الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : سورية تُنهي 10 سنوات حرب صامدة… ‏وروسيا لمبادرة سياسيّة من الباب العربيّ بري يتريّث بسبب السقوف العالية… وباسيل للحريريّ شكّل أو اعتذر حزب ‏الله في موسكو لمشاورات إقليميّة… واستبعاد لمبادرة حكوميّة
flag-big

البناء : سورية تُنهي 10 سنوات حرب صامدة… ‏وروسيا لمبادرة سياسيّة من الباب العربيّ بري يتريّث بسبب السقوف العالية… وباسيل للحريريّ شكّل أو اعتذر حزب ‏الله في موسكو لمشاورات إقليميّة… واستبعاد لمبادرة حكوميّة

تنهي‎ ‎سورية‎ ‎السنة‎ ‎العاشرة‎ ‎من‎ ‎الحرب‎ ‎المفتوحة‎ ‎عليها،‎ ‎بصمود‎ ‎استثنائي‎ ‎واجهت‎ ‎خلاله‎ ‎ثلاث‎ ‎موجات‎ ‎من‎ ‎أنواع‎ ‎مختلفة‎ ‎من‎ ‎الحروب،‎ ‎كانت‎ ‎الأولى‎ ‎فيها‎ ‎ترتكز‎ ‎على‎ ‎الضغوط‎ ‎السياسية‎ ‎والإعلامية‎ ‎لتحريك‎ ‎الحشود‎ ‎الشعبية،‎ ‎وتفكيك‎ ‎مؤسسات‎ ‎الدولة،‎ ‎وتكرار‎ ‎مشاهد‎ ‎الربيع‎ ‎العربيّ‎ ‎بأخذها‎ ‎إلى‎ ‎الفوضى‎. ‎وجاءت‎ ‎الثانية‎ ‎بحشد‎ ‎عشرات‎ ‎الآلاف‎ ‎من‎ ‎العناصر‎ ‎الإرهابية‎ ‎المدعومة‎ ‎من‎ ‎تحالفات‎ ‎دولية‎ ‎وإقليمية‎ ‎للسيطرة‎ ‎على‎ ‎الجغرافيا،‎ ‎بنيّة‎ ‎الإمساك‎ ‎بالسلطة‎ ‎كحدّ‎ ‎أعلى‎ ‎وإنجاز‎ ‎أرضية‎ ‎تتيح‎ ‎فرض‎ ‎التقسيم‎ ‎كحد‎ ‎أدنى،‎ ‎وتتواصل‎ ‎الثالثة‎ ‎بعدما‎ ‎نجحت‎ ‎الدولة‎ ‎السورية‎ ‎بدعم‎ ‎من‎ ‎حلفائها‎ ‎باحتواء‎ ‎الموجتين‎ ‎الأولى‎ ‎والثانية،‎ ‎بتمسّك‎ ‎الأغلبية‎ ‎الشعبية‎ ‎بالدولة‎ ‎وتماسك‎ ‎مؤسساتها،‎ ‎وتتمثل‎ ‎الموجة‎ ‎الثالثة‎ ‎المستمرة‎ ‎منذ‎ ‎ثلاث‎ ‎سنوات‎ ‎بالعقوبات‎ ‎والحصار‎ ‎والضغوط‎ ‎المالية‎ ‎والاقتصادية،‎ ‎أملاً‎ ‎بفرض‎ ‎تنازلات‎ ‎عن‎ ‎سيادة‎ ‎ووحدة‎ ‎سورية،‎ ‎أو‎ ‎تفكيك‎ ‎التمسك‎ ‎الشعبي‎ ‎بالدولة‎ ‎والتماسك‎ ‎السياسي‎ ‎لمؤسساتها‎. ‎وقال‎ ‎الدبلوماسيان‎ ‎الأميركيان‎ ‎جيفري‎ ‎فيلتمان‎ ‎وروبرت‎ ‎فورد‎ ‎إنها‎ ‎أصيبت‎ ‎بالفشل،‎ ‎وتسعى‎ ‎روسيا‎ ‎للاستثمار‎ ‎على‎ ‎نتائج‎ ‎الصمود‎ ‎السوري‎ ‎لإطلاق‎ ‎مبادرة‎ ‎سياسيّة‎ ‎لرفع‎ ‎الحظر‎ ‎عن‎ ‎الحل‎ ‎السياسي‎ ‎والنهوض‎ ‎الاقتصادي‎ ‎معاً،‎ ‎من‎ ‎بوابة‎ ‎عودة‎ ‎سورية‎ ‎الى‎ ‎الجامعة‎ ‎العربية،‎ ‎الذي‎ ‎يتحرّك‎ ‎عليه‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎الروسية‎ ‎سيرغي‎ ‎لافروف‎ ‎وشكلت‎ ‎زيارته‎ ‎الخليجية‎ ‎ترجمة‎ ‎لها،‎ ‎ضمن‎ ‎مسعى‎ ‎يطال‎ ‎تفعيل‎ ‎العملية‎ ‎السياسية‎ ‎عبر‎ ‎اللجنة‎ ‎الدستورية،‎ ‎ورفع‎ ‎الحظر‎ ‎عن‎ ‎تمويل‎ ‎عودة‎ ‎النازحين‎ ‎وإعادة‎ ‎الإعمار‎.‎

بالتوازي‎ ‎تستقبل‎ ‎موسكو‎ ‎وفداً‎ ‎قيادياً‎ ‎من‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎برئاسة‎ ‎رئيس‎ ‎كتلة‎ ‎الوفاء‎ ‎للمقاومة‎ ‎النائب‎ ‎محمد‎ ‎رعد،‎ ‎ضمن‎ ‎مسعى‎ ‎روسي‎ ‎للوقوف‎ ‎على‎ ‎قراءة‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎للأوضاع‎ ‎الإقليمية‎ ‎بعد‎ ‎تسلّم‎ ‎إدارة‎ ‎الرئيس‎ ‎الأميركي‎ ‎الجديد‎ ‎جو‎ ‎بايدن‎ ‎لمقاليد‎ ‎الحكم،‎ ‎والاستعداد‎ ‎لملاقاة‎ ‎الفرضيات‎ ‎والاحتمالات‎ ‎بما‎ ‎فيها‎ ‎فرص‎ ‎التسويات‎ ‎في‎ ‎الملفات‎ ‎الساخنة،‎ ‎بخطط‎ ‎مشتركة،‎ ‎واستبعدت‎ ‎مصادر‎ ‎متابعة‎ ‎للزيارة‎ ‎أن‎ ‎تخرج‎ ‎بمبادرة‎ ‎تتصل‎ ‎بالمأزق‎ ‎الحكومي‎ ‎في‎ ‎لبنان‎.‎
لبنانياً،‎ ‎يبدو‎ ‎الوضع‎ ‎مغلقاً‎ ‎على‎ ‎فرص‎ ‎الحلحلة،‎ ‎ويندفع‎ ‎البلد‎ ‎بسرعة‎ ‎نحو‎ ‎الهاوية،‎ ‎حيث‎ ‎ارتفاع‎ ‎سعر‎ ‎الدولار‎ ‎ينتج‎ ‎تداعيات‎ ‎تتخطى‎ ‎الشأن‎ ‎الاجتماعي‎ ‎الذي‎ ‎تجاوز‎ ‎حدّ‎ ‎الفقر،‎ ‎إلى‎ ‎الشأن‎ ‎الأمنيّ‎ ‎مع‎ ‎تسجيل‎ ‎ارتفاع‎ ‎واضح‎ ‎في‎ ‎نسب‎ ‎الجرائم‎ ‎العاديّة‎ ‎من‎ ‎كسر‎ ‎وخلع‎ ‎وسرقة‎ ‎سيارات،‎ ‎بينما‎ ‎تصاعدت‎ ‎مشاهد‎ ‎المواجهات‎ ‎في‎ ‎المجمّعات‎ ‎التجارية‎ ‎بين‎ ‎المستهلكين‎ ‎على‎ ‎البضائع‎ ‎المدعومة،‎ ‎التي‎ ‎باتت‎ ‎ستاراً‎ ‎لتمويل‎ ‎التجار‎ ‎وتهريب‎ ‎الأموال‎ ‎إلى‎ ‎الخارج،‎ ‎فيما‎ ‎حذّرت‎ ‎مصادر‎ ‎أمنيّة‎ ‎من‎ ‎مخاطر‎ ‎الاقتراب‎ ‎من‎ ‎الفوضى‎ ‎الشاملة‎ ‎وظهور‎ ‎ملامح‎ ‎الأمن‎ ‎الذاتيّ‎ ‎في‎ ‎الأحياء‎ ‎والمناطق‎.‎

على‎ ‎الصعيد‎ ‎السياسيّ،‎ ‎قالت‎ ‎مصادر‎ ‎معنية‎ ‎بالملف‎ ‎الحكومي‎ ‎إن‎ ‎رئيس‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎نبيه‎ ‎بري‎ ‎الذي‎ ‎كان‎ ‎يدرس‎ ‎إطلاق‎ ‎مبادرة‎ ‎لحلحلة‎ ‎العقدة‎ ‎الحكومية،‎ ‎قرّر‎ ‎التريث‎ ‎في‎ ‎مبادرته‎ ‎بسبب‎ ‎السقوف‎ ‎العالية‎ ‎التي‎ ‎لا‎ ‎تتيح‎ ‎فرص‎ ‎تحقيق‎ ‎أي‎ ‎تقدّم،‎ ‎بينما‎ ‎قال‎ ‎رئيس‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎إن‎ ‎الأزمة‎ ‎الحكومية‎ ‎ناتجة‎ ‎عن‎ ‎سعي‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎إلى‎ ‎فرض‎ ‎أحد‎ ‎سيناريوهين،‎ ‎حكومة‎ ‎تحاصر‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية،‎ ‎أو‎ ‎فراغ‎ ‎حكوميّ‎ ‎حتى‎ ‎نهاية‎ ‎العهد‎ ‎الرئاسي،‎ ‎داعياً‎ ‎الحريري‎ ‎إلى‎ ‎الاختيار‎ ‎بين‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎أو‎ ‎الاعتذار،‎ ‎إذا‎ ‎كان‎ ‎حريصاً‎ ‎على‎ ‎منع‎ ‎وقوع‎ ‎الانهيار،‎ ‎لأن‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والتيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎لن‎ ‎يرضخا‎ ‎لأحد‎ ‎خيارَيْ‎ ‎الهيمنة‎ ‎أو‎ ‎الفراغ‎.‎

حتى‎ ‎الساعة،‎ ‎لا‎ ‎تزال‎ ‎اتصالات‎ ‎التأليف‎ ‎الحكومي‎ ‎تدور‎ ‎في‎ ‎الحلقة‎ ‎نفسها،‎ ‎فلا‎ ‎حكومة‎ ‎في‎ ‎المدى‎ ‎المنظور‎ ‎وفق‎ ‎مصادر‎ ‎مطلعة‎ ‎على‎ ‎مسار‎ ‎الوساطات‎ ‎لـ‎ “‎البناء‎”‎،‎ ‎فملف‎ ‎التشكيل‎ ‎لا‎ ‎يزال‎ ‎غير‎ ‎محسوم‎ ‎حتى‎ ‎الساعة‎ ‎عند‎ ‎الأطراف‎ ‎المتنازعة،‎ ‎المفاوضات‎ ‎التي‎ ‎حصلت‎ ‎في‎ ‎الأيام‎ ‎الماضية‎ ‎لم‎ ‎تصل‎ ‎الى‎ ‎نتيجة،‎ ‎وطرح‎ ‎الرئيس‎ ‎نبيه‎ ‎بري‎ ‎لم‎ ‎يلقَ‎ ‎الصدى‎ ‎المطلوب،‎ ‎معتبرة‎ ‎أن‎ ‎الرهان‎ ‎يبقى‎ ‎على‎ ‎المساعي‎ ‎الخارجية‎ ‎التي‎ ‎بدورها‎ ‎لم‎ ‎تنجح‎ ‎في‎ ‎دفع‎ ‎القوى‎ ‎المعنيّة‎ ‎على‎ ‎تسهيل‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎مشدّدة‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎المسؤوليّة‎ ‎تقع‎ ‎على‎ ‎عاتق‎ ‎الجميع،‎ ‎فكل‎ ‎فريق‎ ‎من‎ ‎الأفرقاء‎ ‎يحاول‎ ‎الهروب‎ ‎من‎ ‎تحمل‎ ‎مسؤولية‎ ‎الانهيار‎. ‎وليس‎ ‎بعيداً‎ ‎ترى‎ ‎المصادر‎ ‎ان‎ ‎المعنيين‎ ‎يعرقلون‎ ‎تنفيذ‎ ‎الإصلاحات‎ ‎المطلوبة‎ ‎منهم،‎ ‎ولذلك‎ ‎يفضلون‎ ‎انتظار‎ ‎التسويات‎ ‎الخارجية‎ ‎لتأليف‎ ‎حكومة‎ ‎تشبه‎ ‎الحكومات‎ ‎السابقة‎ ‎تبقي‎ ‎على‎ ‎أدائهم‎ ‎التحاصصي‎ ‎في‎ ‎المؤسسات‎ ‎والوزارات‎.‎

الى‎ ‎ذلك‎ ‎تبدأ‎ ‎زيارة‎ ‎وفد‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎برئاسة‎ ‎النائب‎ ‎محمد‎ ‎رعد‎ ‎اليوم‎ ‎الى‎ ‎موسكو،‎ ‎حيث‎ ‎سيلتقي‎ ‎اليوم‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎الروسي‎ ‎سيرغي‎ ‎لافروف،‎ ‎كما‎ ‎سيلتقي‎ ‎الوفد‎ ‎أيضاً‎ ‎مبعوث‎ ‎الرئيس‎ ‎فلاديمير‎ ‎بوتين‎ ‎الخاص‎ ‎لشؤون‎ ‎الشرق‎ ‎الأوسط‎ ‎وشمالي‎ ‎أفريقيا،‎ ‎فضلاً‎ ‎عن‎ ‎لقاءات‎ ‎مع‎ ‎ممثلي‎ ‎البرلمان‎ ‎الروسي‎ ‎في‎ ‎زيارة‎ ‎سوف‎ ‎تستمر‎ 4 ‎أيام‎ ‎سيناقش‎ ‎الوفد‎ ‎خلالها‎ ‎قضايا‎ ‎إقليميّة‎ ‎أولها‎ ‎الملف‎ ‎السوري‎ ‎والوضع‎ ‎اللبناني‎”.‎

‎وفي‎ ‎السياق‎ ‎أشار‎ ‎النائب‎ ‎رعد،‎ ‎إلى‎ ‎أنه‎ “‎ليس‎ ‎هناك‎ ‎جدول‎ ‎أعمال‎ ‎محدد‎ ‎النقاط،‎ ‎قد‎ ‎نمرّ‎ ‎على‎ ‎موضوع‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎لكن‎ ‎في‎ ‎سياق‎ ‎تقييمنا‎ ‎لأوضاع‎ ‎لبنان‎ ‎وضرورة‎ ‎الاستقرار‎ ‎فيه‎ ‎والسعي‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎الإسراع‎ ‎في‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎”. ‎وأوضح‎ ‎أن‎ ‎جلسات‎ ‎النقاش‎ ‎سوف‎ ‎تتحدّد‎ ‎ما‎ ‎بين‎ ‎وزارة‎ ‎الخارجيّة‎ ‎ولجنة‎ ‎الخارجيّة‎ ‎في‎ ‎مجلس‎ ‎الدوما‎ ‎وبعض‎ ‎المسؤولين‎ ‎واعتقد‎ ‎أننا‎ ‎ستتاح‎ ‎لنا‎ ‎فرصة‎ ‎اللقاء‎ ‎مع‎ ‎بعض‎ ‎المسؤولين‎ ‎في‎ ‎مستوى‎ ‎وزارة‎ ‎الخارجيّة‎”. ‎وعن‎ ‎إمكانية‎ ‎أن‎ ‎تلعب‎ ‎الدولة‎ ‎الروسية‎ ‎دوراً‎ ‎في‎ ‎ملف‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎اللبنانيّة‎ ‎قال‎ ‎رعد‎: ‎‎”‎نأمل‎ ‎أن‎ ‎تأخذ‎ ‎روسيا‎ ‎دورها‎ ‎الطبيعي‎ ‎في‎ ‎مواكبة‎ ‎المساعي‎ ‎القائمة‎ ‎والضغط‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎تسريع‎ ‎الحلول‎ ‎المطلوبة،‎ ‎التي‎ ‎يقررها‎ ‎الشعب‎ ‎اللبناني‎”.‎

واعتبر‎ ‎رئيس‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎أن‎ ‎الصمود‎ ‎هو‎ ‎عنوان‎ ‎المرحلة‎ ‎ويكون‎ ‎عبر‎ ‎تحديد‎ ‎خيارات‎ ‎استراتيجية‎ ‎وتموضعات‎ ‎انتقاليّة‎ ‎في‎ ‎السياسة‎ ‎الخارجية‎ ‎والداخلية‎ ‎وعبر‎ ‎سياسة‎ ‎تنظيمية‎ ‎داخلية‎ ‎تسمح‎ ‎بالتأقلم‎ ‎والتحمّل‎ ‎تحقيقاً‎ ‎لما‎ ‎اعتاد‎ ‎عليه‎ ‎التيّار‎ ‎من‎ ‎صمود‎ ‎ومرونة‎.‎

ورأى،‎ ‎في‎ ‎مؤتمر‎ ‎صحافي‎ ‎في‎ ‎ذكرى‎ 14 ‎آذار،‎ ‎أن‎ ‎عودة‎ ‎اللاجئين‎ ‎والنازحين‎ ‎شرط‎ ‎وجودي‎ ‎للبنان،‎ ‎مشدداً‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎يريد‎ ‎الاتفاق‎ ‎بين‎ ‎اللبنانيين‎ ‎على‎ ‎مفهوم‎ ‎واحد‎ ‎هو‎ ‎عدم‎ ‎انغماس‎ ‎لبنان‎ ‎في‎ ‎قضايا‎ ‎لا‎ ‎ارتباط‎ ‎له‎ ‎ولمصالحه‎ ‎بها‎.‎
وقال‎ ‎باسيل‎: “‎عانى‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎من‎ ‎إمساك‎ ‎منظومة‎ ‎سياسية‎ -‎‎ ‎مالية‎ ‎بمفاصل‎ ‎الدولة‎ ‎والقرار‎ ‎وعاش‎ ‎إثر‎ ‎ذلك‎ ‎كسائر‎ ‎اللبنانيين‎ ‎أزمة‎ ‎الانهيار‎ ‎الكبير‎ ‎في‎ ‎المال‎ ‎والاقتصاد‎ ‎وأزمة‎ ‎سقوط‎ ‎النظام‎”.‎
وأكد‎ ‎رئيس‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎تصميم‎ ‎التيار‎ ‎إعادة‎ ‎النظر‎ ‎بوثيقة‎ ‎التفاهم‎ ‎بينه‎ ‎وبين‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎ومراجعتها‎ ‎لتطويرها‎ ‎بما‎ ‎يحقق‎ ‎حماية‎ ‎لبنان،‎ ‎مشيراً‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎التيار‎ ‎مستعدّ‎ ‎لكل‎ ‎حوار‎ ‎لتوسيع‎ ‎المساحة‎ ‎بين‎ ‎اللبنانيين‎ ‎ويعمل‎ ‎لتحقيق‎ ‎الإصلاحات‎ ‎على‎ ‎مختلف‎ ‎الصعد‎.‎

وقال‎: ‎‎”‎بناء‎ ‎الدولة‎ ‎يكون‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎مكافحة‎ ‎جديّة‎ ‎للفساد‎ ‎وإجراء‎ ‎كافّة‎ ‎الإصلاحات،‎ ‎تطوير‎ ‎النظام‎ ‎بما‎ ‎يوقف‎ ‎تعطيله‎ ‎ويؤمّن‎ ‎الشراكة‎ ‎الوطنية‎ ‎الكاملة‎”‎،‎ ‎معتبراً‎ ‎أن‎ ‎الحل‎ ‎المستدام‎ ‎لمكافحة‎ ‎الفساد‎ ‎يبقى‎ ‎عبر‎ ‎قضاءٍ‎ ‎مستقّلٍ‎ ‎وفعّال‎ ‎واعتماد‎ ‎الحكومة‎ ‎الالكترونيّة‎ ‎لوقف‎ ‎الرشوة‎ ‎وتسهيل‎ ‎وتسريع‎ ‎المعاملات‎ ‎الادارية‎.‎
وحول‎ ‎الملف‎ ‎الحكوميّ،‎ ‎اعتبر‎ ‎باسيل‎ ‎انّ‎ “‎الحكومة‎ ‎التي‎ ‎نريدها‎ ‎اليوم‎ ‎قبل‎ ‎الغد‎ ‎لن‎ ‎تصحّح‎ ‎وحدها‎ ‎الأمور‎. ‎فالمشكلة‎ ‎أنّ‎ ‎هناك‎ ‎انهياراً‎ ‎اقتصادياً‎ ‎ومالياً‎ ‎وفي‎ ‎المقابل‎ ‎النظام‎ ‎السياسي‎ “‎مش‎ ‎شغّال‎”‎،‎ ‎فهل‎ ‎الرئيس‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎هو‎ ‎من‎ ‎صنع‎ ‎الثغرات‎ ‎في‎ ‎دستور‎ ‎الطائف؟‎”.‎

وأشار‎ ‎باسيل‎ ‎الى‎ ‎أنه‎ ‎ليس‎ ‎مرشحًا‎ ‎للرئاسة،‎ ‎وتابع‎: ‎‎”‎أتحدّى‎ ‎أن‎ ‎يقول‎ ‎أحد‎ ‎إنني‎ ‎فاتحته‎ ‎بهذا‎ ‎الموضوع‎”.‎
ورأى‎ ‎باسيل‎ ‎انّ‎ “‎الهيلا‎ ‎هو‎ ‎والعقوبات‎ ‎ومواقف‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎ليست‎ ‎بالصدفة‎”.‎
وقال‎ ‎باسيل‎: ‎‎”‎اخترعوا‎ ‎أخيراً‎ ‎أنهم‎ ‎لا‎ ‎يقبلون‎ ‎إلا‎ ‎أن‎ ‎نعطيهم‎ ‎الثقة،‎ ‎وهم‎ ‎يريدون‎ ‎حصار‎ ‎الرئيس‎ ‎من‎ ‎ضمن‎ ‎الحكومة‎ “‎وتدقيق‎ ‎جنائي‎ ‎رح‎ ‎نشوف‎ ‎ساعتها‎” ‎وهم‎ ‎يستخدمون‎ ‎الدولار‎ ‎وآخر‎ ‎همّهم‎ ‎ما‎ ‎يحصل‎ ‎للناس‎”‎،‎ ‎مشدداً‎ ‎على‎ ‎ضرورة‎ “‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎لمعالجة‎ ‎الأوضاع‎ ‎الملحّة‎ ‎والقيام‎ ‎بحوار‎ ‎وطني‎ ‎لأنّ‎ ‎الدول‎ ‎لن‎ ‎تنفعنا‎”‎،‎ ‎لافتاً‎ ‎الى‎ “‎أنهم‎ ‎يريدون‎ ‎ان‎ ‎ينهوا‎ ‎عهد‎ ‎الرئيس‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎بالقول‎ ‎إن‎ ‎هذه‎ ‎التجربة‎ ‎فشلت‎ ‎ولهذا‎ ‎يدخلون‎ ‎بحسابات‎ ‎النصف‎ ‎زائداً‎ ‎واحداً‎ ‎والثلث‎ ‎والثلثين‎ ‎في‎ ‎الحكومة،‎ ‎علمًا‎ ‎أنها‎ ‎يفترض‎ ‎أن‎ ‎تكون‎ ‎حكومة‎ ‎اختصاصيين‎”.‎

وأضاف‎: ‎‎”‎يصوّرون‎ ‎انّنا‎ ‎ضدّ‎ ‎السنّة‎ ‎فقط‎ ‎بسبب‎ ‎التفاهم‎ ‎مع‎ “‎حزب‎ ‎الله‎”‎،‎ ‎لكننا‎ ‎نسعى‎ ‎دائماً‎ ‎للتفاهم‎ ‎مع‎ ‎الجميع‎ ‎وبينهم‎ ‎تيار‎ ‎المستقبل‎”‎،‎ ‎وتابع‎: ‎‎”‎تحدّثنا‎ ‎مع‎ “‎حزب‎ ‎الله‎” ‎في‎ ‎الحاجة‎ ‎الى‎ ‎تطوير‎ ‎التفاهم‎ ‎ونزع‎ ‎السلاح‎ ‎بالقوّة‎ ‎يسبّب‎ ‎حرباً‎ ‎في‎ ‎الداخل‎ ‎ونزاعاً‎ ‎في‎ ‎الإقليم،‎ ‎لكن‎ ‎بالتفاهم‎ ‎يمكن‎ ‎وضع‎ ‎إطار‎ ‎له‎”.‎

وأكّد‎ ‎البطريرك‎ ‎الماروني‎ ‎بشارة‎ ‎الراعي‎ ‎أنه‎ ‎مثلما‎ ‎نتفهم‎ ‎غضب‎ ‎الشعب‎ ‎نتفهم‎ ‎أيضاً‎ ‎تذمّر‎ ‎المؤسسة‎ ‎العسكرية‎. ‎فالجيش‎ ‎هو‎ ‎من‎ ‎هذا‎ ‎الشعب،‎ ‎ولا‎ ‎يجوز‎ ‎وضعه‎ ‎في‎ ‎مواجهة‎ ‎شعبه‎. ‎والجيش‎ ‎هو‎ ‎من‎ ‎هذه‎ ‎الشرعية،‎ ‎ولا‎ ‎يحق‎ ‎لها‎ ‎إهمال‎ ‎احتياجاته‎ ‎وعدم‎ ‎الوقوف‎ ‎على‎ ‎معطيات‎ ‎قيادته‎ ‎ومشاعر‎ ‎ضباطه‎ ‎وجنوده‎. ‎والجيش‎ ‎هو‎ ‎القوة‎ ‎الشرعية‎ ‎المنوطة‎ ‎بها‎ ‎مسؤولية‎ ‎الدفاع‎ ‎عن‎ ‎لبنان،‎ ‎فلا‎ ‎يجوز‎ ‎تشريع‎ ‎أو‎ ‎تغطية‎ ‎وجود‎ ‎أي‎ ‎سلاح‎ ‎غير‎ ‎شرعيٍ‎ ‎إلى‎ ‎جانب‎ ‎سلاحه‎. ‎والجيش‎ ‎هو‎ ‎جيش‎ ‎الوطن‎ ‎كله،‎ ‎ولا‎ ‎يحق‎ ‎أن‎ ‎يجعله‎ ‎البعض‎ ‎جيش‎ ‎السلطة‎. ‎والجيش‎ ‎هو‎ ‎جيش‎ ‎الديمقراطية‎ ‎ولا‎ ‎يحق‎ ‎لأحد‎ ‎أن‎ ‎يحوله‎ ‎جيش‎ ‎التدابير‎ ‎القمعيّة‎. ‎والجيش‎ ‎بكل‎ ‎مقوّماته‎ ‎هو‎ ‎رمز‎ ‎الوحدة‎ ‎الوطنية‎ ‎ومحققها‎. ‎بالمحافظة‎ ‎عليه،‎ ‎نحافظ‎ ‎على‎ ‎الوطن‎ ‎وسيادته‎ ‎وحياده‎ ‎الإيجابي،‎ ‎وعلى‎ ‎الثقة‎ ‎بين‎ ‎أطيافه،‎ ‎والولاء‎ ‎له‎ ‎دون‎ ‎سواه‎.‎

وبانتظار‎ ‎أن‎ ‎تجتمع‎ ‎اللجان‎ ‎المشتركة‎ ‎يوم‎ ‎الثلاثاء‎ ‎للبحث‎ ‎في‎ ‎اقتراح‎ ‎القانون‎ ‎المعجّل‎ ‎والمكرّر‎ ‎الرامي‎ ‎إلى‎ ‎إعطاء‎ ‎سلفة‎ ‎لكهرباء‎ ‎لبنان‎ ‎لعام‎ 2021‎،‎ ‎فإن‎ ‎طلب‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎سلفة‎ ‎بقيمة‎ ‎‎1500 ‎مليار‎ ‎ليرة‎ ‎لمؤسسة‎ ‎كهرباء‎ ‎لبنان‎ ‎لا‎ ‎يزال‎ ‎محل‎ ‎أخذ‎ ‎ورد‎. ‎وقالت‎ ‎مصادر‎ ‎مطلعة‎ ‎لـ‎ “‎البناء‎”‎،‎ ‎إن‎ ‎إقرار‎ ‎القانون‎ ‎في‎ ‎البرلمان‎ ‎سوف‎ ‎يستتبع‎ ‎بفتح‎ ‎السلفة‎ ‎المذكورة‎ ‎أو‎ ‎الاعتماد‎ ‎من‎ ‎قبل‎ ‎وزارة‎ ‎المال‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎أن‎ ‎يعني‎ ‎ذلك‎ ‎على‎ ‎الإطلاق‎ ‎أن‎ ‎المصرف‎ ‎المركزيّ‎ ‎سوف‎ ‎يصرفها‎ ‎وفق‎ ‎سعر‎ ‎الرسميّ‎ ‎خاصة‎ ‎أن‎ ‎هذا‎ ‎الأمر‎ ‎من‎ ‎شأنه‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎على‎ ‎حساب‎ ‎الاحتياطي‎ ‎الإلزامي‎ ‎الذي‎ ‎يرفض‎ ‎الحاكم‎ ‎المركزي‎ ‎رياض‎ ‎سلامة‎ ‎المسّ‎ ‎به‎ ‎وما‎ ‎تبقى‎ ‎من‎ ‎أموال‎ ‎المودعين،‎ ‎هذا‎ ‎فضلاً‎ ‎عن‎ ‎أن‎ ‎الأمر‎ ‎من‎ ‎شأنه‎ ‎أن‎ ‎يؤدي‎ ‎الى‎ ‎رفع‎ ‎الدعم‎ ‎عن‎ ‎المواد‎ ‎الأساسية‎ ‎والمحروقات‎ ‎والأدوية‎.‎

صحياً،‎ ‎يواصل‎ ‎عداد‎ ‎كورونا‎ ‎التحليق‎ ‎يومياً‎ ‎مع‎ ‎إعادة‎ ‎فتح‎ ‎البلد‎ ‎وعودة‎ ‎التحركات‎ ‎الى‎ ‎الشارع،‎ ‎وأعلنت‎ ‎وزارة‎ ‎الصحة‎ ‎العامة‎ ‎تسجيل‎ 3086 ‎إصابة‎ ‎جديدة‎ ‎رفعت‎ ‎العدد‎ ‎التراكمي‎ ‎للحالات‎ ‎المثبتة‎ ‎الى‎ 418448. ‎كما‎ ‎تمّ‎ ‎تسجيل‎ 46 ‎حالة‎ ‎وفاة‎. ‎واعتبر‎ ‎وزير‎ ‎الصحة‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎حمد‎ ‎حسن‎ ‎أن‎ ‎موضوع‎ ‎لقاحات‎ ‎كورونا‎ ‎لا‎ ‎يمكن‎ ‎أخذه‎ ‎شعبوياً‎. ‎ورأى‎ ‎وزير‎ ‎الصحة‎ ‎أن‎ ‎من‎ ‎يريد‎ ‎المبادرة‎ ‎عبر‎ ‎الوزارة‎ ‎عليه‎ ‎تفهّم‎ ‎الشح‎ ‎العالميّ‎ ‎للقاح‎ ‎وإذا‎ ‎كان‎ ‎الأمر‎ ‎يتعلق‎ ‎بموضوع‎ ‎سعر‎ ‎اللقاح‎ ‎فيجب‎ ‎عدم‎ ‎إلقاء‎ ‎اللوم‎ ‎على‎ ‎الوزارة‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *