الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : تشكيلة بيت الوسط أقرب لمجلس إدارة… ‏ولوائح بعبدا استفزاز خارج السياق / ‏اجتماع بعبدا لزوم ما لا يلزم: الحريري ‏فجّر المسار الحكوميّ بقنبلة الصلاحيّات العجز عن التفاهم الرئاسيّ يُحبط الوسطاء… فهل يدعو الأوروبيّون لحكومة ‏سياسيّة؟
flag-big

البناء : تشكيلة بيت الوسط أقرب لمجلس إدارة… ‏ولوائح بعبدا استفزاز خارج السياق / ‏اجتماع بعبدا لزوم ما لا يلزم: الحريري ‏فجّر المسار الحكوميّ بقنبلة الصلاحيّات العجز عن التفاهم الرئاسيّ يُحبط الوسطاء… فهل يدعو الأوروبيّون لحكومة ‏سياسيّة؟

خلافاً‎ ‎لكل‎ ‎التوقعات‎ ‎التي‎ ‎سادت‎ ‎حتى‎ ‎غروب‎ ‎أول‎ ‎أمس،‎ ‎حول‎ ‎فرص‎ ‎إحداث‎ ‎اختراق‎ ‎نسبي‎ ‎في‎ ‎اجتماع‎ ‎أمس،‎ ‎الذي‎ ‎ضمّ‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎والرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎سعد‎ ‎الحريري،‎ ‎انفجر‎ ‎المسار‎ ‎الحكوميّ‎ ‎في‎ ‎جلسة‎ ‎أقرب‎ ‎لرفع‎ ‎العتب،‎ ‎وانتهت‎ ‎على‎ ‎الواقف‎ ‎رغم‎ ‎الجلوس‎ ‎الى‎ ‎المقاعد‎. ‎فالرهان‎ ‎على‎ ‎إحداث‎ ‎اختراق‎ ‎نسبيّ‎ ‎لم‎ ‎يكن‎ ‎مبنياً‎ ‎على‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎رغبة‎ ‎الوسطاء‎ ‎بحدوثه،‎ ‎حيث‎ ‎حملت‎ ‎الأيام‎ ‎الفاصلة‎ ‎بين‎ ‎اجتماعي‎ ‎الخميس‎ ‎والاثنين،‎ ‎عناداً‎ ‎رئاسياً‎ ‎على‎ ‎ضفتي‎ ‎بعبدا‎ ‎وبيت‎ ‎الوسط‎ ‎رغم‎ ‎الإعراب‎ ‎عن‎ ‎نية‎ ‎التسهيل‎ ‎والبحث‎ ‎عن‎ ‎حلول‎ ‎وسط،‎ ‎وفيما‎ ‎حاول‎ ‎بعض‎ ‎الوسطاء‎ ‎إيجاد‎ ‎الأعذار‎ ‎للرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎في‎ ‎تعامله‎ ‎مع‎ ‎كلمة‎ ‎الأمين‎ ‎العام‎ ‎لحزب‎ ‎الله‎ ‎السيد‎ ‎حسن‎ ‎نصرالله،‎ ‎باعتبارها‎ ‎منحت‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎أعذاراً‎ ‎لتبرير‎ ‎مواقفه‎ ‎فإن‎ ‎غضب‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎من‎ ‎حركة‎ ‎النائب‎ ‎السابق‎ ‎وليد‎ ‎جنبلاط،‎ ‎أكد‎ ‎لهؤلاء‎ ‎أن‎ ‎الحريري‎ ‎ليس‎ ‎جاهزاً‎ ‎للتسوية‎ ‎التي‎ ‎دعا‎ ‎اليها‎ ‎جنبلاط،‎ ‎وهو‎ ‎ما‎ ‎توصّل‎ ‎إليه‎ ‎وسطاء‎ ‎آخرون‎ ‎من‎ ‎مجرد‎ ‎الامتعاض‎ ‎الحريري‎ ‎من‎ ‎كلام‎ ‎السيد‎ ‎نصرالله،‎ ‎وجاءت‎ ‎مراسلة‎ ‎بعبدا‎ ‎غروب‎ ‎أمس،‎ ‎كالقشّة‎ ‎لتقصم‎ ‎ظهر‎ ‎البعير،‎ ‎فقد‎ ‎تضمنت‎ ‎سابقة‎ ‎غير‎ ‎مألوفة‎ ‎في‎ ‎مراسلة‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎للرئيس‎ ‎المكلف،‎ ‎رغم‎ ‎التبريرات‎ ‎التي‎ ‎صدرت‎ ‎عن‎ ‎بعبدا‎ ‎لتفسير‎ ‎مقاصد‎ ‎الورقة‎ ‎المنهجيّة‎ ‎كما‎ ‎أسمتها،‎ ‎فبدا‎ ‎أن‎ ‎الحريري‎ ‎ينتظر‎ ‎هذا‎ ‎الاستفزاز‎ ‎ليقلب‎ ‎الطاولة‎ ‎ويفجّر‎ ‎المسار‎ ‎الحكوميّ‎ ‎في‎ ‎دفاع‎ ‎مبرّر‎ ‎عن‎ ‎الصلاحيات‎.‎

ظهر‎ ‎اجتماع‎ ‎بعبدا‎ ‎لزوم‎ ‎ما‎ ‎لا‎ ‎يلزم،‎ ‎بحيث‎ ‎قالت‎ ‎مصادر‎ ‎متابعة‎ ‎إن‎ ‎تأجيله‎ ‎كان‎ ‎أفضل‎ ‎إفساحاً‎ ‎في‎ ‎المجال‎ ‎لتنفيس‎ ‎الاحتقان‎ ‎وتهيئة‎ ‎المناخات‎ ‎لمعاودة‎ ‎البحث‎ ‎في‎ ‎مناخ‎ ‎هادئ،‎ ‎كان‎ ‎قد‎ ‎تمّ‎ ‎ترتيب‎ ‎الحفاظ‎ ‎عليه‎ ‎خلال‎ ‎مشاورات‎ ‎يومي‎ ‎الجمعة‎ ‎والسبت‎ ‎وحتى‎ ‎غروب‎ ‎الأحد،‎ ‎بحيث‎ ‎أعاد‎ ‎اجتماع‎ ‎الاثنين‎ ‎الأمور‎ ‎الى‎ ‎خطابات‎ ‎ليل‎ ‎الأربعاء‎ ‎المتلفزة‎ ‎التي‎ ‎طالب‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎خلالها‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎بالاعتذار،‎ ‎وردّ‎ ‎عليه‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎بطلب‎ ‎التنحّي،‎ ‎باعتبار‎ ‎هذين‎ ‎الهدفين‎ ‎المتبادلين‎ ‎تعبيراً‎ ‎حقيقياً‎ ‎عما‎ ‎يريده‎ ‎كل‎ ‎من‎ ‎الرئيسين،‎ ‎بين‎ ‎سطور‎ ‎تعامله‎ ‎مع‎ ‎الآخر‎.‎

المصادر‎ ‎تحدثت‎ ‎عن‎ ‎مخاطر‎ ‎الذهاب‎ ‎الى‎ ‎تصعيد‎ ‎سياسيّ‎ ‎وطائفيّ،‎ ‎طالما‎ ‎أن‎ ‎الصراع‎ ‎الرئاسيّ‎ ‎يتخذ‎ ‎عنوان‎ ‎الصلاحيّات‎ ‎والمقامات‎ ‎الرئاسية‎ ‎كتعبير‎ ‎عن‎ ‎مكانات‎ ‎طائفيّة،‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎وضع‎ ‎ماليّ‎ ‎اقتصاديّ‎ ‎شديد‎ ‎الخطورة،‎ ‎بدأت‎ ‎تعبيراته‎ ‎بارتفاع‎ ‎سعر‎ ‎صرف‎ ‎الدولار‎. ‎ورأت‎ ‎المصادر‎ ‎أن‎ ‎الأطراف‎ ‎الدوليّة‎ ‎والإقليمية‎ ‎المؤثرة،‎ ‎التي‎ ‎تملك‎ ‎القدرة‎ ‎على‎ ‎توفير‎ ‎عناصر‎ ‎جديدة‎ ‎تحرّك‎ ‎المشهد‎ ‎الحكوميّ،‎ ‎خصوصاً‎ ‎في‎ ‎واشنطن‎ ‎والرياض،‎ ‎لا‎ ‎تبدو‎ ‎بعد‎ ‎جاهزة‎ ‎للدخول‎ ‎على‎ ‎خط‎ ‎الأزمة‎ ‎لتحفيز‎ ‎الحلول،‎ ‎وأن‎ ‎الحديث‎ ‎عن‎ ‎عقوبات‎ ‎أوروبية‎ ‎كوسيلة‎ ‎للضغط‎ ‎ليس‎ ‎تعبيراً‎ ‎واقعياً‎ ‎قابلاً‎ ‎للتحقق،‎ ‎وإن‎ ‎تمّ‎ ‎جزئياً‎ ‎فلن‎ ‎يكون‎ ‎مؤثراً‎ ‎خصوصاً‎ ‎إذا‎ ‎طال‎ ‎فريقاً‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎الآخر،‎ ‎وساهم‎ ‎في‎ ‎المزيد‎ ‎من‎ ‎الانقسام‎ ‎السياسي،‎ ‎كما‎ ‎تمّ‎ ‎بعد‎ ‎العقوبات‎ ‎الأميركية‎ ‎التي‎ ‎بدت‎ ‎بوضوح‎ ‎اصطفافاً‎ ‎سياسياً‎ ‎لدعم‎ ‎فريق‎ ‎ضد‎ ‎فريق‎. ‎وهذه‎ ‎أقرب‎ ‎الوصفات‎ ‎لتسريع‎ ‎الانهيار،‎ ‎بينما‎ ‎يمكن‎ ‎لبعض‎ ‎ما‎ ‎ورد‎ ‎في‎ ‎كواليس‎ ‎الاجتماعات‎ ‎الأوروبية‎ ‎أن‎ ‎يشكل‎ ‎عنصر‎ ‎تحريك‎ ‎للأزمة،‎ ‎لجهة‎ ‎الدعوة‎ ‎لتجاوز‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسيّة‎ ‎والذهاب‎ ‎نحو‎ ‎حكومة‎ ‎سياسيّة‎ ‎أو‎ ‎تكنوسياسية،‎ ‎طالما‎ ‎أن‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة‎ ‎المكلف‎ ‎هو‎ ‎سياسيّ‎.‎

المصادر‎ ‎المتابعة‎ ‎قالت‎ ‎يصعب‎ ‎تحميل‎ ‎أحد‎ ‎الفريقين‎ ‎الرئاسيين‎ ‎كامل‎ ‎المسؤولية،‎ ‎فالتشكيلة‎ ‎الحكومية‎ ‎التي‎ ‎يحملها‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎منذ‎ ‎مئة‎ ‎يوم،‎ ‎هي‎ ‎أقرب‎ ‎لمجلس‎ ‎إدارة،‎ ‎فيها‎ ‎الكثير‎ ‎من‎ ‎الكفاءات،‎ ‎لكنها‎ ‎في‎ ‎أغلبها‎ ‎تمثل‎ ‎هوًى‎ ‎سياسياً‎ ‎واضحاً‎ ‎بتعبيره‎ ‎عن‎ ‎مناخ‎ ‎قوى‎ ‎الرابع‎ ‎عشر‎ ‎من‎ ‎آذار،‎ ‎بينما‎ ‎الورقة‎ ‎الرئاسيّة‎ ‎الموجّهة‎ ‎إلى‎ ‎بيت‎ ‎الوسط‎ ‎هي‎ ‎استفزاز‎ ‎لأي‎ ‎رئيس‎ ‎مكلف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎بمعاملته‎ ‎كتلميذ‎ ‎يجري‎ ‎فحصاً‎ ‎عند‎ ‎أستاذه،‎ ‎كردّ‎ ‎لما‎ ‎وصفت‎ ‎أوساط‎ ‎بعبدا‎ ‎به‎ ‎رغبة‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎بمعاملة‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية،‎ ‎كباش‎ ‎كاتب‎.‎
تبدّدت‎ ‎الأجواء‎ ‎التفاؤليّة‎ ‎التي‎ ‎سادت‎ ‎خلال‎ ‎الأيام‎ ‎الماضية‎ ‎وحلّت‎ ‎مكانها‎ ‎موجة‎ ‎من‎ ‎التشاؤم‎ ‎بعد‎ ‎اللقاء‎ ‎بين‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎والرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎.‎

فالاجتماع‎ ‎الثامن‎ ‎عشر‎ ‎لم‎ ‎يدُم‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ 22 ‎دقيقة‎ ‎خرج‎ ‎بعدها‎ ‎الحريري‎ ‎ليوجه‎ ‎رسالة‎ ‎شديدة‎ ‎اللهجة‎ ‎لرئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎متهماً‎ ‎إياه‎ ‎بتعطيل‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎لتمسكه‎ ‎بالثلث‎ ‎المعطل،‎ ‎ما‎ ‎يؤشر‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎الأمور‎ ‎عادت‎ ‎إلى‎ ‎ما‎ ‎دون‎ ‎الصفر‎ ‎وتتجه‎ ‎الى‎ ‎مواجهة‎ “‎كسر‎ ‎العظم‎” ‎بين‎ ‎جبهتي‎ ‎بعبدا‎ ‎وبيت‎ ‎الوسط‎ ‎والتي‎ ‎شهدت‎ ‎تراشقاً‎ ‎إعلامياً‎ ‎وسياسياً‎ ‎واتهامات‎ ‎متبادلة‎ ‎من‎ ‎فوق‎ ‎السطوح‎.‎
وقال‎ ‎الحريري‎ ‎بعد‎ ‎اللقاء‎: ‎‎”‎أرسل‎ ‎لي‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎أمس‎ (‎الأحد‎) ‎تركيبة‎ ‎وزارية‎ ‎تتضمن‎ ‎ثلثاً‎ ‎معطلاً‎ ‎لفريقه‎ ‎فقلت‎ ‎له‎ ‎إن‎ ‎ما‎ ‎حصل‎ ‎غير‎ ‎مقبول‎ ‎ودوري‎ ‎كرئيس‎ ‎مكلف‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎وأبلغته‎ ‎أنني‎ ‎اعتبر‎ ‎رسالته‎ ‎وكأنها‎ ‎لم‎ ‎تكن‎ ‎و‎”‎رجعتلو‎ ‎ياها‎” ‎وأبلغته‎ ‎أنني‎ ‎سأحتفظ‎ ‎بالنسخة‎ ‎للتاريخ‎”. ‎مضيفاً‎ “‎اللائحة‎ ‎التي‎ ‎أرسلها‎ ‎لي‎ ‎الرئيس‎ ‎غير‎ ‎مقبولة‎ ‎لأن‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ “‎مش‎ ‎شغلتو‎ ‎يعبي‎ ‎أوراق‎ ‎من‎ ‎حدا‎”. ‎وأضاف‎ “‎هدفي‎ ‎واحد‎ ‎وضع‎ ‎حد‎ ‎للانهيار‎ ‎ووضع‎ ‎حد‎ ‎لمعاناة‎ ‎اللبنانيين‎ ‎وطلبت‎ ‎من‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎اختصاصيين‎”. ‎ووزع‎ ‎الحريري‎ ‎على‎ ‎الصحافيين‎ ‎التشكيلة‎ ‎التي‎ ‎قدّمها‎ ‎لعون‎ ‎منذ‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ 100 ‎يوم‎ ‎وتتضمن‎ ‎الأسماء‎ ‎التالية‎: ‎رئيس‎ ‎الوزراء‎ ‎سعد‎ ‎الحريري،‎ ‎وزير‎ ‎الصحة‎ ‎فراس‎ ‎أبيض،‎ ‎وزير‎ ‎الشؤون‎ ‎الاجتماعية‎ ‎والبيئة‎ ‎ناصر‎ ‎ياسين،‎ ‎وزيرة‎ ‎العدل‎ ‎لبنى‎ ‎مسقاوي،‎ ‎وزير‎ ‎المال‎ ‎يوسف‎ ‎خليل،‎ ‎وزيرة‎ ‎العمل‎ ‎مايا‎ ‎كنعان،‎ ‎وزير‎ ‎الاشغال‎ ‎العامة‎ ‎والنقل‎ ‎إبراهيم‎ ‎شحرور،‎ ‎وزير‎ ‎التنمية‎ ‎الإدارية‎ ‎والسياحة‎ ‎جهاد‎ ‎مرتضى،‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎والزراعة‎ ‎ربيع‎ ‎نرش،‎ ‎وزير‎ ‎الدفاع‎ ‎أنطوان‎ ‎اقليموس،‎ ‎وزيرة‎ ‎الثقافة‎ ‎فاديا‎ ‎كيوان،‎ ‎وزير‎ ‎التربية‎ ‎والتعليم‎ ‎عبدو‎ ‎جرجس،‎ ‎وزير‎ ‎الشباب‎ ‎والرياضة‎ ‎والإعلام‎ ‎وليد‎ ‎نصار،‎ ‎وزير‎ ‎الاقتصاد‎ ‎سعادة‎ ‎الشامي،‎ ‎وزير‎ ‎الطاقة‎ ‎والمياه‎ ‎جو‎ ‎صدي،‎ ‎وزير‎ ‎الداخلية‎ ‎والبلديات‎ ‎زياد‎ ‎أبو‎ ‎حيدر،‎ ‎وزير‎ ‎الاتصالات‎ ‎فادي‎ ‎سماحة،‎ ‎وزير‎ ‎الصناعة‎ ‎والمهجرين‎ ‎كاربيت‎ ‎سليخانيان‎.‎

ردّ‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎لم‎ ‎يتأخر،‎ ‎فما‎ ‎إن‎ ‎غادر‎ ‎الحريري‎ ‎القصر‎ ‎الجمهوري‎ ‎حتى‎ ‎بدأت‎ ‎دوائره‎ ‎بإعداد‎ ‎البيان‎ ‎الذي‎ ‎لفت‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎الورقة‎ ‎المنهجيّة‎ ‎التي‎ ‎أرسلها‎ ‎عون‎ ‎الى‎ ‎الحريري‎ “‎تنصّ‎ ‎فقط‎ ‎على‎ ‎منهجية‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎وتتضمّن‎ ‎أربعة‎ ‎أعمدة،‎ ‎يؤدي‎ ‎اتباعها‎ ‎الى‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎بالاتفاق‎ ‎بين‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والرئيس‎ ‎المكلف‎”. ‎وشدّدت‎ ‎المديرية‎ ‎العامة‎ ‎في‎ ‎بيان‎ ‎تلاه‎ ‎المستشار‎ ‎السياسي‎ ‎والإعلامي‎ ‎لرئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎أنطوان‎ ‎قسطنطين،‎ ‎على‎ ‎ان‎ ‎الورقة‎ “‎لا‎ ‎أسماء‎ ‎فيها‎ ‎لكي‎ ‎يكون‎ ‎فيها‎ ‎ثلث‎ ‎معطل،‎ ‎هي‎ ‎فقط‎ ‎آلية‎ ‎للتشكيل‎ ‎من‎ ‎باب‎ ‎التعاون‎ ‎الذي‎ ‎يجب‎ ‎أن‎ ‎يسبق‎ ‎كل‎ ‎اتفاق‎ ‎عملاً‎ ‎بأحكام‎ ‎المادة‎ 53 – ‎البند‎ 4 ‎من‎ ‎الدستور‎”.‎
وردّ‎ ‎الحريري‎ ‎على‎ ‎بيان‎ ‎الرئاسة‎ ‎الأولى‎ ‎متهماً‎ ‎إياها‎ ‎بتزوير‎ ‎الحقائق‎ ‎والوثائق‎. ‎ونشر‎ ‎مكتب‎ ‎الحريري‎ ‎الأوراق‎ ‎التي‎ ‎أرسلها‎ ‎له‎ ‎عون‎.‎

إلا‎ ‎أن‎ ‎رئاسة‎ ‎الجمهورية‎ ‎كذبت‎ ‎الحريري‎ ‎وأكدت‎ ‎أن‎ ‎النص‎ ‎الذي‎ ‎وزعه‎ ‎المكتب‎ ‎الإعلامي‎ ‎للحريري‎ “‎يعود‎ ‎الى‎ ‎فترة‎ ‎تبادل‎ ‎الصيغ‎ ‎الحكومية‎ ‎بين‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والرئيس‎ ‎المكلف،‎ ‎وليس‎ ‎النص‎ ‎الذي‎ ‎أرسله‎ ‎أمس‎ ‎الرئيس‎ ‎عون،‎ ‎والذي‎ ‎وزّع‎ ‎سابقاً‎”.‎
وفيما‎ ‎خرجت‎ ‎دعوات‎ ‎غير‎ ‎معروفة‎ ‎المصدر‎ ‎تدعو‎ ‎باسم‎ ‎تيار‎ ‎المستقبل‎ ‎للتجمّع‎ ‎والخروج‎ ‎الى‎ ‎الشارع‎ ‎تأييداً‎ ‎ودعماً‎ ‎للحريري،‎ ‎دعا‎ ‎أمين‎ ‎عام‎ ‎المستقبل‎ ‎أحمد‎ ‎الحريري‎ ‎عبر‎ ‎تويتر‎ ‎جمهور‎ ‎الحريري‎ ‎في‎ ‎كل‎ ‎المناطق‎ “‎للابتعاد‎ ‎عن‎ ‎أي‎ ‎تحركات‎ ‎في‎ ‎الشارع،‎ ‎ولا‎ ‎علاقة‎ ‎للتيار‎ ‎بأي‎ ‎دعوات‎ ‎لذلك‎ ‎ونهيب‎ ‎بالجميع‎ ‎التزام‎ ‎الهدوء‎ ‎وعدم‎ ‎الانجرار‎ ‎لأي‎ ‎استفزاز‎”.‎

وأشارت‎ ‎مصادر‎ ‎المستقبل‎ ‎أن‎ “‎رئيس‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎لا‎ ‎يزال‎ ‎مصراً‎ ‎على‎ ‎انتزاع‎ ‎الثُلث‎ ‎المُعطّل‎ ‎أي‎ 6+1 ‎في‎ ‎حكومة‎ 18 ‎وزيراً‎ ‎أو‎ 7+1 ‎في‎ ‎حكومة‎ 20 ‎وزيراً‎ ‎متحصناً‎ ‎بموقفي‎ ‎الأمين‎ ‎العام‎ ‎لحزب‎ ‎الله‎ ‎السيد‎ ‎حسن‎ ‎نصرالله‎ ‎ورئيس‎ ‎الحزب‎ ‎الاشتراكي‎ ‎وليد‎ ‎جنبلاط‎. ‎وقد‎ ‎جاءت‎ ‎مسودة‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎التي‎ ‎أرسلها‎ ‎للحريري‎ ‎متوافقة‎ ‎مع‎ ‎تمسك‎ ‎باسيل‎ ‎بالثُلث‎ ‎الذي‎ ‎رفضه‎ ‎الحريري‎ ‎لأنه‎ ‎يضرب‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسيّة‎ ‎من‎ ‎أساسها‎”.‎
لكن‎ ‎مصادر‎ ‎في‎ ‎فريق‎ 8 ‎آذار‎ ‎أشارت‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎الحريري‎ ‎حاول‎ ‎إظهار‎ ‎مظلوميّته‎ ‎متذرّعاً‎ ‎بأن‎ ‎عون‎ ‎خالف‎ ‎الدستور‎. ‎لكن‎ ‎تشكيلته‎ ‎أشبه‎ ‎بمجلس‎ ‎إدارة‎ ‎ولا‎ ‎علاقة‎ ‎لها‎ ‎بالإصلاح‎ ‎والاختصاص،‎ ‎وتظهر‎ ‎جمود‎ ‎الحريري‎ ‎في‎ ‎مكانه‎ ‎وعدم‎ ‎إدخال‎ ‎أي‎ ‎تعديل‎ ‎أو‎ ‎تطوير‎ ‎لهذه‎ ‎التشكيلة‎ ‎منذ‎ ‎مئة‎ ‎يوم‎”‎،‎ ‎وخلصت‎ ‎المصادر‎ ‎للقول‎ ‎إن‎ “‎وظيفة‎ ‎الحريري‎ ‎ليست‎ ‎التشكيل‎ ‎بل‎ ‎هو‎ ‎مكلّف‎ ‎بالتعطيل‎ ‎وإنتاج‎ ‎الفراغ‎ ‎السياسي‎ ‎تنفيذاً‎ ‎لوثيقة‎ ‎وزير‎ ‎الخارجيّة‎ ‎الأميركي‎ ‎السابق‎ ‎مايك‎ ‎بومبيو‎ ‎لتفجير‎ ‎لبنان‎ ‎بدءاً‎ ‎بالفراغ‎ ‎الحكومي‎ ‎والانهيار‎ ‎النقدي‎ ‎وصولاً‎ ‎إلى‎ ‎تعميم‎ ‎الفوضى‎ ‎الاجتماعية‎ ‎والأمنية‎”.‎
ولفتت‎ ‎المصادر‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎الحل‎ ‎بالعودة‎ ‎الى‎ ‎اقتراحات‎ ‎الأمين‎ ‎العام‎ ‎لحزب‎ ‎الله‎ ‎السيد‎ ‎حسن‎ ‎نصرالله‎ ‎حكومة‎ ‎تكنوقراط‎ ‎لتستطيع‎ ‎مواجهة‎ ‎المرحلة‎ ‎المقبلة‎ ‎أو‎ ‎تفعيل‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎ومنحها‎ ‎هامشاً‎ ‎واسعاً‎ ‎من‎ ‎الصلاحيات‎ ‎لتستطيع‎ ‎الصمود‎ ‎والحدّ‎ ‎من‎ ‎وطأة‎ ‎الأزمات‎ ‎الحياتية‎ ‎وتأخير‎ ‎الانفجار‎”‎،‎ ‎إلا‎ ‎أن‎ ‎أوساطاً‎ ‎مقربة‎ ‎من‎ ‎الرئيس‎ ‎حسان‎ ‎دياب‎ ‎أوضحت‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎الى‎ ‎أن‎ “‎تفعيل‎ ‎الحكومة‎ ‎غير‎ ‎وارد‎ ‎حالياً‎ ‎إلا‎ ‎في‎ ‎حال‎ ‎تلقى‎ ‎الرئيس‎ ‎دياب‎ ‎طلباً‎ ‎من‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎يدعوه‎ ‎لتفعيل‎ ‎عمل‎ ‎الحكومة‎ ‎وتحديد‎ ‎الإطار‎ ‎الذي‎ ‎تعمل‎ ‎به‎ ‎بما‎ ‎يتوافق‎ ‎مع‎ ‎الدستور‎”.‎
وإذ‎ ‎توقع‎ ‎خبراء‎ ‎أمنيّون‎ ‎موجة‎ ‎جديدة‎ ‎ساخنة‎ ‎من‎ ‎المواجهة‎ ‎بدرجات‎ ‎وسقوف‎ ‎أعلى‎. ‎استبعدوا‎ ‎توسيع‎ ‎الضغط‎ ‎في‎ ‎الشارع‎ ‎بمواجهات‎ ‎أمنية‎ ‎مسلحة‎ ‎لاختلال‎ ‎التوازن‎ ‎العسكريّ‎ ‎لصالح‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎وحلفائه‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎بعد‎ ‎الانتصارات‎ ‎العسكرية‎ ‎التي‎ ‎حققها‎ ‎محور‎ ‎المقاومة‎ ‎في‎ ‎الإقليم‎. ‎وهذا‎ ‎ما‎ ‎قرأه‎ ‎رئيس‎ ‎الحزب‎ ‎الاشتراكي‎ ‎وليد‎ ‎جنبلاط‎ ‎وترجم‎ ‎بانسحابه‎ ‎من‎ ‎المواجهة‎ ‎في‎ ‎الشارع‎ ‎فيما‎ ‎رئيس‎ ‎القوات‎ ‎سمير‎ ‎جعجع‎ ‎لا‎ ‎يستطيع‎ ‎بمفرده‎ ‎تغيير‎ ‎المعادلة‎ ‎في‎ ‎الشارع‎. ‎لكن‎ ‎الخبراء‎ ‎حذّروا‎ ‎من‎ ‎استغلال‎ ‎جهات‎ ‎خارجية‎ ‎كالولايات‎ ‎المتحدة‎ ‎و‎”‎إسرائيل‎” ‎وبعض‎ ‎دول‎ ‎الخليج‎ ‎لحالة‎ ‎الفوضى‎ ‎والتأزيم‎ ‎السياسي‎ ‎لإنعاش‎ ‎بعض‎ ‎الخلايا‎ ‎الإرهابية‎ ‎لتنفيذ‎ ‎عمليات‎ ‎تفجير‎ ‎او‎ ‎اغتيال‎ ‎للضغط‎ ‎على‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎ورئيس‎ ‎الجمهورية‎. ‎وهذا‎ ‎ما‎ ‎تخوف‎ ‎منه‎ ‎مؤخراً‎ ‎وزير‎ ‎الداخلية‎ ‎محمد‎ ‎فهمي‎.‎
وفيما‎ ‎تشير‎ ‎أوساط‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎الى‎ ‎أن‎ “‎الحريري‎ ‎لن‎ ‎يؤلف‎ ‎الحكومة‎ ‎قبل‎ ‎موافقة‎ ‎السعودية‎ ‎التي‎ ‎لم‎ ‎تحدد‎ ‎موعداً‎ ‎له‎ ‎للقاء‎ ‎ولي‎ ‎العهد‎ ‎السعودي‎ ‎الأمير‎ ‎محمد‎ ‎بن‎ ‎سلمان‎ ‎حتى‎ ‎الآن،‎ ‎كما‎ ‎لم‎ ‎يزره‎ ‎السفير‎ ‎السعودي‎ ‎في‎ ‎لبنان‎”‎،‎ ‎علمت‎ “‎البناء‎” ‎في‎ ‎هذا‎ ‎السياق‎ ‎أن‎ “‎الحريري‎ ‎وخلال‎ ‎جولاته‎ ‎المكوكيّة‎ ‎الخارجيّة‎ ‎طلب‎ ‎من‎ ‎الفرنسيين‎ ‎والإماراتيين‎ ‎والروس‎ ‎إذا‎ ‎كان‎ ‎بإمكانهم‎ ‎انتزاع‎ ‎ضمانة‎ ‎من‎ ‎السعودية‎ ‎لتغطية‎ ‎حكومته‎ ‎العتيدة،‎ ‎إلا‎ ‎أنه‎ ‎لمّ‎ ‎ينَل‎ ‎ما‎ ‎يريد‎ ‎حتى‎ ‎الساعة‎”.‎
وبحسب‎ ‎مصادر‎ “‎البناء‎” ‎فإن‎ “‎مسودة‎ ‎عون‎ ‎لم‎ ‎تكُن‎ ‎السبب‎ ‎الوحيد‎ ‎لغضب‎ ‎الحريري‎ ‎في‎ ‎بعبدا،‎ ‎بل‎ ‎موقفان‎ ‎اعتبرهما‎ ‎موجّهين‎ ‎ضده‎ ‎ويساهمان‎ ‎في‎ ‎حصاره‎. ‎الأول‎ ‎موقف‎ ‎السيد‎ ‎نصرالله‎ ‎الخميس‎ ‎الماضي‎ ‎لا‎ ‎سيّما‎ ‎دعوته‎ ‎الحريري‎ ‎لإعادة‎ ‎النظر‎ ‎بحكومة‎ ‎الاختصاصيين‎ ‎لصالح‎ ‎حكومة‎ “‎التكنوقراط‎”‎،‎ ‎والثاني‎ ‎زيارة‎ ‎جنبلاط‎ ‎إلى‎ ‎بعبدا‎ ‎السبت‎ ‎الماضي‎ ‎وتوجيه‎ ‎رسالة‎ ‎للحريري‎ ‎بأنّ‎ ‎التسوية‎ ‎أهم‎ ‎من‎ ‎التمسك‎ ‎بالمواقف،‎ ‎ما‎ ‎خلط‎ ‎الأوراق‎ ‎الحكوميّة‎ ‎وأضعف‎ ‎أوراق‎ ‎الحريري‎ ‎وحصّن‎ ‎الموقف‎ ‎التفاوضي‎ ‎لرئيس‎ ‎الجمهورية‎.‎
وبعد‎ ‎زيارته‎ ‎بعبدا‎ ‎وموقفه‎ ‎المستجدّ‎ ‎من‎ ‎الأزمة‎ ‎الحكومية،‎ ‎حضرت‎ ‎السفيرة‎ ‎الأميركيّة‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎دوروثي‎ ‎شيا‎ ‎أمس‎ ‎الى‎ ‎كليمنصو‎ ‎لاستطلاع‎ ‎الموقف‎ ‎وأبعاده،‎ ‎حيث‎ ‎التقت‎ ‎رئيس‎ ‎الاشتراكي‎ ‎وبحثت‎ ‎معه‎ ‎الأوضاع‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎والمنطقة‎.‎
وفيما‎ ‎تعتصم‎ ‎عين‎ ‎التينة‎ ‎بالصمت‎ ‎منذ‎ ‎أيام‎ ‎إزاء‎ ‎مجريات‎ ‎الأحداث‎ ‎الأخيرة،‎ ‎جدد‎ ‎المكتب‎ ‎السياسي‎ ‎لحركة‎ ‎امل‎ “‎مطالبته‎ ‎الإسراع‎ ‎بتشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎اختصاصيين‎ ‎غير‎ ‎حزبيين‎ ‎وفق‎ ‎ما‎ ‎تم‎ ‎التوافق‎ ‎عليه‎ ‎في‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎بعيداً‎ ‎من‎ ‎منطق‎ ‎الأعداد‎ ‎والحصص‎ ‎المعطلة‎ ‎وتحوز‎ ‎ثقة‎ ‎المجلس‎ ‎النيابي‎ ‎وكتله،‎ ‎وتكون‎ ‎قادرة‎ ‎وبسرعة‎ ‎على‎ ‎إطلاق‎ ‎ورشة‎ ‎الإصلاح‎ ‎الاقتصادي‎ ‎والمالي‎ ‎والنقدي،‎ ‎ولديها‎ ‎القدرة‎ ‎على‎ ‎إعادة‎ ‎ثقة‎ ‎اللبنانيين‎ ‎بوطنهم،‎ ‎وتعزيز‎ ‎علاقات‎ ‎لبنان‎ ‎الخارجية‎ ‎ومع‎ ‎المؤسسات‎ ‎الدولية،‎ ‎وإدارة‎ ‎حوار‎ ‎بنّاء‎ ‎ومسؤول‎ ‎لإعداد‎ ‎حفظ‎ ‎الخروج‎ ‎من‎ ‎الأزمة‎”.‎
وسبق‎ ‎لقاء‎ ‎بعبدا،‎ ‎موقف‎ ‎فرنسيّ‎ ‎على‎ ‎لسان‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎جان‎ ‎إيف‎ ‎لو‎ ‎دريان‎ ‎الذي‎ ‎أشار‎ ‎الى‎ ‎أنه‎ “‎طلب‎ ‎من‎ ‎نظرائه‎ ‎في‎ ‎الاتحاد‎ ‎الأوروبي‎ ‎النظر‎ ‎في‎ ‎سبل‎ ‎مساعدة‎ ‎لبنان‎ ‎الذي‎ ‎يواجه‎ ‎أسوأ‎ ‎أزمة‎ ‎اقتصاديّة‎ ‎منذ‎ ‎عقود‎”. ‎وقال‎ ‎لدى‎ ‎وصوله‎ ‎إلى‎ ‎اجتماع‎ ‎لوزراء‎ ‎خارجية‎ ‎الاتحاد‎: ‎‎”‎فرنسا‎ ‎تتمنى‎ ‎أن‎ ‎نبحث‎ ‎قضية‎ ‎لبنان‎ ‎اذ‎ ‎لا‎ ‎يمكن‎ ‎للاتحاد‎ ‎الأوروبي‎ ‎أن‎ ‎يقف‎ ‎مكتوف‎ ‎الأيدي‎ ‎ولبنان‎ ‎ينهار‎”.‎
من‎ ‎جهتها،‎ ‎أعربت‎ ‎الخارجية‎ ‎الأميركية،‎ ‎عن‎ “‎قلقها‎ ‎حيال‎ ‎تطورات‎ ‎الوضع‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎وعجز‎ ‎القيادة‎ ‎فيه‎”. ‎ودعت‎ ‎القادة‎ ‎الى‎ “‎وضع‎ ‎خلافاتهم‎ ‎جانباً‎ ‎والإسراع‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎”.‎
وما‎ ‎إن‎ ‎انتهى‎ ‎الحريري‎ ‎من‎ ‎كلامه‎ ‎حتى‎ ‎سجل‎ ‎سعر‎ ‎صرف‎ ‎الدولار‎ ‎ارتفاعًا‎ ‎ملحوظاً‎ ‎حيث‎ ‎تراوح‎ ‎بين‎ 14000 ‎للشراء‎ ‎و‎14200 ‎للبيع،‎ ‎بعد‎ ‎أن‎ ‎سجّل‎ ‎صباحًا‎ ‎ما‎ ‎بين‎ 11300 ‎و‎11700 ‎ليرة‎ ‎لبنانية‎ ‎للدولار‎ ‎الواحد‎.‎
في‎ ‎المقابل‎ ‎أعلن‎ ‎وزير‎ ‎المالية‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎غازي‎ ‎وزني‎ ‎أن‎ “‎الرقم‎ ‎المتوقع‎ ‎الذي‎ ‎سيصل‎ ‎إليه‎ ‎سعر‎ ‎صرف‎ ‎الليرة‎ ‎أمام‎ ‎الدولار‎ ‎هو‎ 10 ‎آلاف‎ ‎ليرة،‎ ‎وذلك‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎منصة‎ ‎الدولار‎ ‎المقترحة‎ ‎من‎ ‎قبل‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان،‎ ‎وهي‎ “‎مؤقتة‎ ‎وظرفيّة‎ ‎وضروريّة‎”.‎
وكان‎ ‎المجلس‎ ‎المركزي‎ ‎لمصرف‎ ‎لبنان‎ ‎عقد‎ ‎جلسة‎ ‎أمس،‎ ‎برئاسة‎ ‎حاكمه‎ ‎رياض‎ ‎سلامة‎ ‎وتداول‎ ‎في‎ ‎إنشاء‎ ‎المنصة‎ ‎الالكترونية‎ ‎لحصر‎ ‎التداول‎ ‎بالدولار‎ ‎بها،‎ ‎وفقاً‎ ‎للاتفاق‎ ‎الذي‎ ‎حصل‎ ‎في‎ ‎بعبدا‎ ‎بين‎ ‎سلامة‎ ‎ورئيس‎ ‎الجمهورية‎.‎
وأفادت‎ ‎المعلومات‎ ‎أن‎ ‎المجلس‎ ‎المركزي‎ ‎لمصرف‎ ‎لبنان‎ ‎سيعقد‎ ‎جلسة‎ ‎أخرى‎ ‎يوم‎ ‎غدٍ‎ ‎لاستكمال‎ ‎البحث‎ ‎بالصيغ‎ ‎التّنفيذيّة‎ ‎للمنصّة‎ ‎الإلكترونيّة‎ ‎الجديدة‎.‎
وأمس‎ ‎طلب‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎من‎ ‎المصارف‎ ‎والصرافين‎ ‎الاشتراك‎ ‎في‎ ‎المنصة‎ ‎الإلكترونية‎ ‎لعمليات‎ ‎الصرافة‎ ‎المنشأة‎ ‎من‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎والتسجيل‎ ‎على‎ ‎التطبيق‎ ‎الإلكتروني‎ ‎العائد‎ ‎لهذه‎ ‎المنصة‎ ‎والالتزام‎ ‎بالشروط‎ ‎التي‎ ‎سيصدرها‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎بهذا‎ ‎الخصوص‎.‎
إلا‎ ‎أن‎ ‎الخبراء‎ ‎الاقتصاديين‎ ‎شككوا‎ ‎بنجاح‎ ‎هذه‎ ‎المنصة،‎ ‎وأشار‎ ‎أحد‎ ‎الخبراء‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎الى‎ ‎أن‎ “‎هناك‎ ‎أسباباً‎ ‎عدة‎ ‎لفشل‎ ‎هذه‎ ‎المنصة‎ ‎في‎ ‎لجة‎ ‎الدولار‎ ‎وضبط‎ ‎عمليات‎ ‎التداول‎ ‎بالعملة‎ ‎الاجنبية،‎ ‎أولها‎ ‎أن‎ ‎الصرافين‎ ‎هم‎ ‎سماسرة‎ ‎يقومون‎ ‎بعمليات‎ ‎المضاربة‎ ‎بالدولار‎ ‎بالتنسيق‎ ‎مع‎ ‎المصارف‎ ‎ومصرف‎ ‎لبنان،‎ ‎ثانياً‎ ‎طالما‎ ‎يقوم‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎بضخ‎ ‎كميات‎ ‎كبيرة‎ ‎من‎ ‎الليرة‎ ‎اللبنانية‎ ‎في‎ ‎السوق،‎ ‎فإن‎ ‎الدولار‎ ‎سيرتفع‎ ‎وما‎ ‎يؤكد‎ ‎ذلك‎ ‎أنه‎ ‎عندما‎ ‎حدّد‎ ‎المركزي‎ ‎سعر‎ ‎الدولار‎ ‎على‎ ‎المنصة‎ ‎ب‎3900 ‎ارتفع‎ ‎الدولار‎ ‎الى‎ 15 ‎ألف‎ ‎ليرة‎ ‎وفي‎ ‎حال‎ ‎رفع‎ ‎سعر‎ ‎الدولار‎ ‎على‎ ‎المنصة‎ ‎الى‎ 6 ‎آلاف‎ ‎أو‎ 7 ‎آلاف‎ ‎ليرة‎ ‎فإن‎ ‎الدولار‎ ‎سيرتفع‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ 15 ‎ألف،‎ ‎أما‎ ‎السبب‎ ‎الثالث‎ ‎بحسب‎ ‎الخبير‎ ‎فهو‎ ‎عدم‎ ‎الاستقرار‎ ‎السياسي‎ ‎المتمثل‎ ‎بعجز‎ ‎السياسيين‎ ‎عن‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة،‎ ‎وبالتالي‎ ‎غياب‎ ‎الثقة‎ ‎الداخلية‎ ‎والخارجية‎ ‎بالدولة‎ ‎اللبنانية‎”. ‎ولفت‎ ‎الخبير‎ ‎الى‎ ‎أن‎ “‎الإجراءات‎ ‎التي‎ ‎يقوم‎ ‎بها‎ ‎سلامة‎ ‎تهدف‎ ‎فقط‎ ‎الى‎ ‎سحب‎ ‎الدولارات‎ ‎الموجودة‎ ‎في‎ ‎منازل‎ ‎المواطنين‎ ‎لجمعها‎ ‎واستخدامها‎ ‎في‎ ‎عملية‎ ‎تمويل‎ ‎عجز‎ ‎الخزينة‎ ‎وسياسة‎ ‎الدعم،‎ ‎فيما‎ ‎المطلوب‎ ‎وضع‎ ‎خطط‎ ‎واتخاذ‎ ‎إجراءات‎ ‎اقتصادية‎ ‎لتنشيط‎ ‎الاقتصاد‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *