لا جديد سياسيًا إلى درجة يكاد الجمود يقتل فيها كل حركة على مستوى التفكير بتأليف الحكومة. فصاحب قرار تعطيل التأليف همّه البحث عما يستر به وجهه بعد انكشافه شعبياً وسياسياً، خصوصاً بعد أن عرّى البطريرك الماروني بشارة الراعي هذا الفريق، في وقت تنشط فيه الوساطات بين بكركي وحارة حريك بهدف تنظيم الخلاف بين الطرفين خاصة بعد اليوم الشعبي الذي شهده الصرح البطريركي.
وفي ظل تداول معلومات عن زيارة قريبة لوفد من حزب الله الى بكركي للقاء البطريرك الراعي ورأب الصدع، فإن المساعي التي يقوم بها مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم لم تنجح بعد في إحداث أي خرق على خط بعبدا – بيت الوسط لإعادة وصل ما انقطع بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري لتشكيل الحكومة العالقة بفعل إصرار رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر على الثلث المعطل.
مصادر مطلعة كشفت عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية أن أوساط بعبدا وميرنا الشالوحي لا تزال على الإصرار على مطالبة الرئيس المكلف بالتراجع عن شرط العدد والنوع، لأنهم يرفضون حكومة “الثلاث ستات” كما يعارضون ان يكون الوزراء من الاختصاصيين بحجة ان رئيس الحكومة ليس اختصاصيا، ويصرون على الضغط على الحريري ليبادر هو ويتصل بعون لتحديد موعد جديد لمناقشة ملف التأليف، ولكن ليس من النقطة التي انتهى بها الاجتماع الأخير بينهما، الذي كان وصل الى أفق مسدود.
في المقابل، ردت أوساط بيت الوسط بالإعلان عن تمسك الحريري بموقفه وعدم التراجع عنه، وعندما يرى الرئيس عون ان حكومة المهمة ستكون بالصيغة التي تقدم بها الرئيس المكلف حينها هو مستعد للذهاب الى بعبدا، ولم يعد لديه أي شيء أكثر من ذلك بعد تعطيل استمر لأربعة أشهر وأكثر، وكل ما يمكن أن يقدمه الحريري لعون قبوله بتبديل أسماء الوزراء المسيحيين المحسوبين عليه، وما عدا ذلك فإن التشكيلة الحكومية جاهزة وهي بانتظار صدور مراسيمها.
وأشارت أوساط بيت الوسط إلى ان موقف الحريري يتناغم مع موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أعلن قبل أسبوع ان لا ثلث معطل لأحد، وبضرورة الإفراج عن الحكومة لأن الوضع في لبنان بلغ أقصى درجات الخطورة وصراخ الناس يجب ان يتقدم على المطالب الشخصية.
وفي السياق، يجول وفد كتلة المستقبل على المراجع الروحية، حيث زار أمس البطريرك الراعي عقب زيارة لدار الفتوى، على أن يزور اليوم شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن. وقد استغرب عضو كتلة المستقبل النائب بكر الحجيري عبر جريدة ”الأنباء” الإلكترونية التشكيك بنوايا الراعي والحملة التي أطلقت ضده “لأن بكركي ترفض الاستقواء على الدولة وعلى الناس وترفض أخذ البلد رهينة لمشاريع مشبوهة”.
وسأل الحجيري عن “الهدف من تمسك فريق العهد بالثلث المعطل، فالحريري لم يكن راغبا بتشكيل الحكومة وقد أعلن ذلك صراحة، ولكن بعد انفجار المرفأ ووصول البلد الى الكارثة قبِل المهمة لأن همه انقاذ لبنان وليس الحكومة، وقد قام بعدة جولات عربية ودولية لتأمين الدعم للبنان، لأنه يتحسس وجع الناس، أما الفريق الآخر فلا يهمه ألا مصالحه الشخصية”.
في المقابل فإن عضو تكتل “لبنان القوي” النائب ماريو عون تحدث في اتصال مع جريدة ”الأنباء” الالكترونية عن حوار مرتقب بين حزب الله وبكركي، واصفا خطاب الراعي ”بالمقبول”، متوقعا “التوصل الى حلول شاملة من خلال هذا الحوار لأننا من خلال الانقسام الحاصل لا يمكننا ان نطرح عناوين كبيرة على مستوى ما طُرح في بكركي”، سائلاً: “كيف يمكننا الذهاب باتجاه الحياد ومؤتمر دولي بدءا بفرض رأي معين على اللبنانيين؟”.
وقال عون: “علينا ان نمد يدنا الى بعضنا البعض وأن يكون هناك نوع من التفاهمات يبدأ بتشكيل حكومة اختصاص كما سماها الرئيس المكلف، وفي المقابل عليه ان لا يأخذنا الى أزمات نحن بالغنى عنها”، متمنيا على الحريري “تلقف المبادرة والتشاور مع الرئيس عون لتشكيل الحكومة لأن الأزمة كبيرة ومطلوب تنازلات من الجميع”، معتبراً ان “الحريري لا يزال ينتظر الضوء الأخضر من السعودية وحتى الآن لم يأت هذا الضوء كي تتشكل الحكومة”، متوقعاً ان تفضي مساعي اللواء ابراهيم الى “عقد طاولة حوار في بعبدا بدعوة من عون تقود الى حلول عملية وليست كلاسيكية والذهاب بعدها الى تشكيل الحكومة”.
توازيا، لا تزال هموم الناس في مكان آخر وأقصى طموحهم في الأيام الاخيرة الحصول على الكهرباء في ظل التقنين القاسي الذي تفرضه مؤسسة كهرباء لبنان.
في هذا الإطار، أشار عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب فيصل الصايغ في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية الى ان “السياسات الخاطئة في ادارة قطاع الكهرباء في السنوات العشرة الماضية، أي منذ تولي وزراء التيار الوطني الحر وزارة الطاقة، أوصلت الى هذه النتيجة لأنها كانت سياسات متخبطة ولم يحصل تطوير لقطاع الطاقة”.
وقال الصايغ: “كان من المفترض ان تكون البواخر مؤقتة وقد استمرت 9 سنوات، والأموال التي تقاضتها كانت كافية لإنشاء معملين مجهزين لكن للأسف هذا ما لم يحصل، واليوم تهدد هذه البواخر بالتوقف عن العمل والمغادرة مع العلم ان لديهم حجم إنتاج معين، ولكن لهم مستحقات على الدولة اللبنانية منذ تشرين الثاني 2019″، لافتاً الى “خطر تشغيل معملي دير عمار والزهراني لأن الشركة المولجة بالصيانة أيضا تطالب بفسخ العقد بعد أن وصلت مستحقاتها لدى الدولة إلى 60 مليون دولار كمبالغ متراكمة، بالإضافة إلى موضوع الفيول والخلاف على المناقصات، فبعد مغادرة “سوناطراك” كان مفترضا توقيع عقد جديد وهذا لم يحصل”.
الصايغ أكد ان “موضوع الكهرباء ليس سهلاً، فالشركات غير متحمسة للعمل في بلد مفلس، وكذلك في موضوع استيراد الفيول الدولة لحظت مبلغ 1500 مليار ككلفة للدعم، لكن ليس هناك موازنة لأن الحكومة لم تتشكل وبالتالي لم يصدر قانون عن المجلس النيابي، وإذا لم تتأمن السلفة لا يمكن شراء الفيول هذا عدا عن الأعطال التي تتعرض لها الشبكات، ما يعني ان الأزمة كبيرة ومستمرة وستكون ارتداداتها قاسية على المواطنين”.
في الشأن الصحي، أفادت مصادر صحية ان أعداد من تم تلقيحهم حتى اليوم تجاوز 50 ألفا، وأن اعداد المسجلين في المنصة يقارب المليون.
ورأت المصادر عبر “الأنباء” الالكترونية ان عملية التلقيح تسلك طريقها السليم بعد الضجة التي نتجت عن تلقي بعض النواب لقاحات من خارج المنصة.