الرئيسية / صحف ومقالات / الجمهورية : بكركي و”الحزب” يستعجلان الحكومة… ‏ولافروف: طهران لا تحبّذ الثلث المعطّل
الجمهورية

الجمهورية : بكركي و”الحزب” يستعجلان الحكومة… ‏ولافروف: طهران لا تحبّذ الثلث المعطّل

كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : لم يغيّر الغضب الشعبي في الشارع بعد ما في نفس المنظومة ‏السياسية ويدفعها الى تأليف حكومة، بل تواصِل في دفع البلاد الى ‏مزيد من الانهيار والخراب الاقتصادي والمالي والمعيشي، مُديرةً الأذن ‏الصماء الى انين الجوعى من اللبنانيين، ومستمرة في مماحكاتها ‏وكيدياتها والتنازع على حصص وزارية في حكومة تدير الخراب الذي ‏صنعته بأيديها، فإقفال الطرق يتواصل منذ ايام فيما الطريق الى ‏الحكومة الموعودة مقفل منذ اكثر من اربعة اشهر والى مزيد، ما ‏يعني انّ الأزمة مستمرة والى مزيد ايضاً، إذ مع عودة الرئيس المكلف ‏سعد الحريري من ابو ظبي علم انه قد يزور خلال الأيام المقبلة اكثر ‏من عاصمة خارجية، ما يؤشّر وفق مصادر مطلعة الى انّ ولادة ‏الحكومة لا تزال مستبعدة قريباً، الا اذا حصلت مفاجأة.‏
لم يطرأ اي جديد على الملف الحكومي أمس باستثناء زيارة المدير ‏العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لبكركي وعودة الحريري من ابو ‏ظبي، على ان تحمل الساعات المقبلة بطبيعة الحال تحركاً، خاصة ‏بعدما اتضح انّ مبادرة اللواء ابراهيم التي يدعمها الفرنسيون والروس ‏خصوصاً قد وُضعت موضع الحل مع وقف التنفيذ في انتظار موافقة ‏الحريري.‏
‏ ‏
وعلمت “الجمهورية” أنّ ابراهيم وضع البطريرك الماروني الكاردينال ‏مار بشارة بطرس الراعي الذي التقاه امس في أجواء هذه المبادرة ‏وتفاصيلها والاشواط التي قطعتها لجهة البحث عن حل وسطي مرضٍ ‏للجميع، وقد أعلمه ابراهيم انّ رئيس الجهمهورية العماد ميشال عون ‏وافق على التنازل عن الثلث المعطّل مقابل ان يطرح اسماً لوزارة ‏الداخلية يحظى بموافقة الحريري.‏
‏ ‏
وفي هذه الأجواء، كشفت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” انّ عون ‏التقى امس ابراهيم عقب زيارته الصباحية للراعي التي كانت مناسبة ‏لاستعراض آخر المستجدات على صعيد مسألة تأليف الحكومة.‏
‏ ‏
وأشارت مصادر مطلعة على اجواء بكركي الى انّ اللقاء بين الراعي ‏وابراهيم انتهى الى توافق على وجود آمال في تأليف حكومة، وان ‏البحث سيستأنف بين عون والحريري. واعتبرت انّ تحقيق هذا الامر ‏يحتاج الى جهد اضافي، وان هناك نية للمضي في المبادرة الى نهايتها ‏المأمولة.‏
‏ ‏
وقالت المصادر التي اطلعت على أجواء لقاء عون وابراهيم ‏لـ”الجمهورية” انّ لقاء بكركي كان ايجابياً، بعدما تبادل الراعي وابراهيم ‏حصيلة المشاورات الجارية ونتائج حركة الاتصالات الهادفة على اكثر ‏من مستوى داخلي وخارجي الى ترتيب المخرج المؤدي الى تشكيل ‏الحكومة”. واشارت الى أنّ الخواتيم تنتظر عودة الحريري من ابوظبي.‏
‏ ‏
الحريري ولافروف
وبالفعل فقد عاد الحريري مساء امس من دولة الإمارات العربية ‏المتحدة التي كان قد زارها الإثنين الفائت، والتقى فيها امس وزير ‏الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب اجتماعاته مع المسؤولين ‏الاماراتيين الكبار، وأجرى معه محادثات تناولت مجمل الأوضاع في ‏لبنان والمنطقة وسبل تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين. وحضر ‏اللقاء مبعوث الرئيس الروسي الى الشرق الأوسط وشمال افريقيا ‏ميخائيل بوغدانوف ومستشار الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان.‏
‏ ‏
وعلمت “الجمهورية” انّ الحريري شرح للافروف قراءته للوضع ووجهة ‏نظره، وقال له: “اريد حكومة اتأكد انني سأكون قادراً من خلالها على:‏
‏1 – إنجاز الإصلاحات التي طلبها المجتمع الدولي والدول المانحة ‏وغالبية اللبنانيين.‏
‏2 – الحصول على المساعدات لمواجهة الانهيار المتمادي.‏
‏ ‏
وقالت مصادر روسية لـ”الجمهورية” ان لافروف “أبدى تفهّمه لمنطق ‏الحريري، وقال له انه تبلغ من وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ‏ان طهران تتفهّم الحاجة الى عدم وجود ثلث معطّل لأي فريق في ‏الحكومة ولا تحبذ مطالبة اي فريق به”.‏
‏ ‏
وأبدى الجانب الروسي قلقه الشديد من تردي الاوضاع الاقتصادية في ‏لبنان، الذي يمكن ان ينعكس سلباً على الاوضاع الامنية.‏
‏ ‏
واذ اكد لافروف دعمه للحريري، كشف في الوقت نفسه انّ موسكو ‏تتواصل مع جميع الاطراف للاسراع في تأليف الحكومة، لأنّ استمرار ‏التعطيل في لبنان والوضع الاقتصادي المذري سيؤثران على سوريا ‏اقتصادياً ويمكن ان يؤثرا أمنياً.‏
‏ ‏
وتناول البحث ايضا موضوع النازحين السوريين والحل في سوريا، ‏وتطرّق الى موضوع اللقاحات ضد وباء كورونا، وأبلغ لافروف الى ‏الحريري استعداد روسيا لمساعدة لبنان للحصول على اللقاح الروسي.‏
‏ ‏
الخارجية الروسية
وبعد اللقاء أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أنّ الوزير لافروف ‏‏”التقى رئيس حكومة لبنان السيد سعد الحريري الذي بنتيجة ‏الاستشارات النيابية للكتل البرلمانية في البرلمان اللبناني تمّ تكليفه ‏من الرئيس ميشال عون لتشكيل حكومة جديدة”. وقال البيان انه “تم ‏البحث بنحو معمّق في وجهات النظر بالنسبة الى وضع حد للوضع ‏المتأزم في لبنان، مع التركيز على أهمية الإسراع في اجتياز الازمة ‏الاجتماعية والاقتصادية، من خلال تشكيل حكومة مهمة قادرة من ‏التكنوقراط”.‏
‏ ‏
وأضاف البيان “أنّ اللقاء تناول أيضا دعم القوى السياسية الاساسية ‏في البلد، وجرى عرض بعض المشكلات الإقليمية، بما فيها تكثيف ‏جهود المجتمع الدولي لحل الازمة السورية على قاعدة قرار مجلس ‏الامن الرقم 2245، وخصوصاً مسألة عودة اللاجئين السوريين الى ‏ديارهم”.‏
‏ ‏
وكذلك تم البحث في أفكار جديدة في سبيل تطوير وتوطيد علاقات ‏الصداقة الروسية اللبنانية وتطوير التبادل التجاري والاستثماري ‏والاجتماعي، مع التركيز على مساعدة روسيا للبنان في مكافحة وباء ‏كورونا.‏
‏ ‏
إرتياح “بيت الوسط”‏
وفي تفسيرها للبيان أكدت مصادر “بيت الوسط” لـ”الجمهورية” ان ‏اللقاء كان ايجابياً، خصوصاً ان الوزير لافروف يعرف كثيرا من التفاصيل ‏التي تعوق تشكيل الحكومة والعقبات الداخلية التي حالت دون ‏الوصول الى عملية التأليف نتيجة الاستشارات النيابية الملزمة التي ‏اجريت لتكليف الحريري، بمعزل عن المواقف التي رفضت تكليف ‏الحريري ولم تسمّه وتريد اليوم فرض شروطها في الحكومة العتيدة.‏
‏ ‏
وبعبدا تنتظرالحريري
من جهتها، عبّرت اوساط بعبدا عبر “الجمهورية” عن ارتياحها الى ‏مضمون بيان وزارة الخارجية الروسية، ورأت عبر “الجمهورية” انّ ‏دعوتها الى الاسراع في تأليف الحكومة قد يشكل حافزا لتنشيط ‏الاتصالات الجارية في هذه الصدد.‏
‏ ‏
عون ينفي
وتزامناً مع لقاء الحريري ـ لافروف، وللمرة الثانية خلال اقل من اسبوع ‏نفى مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية خبرا مفاده انّ عون سيوجه ‏رسالة الى مجلس النواب “لنزع الوكالة” من الرئيس المكلف سعد ‏الحريري “بسبب فشله في التأليف”. وادرج المكتب هذا الخبر في ‏سياق “الاخبار المختلقة والتي لا أساس لها من الصحة التي تتعمد ‏وسائل إعلامية معينة ترويجها على رغم الدعوات المتكررة التي وجّهها ‏مكتب الاعلام للكف عن تسريب مثل هذه الأكاذيب والعودة اليه في ‏كل ما يخص أخبار رئيس الجمهورية ومواقفه”.‏
‏ ‏
‏”انا موجود”‏
وعلى خط آخر وفي شأن ازمة ارتفاع سعر الدولار، قالت مصادر واكبت ‏اجتماع بعبدا الامني المالي القضائي الموسع لـ”الجمهورية” “ان ‏القرارات التي اتخذت هي كمَن يقول “انا موجود” فقط لا غير، اما ‏عملياً فلا شيء سيغيّر الواقع”. واضافت: “لعل مداخلة اللواء ابراهيم ‏خلال هذا الاجتماع كانت الاكثر واقعية عندما استوقف النقاش منتقداً ‏الكلام عن الملاحقة والعقاب وطلب كشف الخطط، فبادر المجتمعين ‏بالقول: “ما هذا الكلام؟ هل تريدون معالجة النتائج ام مسبباتها؟” انّ ‏العلاج سياسي لا امني ولا مالي”، مذكراً بأنّ ايران وسوريا فشلتا في ‏ملاحقة المتلاعبين بسوق الدولار، وذكّرهم كذلك انّ في لبنان ومنذ ‏نحو سنة عقد الاجتماع نفسه وطلب من الاجهزة ملاحقة الصرافين، كان ‏الدولار يومها على عتبة الـ 2000 ليرة اليوم اصبح 10000 ليرة وهذا ‏يؤكد ان الازمة سياسية اكثر منها مالية واقتصادية، والحل يجب ان ‏يكون سياسياً لا أمنياً قضائياً”. وأضاف ابراهيم امام المجتمعين: “لقد ‏اصبح المتلاعبون بسوق الدولار كثر ولا نستطيع توقيفهم، الخَضرجي ‏والتاجر واصحاب الدكاكين… الجميع يعمل في الدولار هل نوقفهم ‏جميعا؟ وهذا حاكم مصرف لبنان هنا وحاضر اذا خَيّرتموه اين يتدخل ‏في سوق القطع ام يستمر في الدعم فهو بالتأكيد سيختار الاستمرار ‏في الدعم لأنه اولوية”. ورأت المصادر انّ صمت قائد الجيش وكذلك ‏المدير العام لقوى الامن الداخلي عن الكلام خلال هذا الاجتماع دل الى ‏انهما يدركان اساس المشكلة، وانّ الحل الوحيد الذي يفترض أن يكون ‏هو تشكيل حكومة أقله تكون قادرة على ضبط الارتفاع الجنوني ‏للدولار”.‏
‏ ‏
قطع الطرق
وقد جدد المحتجون امس إقفال طرقات في مناطق لبنانية عدة لكن ‏بزخم أقل من اليوم السابق، اعتراضاً على تدهور قيمة الليرة والجمود ‏السياسي في البلاد رغم الأزمة المعيشية الخانقة.‏
‏ ‏
ومنذ الصباح عمد عشرات المحتجين إلى إغلاق طرقات عدة في ‏محيط بيروت وفي الشمال، وخصوصاً في طرابلس والبقاع، عبر ‏إشعال الإطارات وإضرام النيران في مستوعبات النفايات أو حتى عبر ‏ركن سياراتهم في منتصف الطريق.‏
‏ ‏
وتسبّب قطع الطريقين السريعين المؤديين إلى بيروت من الشمال ‏والجنوب عند نقاط عدة بزحمة سير خانقة. ورغم عمل القوى الأمنية ‏على إزالة العوائق لفتحها، أعيد قطع الطرق مراراً. ولم تغلق أي ‏طرقات رئيسية في بيروت، بعكس امس الاول عندما بدأ التحرك ‏بإغلاق غالبية مداخل العاصمة.‏
‏ ‏
الموجوعون
الى ذلك، وفيما يواصل بعض المحتجين قطع الطرقات في عدد من ‏المناطق، نقل عن مرجع رسمي كبير قوله انّ معظم الموجوعين حقاً ‏جراء الازمة الاقتصادية لم ينزلوا الى الشارع، بل ان الذين نزلوا هم في ‏غالبيتهم الساحقة من الحزبيين المنتمين الى قوى معروفة.‏
‏ ‏
وفي سياق متصل، علم انّ هناك تنسيقاً بين “حزب الله” وحركة “امل” ‏والجهات الأمنية الرسمية لمنع قطع الطرق في مناطق نفوذ الحزب ‏والحركة.‏
‏ ‏
على خط بكركي
وكانت الحركة قد نشطت مجددا امس على خط بكركي، واستقبل ‏الراعي، رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميّل، الذي قال بعد اللقاء: ‏‏”نحن في مرحلة جديدة، والبطريرك أكد الثوابت الوطنية والمسلّمات ‏التي بني عليها لبنان”. وأمل في أن “تتضافر كلّ الجهود لتحقيق هذا ‏الهدف والشعارات التي طرحت وتترجم عملياً على الارض”. وأوضح ‏الجميّل أنّ “التدويل لا يعني عودة نوع من الوصاية على لبنان، إنّما ‏هو مساعدة المجتمع الدولي الذي سبق والتزم بعض القرارات الدولية ‏لجهة التقيد بها والتي هي أساسية وتحمي لبنان، أكان من مشكلات ‏الخارج أو التي من الممكن أن تعزّز الوحدة الداخلية”. ورأى انّ كلام ‏قائد الجيش العماد جوزف عون أمس الأول “يتقاطع مع صرخة ‏البطريرك وهذه صرخة من الضمير”، مؤكداً “أنّنا الى جانب قائد ‏الجيش لأنّه يلعب دوراً أساسياً لحماية الوطن والوحدة الوطنية، ‏وندرك الدور الذي لعبه ويلعبه الجيش للحفاظ على السيادة والكيان”. ‏وأضاف: “يبقى أن يتّعِظ جميع المسؤولين من هذا الكلام”.‏
‏ ‏
فرنجية
كذلك التقى الراعي، النواب طوني فرنجية، اسطفان الدويهي، فريد ‏الخازن والوزير السابق يوسف سعادة، وتلقى في الوقت نفسه اتصالاً ‏هاتفياً من رئيس تيار “المرده” سليمان فرنجية. وقال فرنجية بعد اللقاء: ‏‏”تبادلنا الهواجس والمخاوف حيال ما نسمع من مبادرات”، معتبراً أنّ ‏‏”المدخل الى كلّ حلّ يبقى في تأليف حكومة”.‏
‏ ‏
التكتل القوي
والى ذلك، أكد تكتل “لبنان القوي” في بيان إثر اجتماعه الدوري ‏إلكترونيا، برئاسة النائب جبران باسيل، وقوفه “الى جانب الناس في ‏وجعهم ومطالبهم، وهو لذلك لم يوفر جهدا أو اقتراحا إلا وقام به ‏لوقف الإنهيار المالي واسترداد أموال الناس ومحاسبة المسؤولين عن ‏الجريمة المالية المرتكبة بحقهم”. ورأى أنّ “ما شهدته الأيام الأخيرة ‏هو استغلال لوجع الناس من أجل غايات سياسية، فالممارسات ‏والشعارات تدل على ما يشبه الحال الإنقلابية على رئيس الجمهورية ‏وموقعه وما ومَن يمثّل، كما على التكتل المناضِل معه. إنه انقلاب ‏مدروس لضرب مشروع الرئيس عون الإصلاحي وتعطيل المحاسبة، ‏وفي مقدمها التدقيق الجنائي الذي من شأنه أن يكشف الحقائق”.‏
‏ ‏
وأعرب التكتل عن حرصه على “المؤسسة العسكرية واحتضانها وعدم ‏السماح بجرّها الى أي مواجهة مع الشارع، والتمسك بدورها في حماية ‏الناس والنظام العام والممتلكات العامة والخاصة وحقوق التعبير ‏والتظاهر والتنقل، ولا داعي للتذكير بأنّ استرداد حقوق الناس يشمل ‏حقوق العسكريين الذين أكل الإنهيار مداخيلهم كما حصل مع جميع ‏اللبنانيين، وسيكون التكتل دائماً في طليعة المدافعين عن هذه ‏الحقوق”. واعتبر “للمرة الألف أنّ سلوك رئيس الحكومة المكلف ‏وأداءه الإستخفافي بمصالح الناس وبما هو حاصل في البلاد أمر غير ‏مقبول”، وذكّره بأن “الحل موجود في لبنان وليس في عواصم العالم ‏مهما بلغت أهميتها، ولن ينفعه أن يربح العالم ويخسر وطنه ونفسه”.‏
‏ ‏
ورأى المكتب السياسي الكتائبي بعد اجتماعه الدوري برئاسة رئيس ‏الحزب سامي الجميّل أنّ “مظاهر تحلل الدولة بأبشع حللها في لبنان ‏والانفجار التام بات قاب قوسين”. واذ رفض المكتب “هذا الانحلال ‏الحاصل، ويعتبره نتيجة لحالة الانكار التي تعيشها المنظومة والتي ‏تداعت لاجتماع هجين أشبه باستعراض رئاسي، اقتصادي ومالي وأمني ‏وقضائي، عقد لغسل الايدي من جريمة قتل اللبنانيين، وصب اللوم ‏على مجهولين يعتلون منصات وهمية ويتلاعبون في مصير البلد”، ‏ذكّر بأنّ “المنظومة الحاكمة وما خرجت به من قرارات قمعية يحتاج ‏الى مؤسسات دستورية لشرعنتها وتنفيذها، وهي اليوم امّا معطّلة ‏كالحكومة او فاقدة الشرعية كمجلس النواب، فيما القضاء يتلقى ‏الضربة تلو الأخرى والقوى الأمنية توضع في مواجهة الناس”. وفي ‏السياق، أكّد المكتب السياسي “دعمه للمؤسسة العسكرية وللكلام ‏الذي أطلقه قائد الجيش”، وحذّر “من اي محاولة لاستغلال الشارع من ‏قبل افرقاء التسوية ورفع شعارات حزبية تحرف الثورة عن اهدافها ‏لمآرب باتت مكشوفة ومعروفة”.‏
‏ ‏
بكركي و”حزب الله”‏
الى ذلك تجدد الحوار بين بكركي و”حزب الله” بعد الشوائب التي ‏اعترت العلاقة بين الجانبين في الآونة الاخيرة، فعقدت اللجنة الثنائية ‏للحوار بين البطريركية المارونية الممثلة بالمطران سمير مظلوم ‏والأمير حارس شهاب، وبين “حزب الله” الممثل بعضوي المجلس ‏السياسي للحزب الحاج محمد سعيد الخنساء والحاج مصطفى الحاج ‏علي. وافاد بيان صدر بعد الاجتماع انّ المجتمعين “تباحثوا في ‏الأوضاع المأسوية التي يمر بها لبنان، وأكدوا ضرورة الإسراع في ‏تشكيل حكومة قادرة على معالجة الكوارث التي يرزح تحتها الشعب ‏اللبناني، وضرورة انعاش الإقتصاد على المستويات كافة”.‏
‏ ‏
من جهة أخرى جرى البحث في موضوع الحياد الإيجابي الذي طرحه ‏غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، واتفقوا على استكمال هذا ‏البحث في اجتماعات لاحقة، كما ثمّن المجتمعون الزيارة التي قام بها ‏قداسة البابا فرنسيس في العراق، وتوقفوا عند اللقاء التاريخي مع ‏المرجع آية الله السيد السيستاني، والذي يُشكل دعامة كبرى في ‏العلاقات الإيجابية الإسلامية المسيحية ومواقفهما من تشجيع العيش ‏المشترك بين الأديان واحترام حقوق الإنسان أيّاً يكن انتماؤه الديني”.‏

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *