الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : ترقّب نتائج الانتخابات “الإسرائيليّة”… ‏مبادرة سعوديّة ناقصة حول اليمن… ‏ومساعٍ للتعديل تفويض أميركيّ لمفوّض السياسة الأوروبيّة بإدارة تفاوض سياسيّ لبنانيّ وحول ‏لبنان / زيارات دبلوماسيّة فرنسيّة وسعوديّة إلى بعبدا… والقلق من انهيارات ‏ماليّة وأمنيّة وصحيّة
flag-big

البناء : ترقّب نتائج الانتخابات “الإسرائيليّة”… ‏مبادرة سعوديّة ناقصة حول اليمن… ‏ومساعٍ للتعديل تفويض أميركيّ لمفوّض السياسة الأوروبيّة بإدارة تفاوض سياسيّ لبنانيّ وحول ‏لبنان / زيارات دبلوماسيّة فرنسيّة وسعوديّة إلى بعبدا… والقلق من انهيارات ‏ماليّة وأمنيّة وصحيّة

تتجه‎ ‎الأنظار‎ ‎نحو‎ ‎نتائج‎ ‎الانتخابات‎ ‎الرابعة‎ ‎للكنيست‎ ‎الإسرائيلي‎ ‎لجهة‎ ‎المستقبل‎ ‎السياسي‎ ‎لرئيس‎ ‎حكومة‎ ‎الاحتلال‎ ‎بنيامين‎ ‎نتنياهو،‎ ‎الذي‎ ‎يخوض‎ ‎معركة‎ ‎وجوديّة‎ ‎يتوقف‎ ‎معها‎ ‎على‎ ‎فوزه‎ ‎مع‎ ‎حلفائه‎ ‎بنصاب‎ 61 ‎نائباً‎ ‎اللازم‎ ‎لتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎بقاءه‎ ‎خارج‎ ‎السجن‎ ‎وليس‎ ‎فقط‎ ‎بقاءه‎ ‎في‎ ‎المشهد‎ ‎السياسيّ،‎ ‎وكان‎ ‎نتنياهو‎ ‎قد‎ ‎تعرّض‎ ‎خلال‎ ‎جولة‎ ‎مسائيّة‎ ‎في‎ ‎مدينة‎ ‎بئر‎ ‎السبع‎ ‎جنوب‎ ‎فلسطين‎ ‎المحتلة،‎ ‎لحثّ‎ ‎الناخبين‎ ‎على‎ ‎رفع‎ ‎مشاركتهم‎ ‎قبيل‎ ‎إقفال‎ ‎الصناديق‎ ‎لصاروخ‎ ‎فلسطينيّ‎ ‎سقط‎ ‎قريباً‎ ‎من‎ ‎موكبه،‎ ‎بينما‎ ‎كشفت‎ ‎استطلاعات‎ ‎أوليّة‎ ‎لتصويت‎ ‎الناخبين‎ ‎أدارته‎ ‎القناة‎ ‎الـ‎ 13 ‎العبريّة‎ ‎أن‎ ‎نتنياهو‎ ‎وحلفاءه‎ ‎سيحصلون‎ ‎على‎ 54 ‎مقعداً،‎ ‎بينما‎ ‎يحصل‎ ‎التحالف‎ ‎المناوئ‎ ‎له‎ ‎على‎ 59 ‎مقعداً،‎ ‎ما‎ ‎يبقي‎ ‎البحث‎ ‎في‎ ‎كيفية‎ ‎حصول‎ ‎كل‎ ‎من‎ ‎الفريقين‎ ‎على‎ 61 ‎نائباً‎ ‎مفتوحاً‎ ‎حتى‎ ‎ظهور‎ ‎النتائج‎ ‎النهائيّة‎ ‎خلال‎ ‎اليومين‎ ‎القادمين،‎ ‎انطلاقاً‎ ‎من‎ ‎الفوارق‎ ‎الضئيلة‎ ‎في‎ ‎الأصوات،‎ ‎بعدما‎ ‎سجلت‎ ‎مشاركة‎ 61% ‎من‎ ‎الناخبين،‎ ‎وهي‎ ‎نسبة‎ ‎منخفضة‎ ‎قياساً‎ ‎بسابقاتها‎ ‎وفقاً‎ ‎للقناة‎.‎

بالتوازي‎ ‎على‎ ‎المشهد‎ ‎الإقليميّ‎ ‎بدأ‎ ‎المبعوث‎ ‎الأمميّ‎ ‎الخاص‎ ‎باليمن،‎ ‎مارتن‎ ‎غريفيت،‎ ‎مساعي‎ ‎مكوكيّة‎ ‎بين‎ ‎صنعاء‎ ‎والرياض‎ ‎للوصول‎ ‎الى‎ ‎تفاهم‎ ‎على‎ ‎اتفاق‎ ‎لوقف‎ ‎النار،‎ ‎تفتح‎ ‎الباب‎ ‎للحل‎ ‎السياسيّ‎ ‎بعد‎ ‎مبادرة‎ ‎سعودية‎ ‎تدعو‎ ‎لوقف‎ ‎النار‎ ‎المشروط‎ ‎بتثبيته‎ ‎بين‎ ‎الفريقين‎ ‎اليمنيين‎ ‎لتوقف‎ ‎الغارات‎ ‎السعودية‎ ‎الإماراتية،‎ ‎وتتضمن‎ ‎المبادرة‎ ‎قبولاً‎ ‎جزئياً‎ ‎بطلب‎ ‎اليمنيين‎ ‎ربط‎ ‎موافقتهم‎ ‎على‎ ‎وقف‎ ‎النار‎ ‎بوقف‎ ‎العدوان‎ ‎وفك‎ ‎الحصار،‎ ‎خصوصاً‎ ‎فتح‎ ‎مطار‎ ‎صنعاء‎ ‎وميناء‎ ‎الحديدة،‎ ‎فوضعت‎ ‎المبادرة‎ ‎استعداداً‎ ‎لفتح‎ ‎جزئي‎ ‎مشروط‎ ‎للمطار‎ ‎والميناء،‎ ‎وهو‎ ‎ما‎ ‎رفضه‎ ‎اليمنيون،‎ ‎وربطوا‎ ‎توقفهم‎ ‎عن‎ ‎غاراتهم‎ ‎على‎ ‎العمق‎ ‎السعوديّ‎ ‎بالاتفاق‎ ‎الشامل‎ ‎لوقف‎ ‎العدوان‎ ‎وفك‎ ‎الحصار،‎ ‎معتبرين‎ ‎أن‎ ‎الشق‎ ‎اليمني‎ ‎اليمني‎ ‎من‎ ‎الحرب‎ ‎صار‎ ‎مجرد‎ ‎امتداد‎ ‎للمواجهة‎ ‎اليمنيّة‎ ‎مع‎ ‎العدوان‎ ‎السعوديّ‎ ‎الإماراتيّ‎.‎
لبنانياً،‎ ‎تناقلت‎ ‎وسائل‎ ‎الإعلام‎ ‎المحليّة‎ ‎الكلام‎ ‎الصادر‎ ‎عن‎ ‎الدبلوماسيّ‎ ‎السابق‎ ‎ديفيد‎ ‎شينكر‎ ‎الذي‎ ‎وضع‎ ‎عنواناً‎ ‎للمستقبل‎ ‎السياسي‎ ‎للبنان‎ ‎وللحكومة،‎ ‎في‎ ‎إطار‎ ‎المواجهة‎ ‎مع‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎والتيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر،‎ ‎وتجاهلت‎ ‎البيان‎ ‎الرسمي‎ ‎الصادر‎ ‎عن‎ ‎وزارة‎ ‎الخارجية‎ ‎الأميركية‎ ‎الذي‎ ‎يدعو‎ ‎جميع‎ ‎الأطراف‎ ‎السياسيّة‎ ‎الى‎ ‎التوافق‎ ‎للتغلب‎ ‎على‎ ‎خلافاتهم‎ ‎تسهيلاً‎ ‎لتشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎تنجز‎ ‎الإصلاحات،‎ ‎وهو‎ ‎ما‎ ‎ربطته‎ ‎مصادر‎ ‎دبلوماسية‎ ‎بالمعلومات‎ ‎التي‎ ‎حملتها‎ ‎نتائج‎ ‎اجتماع‎ ‎وزراء‎ ‎خارجية‎ ‎الاتحاد‎ ‎الأوروبي،‎ ‎لجهة‎ ‎دعوة‎ ‎الأحزاب‎ ‎السياسية‎ ‎اللبنانية‎ ‎للوصول‎ ‎الى‎ ‎اتفاق‎ ‎سياسيّ‎ ‎يفتح‎ ‎طريق‎ ‎الإنقاذ،‎ ‎ومنع‎ ‎الانهيار‎. ‎وقالت‎ ‎المصادر‎ ‎الدبلوماسية‎ ‎إن‎ ‎مفوّض‎ ‎الشؤون‎ ‎الخارجية‎ ‎في‎ ‎الاتحاد‎ ‎الأوروبي‎ ‎جوزيب‎ ‎بوريل‎ ‎بات‎ ‎هو‎ ‎الحائز‎ ‎على‎ ‎التفويض‎ ‎الأميركي‎ ‎لإدارة‎ ‎التفاوض‎ ‎اللبناني‎ ‎والتفاوض‎ ‎حول‎ ‎لبنان،‎ ‎من‎ ‎ضمن‎ ‎المهمة‎ ‎التي‎ ‎يتولاها‎ ‎في‎ ‎ادارة‎ ‎التفاوض‎ ‎غير‎ ‎المباشر‎ ‎بين‎ ‎طهران‎ ‎وواشنطن،‎ ‎حول‎ ‎مستقبل‎ ‎الاتفاق‎ ‎على‎ ‎الملف‎ ‎النووي‎ ‎الإيراني،‎ ‎وتعتقد‎ ‎المصادر‎ ‎الدبلوماسية‎ ‎أن‎ ‎الدعسة‎ ‎الفرنسية‎ ‎التي‎ ‎ارتكبها‎ ‎الرئيس‎ ‎امانويل‎ ‎ماركون‎ ‎بالتعهّد‎ ‎بضم‎ ‎السعودية‎ ‎الى‎ ‎المفاوضات‎ ‎الأميركية‎ ‎الإيرانية‎ ‎حول‎ ‎الملف‎ ‎النووي‎ ‎كثمن‎ ‎لتسهيل‎ ‎سعودي‎ ‎لمهمة‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎ناقصة‎. ‎وتعتقد‎ ‎المصادر‎ ‎أن‎ ‎حركة‎ ‎بوريل‎ ‎ستكون‎ ‎تحت‎ ‎عنواني‎ ‎حكومة‎ ‎سياسية‎ ‎أو‎ ‎انتخابات‎ ‎نيابية‎ ‎مبكرة‎ ‎بعد‎ ‎استطلاع‎ ‎رأي‎ ‎القيادات‎ ‎السياسية‎ ‎اللبنانية‎.‎

في‎ ‎بعبدا‎ ‎استقبل‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎السفير‎ ‎السعودي‎ ‎وسفيرة‎ ‎فرنسا،‎ ‎في‎ ‎سياق‎ ‎تشاور‎ ‎يراد‎ ‎منه‎ ‎تخفيض‎ ‎منسوب‎ ‎القلق‎ ‎من‎ ‎انهيار‎ ‎وشيك،‎ ‎بعد‎ ‎فشل‎ ‎مساعي‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎بطريقة‎ ‎دراماتيكيّة‎ ‎يوم‎ ‎أول‎ ‎أمس‎.‎

وبقي‎ ‎المشهد‎ ‎الداخليّ‎ ‎تحت‎ ‎تأثير‎ ‎ارتدادات‎ ‎اللقاء‎ ‎العاصف‎ ‎بين‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهوريّة‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎والرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎وما‎ ‎أعقبه‎ ‎من‎ ‎حرب‎ ‎بيانات‎ ‎وكشف‎ ‎كل‎ ‎الأوراق‎ ‎الحكوميّة‎ ‎ما‎ ‎يُنذر‎ ‎بفترة‎ ‎فراغ‎ ‎حكوميّ‎ ‎طويل‎ ‎لن‎ ‎ينتهي‎ ‎إلا‎ ‎بتدخّل‎ ‎خارجيّ‎ ‎ينتهي‎ ‎بتسوية‎ ‎لا‎ ‎تبدو‎ ‎قريبة‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎التجاذبات‎ ‎والخلافات‎ ‎والتصعيد‎ ‎على‎ ‎المستويين‎ ‎الإقليميّ‎ ‎والدوليّ‎.‎
وإزاء‎ ‎الفشل‎ ‎والاستعصاء‎ ‎السياسيّ‎ ‎في‎ ‎إنتاج‎ ‎حكومة‎ ‎جديدة،‎ ‎برز‎ ‎تحرّك‎ ‎دبلوماسي‎ ‎أوروبي‎ -‎‎ ‎عربي‎ -‎‎ ‎خليجي‎ ‎على‎ ‎الخط‎ ‎الحكومي،‎ ‎وشهد‎ ‎قصر‎ ‎بعبدا‎ ‎سلسلة‎ ‎زيارات‎ ‎دبلوماسية‎ ‎أبرزها‎ ‎السفير‎ ‎السعودي‎ ‎وليد‎ ‎البخاري‎ ‎والسفيرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎آن‎ ‎غرييو‎ ‎في‎ ‎القصر‎.‎
واستقبل‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎بحضور‎ ‎الوزير‎ ‎السابق‎ ‎سليم‎ ‎جريصاتي،‎ ‎السفير‎ ‎السعودي‎ ‎وعرض‎ ‎معه‎ ‎التطورات‎ ‎الراهنة‎ ‎والمستجدات‎ ‎الحكومية‎ ‎الاخيرة،‎ ‎إضافة‎ ‎الى‎ ‎شؤون‎ ‎تتصل‎ ‎بالعلاقات‎ ‎اللبنانية‎ – ‎السعودية‎ ‎وسبل‎ ‎تطويرها‎ ‎في‎ ‎المجالات‎ ‎كافة،‎ ‎فضلاً‎ ‎عن‎ ‎شؤون‎ ‎إقليميّة‎ ‎راهنة‎.‎
وشدّد‎ ‎البخاري‎ ‎بعد‎ ‎اللقاء‎ ‎على‎ “‎التزام‎ ‎المملكة‎ ‎بسيادة‎ ‎لبنان‎ ‎واستقلاله‎ ‎ووحدة‎ ‎أراضيه‎”‎،‎ ‎كما‎ ‎دعا‎ ‎إلى‎ “‎ضرورة‎ ‎الإسراع‎ ‎بتأليف‎ ‎حكومة‎ ‎قادرة‎ ‎على‎ ‎تلبية‎ ‎ما‎ ‎يتطلّع‎ ‎إليه‎ ‎الشعب‎ ‎اللبناني‎ ‎من‎ ‎أمن‎ ‎واستقرار‎ ‎ورخاء‎”. ‎وطالب‎ “‎جميع‎ ‎الأفرقاء‎ ‎السياسيين‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎إلى‎ ‎تغليب‎ ‎المصلحة‎ ‎الوطنية‎ ‎العليا‎ ‎من‎ ‎منطلق‎ ‎الحاجة‎ ‎الملحّة‎ ‎للشروع‎ ‎الفوريّ‎ ‎بتنفيذ‎ ‎إصلاحات‎ ‎جذرية‎ ‎تعيد‎ ‎ثقة‎ ‎المجتمع‎ ‎الدولي‎ ‎بلبنان‎”.‎

كما‎ ‎أكد‎ ‎السفير‎ ‎السعوديّ‎ ‎على‎ “‎أهمية‎ ‎مضامين‎ ‎قرارات‎ ‎مجلس‎ ‎الأمن‎ 1701‎،‎ 1680 ‎و‎1559 ‎والقرارات‎ ‎العربية‎ ‎والدولية‎ ‎ذات‎ ‎الصلة‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎الحفاظ‎ ‎على‎ ‎استقرار‎ ‎لبنان‎ ‎واحترام‎ ‎سيادته‎ ‎ووحدته‎”. ‎وشدّد‎ ‎بأن‎ “‎اتفاق‎ ‎الطائف‎ ‎هو‎ ‎المؤتمن‎ ‎على‎ ‎الوحدة‎ ‎الوطنية‎ ‎وعلى‎ ‎السلم‎ ‎الأهلي‎ ‎في‎ ‎لبنان‎”.‎

وحملت‎ ‎زيارة‎ ‎البخاري‎ ‎الى‎ ‎بعبدا‎ ‎إشارات‎ ‎ورسائل‎ ‎عدة‎ ‎أبرزها‎ ‎رسالة‎ ‎سلبية‎ ‎الى‎ ‎بيت‎ ‎الوسط‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎أن‎ ‎الزيارة‎ ‎جاءت‎ ‎غداة‎ ‎تصعيد‎ ‎الحريري‎ ‎باتجاه‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية،‎ ‎في‎ ‎وقت‎ ‎لم‎ ‎يزُر‎ ‎السفير‎ ‎السعودي‎ ‎بيت‎ ‎الوسط‎ ‎منذ‎ ‎شهور‎ ‎عدة‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎بعد‎ ‎تكليف‎ ‎الحريري‎. ‎لكن‎ ‎مصادر‎ “‎البناء‎” ‎لفتت‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎موقف‎ ‎البخاري‎ ‎ليس‎ ‎معزولاً‎ ‎عن‎ ‎سياسة‎ ‎بلاده‎ ‎بل‎ ‎بتوجيهات‎ ‎منها‎ ‎بدليل‎ ‎قراءته‎ ‎ورقة‎ ‎مكتوبة‎ ‎بعد‎ ‎اللقاء‎.‎

وفيما‎ ‎أشيع‎ ‎عن‎ ‎توجّه‎ ‎سعوديّ‎ ‎لتقديم‎ ‎مساعدة‎ ‎مالية‎ ‎للبنان‎ ‎لمنع‎ ‎الانهيار‎ ‎في‎ ‎لبنان،‎ ‎قللت‎ ‎المصادر‎ ‎من‎ ‎أهميّة‎ ‎الزيارة‎ ‎لجهة‎ ‎مساعدة‎ ‎لبنان‎ ‎مالياً،‎ ‎وأنها‎ ‎لا‎ ‎تتعدّى‎ ‎الطابع‎ ‎البروتوكولي‎.‎
وفي‎ ‎موازاة‎ ‎ذلك،‎ ‎دعت‎ ‎جامعة‎ ‎الدول‎ ‎العربية‎ ‎جميع‎ ‎الأفرقاء‎ ‎السياسيين‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎إلى‎ “‎إعلاء‎ ‎المصلحة‎ ‎الوطنية‎ ‎والعمل‎ ‎بشكل‎ ‎سريع‎ ‎على‎ ‎إنهاء‎ ‎حال‎ ‎الانسداد‎ ‎السياسي‎ ‎الذي‎ ‎فاقم‎ ‎من‎ ‎معاناة‎ ‎الشعب‎ ‎اللبناني‎”.‎

وسُجِل‎ ‎تواصل‎ ‎هاتفيّ‎ ‎بين‎ ‎البطريرك‎ ‎الكاردينال‎ ‎مار‎ ‎بشاره‎ ‎بطرس‎ ‎الراعي‎ ‎والأمين‎ ‎العام‎ ‎للأمم‎ ‎المتحدة‎ ‎أنطونيو‎ ‎غوتيرس،‎ ‎أعرب‎ ‎فيه‎ ‎غوتيرس‎ ‎عن‎ “‎اهتمامه‎ ‎الشديد‎ ‎بالوضع‎ ‎اللبنانيّ‎ ‎وبضرورة‎ ‎تأليف‎ ‎حكومة‎ ‎والحفاظ‎ ‎على‎ ‎لبنان‎ ‎بعيداً‎ ‎عن‎ ‎الصراعات‎”. ‎وأبلغ‎ ‎الراعي‎ ‎الأمين‎ ‎العام‎ ‎أن‎ “‎اللبنانيين‎ ‎ينتظرون‎ ‎دورًا‎ ‎رائداً‎ ‎للأمم‎ ‎المتحدة،‎ ‎لا‎ ‎سيّما‎ ‎أن‎ ‎لبنان‎ ‎عضو‎ ‎مؤسس‎ ‎وفاعل‎ ‎في‎ ‎المنظمة‎ ‎الدوليّة‎ ‎منذ‎ ‎تأسيسها‎”.‎

في‎ ‎المقابل‎ ‎زار‎ ‎سفير‎ ‎الكويت‎ ‎عبد‎ ‎العال‎ ‎القناعي‎ ‎بيت‎ ‎الوسط‎ ‎واجتمع‎ ‎إلى‎ ‎الحريري،‎ ‎وعرض‎ ‎معه‎ ‎المستجدّات‎ ‎السياسيّة‎.‎
وبعد‎ ‎التصعيد‎ ‎في‎ ‎مواقف‎ ‎الحريري‎ ‎الذي‎ ‎رافق‎ ‎زيارته‎ ‎بعبدا‎ ‎الأخيرة،‎ ‎استكمل‎ ‎نادي‎ ‎رؤساء‎ ‎الحكومات‎ ‎السابقين‎ ‎حملة‎ ‎التصعيد‎ ‎على‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية،‎ ‎وذلك‎ ‎خلال‎ ‎لقاء‎ ‎عقدوه‎ ‎مساء‎ ‎أمس‎ ‎في‎ ‎دارة‎ ‎الحريري‎ ‎تمّ‎ ‎خلاله‎ ‎عرض‎ ‎لآخر‎ ‎المستجدّات‎ ‎السياسية‎ ‎والأوضاع‎ ‎العامة‎ ‎في‎ ‎البلاد‎.‎

وأبدى‎ ‎المجتمعون‎ ‎في‎ ‎بيان‎ ‎تلاه‎ ‎الرئيس‎ ‎فؤاد‎ ‎السنيورة‎ ‎أسفهم‎ ‎واستغرابهم‎ “‎من‎ ‎التصرّفات‎ ‎والمواقف‎ ‎التي‎ ‎تخالف‎ ‎الدستور‎ ‎وتخرج‎ ‎عن‎ ‎الإطار‎ ‎المألوف‎ ‎واللياقات‎ ‎والأعراف‎ ‎في‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومات‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎وتجاوز‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎لأحكام‎ ‎الدستور‎ ‎وكأن‎ ‎المقصود‎ ‎إحراج‎ ‎الحريري‎ ‎لإخراجه‎”.‎
ولدى‎ ‎سؤال‎ ‎السنيورة‎ ‎عن‎ ‎خيار‎ ‎الاستقالة‎ ‎من‎ ‎مجلس‎ ‎النواب،‎ ‎أجاب‎ ‎بأن‎ ‎الموضوع‎ ‎غير‎ ‎مطروح‎.‎

وفي‎ ‎سياق‎ ‎ذلك،‎ ‎وفي‎ ‎ما‎ ‎تؤكد‎ ‎مصادر‎ ‎تيار‎ ‎المستقبل‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎بأن‎ ‎الحريري‎ ‎لن‎ ‎يستسلم‎ ‎للشروط‎ ‎والضغوط‎ ‎التي‎ ‎تمارس‎ ‎عليه‎ ‎من‎ ‎قبل‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والتيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎ولن‎ ‎يخضع‎ ‎للابتزاز‎ ‎ولن‎ ‎يعتذر‎ ‎وسيبقى‎ ‎متمسكاً‎ ‎بالتكليف‎ ‎حتى‎ ‎تأليف‎ ‎حكومة‎ ‎وفق‎ ‎الشروط‎ ‎الفرنسيّة‎ ‎وطالما‎ ‎أنه‎ ‎محصّن‎ ‎بقرار‎ ‎الأغلبيّة‎ ‎النيابية‎ ‎التي‎ ‎سمّته‎ ‎في‎ ‎الاستشارات‎ ‎النيابية‎”. ‎أكد‎ ‎نائب‎ ‎رئيس‎ ‎تيار‎ ‎المستقبل‎ ‎النائب‎ ‎السابق‎ ‎مصطفى‎ ‎علوش‎ ‎أن‎ “‎ثمة‎ ‎سعياً‎ ‎حثيثاً‎ ‎من‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎وفريقه‎ ‎لكسر‎ ‎الجرّة‎ ‎مع‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎”. ‎وأكد‎ ‎أن‎ “‎الاعتذار‎ ‎غير‎ ‎مطروح‎ ‎من‎ ‎قبل‎ ‎الحريري‎”. ‎كاشفاً‎ ‎أن‎ “‎خيارات‎ ‎تيار‎ ‎المستقبل‎ ‎مفتوحة‎ ‎ولدينا‎ ‎اجتماعات‎ ‎قريباً‎ ‎لاتخاذ‎ ‎القرارات‎ ‎المناسبة‎ ‎للفترة‎ ‎المقبلة‎”.‎

في‎ ‎المقابل‎ ‎استنكر‎ ‎تكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القوي‎ “‎الاسلوب‎ ‎الذي‎ ‎اعتمده‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة‎ ‎المكلّف‎ ‎في‎ ‎التعاطي‎ ‎مع‎ ‎رئاسة‎ ‎الجمهورية‎ ‎مخالفاً‎ ‎الأصول‎ ‎وأبسط‎ ‎قواعد‎ ‎اللياقة،‎ ‎ويرفض‎ ‎كل‎ ‎ما‎ ‎ورد‎ ‎على‎ ‎لسان‎ ‎الحريري‎ ‎من‎ ‎مغالطات‎ ‎مستفزة‎ ‎لجهة‎ ‎اعتباره‎ ‎أن‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎ليس‎ ‎شريكاً‎ ‎دستورياً‎ ‎في‎ ‎عملية‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎ويعتبر‎ ‎أن‎ ‎كلام‎ ‎الحريري‎ ‎مرفوض‎ ‎شكلاً‎ ‎ومضموناً‎”.‎

وسأل‎ ‎التكتل‎ ‎في‎ ‎بيان‎ ‎بعد‎ ‎اجتماعه‎ ‎الدوري‎ ‎برئاسة‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎: ‎‎”‎ما‎ ‎المانع‎ ‎من‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎من‎ ‎عشرين‎ ‎أو‎ 22 ‎أو‎ 24 ‎وزيراً‎ ‎اذا‎ ‎كان‎ ‎ذلك‎ ‎يوفّر‎ ‎لها‎ ‎شروط‎ ‎الاختصاص،‎ ‎ويحترم‎ ‎القواعد‎ ‎المتفّق‎ ‎عليها‎. ‎وبأي‎ ‎منطق‎ ‎يعطي‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة‎ ‎المكلّف‎ ‎جميع‎ ‎الطوائف‎ ‎حق‎ ‎تسمية‎ ‎الوزراء‎ ‎ويمنع‎ ‎ذلك‎ ‎عن‎ ‎المسيحيين‎ ‎وعن‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎على‎ ‎قاعدة‎ “‎كلّن‎ ‎بيسمّوا‎ ‎الاّ‎ ‎أنتو‎”.‎

واعتبر‎ ‎التكتل‎ ‎أن‎ “‎الهدف‎ ‎الرئيسي‎ ‎للحريري‎ ‎هو‎ ‎حصوله‎ ‎مع‎ ‎الداعمين‎ ‎له‎ ‎على‎ ‎النصف‎ ‎زائداً‎ ‎واحداً‎ ‎في‎ ‎الحكومة‎ ‎وليست‎ ‎المشكلة‎ ‎بالثلث‎ ‎الضامن‎ ‎الذي‎ ‎لم‎ ‎يطلبه‎ ‎أحد‎ ‎اصلاً‎ ‎ويسأل‎ ‎التكتل‎ ‎ما‎ ‎هو‎ ‎السبب‎ ‎الرئيسي‎ ‎لإصرار‎ ‎الحريري‎ ‎على‎ ‎هذه‎ ‎الأكثرية‎ ‎في‎ ‎الحكومة‎ ‎وما‎ ‎إذا‎ ‎كانت‎ ‎لإقرار‎ ‎الإصلاح‎ ‎وفي‎ ‎مقدمّته‎ ‎التدقيق‎ ‎الجنائي؟‎”.‎
وفي‎ ‎ضوء‎ ‎التصعيد‎ ‎ورفع‎ ‎جدار‎ ‎المواقف‎ ‎بين‎ ‎بعبدا‎ ‎وبيت‎ ‎الوسط،‎ ‎لفتت‎ ‎مصادر‎ “‎البناء‎” ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎الوساطات‎ ‎على‎ ‎الخط‎ ‎الحكومي‎ ‎توقفت‎ ‎ولا‎ ‎مبادرات‎ ‎إقليمية‎ ‎ولا‎ ‎دولية‎ ‎ولا‎ ‎محلية‎ ‎والاتصالات‎ ‎مجمّدة‎ ‎وخطوط‎ ‎التواصل‎ ‎مقطوعة‎ ‎حتى‎ ‎إشعار‎ ‎آخر‎”.‎
وحذّرت‎ ‎المصادر‎ ‎من‎ “‎تفاقم‎ ‎الأزمات‎ ‎الحياتية‎ ‎والاقتصادية‎ ‎وارتفاع‎ ‎سعر‎ ‎صرف‎ ‎الدولار‎ ‎الذي‎ ‎لن‎ ‎يتوقف‎ ‎عند‎ ‎سقف‎ ‎معين‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎الاهتراء‎ ‎السياسي‎ ‎وغياب‎ ‎حكومة‎ ‎فاعلة‎ ‎قادرة‎ ‎على‎ ‎البدء‎ ‎بمسيرة‎ ‎النهوض‎ ‎الاقتصادي‎ ‎والمالي‎ ‎عبر‎ ‎إنجاز‎ ‎الإصلاحات‎ ‎المطلوبة‎ ‎والتفاوض‎ ‎مع‎ ‎صندوق‎ ‎النقد‎ ‎الدولي‎”. ‎كما‎ ‎وحذّرت‎ ‎من‎ ‎استغلال‎ ‎بعض‎ ‎الجهات‎ ‎الاستخبارية‎ ‎والدخول‎ ‎على‎ ‎خط‎ ‎الفراغ‎ ‎والانقسام‎ ‎السياسي‎ ‎والفوضى‎ ‎الاجتماعية‎ ‎وتوتير‎ ‎الوضع‎ ‎الأمني‎ ‎والطائفي‎ ‎والمذهبي‎ ‎لكن‎ ‎المصادر‎ ‎أكدت‎ ‎حرص‎ ‎معظم‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎على‎ ‎الحد‎ ‎الأدنى‎ ‎من‎ ‎الاستقرار‎ ‎الأمني‎ ‎ريثما‎ ‎يتم‎ ‎الانفراج‎ ‎على‎ ‎المستوى‎ ‎الحكومي‎”.‎
وفيما‎ ‎عكست‎ ‎عين‎ ‎التينة‎ ‎أجواء‎ ‎سلبية‎ ‎إزاء‎ ‎ما‎ ‎حصل‎ ‎الاثنين‎ ‎الماضي،‎ ‎أشارت‎ ‎أوساط‎ ‎قيادية‎ ‎في‎ ‎حركة‎ ‎أمل‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎الرئيس‎ ‎نبيه‎ ‎بري‎ ‎كان‎ ‎يأمل‎ ‎أن‎ ‎تؤدي‎ ‎مساعي‎ ‎الأيام‎ ‎الأخيرة‎ ‎إلى‎ ‎اتفاق‎ ‎بين‎ ‎الرئيسين‎ ‎عون‎ ‎والحريري‎ ‎على‎ ‎تأليف‎ ‎حكومة‎ ‎لمعالجة‎ ‎الأزمات‎ ‎القائمة‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎ارتفاع‎ ‎سعر‎ ‎صرف‎ ‎الدولار‎ ‎ولمواجهة‎ ‎التحديات‎ ‎والاستحقاقات‎ ‎المقبلة‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎إنجاز‎ ‎الإصلاحات‎ ‎الضرورية‎ ‎للحصول‎ ‎على‎ ‎الدعم‎ ‎المالي‎ ‎الدولي،‎ ‎لكن‎ ‎للأسف‎ ‎شهدنا‎ ‎تشبثاً‎ ‎بالمواقف‎ ‎وخطوات‎ ‎خاطئة‎ ‎لا‎ ‎تصبّ‎ ‎في‎ ‎مصلحة‎ ‎البلد‎”.‎
وعن‎ ‎الاجتماع‎ ‎الذي‎ ‎جمع‎ ‎النائب‎ ‎علي‎ ‎حسن‎ ‎خليل‎ ‎ومستشار‎ ‎رئيس‎ ‎المجلس‎ ‎النيابي‎ ‎أحمد‎ ‎بعلبكي‎ ‎والمعاون‎ ‎السياسي‎ ‎للأمين‎ ‎العام‎ ‎لحزب‎ ‎الله‎ ‎الحاج‎ ‎حسين‎ ‎الخليل‎ ‎والحاج‎ ‎وفيق‎ ‎صفا،‎ ‎لفتت‎ ‎الأوساط‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎اللقاء‎ ‎جاء‎ ‎في‎ ‎إطار‎ ‎التنسيق‎ ‎بين‎ ‎القيادتين‎ ‎ووحدة‎ ‎الصف‎ ‎والموقف‎ ‎في‎ ‎كافة‎ ‎الجوانب‎ ‎والملفات‎ ‎لا‎ ‎سيّما‎ ‎الموضوع‎ ‎الحكوميّ‎”. ‎ونفت‎ ‎الأوساط‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎الأمين‎ ‎العام‎ ‎لحزب‎ ‎الله‎ ‎السيد‎ ‎حسن‎ ‎نصرالله‎ ‎قد‎ ‎وجّه‎ ‎رسالة‎ ‎إلى‎ ‎عين‎ ‎التينة‎ ‎أو‎ ‎حركة‎ ‎أمل‎ “‎لكن‎ ‎لا‎ ‎يخلو‎ ‎الأمر‎ ‎من‎ ‎قراءة‎ ‎متباينة‎ ‎من‎ ‎زاوية‎ ‎مختلفة‎ ‎من‎ ‎الطرفين‎ ‎لبعض‎ ‎المسائل‎ ‎التي‎ ‎تشهد‎ ‎نقاشاً‎ ‎لتوحيد‎ ‎الموقف‎ ‎منها‎”. ‎ونفت‎ ‎الأوساط‎ “‎كل‎ ‎الإشاعات‎ ‎التي‎ ‎تتحدث‎ ‎عن‎ ‎خلاف‎ ‎تكتيكي‎ ‎أو‎ ‎في‎ ‎النظرة‎ ‎من‎ ‎التحرّكات‎ ‎الشعبية‎ ‎في‎ ‎الشارع‎ ‎أو‎ ‎حيال‎ ‎أزمة‎ ‎الدولار‎ ‎والموقف‎ ‎من‎ ‎حاكم‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎”‎،‎ ‎مؤكدة‎ ‎استمرار‎ ‎الاتفاق‎ ‎على‎ ‎الخطوط‎ ‎العامة‎ ‎بين‎ ‎القيادتين‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎رفض‎ ‎مبدأ‎ ‎الحياد‎ ‎الذي‎ ‎ينادي‎ ‎به‎ ‎البعض‎ ‎والتأكيد‎ ‎على‎ ‎حفظ‎ ‎دور‎ ‎ووجود‎ ‎المقاومة‎ ‎ووحدة‎ ‎وتماسك‎ ‎الجيش‎ ‎والقوى‎ ‎الأمنية‎ ‎وبناء‎ ‎الدولة‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎الظروف‎ ‎الصعبة‎ ‎التي‎ ‎يواجهها‎ ‎لبنان‎”.‎

وعن‎ ‎موقف‎ ‎الرئيس‎ ‎بري‎ ‎حيال‎ ‎دعوة‎ ‎السيد‎ ‎نصرالله‎ ‎تفعيل‎ ‎عمل‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎لفتت‎ ‎الأوساط‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎لا‎ ‎مقومات‎ ‎للحكومة‎ ‎لتفعيل‎ ‎عملها،‎ ‎وقبل‎ ‎بحث‎ ‎هذا‎ ‎الأمر‎ ‎على‎ ‎مستوى‎ ‎المجلس‎ ‎النيابي‎ ‎يحضر‎ ‎السؤال‎ ‎هل‎ ‎الحكومة‎ ‎نفسها‎ ‎والوزراء‎ ‎مستعدّون‎ ‎لتفعيل‎ ‎عملها؟‎ ‎وبالتالي‎ ‎المشكلة‎ ‎في‎ ‎الحكومة‎ ‎نفسها‎ ‎وليست‎ ‎في‎ ‎مكان‎ ‎آخر‎”.‎
ونفت‎ ‎مصادر‎ ‎رئيس‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎حسان‎ ‎دياب‎ ‎أي‎ “‎موقف‎ ‎خاص‎ ‎صدر‎ ‎عن‎ ‎الرئيس‎ ‎المستقيل‎ ‎فلا‎ ‎تناغم‎ ‎أو‎ ‎غيره‎ ‎مع‎ ‎رؤساء‎ ‎الحكومات‎ ‎السابقين‎”. ‎وأكدت‎ “‎حرص‎ ‎الرئيس‎ ‎على‎ ‎البقاء‎ ‎على‎ ‎مسافة‎ ‎واحدة‎ ‎من‎ ‎الجميع‎ ‎وهو‎ ‎يؤثر‎ ‎عدم‎ ‎الدخول‎ ‎في‎ ‎السجالات‎ ‎السياسية‎ ‎كعادته‎”.‎

وإذ‎ ‎سجّل‎ ‎سعرُ‎ ‎صرف‎ ‎الدولار‎ ‎في‎ ‎السوق‎ ‎السوداء‎ ‎مساء‎ ‎أمس‎ ‎ما‎ ‎بين‎ 13200 ‎و‎13450 ‎ليرة‎ ‎لبنانية‎ ‎للدولار‎ ‎الواحد‎. ‎يعاود‎ ‎المجلس‎ ‎المركزي‎ ‎لمصرف‎ ‎لبنان‎ ‎اجتماعه‎ ‎اليوم‎ ‎وعلى‎ ‎جدول‎ ‎أعماله‎ ‎متابعة‎ ‎وضع‎ ‎الآلية‎ ‎لتعميم‎ ‎المصرف‎ ‎حول‎ ‎إنشاء‎ ‎المنصّة‎ ‎الإلكترونية‎ ‎لعمليات‎ ‎الصرافة‎ ‎حمايةً‎ ‎لسعر‎ ‎صرف‎ ‎الليرة‎ ‎والحدّ‎ ‎من‎ ‎الارتفاع‎ ‎الجنونيّ‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎مبرّر‎ ‎للدولار‎ ‎الأميركي‎.‎
وأصدر‎ ‎حاكم‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎رياض‎ ‎سلامة‎ ‎أمس‎ ‎إعلامًا‎ ‎للمصارف‎ ‎حول‎ ‎آلية‎ ‎التدريب‎ ‎على‎ ‎استخدام‎ ‎المنصّة‎ ‎الإلكترونيّة‎ ‎لعمليات‎ ‎الصرافة‎.‎
ولا‎ ‎تزال‎ ‎نار‎ ‎أسعار‎ ‎السلع‎ ‎والمواد‎ ‎الغذائية‎ ‎تحرق‎ ‎جيوب‎ ‎المواطنين،‎ ‎وبعدما‎ ‎فشلت‎ ‎كافة‎ ‎الوسائل‎ ‎الرسمية‎ ‎والشعبية‎ ‎في‎ ‎ثني‎ ‎التجار‎ ‎والشركات‎ ‎المستوردة‎ ‎على‎ ‎وقف‎ ‎الاحتكار‎ ‎والتلاعب‎ ‎بالأسعار،‎ ‎انتشرت‎ ‎دعوة‎ ‎على‎ ‎مواقع‎ ‎التواصل‎ ‎الاجتماعي‎ ‎الى‎ “‎أسبوع‎ ‎مقاطعة‎ ‎البيض‎ ‎والدجاج‎”‎،‎ ‎بعدما‎ ‎ارتفعت‎ ‎أسعار‎ ‎هذين‎ ‎المنتجين‎ ‎بشكل‎ ‎قياسي،‎ ‎وسجل‎ ‎سعر‎ ‎كرتونة‎ ‎البيض‎ ‎حوالي‎ 40 ‎ألف‎ ‎ليرة،‎ ‎أي‎ ‎أن‎ ‎سعر‎ ‎البيضة‎ ‎الواحدة،‎ ‎تجاوز‎ ‎الـ‎1000 ‎ليرة،‎ ‎بعدما‎ ‎كانت‎ 3 ‎بيضات‎ ‎تُشرى‎ ‎بهذه‎ ‎الألف‎!‎

على‎ ‎صعيد‎ ‎آخر،‎ ‎استجوب‎ ‎المحقق‎ ‎العدلي‎ ‎في‎ ‎ملف‎ ‎انفجار‎ ‎مرفأ‎ ‎بيروت‎ ‎القاضي‎ ‎طارق‎ ‎البيطار،‎ ‎الضباط‎ ‎الأربعة‎ ‎الموقوفين‎ ‎في‎ ‎القضية‎. ‎واستهلّ‎ ‎الجلسة‎ ‎صباحاً‎ ‎باستجواب‎ ‎الرائد‎ ‎في‎ ‎جهاز‎ ‎أمن‎ ‎الدولة‎ ‎جوزيف‎ ‎النداف،‎ ‎ثم‎ ‎العميد‎ ‎في‎ ‎مخابرات‎ ‎الجيش‎ ‎انطوان‎ ‎سلوم،‎ ‎ثم‎ ‎الرائدين‎ ‎في‎ ‎الأمن‎ ‎العام‎ ‎داوود‎ ‎فياض‎ ‎وشربل‎ ‎فواز،‎ ‎وذلك‎ ‎بحضور‎ ‎وكلاء‎ ‎الدفاع‎ ‎عنهم،‎ ‎وبحضور‎ ‎المحامي‎ ‎يوسف‎ ‎لحود‎ ‎عن‎ ‎نقابة‎ ‎المحامين‎ ‎في‎ ‎بيروت‎ ‎التي‎ ‎تمثل‎ ‎جهة‎ ‎الادعاء‎ ‎الشخصي،‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎يستكمل‎ ‎اليوم‎ ‎والجمعة‎ ‎المقبل‎ ‎استجواب‎ ‎باقي‎ ‎الموقوفين‎ ‎في‎ ‎هذا‎ ‎الملف‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *