انفجرت الازمة المعيشية – المالية – الحياتية، بأبشع مظاهرها. فيما الدولار تفلّت من عقاله ولامس الـ15 الف ليرة امس، مرتفعا بحدود الالف ليرة بين ليلة وضحاها، تنهار القطاعات الاقتصادية تباعا.
وشهدت بيروت ومختلف المناطق قطع طرق احتجاجا.
الافران
وبينما عاد الناس الى الطرقات فقطعوا عددا منها في مختلف المناطق احتجاجا على تردي الاوضاع المعيشية، الفوضى تنتشر وباتت تتهدد لقمة عيش المواطن. في السياق، أعلن نائب رئيس اتحاد نقابات الأفران والمخابز المستقيل علي ابراهيم أن “اذا استمررنا على هذه الوتيرة لا بد ان يصل القطاع الى التوقف القسري الى حين استقرار سعر صرف الدولار”، آملاً أن “تتم معالجة الأمر ليس برفع الأسعار بل باستقرارها”.
السوبرماركت
من جانبه، كشف نقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد أن “المورّدين لم يسلّموا السوبرماركت بضائع منذ يوم اول أمس ، معلناً أن “المخزون قليل بسبب المشكلة المالية وعدم القدرة على الشراء”. وحذّر في تصريح من أن “بقاء الوضع على ما هو عليه، سيؤدي الى انهيار السوبرماركت والإقفال التام”.
بحصلي
بدوره، قال نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي في حديث تلفزيوني “لدينا ريبة مما يحصل فنحن صحيح اننا مؤسسات اقتصادية ونريد الحفاظ على ماليتنا للاستمرار ولكن بالمقابل نفكر بالناس فهل بامكان المواطن ان يبدأ بشراء اي مادة بدءاً من 14 الف ليرة”.
المستشفيات
من جهته اعلن نقيب المستشفيات سليمان هارون في مؤتمر صحافي عن اسعار الكلفة الفعلية للخدمات الاستشفائية في ظل تدهوّر الاوضاع الاقتصادية وتسارع ارتفاع سعر الدولار،مؤكدا ان دعوة المستشفيات للالتزام بالتعرفات الحالية لا يراعي الواقع، ولو كان هذا الامر باستطاعتنا لما كنا تأخرنا.
المحطات تقفل
وبعدما رفعت محطات الوقود بمعظمها خراطيمها بعد نفاد مخزونها، رفع ممثل موزّعي المحروقات فادي ابو شقرا الصوت، مطالبا المسؤولين بالتحرّك، وقال “منشآت المحروقات التابعة للدولة فارغة من المحروقات و”الله يعين” أصحاب المؤسسات لأنهم مُلزمون بسعر صرف دولار السوق السوداء، وهم يعانون. اما المطلوب وبإلحاح، فهو تشكيل حكومة لخلق نوع من الثقة لإنقاذ الوضع المتفلّت”.
بنزين ايراني
في المقابل، وفيما تخضع ايران لعقوبات تمنعها من تصدير النفط او بيعه، اعلنت هيئة الجمارك العراقية، أنها سهلت مرور عدد من صهاريج المحروقات، كمساعدات إيرانية متجهة إلى لبنان.
اقرار السلفة
معيشيا ايضا، وتحت وطأة التهديد بالعتمة الشاملة، اقرت اللجان المشتركة اعطاء كهرباء لبنان، سلفة 200 مليون دولار من مصرف لبنان، بالتصويت وباعتراض حزبي القوات والتقدمي الاشتراكي.
حركة بري
وسط هذا المشهد المخيف، لا تزال عملية تأليف الحكومة مستعصية. وفي انتظار عودة وفد حزب الله من موسكو، برزت امس زيارة الوزير السابق مروان شربل الى رئيس مجلس النواب نبيه بري ، الذي استقبل ايضا السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا.
وافادت المعلومات ان بري قدم اقتراحا جديدا يقضي بان يعرض الرئيس ميشال عون على الرئيس سعد الحريري خمسة اسماء لوزارة العدل ليختار واحدا منها، في حين يقترح الحريري على عون خمسة اسماء لوزارة الداخلية ليختار واحد منها.
ويفترض ان ينقل اللواء عباس ابراهيم هذا المقترح لعون في اقرب وقت، ولكن هذا لا يعني ان التشكيل بات قريبا لان مشكلة الثلث المعطل لاتزال قائمة، وكذلك يستمر رفض الرئيس الحريري لحكومة العشرين وزيرا كما يريد عون.