكركي وليد غياض، أن “التحرك ليس سياسياً ويجب ألا يكون سياسياً أو أن يتوجه ضدّ أحد إنّما هو لتأييد البطريرك بطروحاته الوطنيّة التي لا تستهدف أحداً”. وقال تعليقاً على عدم حضور جمهور “التيار الوطني الحر” إنها “ليست رسالة تباعد عن بكركي، و(التيار) دائماً موجود في الصرح ويجب ألا يكون أي لبناني بعيداً عن طروحات البطريرك الراعي”.
ونقل النائب فريد الخازن عن الراعي تأييده لـ”ثلاثية ذهبية لن يتراجع عنها هي: (الطائف، والدستور، والميثاق الوطني)، وهو الأمر الذي أبلغه للقوى السياسية التي زارته في الأيام الأخيرة”.
وقال الخازن بعد لقائه الراعي إن “البطريرك يرى أن لبنان لم يخرج تاريخياً من الأزمات إلا بمساعدة ومؤازرة دولية في أكثر من مرحلة، انطلاقاً من موقعه كعضو مؤسس للأمم المتحدة”، لافتاً إلى أن “الحضور في بكركي غداً (اليوم) سيكون شعبياً بامتياز وليس سياسياً، تعبيراً عن الثقة الشعبية الواسعة، من مختلف الطوائف، بشخص البطريرك”.
وقال النائب في حزب “القوات اللبنانية” بيار بوعاصي، إن “(القوات) تركت الخيار لمناصريها بالتوجه إلى بكركي اليوم لأنها لا تريد لا تسييس طرح البطريرك بحياد لبنان وعقد مؤتمر دولي داعم له، ولا (تحزيبه) كي تبقى بكركي هي المرجعية للمقاربة المطروحة”، مشيراً إلى أن “هذه الخطوة تمهيد لأفق الحل، أي الحياد وانفتاح لبنان على المجتمع الدولي”.
وبعدما كان حزب “الوطنيين الأحرار” قد أعلن مشاركته في تحرك اليوم، قال أمس في بيان له إنه “يقف اليوم مع كل سيادي وحر في معركة المحافظة على الكيان اللبناني، ولا يرضى إلا أن يكون منسجماً مع قناعاته وثوابته التاريخية التي وضعها في خدمة لبنان”، مؤكداً رفضه “لأي سلاح خارج إطار شرعية الدولة، والاعتراف فقط بشرعية سلاح الجيش والقوى الأمنية الرسمية اللبنانية، ونعلن تأييدنا المطلق لطرح الحياد اللبناني الذي أطلقته بكركي، والذي لا بد منه في بلد معقد التركيب الاجتماعي ومتعدد طائفياً وثقافياً”، لافتاً إلى أن “لبنان الذي دفع أثماناً باهظة خلال تاريخه حيث كان مسرحاً لكثير من حروب الدول، يحق له مطالبة المجتمع الدولي بمساعدته في ظل فشل السلطة القائمة في إدارة مصالح أبنائه”.
أتى ذلك في وقت جدد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، رفضه لطرح الراعي، وأكد في خطبة الجمعة، أن “الحل يبدأ وينتهي في لبنان وليس في الخارج، والمطلوب حكومة إنقاذ وطنية بعيداً من كذبة ضمير العالم ونجدة الأمم”.
وأضاف: “التدويل بكافة أشكاله هو تخلٍّ عن مسؤولياتنا الوطنية الداخلية، هو تهديد للسيادة، وقد يكون مقامرة كبيرة وخطيرة، بل هو دفع للبلد نحو الهاوية، وإدخال البلد في نفق أزمة داخلية، وتطويب البلد للخارج، وتجهيل مسؤولية مَن نهب البلد، وأسهم بتفليسه وتفخيخه لمشروع الدولة وتطيير القرار الوطني”. وشنّ هجوماً على الأمم المتحدة قائلاً: “لبنان ضحية الطغيان الدولي، والأمم المتحدة منظمة سياسية بيد محتكري العضوية الدائمة في مجلس الأمن، وتاريخ لبنان وقضاياه شاهد مُرٌّ على انحياز الأمم المتحدة، ولن نقبل بأن يكون لبنان ضحية منظمة محكومة بسياسة مَن يهيمن على قرارها الأممي. وموقفنا من المؤتمر الدولي محسوم، ولا نعلن حرباً ولا قطيعة ولا خصومة ولا نعلن إلغاءً ولا نعلن إقامة متاريس طائفية، بل إننا نؤكد شراكتنا في البلد وعائلتنا الواحدة وتثبيت مبدأ أن القضايا المصيرية تحتاج إلى قرارات وقيادات وشروط مصيرية، ولا يجوز لفريق دون آخر أن ينفرد بها، رغم المحاذير الهائلة”.