الرئيسية / صحف ومقالات /  الجمهورية: التأليف أسير الإعتبارات والضمانات.. وبرّي يسعى على قاعدة الـ 18 وزيراً
الجمهورية

 الجمهورية: التأليف أسير الإعتبارات والضمانات.. وبرّي يسعى على قاعدة الـ 18 وزيراً

تواصلت الاحتجاجات وإن بنسَب متفاوتة وفي مناطق عدة، وترافقت مع قطع طرق وتنديد بالغلاء الفاحش والارتفاع المتواصل للدولار من دون ان يكون هناك اي علاجات لهذا الوضع، إن اقتصادية أو سياسية في ظل غياب أي معطيات جدية حول الحكومة العتيدة، وفي الوقت الذي يجب ان يكون فيه الشغل الشاغل للقوى السياسية إخراج الحكومة من عنق الفراغ والتعطيل، تتبارى في عقد المؤتمرات الصحافية والمواقف في محاولة للتغطية على مسؤوليتها في استمرار الفراغ الذي يتواصل فصولاً ومن دون أفق، بينما ينزلق الوضع إلى القعر ومن دون كوابح. وفي الوقت الذي تتوالى التحذيرات الدولية من مغبّة استمرار الفراغ وخطورته على الوضع اللبناني، وفي الوقت الذي يشعر الناس بأنهم متروكين لقدرهم ومصيرهم وسط تحليق للدولار من دون سقوف، لا يجد هؤلاء الناس مَن يطمئنهم الى حاضرهم ومستقبلهم، متسائلين: هل خلافات المسؤولين أهم من وحدة البلد واستقراره؟ وهل هذه الخلافات، بمعزل عن طبيعتها وحجمها، تستدعي ترك البلد ينزلق نحو الانفجار؟

وفي هذه الاجواء لاحظت أوساط سياسية متابعة للازمة انّ الرأي في ما يجري منقسم الى توجهين:

التوجه الاول يستبعد تماماً تأليف حكومة ويعزو السبب إلى اعتبارات إمّا خارجية تبدأ من غياب الضوء الأخضر الأميركي، ولا تنتهي في غياب الضمانات بتقديم المساعدات الدولية، وتحديداً الخليجية التي من دونها لن يتمكن البلد من الوقوف على رجليه مجدداً، وإمّا داخلية تبدأ بأزمة الثقة العميقة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، ولا تنتهي بعدم استعداد الرئيس سعد الحريري لترؤس حكومة أولوية العهد فيها رئاسية ولا ضمانات بتحقيق الإصلاحات المطلوبة ولا بالحصول على المساعدات الخارجية، فيكون كمَن يضع كرة النار فالانفجار في حضنه، الأمر الذي ينعكس على وضعه ودوره المستقبلي.

امّا التوجه الثاني فيجزم بأنّ الحكومة ستبصر النور قريباً، لأنّ أحداً في الداخل والخارج لا يريد ان ينزلق لبنان إلى الانفجار في مرحلة انتقالية المطلوب فيها ان يبقى مستقراً لكي لا ينعكس انفجاره على الهندسة التي يُعمل عليها لهذه المنطقة. ولذلك، فإنّ الأمور ستتجه نحو التأليف من الآن وحتى نهاية الشهر.

وبين التوجّهين يواصل الدولار تحليقه، ويواصل الناس احتجاجهم الغاضب، وتتواصل الوساطات ولو خجولة وغير قادرة بعد على إخراج الحكومة من عنق الزجاجة.

تجميد الوساطات

وفي هذه الاجواء، لم تحمل نهاية الاسبوع اي جديد على مستوى الملف الحكومي في انتظار ما يمكن ان يحرّك المياه الراكدة. وفي الوقت الذي تحدثت مصادر «بيت الوسط» عن حركة محتملة هذا الاسبوع، لفتت الى انّ ما هو مطروح حتى اليوم من مبادرات داخلية لا يرقى الى مرتبة الحل، في اعتبار انّ ما حال دون توليد «تشكيلة 9 كانون الاول» ما زال قائماً في شكله ومضمونه ولو انّ هذه الامور قد تغيرت لكان الرئيس المكلف تبلّغ بذلك.

وعلى الصعيد عينه، قالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ الحركة الداخلية التي قادها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم جمدت الى حين، وهو امر لا يعني انه قد تمّ صرف النظر عنها في انتظار حلحلة بعض العقد الجانبية.

مسعى بري

الى ذلك، أكد مطلعون على أجواء عين التينة انّ مسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري لإحداث خرق في جدار الازمة الحكومية لا يزال ينطلق من قاعدة الـ18 وزيراً، مشيرين الى انّ هناك نوعاً من التضليل في بعض الاستنتاجات التي ترافق محاولته لتحريك المياه الراكدة، ومؤكدين أنّ الترويج عن أنّ بري اقترح رفع العدد الى 20 وزيراً ليس دقيقاً.

وشدد القريبون من عين التينة على «أنّ إصرار البعض على اقتناص «الثلث المعطّل» بنحو او بآخر هو السبب الأساسي الذي يستمر في عرقلة ولادة الحكومة»، مستغربين «كيف أنّ هناك من يتمسك بحسابات سلطوية فيما الدولة تنهار والدولار يواصل ارتفاعه مهدداً بانفجار اجتماعي كبير».

وفي سياق متصل، اعتبرت مصادر سياسية انّ طرح الـ20 وزيراً قد يكون هو الحل الممكن في نهاية المطاف، «لكن مشكلته تكمن في من يسمّي الوزير الكاثوليكي، في اعتبار انه من المحسوم انّ الوزير الدرزي الثاني سيختاره النائب طلال أرسلان او بالتفاهم معه، امّا الوزير الكاثوليكي فسيكون موضع تجاذب بين الرئيس ميشال عون والرئيس سعد الحريري».

وبالترافق مع انفلات سعر الدولار في السوق السوداء، نُقل عن أحد كبار المسؤولين تشديده على ضرورة الحزم في ملاحقة الصرافين المضاربين على العملة الوطنية، فيما نبّهت أوساط اقتصادية الى انّ خفض سعر الدولار لا يتم بوسائل بوليسية بل عبر التعجيل في تشكيل الحكومة، «علماً انّ تشكيلها فقط ليس كافياً ومفعوله الايجابي لا يطول، وبالتالي المطلوب بعد تأليفها ان تبادر فوراً الى البدء في اتخاذ القرارات الضرورية وتنفيذ الإصلاحات، وهذا وحده من شأنه تخفيض الدولار الى مستويات مقبولة وتَثبيته».

بعبدا لتسوية مع السعودية

وفي بعبدا كلام قليل عن الملف الحكومي في مقابل رصد حصيلة المساعي الجارية لتحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية، عقب زيارة موفد رئاسي منتصف الأسبوع الماضي الى السفارة السعودية للتشاور في التطورات الاخيرة وسبل تعزيز التعاون للخروج من المأزق القائم.

وكشفت مصادر عليمة انه من اهمّ ما انتهت اليه زيارة هذا الموفد الرئاسي تعهّد عون و«التيار الوطني الحر» بوَقف المساهمة في الحملات الإعلامية على السعودية، وهو ما ترجمته محطة «أو تي في» في برامجها السياسية التي تبدّلت بين يوم وآخر بنحو لافت وبارز، نظراً للتحول المحقق في توجهاتها السياسية.

الأنظار الى الخارجية الروسية

وفي هذه الاثناء، تتجه الأنظار اليوم الى وزارة الخارجية الروسية التي ستشهد لقاء بين مسؤوليها الكبار ووفد نيابي من «حزب الله» برئاسة رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد وصل الى موسكو مساء أمس، ومن المقرر أن يبدأ لقاءاته اليوم مع الموفد الرئاسي الى المنطقة ميخائيل بوغدانوف الذي يتولى إدارة الملف اللبناني ثم يلتقي وزير الخارجية سيرغي لافروف العائد من جولته الخليجية واللقاء الذي جمعه مع الحريري في ابو ظبي، كذلك ستكون للوفد لقاءات أخرى منها لقاء مع اعضاء في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما.

رعد

وقبَيل سفر الوفد الى موسكو، قال رعد لوكالة «سبوتنيك» انّ «العلاقة بين «حزب الله» وروسيا بدأت منذ سنوات، وتحكمها نقاط اهتمام مشترك ومصالح مشتركة ونظرة واحدة أو متقاربة جداً نحو الأوضاع في المنطقة وضرورة استقرار هذه المنطقة، من أجل أن تستثمر شعوبها خيرات الدول، التي تقيم فيها أو تنتمي إليها». واعتبر انّ زيارة اليوم «تأتي بعد التحولات الكثيرة والمتعددة التي حصلت خلال السنوات القليلة الماضية»، وانه لا بد «من إعادة تحريك النقاش حول آفاق المرحلة المقبلة في ضوء هذه التطورات»، وما «تحقّق من إنجازات لمصلحة شعوب المنطقة في المرحلة الماضية».

وعن إمكانية أن تلعب الدولة الروسية دوراً في ملف تشكيل الحكومة، قال رعد: «نأمل أن تأخذ روسيا دورها الطبيعي في مواكبة المساعي القائمة والضغط من أجل تسريع الحلول المطلوبة، التي يقررها الشعب اللبناني». وأكّد أنه «لا ينبغي التفكير في أي خيار الآن غير خيار الإسراع في تشكيل الحكومة، لأنه المدخل الطبيعي لإعادة الأمور إلى نصابها ولو على مراحل، وهو مفتاح الاستقرار في لبنان الآن».

باسيل

من جهة ثانية، كان اللافت تجنّب رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الكلام عن أزمة التأليف الحكومي في مؤتمره الصحافي الاسبوعي، وقال في ذكرى 14 آذار انّ «التيار عانى من إمساك منظومة سياسية – مالية مفاصل الدولة والقرار، تستحوذ على الأكثرية وتتصرّف بها لتمنع الإصلاح والتغيير. وعاش التيار أزمة الانهيار الكبير في المال والاقتصاد، وأزمة سقوط النظام بأخلاقياته السياسية وتعطل آليّاته الدستورية وعجزه عن قيادة الدولة والمجتمع. يدفع هذا السقوط التيار الى مراجعة عميقة لخياراته وممارساته، وتفضي المراجعة الى صَوغ مقاربة مختلفة لهواجس اللبنانيين وحلول لمشاكلهم، وتؤسّس لنظام جديد يبنى على أسس الصيغة والميثاق ويستفيد من العثرات المتأتية من الطائفية والفساد». واعتبر باسيل «انّ اسرائيل تفهم لغة الحرب ولا تفقه معنى السلام الحقيقي، وتريد فرض تطبيع مصطنع عليه بقوة الخارج وتحت ضغط الأزمات والمعاناة، لكنّ هذا لن يؤدي الّا لمزيد من الكراهية والعدوانية ويجعل السلام بعيد المنال. وحده لبنان القوي، أمناً واقتصاداً، قادر على صنع السلام العادل والدائم والشامل مع إسرائيل».

وأشار باسيل إلى انّ «التيار يريد تحصين لبنان في وجه أي عدوان من اسرائيل او من الجماعات الإرهابية، ويعتبر الجيش اللبناني صاحب المسؤولية الأولى في الدفاع عن الحدود والوجود. والى أن يتم فك الحظر عن تزويده الأسلحة اللازمة، والى ان يحل السلام المأمول، يرى التيار ضرورة اعتماد استراتيجية دفاعية وطنية تقوم أوّلاً على التفاهم الداخلي، وثانياً على الحفاظ على عناصر قوة لبنان للحفاظ على توازن الردع مع إسرائيل، وثالثاً على مركزية قرار الدولة اللبنانية من دون التخلي عن الحَق المقدس والشرعي بالدفاع عن النفس. وأكد أنّ «التيار مصمّم على إعادة النظر بوثيقة التفاهم مع «حزب الله» ومراجعتها، بنيّة تطويرها».

الراعي

وفي المواقف السياسية أمس دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال عظة الأحد في بكركي، «شابات لبنان وشبّانه الثائرين إلى توحيد صفوفهم وتناغم مطالبهم واستقلالية تحركهم، فتكون ثورتهم واعدة وبنّاءة. ولعلهم بذلك يستحثّون الجماعة السياسية وأصحاب السلطة على تشكيل حكومة استثنائية قادرة على الإنقاذ والإصلاح». كذلك، دعاهم «إلى احترام حق المواطنين بالتنقل من أجل تلبية حاجاتهم، وإلى تجنب قطع الطرق العامة، واستبدالها بتظاهرات منظمة في الساحات العامة يعبّرون فيها عن مطالبهم المحقة، وفقاً للأصول القانونية والحضارية».

وأكد الراعي «تفهمه أيضاً لتذمّر المؤسسة العسكرية. فالجيش هو من هذا الشعب، ولا يجوز وضعه في مواجهة شعبه. والجيش هو من هذه الشرعية، ولا يحق لها إهمال احتياجاته وعدم الوقوف على معطيات قيادته ومشاعر ضباطه وجنوده. والجيش هو القوة الشرعية المُناط بها مسؤولية الدفاع عن لبنان، فلا يجوز تشريع أو تغطية وجود أي سلاح غير شرعي إلى جانب سلاحه. والجيش هو جيش الوطن كله، ولا يحق أن يجعله البعض جيش السلطة. والجيش هو جيش الديمقراطية ولا يحق لأحد أن يحوّله جيش التدابير القمعية. والجيش بكل مقوماته هو رمز الوحدة الوطنية ومحققها. وبالمحافظة عليه، نحافظ على الوطن وسيادته وحياده الإيجابي، وعلى الثقة بين أطيافه، والولاء له من دون سواه».

عودة

من جهته، دعا متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خلال قدّاس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت أمس، «المسؤولين إلى تجربة خبرة الصوم والانقطاع عن المواد الأساسية، وخبرة عدم وجود الكهرباء والمولدات في بيوتهم، وعدم القدرة على الذهاب إلى المستشفيات في حال مرضهم، لعلهم يشعرون بجزء بسيط ممّا يشعر به الشعب». وقال: «مسؤولونا صَوّموا الشعب عنوة وجوّعوه، وهذا يدعى إرهابا وإجراما. الصوم عمل اختياري وحر، أما التجويع فقتل».

وشنّ عوده هجوماً على الحكومة المستقيلة ورئيسها، معتبراً أنّ «معظم قراراتها تتناسب مع الوِصاية السياسية التي جاءت بها، فبلغ الانهيار في عهدها أوجه، والدولار أفلت من كل الضوابط». وقال: «من أجل وقف الانهيار المالي والاقتصادي والسياسي، نحن بحاجة إلى حكومة تقوم بالإصلاحات اللازمة من أجل استقطاب المساعدات، وتعمل على إعادة تكوين المؤسسات المفكّكة والإدارات المهترئة، بغية وقف انهيار ما تبقى من مقومات الدولة والمجتمع». وأمل في «ألا تستخدم القوى السياسية والحزبية التحركات الشعبية من أجل إثبات حضورها، بغية المضي في تقاسم المكاسب. كما أمل ألّا يصغي الشعب إلى هؤلاء ويصدّق ادعاءاتهم وقد خَبرهم طويلاً وكشف ألاعيبهم». وأكد عوده على أنّ «الجيش هو الحامي الوحيد للوطن، وولاؤه للوطن وحده، فلا تقحموه في نزاعاتكم».

قنبلة صوتية

وفي تطور أمني، ألقى مجهول كان على دراجة نارية قرابة السابعة والنصف مساء أمس الاحد قنبلة صوتية امام منزل النائب اللواء جميل السيّد قرب فندق السمرلند غامبينسكي، ألحقت اضراراً بالرصيف خارج سور المنزل ولم يصب ايّ من حراسه وسكان المنطقة بأذى. وعلى الأثر، حضرت دوريتان من القوى الامنية والشرطة العسكرية واجرتا كشفاً على مكان الحادث بعد العثور على «فراغ القنبلة الصوتية»، وباشرت تحقيقاتها في الحادث بدءاً من استعراض محتويات كاميرات المراقبة في المنطقة ومحيطها.

كورونا

وعلى الصعيد الصحي، أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي أمس حول مستجدات فيروس كورونا تسجيل 3086 إصابة جديدة (3065 محلية و21 وافدة)، ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 418448. كذلك تم تسجيل 46 حالة وفاة جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات الى 5380 حالة.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *