الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : حملة أميركيّة أوروبيّة على سورية في ‏الذكرى العاشرة لحربهم… والاحتلال ‏يترجمها غارات حزب الله من موسكو: ضغوط تستهدف المقاومة… ولتسريع حكومة برئاسة ‏الحريري / تضارب المعلومات الرسميّة حول الدعم… وسلفة مجزأة للكهرباء… ‏والاستعصاء مستمر
flag-big

البناء : حملة أميركيّة أوروبيّة على سورية في ‏الذكرى العاشرة لحربهم… والاحتلال ‏يترجمها غارات حزب الله من موسكو: ضغوط تستهدف المقاومة… ولتسريع حكومة برئاسة ‏الحريري / تضارب المعلومات الرسميّة حول الدعم… وسلفة مجزأة للكهرباء… ‏والاستعصاء مستمر

كأن‎ ‎شركاء‎ ‎الحرب‎ ‎على‎ ‎سورية‎ ‎تذكّروا‎ ‎خيباتهم‎ ‎في‎ ‎ذكراها‎ ‎العاشرة،‎ ‎فتلاقوا‎ ‎لشنّ‎ ‎حملة‎ ‎سياسية‎ ‎على‎ ‎دولتها‎ ‎وجيشها‎ ‎ورئيسها،‎ ‎وبادرت‎ ‎بريطانيا‎ ‎لعقوبات‎ ‎طالت‎ ‎مسؤولين‎ ‎فيها‎ ‎تقدّمهم‎ ‎وزير‎ ‎خارجيتها‎ ‎الدكتور‎ ‎فيصل‎ ‎المقداد،‎ ‎وترجمها‎ ‎جيش‎ ‎الاحتلال‎ ‎غارات‎ ‎ليلية‎ ‎بصواريخ‎ ‎من‎ ‎الجولان‎ ‎المحتل‎ ‎استهدفت‎ ‎أجواء‎ ‎العاصمة‎ ‎دمشق،‎ ‎نجحت‎ ‎الدفاعات‎ ‎الجوية‎ ‎السورية‎ ‎بإسقاط‎ ‎معظمها،‎ ‎واقتصرت‎ ‎أضرار‎ ‎الباقي‎ ‎على‎ ‎الماديات،‎ ‎وفقاً‎ ‎للمصادر‎ ‎الرسمية‎ ‎السورية،‎ ‎بينما‎ ‎تسعى‎ ‎موسكو‎ ‎لاختبار‎ ‎نتائج‎ ‎جولة‎ ‎وزير‎ ‎خارجيتها‎ ‎سيرغي‎ ‎لافروف‎ ‎في‎ ‎دول‎ ‎الخليج‎ ‎وشملت‎ ‎في‎ ‎نهايتها‎ ‎إطلاق‎ ‎منصة‎ ‎روسية‎ ‎تركية‎ ‎قطرية،‎ ‎وتمّ‎ ‎خلالها‎ ‎التأكيد‎ ‎على‎ ‎تنشيط‎ ‎عمل‎ ‎اللجنة‎ ‎الدستورية‎ ‎نحو‎ ‎الحل‎ ‎السياسي،‎ ‎والعمل‎ ‎على‎ ‎عودة‎ ‎سورية‎ ‎الى‎ ‎الجامعة‎ ‎العربية،‎ ‎وإطلاق‎ ‎مشاريع‎ ‎لإعادة‎ ‎الإعمار‎ ‎وعودة‎ ‎النازحين،‎ ‎وتستكشف‎ ‎موسكو‎ ‎حجم‎ ‎التغيير‎ ‎في‎ ‎اجتماعات‎ ‎اللجنة‎ ‎الدستورية‎ ‎التي‎ ‎يتم‎ ‎التحضير‎ ‎لعقدها‎ ‎برعاية‎ ‎المبعوث‎ ‎الأممي‎ ‎غير‎ ‎بيدرسون‎ ‎الذي‎ ‎أعلن‎ ‎عن‎ ‎التحضير‎ ‎لعقد‎ ‎جولة‎ ‎سادسة‎ ‎مصغرة‎ ‎للجنة،‎ ‎طالباً‎ ‎رفع‎ ‎نسبة‎ ‎الدعم‎ ‎الدولي‎ ‎لمساعي‎ ‎الحل‎ ‎السياسي‎.‎

من‎ ‎موسكو‎ ‎أعلن‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎في‎ ‎ختام‎ ‎زيارة‎ ‎وفده‎ ‎الى‎ ‎العاصمة‎ ‎الروسية،‎ ‎والذي‎ ‎ترأسه‎ ‎النائب‎ ‎محمد‎ ‎رعد‎ ‎وشارك‎ ‎فيه‎ ‎مسؤول‎ ‎العلاقات‎ ‎الخارجية‎ ‎عمار‎ ‎الموسوي،‎ ‎في‎ ‎تصريحات‎ ‎لرعد‎ ‎والموسوي،‎ ‎أن‎ ‎لبنان‎ ‎يشهد‎ ‎ضغوطاً‎ ‎تستهدف‎ ‎المقاومة‎ ‎التي‎ ‎نجحت‎ ‎مع‎ ‎حلفائها‎ ‎وفي‎ ‎طليعتهم‎ ‎روسيا‎ ‎بتحقيق‎ ‎إنجازات‎ ‎ضخمة‎ ‎في‎ ‎الحرب‎ ‎على‎ ‎الإرهاب،‎ ‎وبالتوازي‎ ‎إن‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎ينظر‎ ‎بإيجابية‎ ‎الى‎ ‎تولي‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎لمهمة‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة،‎ ‎ويأمل‎ ‎بتسريع‎ ‎ولادة‎ ‎حكومة‎ ‎يتغلب‎ ‎الأطراف‎ ‎المعنيون‎ ‎على‎ ‎العقبات‎ ‎التي‎ ‎لا‎ ‎زالت‎ ‎تؤخرها،‎ ‎وهو‎ ‎مستعدّ‎ ‎لفعل‎ ‎ما‎ ‎يمكنه‎ ‎لتسهيل‎ ‎هذه‎ ‎الولادة‎.‎

الملف‎ ‎الحكومي‎ ‎الذي‎ ‎لا‎ ‎يزال‎ ‎متعثراً،‎ ‎ويحكمه‎ ‎الاستعصاء‎ ‎بين‎ ‎قصر‎ ‎بعبدا‎ ‎وبيت‎ ‎الوسط،‎ ‎رغم‎ ‎تداول‎ ‎معلومات‎ ‎عن‎ ‎مبادرة‎ ‎لرئيس‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎نبيه‎ ‎بري،‎ ‎سيحملها‎ ‎المدير‎ ‎العام‎ ‎للأمن‎ ‎العام‎ ‎اللواء‎ ‎عباس‎ ‎إبراهيم‎ ‎الى‎ ‎بعبدا،‎ ‎والتي‎ ‎قالت‎ ‎المصادر‎ ‎المتابعة‎ ‎إنها‎ ‎تتركز‎ ‎على‎ ‎الحفاظ‎ ‎على‎ ‎حكومة‎ ‎من‎ 18 ‎وزيراً،‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎ثلث‎ ‎معطل،‎ ‎وتتضمّن‎ ‎آلية‎ ‎لتسوية‎ ‎تسمية‎ ‎وزيري‎ ‎الداخلية‎ ‎والعدل،‎ ‎ونقل‎ ‎عن‎ ‎بعض‎ ‎الأوساط‎ ‎المعنية‎ ‎بالمبادرة‎ ‎أن‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎وافق‎ ‎على‎ ‎مضمونها،‎ ‎بينما‎ ‎قالت‎ ‎مصادر‎ ‎بعبدا‎ ‎إنها‎ ‎لم‎ ‎تطلع‎ ‎عليها‎ ‎بعد‎.‎

في‎ ‎المشهد‎ ‎المالي‎ ‎سجل‎ ‎سعر‎ ‎صرف‎ ‎الدولار‎ ‎قفزات‎ ‎جديدة‎ ‎ملامساً‎ ‎سعر‎ ‎الـ‎ 15000 ‎ليرة،‎ ‎مبشراً‎ ‎بسقوف‎ ‎جديدة،‎ ‎بينما‎ ‎شهدت‎ ‎العاصمة‎ ‎وعدد‎ ‎من‎ ‎المناطق‎ ‎قطع‎ ‎طرقات‎ ‎احتجاجاً‎ ‎على‎ ‎الوضع‎ ‎المعيشيّ‎ ‎واختفت‎ ‎العديد‎ ‎من‎ ‎السلع‎ ‎من‎ ‎الأسواق،‎ ‎ورفعت‎ ‎العديد‎ ‎من‎ ‎محطات‎ ‎الوقود‎ ‎خراطيمها،‎ ‎فيما‎ ‎بقي‎ ‎نبأ‎ ‎وصول‎ ‎صهاريج‎ ‎محملة‎ ‎بالبنزين‎ ‎من‎ ‎إيران‎ ‎الى‎ ‎لبنان‎ ‎غامضاً‎ ‎رغم‎ ‎تداول‎ ‎صور‎ ‎للصهاريج‎ ‎على‎ ‎الحدود‎ ‎العراقيّة‎ ‎وخبر‎ ‎منسوب‎ ‎للجمارك‎ ‎العراقية‎ ‎حول‎ ‎عبور‎ ‎هذه‎ ‎الصهاريج‎ ‎من‎ ‎إيران،‎ ‎وأنباء‎ ‎لاحقة‎ ‎حول‎ ‎عبورها‎ ‎من‎ ‎منطقة‎ ‎القائم‎ ‎على‎ ‎الحدود‎ ‎السورية‎ ‎العراقية،‎ ‎فيما‎ ‎كان‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎يقرّ‎ ‎سلفة‎ ‎مجزأة‎ ‎لكهرباء‎ ‎لبنان‎ ‎تغطي‎ ‎احتياجات‎ ‎شراء‎ ‎الفيول‎ ‎لسبعين‎ ‎يوماً،‎ ‎أملاً‎ ‎بأن‎ ‎يتم‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎خلال‎ ‎هذه‎ ‎المدة‎ ‎ليتم‎ ‎إقرار‎ ‎الموازنة،‎ ‎وإطلاق‎ ‎خطة‎ ‎إصلاح‎ ‎قطاع‎ ‎الكهرباء‎ ‎والتفاوض‎ ‎مع‎ ‎صندوق‎ ‎النقد‎ ‎الدولي‎ ‎لتمويلها،‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎تضارب‎ ‎الأرقام‎ ‎والمعلومات‎ ‎الحكومية‎ ‎حول‎ ‎الدعم،‎ ‎ومخزون‎ ‎العملات‎ ‎الصعبة‎ ‎المتاح‎ ‎لدى‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎لتأمين‎ ‎هذا‎ ‎الدعم،‎ ‎فبعدما‎ ‎نقل‎ ‎النائب‎ ‎علي‎ ‎خريس‎ ‎عن‎ ‎حاكم‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎رياض‎ ‎سلامة‎ ‎إبلاغ‎ ‎رئيس‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎نبيه‎ ‎بري‎ ‎نفاد‎ ‎مخزونه‎ ‎المخصص‎ ‎للدعم،‎ ‎تحدّث‎ ‎وزير‎ ‎المال‎ ‎غازي‎ ‎وزني‎ ‎لمنصة‎ ‎بلومبرغ‎ ‎الأميركية‎ ‎عن‎ ‎وجود‎ ‎مليار‎ ‎ونصف‎ ‎مليار‎ ‎يمكن‎ ‎للمصرف‎ ‎المركزي‎ ‎استخدامها‎ ‎لعمليات‎ ‎الدعم‎ ‎لستة‎ ‎شهور‎ ‎بعد‎ ‎تعديل‎ ‎نسب‎ ‎الدعم‎ ‎من‎ 85% ‎الى‎ 50% ‎للمحروقات‎ ‎والسلع‎ ‎الغذائية،‎ ‎فيما‎ ‎قال‎ ‎رئيس‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎حسان‎ ‎دياب‎ ‎أن‎ ‎بالمستطاع‎ ‎مواصلة‎ ‎الدعم‎ ‎حتى‎ ‎شهر‎ ‎حزيران‎ ‎فقط،‎ ‎أي‎ ‎بعد‎ ‎ثلاثة‎ ‎شهور‎.‎

ويبدو‎ ‎أن‎ ‎الأزمة‎ ‎المالية‎ ‎والاقتصادية‎ ‎والمعيشية‎ ‎تتجه‎ ‎نحو‎ ‎الانهيار‎ ‎الكامل‎ ‎والانفجار‎ ‎الكبير‎ ‎مع‎ ‎الارتفاع‎ ‎الجنوني‎ ‎بسعر‎ ‎صرف‎ ‎الدولار‎ ‎الذي‎ ‎لامس‎ ‎نهار‎ ‎أمس،‎ ‎الـ‎15 ‎الف‎ ‎ليرة‎ ‎قبل‎ ‎أن‎ ‎يسجل‎ ‎انخفاضاً‎ ‎كبيراً‎ ‎مساء‎ ‎إلى‎ ‎حد‎ ‎الـ‎14 ‎الف‎ ‎ليرة‎.‎

وأبدت‎ ‎مصادر‎ ‎سياسية‎ ‎ومالية‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎استغرابها‎ ‎الشديد‎ ‎إزاء‎ ‎تجاهل‎ ‎المسؤولين‎ ‎في‎ ‎مختلف‎ ‎المواقع‎ ‎الرئاسية‎ ‎والحكومية‎ ‎والنيابية‎ ‎والإدارية‎ ‎والقضائية‎ ‎لهذا‎ ‎التلاعب‎ ‎بالدولار‎ ‎التي‎ ‎تحركه‎ ‎وتتحكم‎ ‎به‎ ‎غرفة‎ ‎عمليات‎ ‎خارجية‎ -‎‎ ‎داخلية‎ ‎بهدف‎ ‎تحقيق‎ ‎أهداف‎ ‎سياسية‎”‎،‎ ‎وتساءلت‎: ‎هل‎ ‎كل‎ ‎هذه‎ ‎المؤسسات‎ ‎لا‎ ‎تستطيع‎ ‎لجم‎ ‎سعر‎ ‎الصرف؟‎ ‎وما‎ ‎هي‎ ‎الأسباب‎ ‎الرئيسية؟‎ ‎ولماذا‎ ‎بلغ‎ ‎الدولار‎ ‎أرقاماً‎ ‎قياسية‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎وجود‎ ‎حاكم‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎رياض‎ ‎سلامة‎ ‎في‎ ‎فرنسا؟‎ ‎وهل‎ ‎سفره‎ ‎متعمّد‎ ‎كي‎ ‎لا‎ ‎يتحمل‎ ‎مسؤولية‎ ‎ارتفاع‎ ‎سعر‎ ‎الصرف‎ ‎ويحصل‎ ‎الانفجار‎ ‎الذي‎ ‎يجري‎ ‎الإعداد‎ ‎له‎ ‎في‎ ‎وجهه؟‎ ‎أم‎ ‎لإبعاد‎ ‎تهمة‎ ‎مشاركته‎ ‎بالتلاعب‎ ‎بالدولار‎ ‎عنه؟

وخلّف‎ ‎الارتفاع‎ ‎الكبير‎ ‎بسعر‎ ‎الصرف‎ ‎أثراً‎ ‎سلبياً‎ ‎على‎ ‎مختلف‎ ‎القطاعات‎ ‎الإنتاجية‎ ‎والحيوية‎ ‎والمعيشية،‎ ‎فعلمت‎ “‎البناء‎” ‎أن‎ ‎العديد‎ ‎من‎ ‎المصانع‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎توقف‎ ‎عن‎ ‎الإنتاج‎ ‎بسبب‎ ‎ارتفاع‎ ‎سعر‎ ‎الصرف‎ ‎وبالتالي‎ ‎المواد‎ ‎الأولية،‎ ‎فيما‎ ‎أعلن‎ ‎نائب‎ ‎رئيس‎ ‎اتحاد‎ ‎نقابات‎ ‎الأفران‎ ‎والمخابز‎ ‎المستقيل‎ ‎علي‎ ‎ابراهيم‎ ‎أن‎ “‎اذا‎ ‎استمررنا‎ ‎على‎ ‎هذه‎ ‎الوتيرة‎ ‎لا‎ ‎بد‎ ‎ان‎ ‎يصل‎ ‎القطاع‎ ‎الى‎ ‎التوقف‎ ‎القسري‎ ‎الى‎ ‎حين‎ ‎استقرار‎ ‎سعر‎ ‎صرف‎ ‎الدولار‎”. ‎وكشف‎ ‎نقيب‎ ‎أصحاب‎ ‎السوبرماركت‎ ‎نبيل‎ ‎فهد‎ ‎أن‎ “‎المورّدين‎ ‎لم‎ ‎يسلّموا‎ ‎السوبرماركات‎ ‎البضائع‎”‎،‎ ‎معلناً‎ ‎أن‎ “‎المخزون‎ ‎قليل‎ ‎بسبب‎ ‎المشكلة‎ ‎المالية‎ ‎وعدم‎ ‎القدرة‎ ‎على‎ ‎الشراء‎”. ‎وحذّر‎ ‎في‎ ‎تصريح‎ ‎من‎ ‎أن‎ “‎بقاء‎ ‎الوضع‎ ‎على‎ ‎ما‎ ‎هو‎ ‎عليه،‎ ‎سيؤدي‎ ‎الى‎ ‎انهيار‎ ‎السوبرماركات‎ ‎والإقفال‎ ‎التام‎”. ‎كما‎ ‎حذر‎ ‎نقيب‎ ‎المستشفيات‎ ‎سليمان‎ ‎هارون‎ ‎من‎ “‎ارتفاع‎ ‎اسعار‎ ‎الكلفة‎ ‎الفعلية‎ ‎للخدمات‎ ‎الاستشفائية‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎تدهوّر‎ ‎الاوضاع‎ ‎الاقتصادية‎ ‎وتسارع‎ ‎ارتفاع‎ ‎سعر‎ ‎الدولار،‎ ‎ما‎ ‎سيؤدي‎ ‎الى‎ ‎إقفال‎ ‎معظم‎ ‎المستشفيات‎ ‎والمتبقي‎ ‎منها‎ ‎سيصبح‎ ‎حكراً‎ ‎على‎ ‎الأغنياء‎”.‎

وفيما‎ ‎أقفلت‎ ‎الكثير‎ ‎من‎ ‎المحال‎ ‎والسوبرماركات‎ ‎أبوابها‎ ‎في‎ ‎مختلف‎ ‎المناطق،‎ ‎رفعت‎ ‎محطات‎ ‎وقود‎ ‎عدة‎ ‎خراطيمها‎ ‎بعد‎ ‎نفاد‎ ‎مخزونها،‎ ‎وأعلن‎ ‎ممثل‎ ‎موزّعي‎ ‎المحروقات‎ ‎فادي‎ ‎أبو‎ ‎شقرا‎ ‎أن‎ “‎منشآت‎ ‎المحروقات‎ ‎التابعة‎ ‎للدولة‎ ‎فارغة‎ ‎من‎ ‎المحروقات‎”.‎
ومرة‎ ‎جديدة‎ ‎تحدّت‎ ‎إيران‎ ‎العقوبات‎ ‎الأميركية‎ ‎التي‎ ‎تمنعها‎ ‎من‎ ‎تصدير‎ ‎النفط‎ ‎أو‎ ‎بيعه،‎ ‎واعلنت‎ ‎هيئة‎ ‎الجمارك‎ ‎العراقية،‎ ‎أنها‎ ‎سهلت‎ ‎مرور‎ ‎عدد‎ ‎من‎ ‎صهاريج‎ ‎المحروقات،‎ ‎كمساعدات‎ ‎إيرانية‎ ‎متجهة‎ ‎إلى‎ ‎لبنان‎ ‎عبر‎ ‎معبر‎ ‎القائم‎ ‎الحدودي‎”.‎

في‎ ‎غضون‎ ‎ذلك،‎ ‎نجحَت‎ ‎الاتصالات‎ ‎التي‎ ‎جرَت‎ ‎على‎ ‎خط‎ ‎عين‎ ‎التينة‎ -‎‎ ‎بيت‎ ‎الوسط‎ ‎خلال‎ ‎اليوميّن‎ ‎الماضيين‎ ‎في‎ ‎التوصل‎ ‎إلى‎ ‎نوعٍ‎ ‎من‎ ‎تسوية‎ ‎بين‎ ‎ثلاثي‎ ‎أمل‎ ‎والتيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎وتيار‎ ‎المستقبل‎ ‎لتأمين‎ ‎أغلبيّة‎ ‎داخل‎ ‎اللجان‎ ‎المُشتركة‎ ‎لصالح‎ ‎إقرار‎ ‎سلفة‎ ‎الكهرباء‎.‎

وقد‎ ‎أفضت‎ ‎النقاشات‎ ‎خلال‎ ‎اجتماع‎ ‎اللجان‎ ‎المشتركة‎ ‎إلى‎ ‎إعطاء‎ ‎مؤسسة‎ ‎كهرباء‎ ‎لبنان‎ ‎سلفة‎ 2‎‎00 ‎مليون‎ ‎دولار‎ ‎من‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان،‎ ‎وذلك‎ ‎بالتصويت،‎ ‎مع‎ ‎اعتراض‎ ‎القوات‎ ‎اللبنانية‎ ‎والتقدمي‎ ‎الاشتراكي‎ ‎اللذيّن‎ ‎رفضا‎ ‎هذا‎ ‎القرار‎ ‎باعتباره‎ ‎سيؤدي‎ ‎لمزيد‎ ‎من‎ ‎الاستنّزاف‎ ‎من‎ ‎احتياط‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎وإنفاق‎ ‎غير‎ ‎مجدٍ‎ ‎على‎ ‎قطاع‎ ‎الكهرباء‎ ‎الذي‎ ‎يُسجّل‎ ‎عجزاً‎ ‎سنوياً‎ ‎بقيمة‎ ‎ملياري‎ ‎دولار،‎ ‎فيما‎ ‎الأجدر‎ ‎بالدولة‎ ‎إصلاح‎ ‎هذا‎ ‎القطاع‎ ‎بدلاً‎ ‎من‎ ‎الاستمرار‎ ‎بإقرار‎ ‎سلف‎ ‎لا‎ ‎طائل‎ ‎منها‎.‎

واقترح‎ ‎النائب‎ ‎أنور‎ ‎الخليل‎ ‎خلال‎ ‎الجلسة‎ ‎أن‎ ‎تعطى‎ ‎الكهرباء‎ 300 ‎مليار‎ ‎ليرة‎ ‎بدلاً‎ ‎من‎ 1500 ‎مليار‎ ‎ليرة‎. ‎وبرز‎ ‎تصريح‎ ‎عضو‎ ‎كتلة‎ ‎التنمية‎ ‎والتحرير‎ ‎النائب‎ ‎علي‎ ‎خريس،‎ ‎وقال‎ ‎في‎ ‎تصريح‎ ‎أثناء‎ ‎دخوله‎ ‎الجلسة‎ ‎أن‎ “‎رئيس‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎نبيه‎ ‎بري‎ ‎سأل‎ ‎حاكم‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎إن‎ ‎كانت‎ ‎لديه‎ ‎دولارات‎ ‎في‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎فأجابه‎ ‎سلامة‎ ‎بالنفي‎ ‎وقال‎ ‎له‎: ‎ما‎ ‎عندي‎ ‎شي‎ ‎ولا‎ ‎دولار‎ ‎واحد‎”.‎

وأشارت‎ ‎مصادر‎ “‎البناء‎” ‎الى‎ ‎أن‎ “‎جميع‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية‎ ‎وخلال‎ ‎النقاشات‎ ‎عبّرت‎ ‎عن‎ ‎خشيتها‎ ‎وقلقها‎ ‎من‎ ‎الوضع‎ ‎الاجتماعي‎ ‎والمعيشي‎ ‎والاقتصادي‎ ‎الذي‎ ‎يتجه‎ ‎للانفجار‎ ‎الحتمي‎ ‎وبأن‎ ‎المواطن‎ ‎لن‎ ‎يتحمّل‎ ‎أزمة‎ ‎كهرباء‎ ‎جديدة‎ ‎تُضاف‎ ‎إلى‎ ‎سلسلة‎ ‎أزماته‎ ‎التي‎ ‎يئِن‎ ‎تحتها‎. ‎لذلك‎ ‎كان‎ ‎الاتفاق‎ ‎على‎ ‎تمرير‎ ‎سلفة‎ ‎الكهرباء‎ ‎لإنقاذ‎ ‎لبنان‎ ‎من‎ ‎الظلام‎ ‎الشامل‎ ‎والذي‎ ‎سينتج‎ ‎كوارث‎ ‎حقيقية‎ ‎لن‎ ‎يستطع‎ ‎أحد‎ ‎تحملها‎ ‎لا‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎ولا‎ ‎المواطنون‎”.‎

إلا‎ ‎أن‎ ‎الإشكالية‎ ‎التي‎ ‎ستواجه‎ ‎إقرار‎ ‎السلفة‎ ‎بحسب‎ ‎مصادر‎ ‎نيابية‎ ‎هو‎ ‎عدم‎ ‎وجود‎ ‎المال‎ ‎في‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎وتداعيات‎ ‎صرفها‎ ‎على‎ ‎الوضع‎ ‎الائتماني‎ ‎والنقدي‎ ‎للمصرف‎ ‎المركزي،‎ ‎وبالتالي‎ ‎صرف‎ ‎سلفة‎ ‎الكهرباء‎ ‎ستكون‎ ‎من‎ ‎احتياط‎ ‎المصارف‎ ‎في‎ “‎المركزي‎” ‎أي‎ ‎من‎ ‎الودائع‎ ‎المصرفيّة‎”.‎

ويشير‎ ‎الخبير‎ ‎الاقتصادي‎ ‎والمالي‎ ‎وليد‎ ‎أبو‎ ‎سليمان‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎المصرف‎ ‎المركزي‎ ‎هو‎ ‎المصدر‎ ‎الوحيد‎ ‎لإنفاق‎ ‎الدولارات‎ ‎في‎ ‎الدولة‎ ‎اللبنانية،‎ ‎وبالتالي‎ ‎تمويل‎ ‎العجز‎ ‎في‎ ‎الكهرباء‎ ‎وأي‎ ‎عجز‎ ‎في‎ ‎قطاعٍ‎ ‎آخر‎ ‎سيتمّ‎ ‎عبر‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎وبالتالي‎ ‎من‎ ‎الاحتياط‎ ‎الإلزامي‎ ‎للمصارف‎”.‎

وبرز‎ ‎التناقض‎ ‎في‎ ‎المعطيات‎ ‎التي‎ ‎قدّمها‎ ‎المسؤولون‎ ‎في‎ ‎الدولة،‎ ‎ما‎ ‎يعكس‎ ‎التخبّط‎ ‎الكبير‎ ‎في‎ ‎مواجهة‎ ‎الأزمة‎. ‎ففي‎ ‎حين‎ ‎أكد‎ ‎حاكم‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎للرئيس‎ ‎برّي‎ ‎عدم‎ ‎قدرته‎ ‎على‎ ‎دعم‎ ‎سلفة‎ ‎الكهرباء،‎ ‎أكد‎ ‎وزير‎ ‎المالية‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎غازي‎ ‎وزني،‎ ‎أن‎ “‎البلاد‎ ‎تعتزم‎ ‎خفض‎ ‎دعم‎ ‎المواد‎ ‎الغذائيّة‎ ‎ورفع‎ ‎أسعار‎ ‎البنزين‎ ‎تدريجياً،‎ ‎موضحاً‎ ‎أن‎ ‎خفض‎ ‎دعم‎ ‎البنزين‎ ‎ليتقلص‎ ‎من‎ ‎نسبة‎ 90% ‎في‎ ‎الوقت‎ ‎الحالي‎ ‎إلى‎ 85%”. ‎وفي‎ ‎مقابلة‎ ‎مع‎ ‎تلفزيون‎ “‎بلومبرغ‎”‎،‎ ‎أشار‎ ‎وزني،‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎لدى‎ ‎البنك‎ ‎المركزي‎ 16 ‎مليار‎ ‎دولار‎ ‎متبقية‎ ‎من‎ ‎الاحتياطيات‎ ‎الأجنبية،‎ ‎منها‎ ‎مليار‎ ‎إلى‎ 1.‎‎5 ‎مليار‎ ‎دولار‎ ‎فقط‎ ‎يمكن‎ ‎استخدامها‎ ‎لتمويل‎ ‎الدعم،‎ ‎وهو‎ ‎ما‎ ‎يكفي‎ ‎لمدة‎ ‎شهرين‎ ‎إلى‎ ‎ثلاثة‎ ‎أشهر،‎ ‎وهو‎ ‎ما‎ ‎يُعد‎ ‎انخفاضاً‎ ‎إلى‎ ‎النصف‎ ‎من‎ ‎نحو‎ 30 ‎مليار‎ ‎دولار‎ ‎قبل‎ ‎عام‎”. ‎وبعده‎ ‎بقليل‎ ‎أعلن‎ ‎رئيس‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎حسان‎ ‎دياب‎ ‎لـ‎”‎رويترز‎”‎،‎ ‎إن‎ ‎البلاد‎ ‎يمكن‎ ‎أن‎ ‎تبقي‎ ‎على‎ ‎دعم‎ ‎أغلب‎ ‎السلع‎ ‎حتى‎ ‎حزيران‎. ‎وقال‎ ‎دياب‎: ‎‎”‎حالياً‎ ‎الحكومة‎ ‎مغطاة‎ ‎بالنسبة‎ ‎لما‎ ‎تدعمه‎ ‎حتى‎ ‎حزيران،‎ ‎إلا‎ ‎أن‎ ‎بعض‎ ‎المواد‎ ‎الأخرى‎ ‎كالمحروقات‎ ‎لا‎ ‎تكفي‎ ‎حاجتنا‎ ‎بعد‎ ‎شهر‎ ‎آذار‎”.‎

أما‎ ‎الجانب‎ ‎الأمني‎ ‎للأزمة‎ ‎فتفاقم‎ ‎في‎ ‎الشوارع‎ ‎التي‎ ‎تشهد‎ ‎اشتباكات‎ ‎بين‎ ‎المواطنين‎ ‎المارة‎ ‎وقطاع‎ ‎الطرق‎. ‎فضلاً‎ ‎عن‎ ‎الإشكالات‎ ‎بين‎ ‎المواطنين‎ ‎داخل‎ ‎السوبرماركات‎ ‎على‎ ‎السلع‎ ‎المدعومة‎.‎
وحذّرت‎ ‎مصادر‎ ‎أمنيّة‎ ‎رسميّة‎ ‎من‎ ‎موجات‎ ‎من‎ ‎الفوضى‎ ‎الأمنية‎ ‎في‎ ‎الشارع‎ ‎مع‎ ‎زيادة‎ ‎الطلب‎ ‎على‎ ‎السلاح‎ ‎الذي‎ ‎ارتفعت‎ ‎أسعاره‎ ‎بشكل‎ ‎كبير‎ ‎بحسب‎ ‎مصادر‎ ‎تجار‎ ‎الأسلحة‎ ‎لـ‎”‎البناء‎”. ‎وكشفت‎ ‎المصادر‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎أن‎ ‎بعض‎ ‎الجهات‎ ‎تعدّ‎ ‎لنشر‎ ‎الفتن‎ ‎المتنقلة‎ ‎في‎ ‎المناطق‎ ‎تحت‎ ‎عناوين‎ ‎اجتماعية‎ ‎ومعيشية‎. ‎وحذّر‎ ‎رئيس‎ “‎تيار‎ ‎الكرامة‎” ‎النائب‎ ‎فيصل‎ ‎كرامي‎ ‎من‎ ‎فتنة‎ ‎يجري‎ ‎تحضيرها‎ ‎في‎ ‎طرابلس‎.‎

وبعد‎ ‎تداول‎ “‎وثيقة‎ ‎أمنية‎” ‎صادرة‎ ‎من‎ ‎الأمن‎ ‎العام‎ ‎تتحدث‎ ‎عن‎ ‎التحضير‎ ‎لتصعيد‎ ‎كبير‎ ‎في‎ ‎الشارع‎ ‎والتوجّه‎ ‎الى‎ ‎منازل‎ ‎سياسيين‎ ‎نتيجة‎ ‎الوضع‎ ‎الاقتصادي،‎ ‎أكدت‎ ‎مصادر‎ ‎قضائيّة‎ ‎رفيعة‎ ‎ان‎ “‎كافة‎ ‎القوى‎ ‎الأمنية‎ ‎والعسكرية‎ ‎قد‎ ‎اتخذت‎ ‎التدابير‎ ‎اللازمة‎ ‎وقامت‎ ‎بتعزيز‎ ‎النقاط‎ ‎الأمنية‎ ‎في‎ ‎محيط‎ ‎منازل‎ ‎عدد‎ ‎من‎ ‎السياسيين‎ ‎تحسباً‎ ‎لأي‎ ‎تحرك‎ ‎قد‎ ‎ينتج‎ ‎عنه‎ ‎القيام‎ ‎بأعمال‎ ‎أمنية‎”.‎
ويطل‎ ‎الأمين‎ ‎العام‎ ‎لحزب‎ ‎الله‎ ‎السيد‎ ‎حسن‎ ‎نصرالله‎ ‎الخميس‎ ‎المقبل‎ ‎بمناسبة‎ ‎يوم‎ ‎الجريح،‎ ‎يتطرّق‎ ‎خلالها‎ ‎لمستجدات‎ ‎الساعة‎ ‎في‎ ‎ضوء‎ ‎التطورات‎ ‎الخطيرة‎ ‎التي‎ ‎تشهدها‎ ‎البلاد‎ ‎وانهيار‎ ‎الليرة‎ ‎وعدم‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎على‎ ‎رغم‎ ‎الجهود‎ ‎المكثفة‎ ‎التي‎ ‎يبذلها‎ ‎الحزب،‎ ‎كما‎ ‎عن‎ ‎زيارة‎ ‎وفد‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎الى‎ ‎روسيا‎ ‎والذي‎ ‎يعود‎ ‎الخميس‎ ‎المقبل‎.‎
وختم‎ ‎وفد‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎محادثاته‎ ‎في‎ ‎موسكو،‎ ‎واعتبر‎ ‎مسؤول‎ ‎العلاقات‎ ‎الخارجية‎ ‎في‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎عمار‎ ‎الموسوي‎ ‎في‎ ‎تصريح‎ ‎تلفزيوني‎ ‎من‎ ‎العاصمة‎ ‎الروسية‎ ‎أنه‎ “‎عرضنا‎ ‎مع‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎الروسي‎ ‎سيرغي‎ ‎لافروف‎ ‎استعدادنا‎ ‎لمسألة‎ ‎تسهيل‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎في‎ ‎لبنان،‎ ‎والأصدقاء‎ ‎الروس‎ ‎أبدوا‎ ‎اهتماماً‎ ‎كبيراً‎ ‎في‎ ‎موضوع‎ ‎إرساء‎ ‎الاستقرار‎ ‎في‎ ‎لبنان‎. ‎وفي‎ ‎هذه‎ ‎المرحلة‎ ‎التي‎ ‎يعاني‎ ‎فيها‎ ‎لبنان‎ ‎ما‎ ‎يعانيه‎ ‎هو‎ ‎بحاجة‎ ‎لمساعدة‎ ‎الأصدقاء،‎ ‎وخصوصاً‎ ‎روسيا،‎ ‎نعتقد‎ ‎أن‎ ‎السمة‎ ‎العامة‎ ‎للوضع‎ ‎في‎ ‎المنطقة‎ ‎هي‎ ‎سمة‎ ‎عدم‎ ‎الاستقرار‎”.‎
وفيما‎ ‎كان‎ ‎لافتاً‎ ‎استقبال‎ ‎روسيا‎ ‎لوفد‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎رغم‎ ‎اعتباره‎ ‎منظمة‎ ‎إرهابية‎ ‎بالنسبة‎ ‎للولايات‎ ‎المتحدة‎ ‎وبعض‎ ‎الدول‎ ‎الأخرى،‎ ‎برز‎ ‎موقف‎ ‎أميركي‎ ‎انتقد‎ ‎الزيارة،‎ ‎وحثّ‎ ‎متحدث‎ ‎باسم‎ ‎الخارجية‎ ‎الأميركية،‎ ‎في‎ ‎تصريحات‎ ‎لقناة‎ “‎الحرة‎” ‎جميع‎ ‎الدول‎ ‎على‎ “‎رفض‎ ‎التمييز‎ ‎الزائف‎ ‎بين‎ ‎ما‎ ‎يُسمّى‎ ‎بجناح‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎العسكري‎ ‎والسياسي‎”.‎

الى‎ ‎ذلك،‎ ‎لم‎ ‎يسجل‎ ‎أي‎ ‎خرق‎ ‎على‎ ‎الصعيد‎ ‎الحكومي،‎ ‎إلا‎ ‎أن‎ ‎مصادر‎ “‎البناء‎” ‎كشفت‎ ‎أن‎ ‎الرئيس‎ ‎نبيه‎ ‎بري‎ ‎أعاد‎ ‎تحريك‎ ‎مبادرته‎ ‎حيث‎ ‎فعّل‎ ‎تواصله‎ ‎مع‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎ورئيس‎ ‎الاشتراكي‎ ‎وليد‎ ‎جنبلاط‎ ‎فيما‎ ‎يعمل‎ ‎المدير‎ ‎العام‎ ‎للأمن‎ ‎العام‎ ‎اللواء‎ ‎عباس‎ ‎ابراهيم‎ ‎على‎ ‎خط‎ ‎بعبدا‎ -‎‎ ‎بيت‎ ‎الوسط‎ ‎حيث‎ ‎يتولى‎ ‎تسويق‎ ‎مبادرة‎ ‎بري‎ ‎لدى‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎. ‎ومن‎ ‎المتوقع‎ ‎أن‎ ‎يزور‎ ‎إبراهيم‎ ‎بعبدا‎ ‎خلال‎ ‎الساعات‎ ‎المقبلة‎ ‎للبحث‎ ‎بصيغة‎ ‎رئيس‎ ‎المجلس‎.‎
وأشارت‎ ‎أوساط‎ ‎مطلعة‎ ‎على‎ ‎موقف‎ ‎عين‎ ‎التينة‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎الى‎ ‎أنه‎ “‎في‎ ‎ظل‎ ‎الأجواء‎ ‎الراهنة‎ ‎والمكابرة‎ ‎والتعنت‎ ‎التي‎ ‎تتحكم‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎لا‎ ‎بد‎ ‎من‎ ‎التنازل‎ ‎وتدوير‎ ‎الزوايا‎ ‎للوصول‎ ‎الى‎ ‎تسوية‎ ‎بين‎ ‎الفرقاء‎. ‎وهذا‎ ‎ما‎ ‎تجيب‎ ‎عليه‎ ‎مبادرة‎ ‎الرئيس‎ ‎بري‎”‎،‎ ‎وحذّرت‎ ‎الأوساط‎ ‎من‎ ‎أنه‎ “‎اذا‎ ‎تلاشت‎ ‎الآمال‎ ‎بتشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎سريعاً‎ ‎فلا‎ ‎أحد‎ ‎يستطيع‎ ‎التكهّن‎ ‎بما‎ ‎ستؤول‎ ‎اليه‎ ‎الأمور‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎حالة‎ ‎الفوضى‎ ‎التي‎ ‎نشهدها‎ ‎في‎ ‎الشوارع‎”. ‎واعتبرت‎ ‎أن‎ “‎ما‎ ‎تمّ‎ ‎تسريبه‎ ‎من‎ ‎معلومات‎ ‎أمنيّة‎ ‎قد‎ ‎يكون‎ ‎تحذيراً‎ ‎مما‎ ‎نحن‎ ‎قادمون‎ ‎عليه‎”. ‎وأوضحت‎ ‎أن‎ “‎مبادرة‎ ‎الرئيس‎ ‎بري‎ ‎حكومة‎ ‎من‎ ‎غير‎ ‎حزبيين‎ ‎ومن‎ ‎دون‎ ‎ثلث‎ ‎ضامن‎ ‎لأي‎ ‎كان‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎يتم‎ ‎الاتفاق‎ ‎على‎ ‎أسماء‎ ‎وزيري‎ ‎الداخلية‎ ‎والعدل‎ ‎بالتوافق‎ ‎مع‎ ‎عون‎ ‎والحريري‎”. ‎وكرّرت‎ ‎مصادر‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎قولها‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎أن‎ “‎تأخير‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎لا‎ ‎يتعلق‎ ‎بوزير‎ ‎أو‎ ‎ثلث‎ ‎معطل‎ ‎بل‎ ‎بعدم‎ ‎قدرة‎ ‎الحريري‎ ‎على‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎لأسباب‎ ‎خارجيّة‎”.‎

وفيما‎ ‎قالت‎ ‎مصادر‎ ‎في‎ ‎الاشتراكي‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎ان‎ “‎الحريري‎ ‎أبلغ‎ ‎جنبلاط‎ ‎أنه‎ ‎متمسك‎ ‎بصيغة‎ ‎الـ‎ ‎‎18 ‎وزيراً‎”‎،‎ ‎لفتت‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎جنبلاط‎ ‎لم‎ ‎يغير‎ ‎موقفه‎ ‎من‎ ‎صيغة‎ ‎الـ‎18 ‎وزيراً‎ ‎لكنه‎ ‎يقبل‎ ‎بما‎ ‎يتفق‎ ‎عليه‎ ‎عون‎ ‎والحريري‎ ‎ولا‎ ‎نتمسك‎ ‎بحصريّة‎ ‎التمثيل‎ ‎الدرزي‎”.‎
وأطلق‎ ‎جنبلاط‎ ‎سلسلة‎ ‎مواقف‎ ‎في‎ ‎حديث‎ ‎صحافيّ‎ ‎وقال‎: ‎‎”‎لا‎ ‎بد‎ ‎من‎ ‎التلاقي‎ ‎بين‎ ‎عون‎ ‎والحريري‎ ‎وليكن‎ ‎هناك‎ ‎تسوية‎ ‎لأن‎ ‎التاريخ‎ ‎لن‎ ‎يرحمنا‎ ‎والسيد‎ ‎حسن‎ ‎قال‎ ‎فلنذهب‎ ‎إلى‎ ‎الشرق‎ ‎ولا‎ ‎مانع‎ ‎لديّ‎ ‎إذا‎ ‎كانت‎ ‎هناك‎ ‎مواد‎ ‎استهلاكية‎ ‎أرخص‎”. ‎وتابع‎ ‎قائلاً‎: ‎‎”‎لا‎ ‎يستطيع‎ ‎الحريري‎ ‎أن‎ ‎يذهب‎ ‎إلى‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎ويحجب‎ ‎فريق‎ ‎الثقة‎ ‎عنه،‎ ‎ولا‎ ‎يمكنه‎ ‎أن‎ ‎يحكم‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎ثقة،‎ ‎ونحن‎ ‎نريد‎ ‎اطمئناناً‎”.‎
على‎ ‎صعيد‎ ‎آخر،‎ ‎وافقت‎ ‎محكمة‎ ‎التمييز‎ ‎العسكرية‎ ‎برئاسة‎ ‎القاضي‎ ‎طاني‎ ‎لطوف‎ ‎على‎ ‎إخلاء‎ ‎سبيل‎ ‎كيندا‎ ‎الخطيب‎. ‎وكانت‎ ‎المحكمة‎ ‎العسكريّة‎ ‎قد‎ ‎حكمت‎ ‎على‎ ‎الخطيب‎ ‎بالسجن‎ 3 ‎سنوات‎ ‎بتهمة‎ ‎تواصلها‎ ‎مع‎ ‎العدو‎ ‎الإسرائيلي‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *