على وقع بلوغ عملية تأليف الحكومة اول امس الحائط المسدود، بدا ان الخارج بدأ يعي اهمية المسارعة الى نجدة لبنان والا فإنه متجه الى انفجار اجتماعي معيشي غير مسبوق، وقد لفتت الفاو – منظمة الاغذية العالمية امس الى “أن اليمن وسوريا ولبنان والصومال من الدول المهددة بانعدام الأمن الغذائي لجزء من سكانها”. وحذرت من أن تؤدي الأزمة الاقتصاديّة في لبنان إلى ارتفاع مستوى الاضطرابات وأعمال العنف.
الجامعة مستعدة
في سياق المواكبة الخارجية هذه، دعت جامعة الدول العربية جميع الافرقاء السياسيين في لبنان إلى “إعلاء المصلحة الوطنية والعمل بشكل سريع على انهاء حال الانسداد السياسي الذي فاقم من معاناة الشعب اللبناني”. وجددت استعدادها الجامعة للقيام بأي شيء يطلب منها لرأب الصدع الحالي . ولكن مصادر ديبلوماسية في القاهرة افادت ان لا مبادرة عربية في الافق حتى الساعة.
الراعي وغوتيرس
على الصعيد عينه، جرى مساء أمس تواصل هاتفي بين البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، أعرب فيه غوتيرس عن “اهتمامه الشديد بالوضع اللبناني وبضرورة تأليف حكومة والحفاظ على لبنان بعيدا عن الصراعات”. وشرح البطريرك الراعي “الوضع مؤكدا ان أن اللبنانيين ينتظرون دورا رائدا للأمم المتحدة، لاسيما وأن لبنان عضو مؤسس وفاعل في المنظمة الدولية منذ تأسيسها. وكان الاتصال مناسبة ليطلع البطريرك الراعي الأمين العام على الأسباب الموجبة التي دفعته إلى المطالبة بحياد لبنان وعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان. وانتهت المكالمة باستمرارية التواصل بشأن المستجدات”.
لقاءات ديبلوماسية
في المقابل، بدا العهد حريصا على شرح وجهة نظره للمجتمع الدولي وفحواها ان جهوده مستمرة للتشكيل. في هذه الخانة، يمكن وضع استقبال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس السفيرين السعودي وليد بخاري والفرنسية آن غريو في القصر.
وكانت الأجواء في بعبدا أفادت بأن رئيس الجمهورية لم يُعدم أي وسيلة من اجل تشكيل الحكومة وانه يجري سلسلة لقاءات واتصالات لتوضيح الموقف وللدفع باتجاه تأليف الحكومة.
عون – رشدي
وكان عون استقبل ، نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي التي اطلعته على المداولات التي دارت خلال احاطة مجلس الامن الدولي بمجريات قرار مجلس الامن الرقم 1701.
حكومة سريعا
ولاحقا اصدرت رشدي بيانا دعت فيه القادة السياسيين اللبنانيين إلى التركيز بشكل عاجل على تشكيل حكومة تتمتع بالصلاحيات كخطوة أساسية لمعالجة أزمات البلاد المتعددة والخطيرة ولتطبيق الإصلاحات المطلوبة. وقالت “يجب المضي قدماً بهذه الخطوة التي لم تعد قابلة للتأجيل بعد الآن”. كما دعت رشدي القادة اللبنانيين إلى ترك خلافاتهم جانباً وتحمل مسؤولياتهم وإنهاء حالة الشلل القائم والاستماع إلى دعوات اللبنانيين اليائسة، وصولاً إلى توفير الحلول للشعب اللبناني.
رؤساء الحكومات السابقون
وفي اشارة دعم قوية عقد رؤساء الحكومة السابقون فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وسعد الحريري وتمام سلام، لقاء مساء امس في “بيت الوسط”، تم خلاله عرض لاخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة في البلاد.
وفي السياق أكد نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش ان “ثمة سعيا حثيثا من رئيس الجمهورية وفريقه لكسر الجرّة مع الرئيس الحريري”. وأكد أن “الاعتذار غير مطروح من قبل الحريري”، كاشفاً أن “خيارات تيار المستقبل مفتوحة ولدينا اجتماعات قريباً لاتخاذ القرارات المناسبة للفترة المقبلة”. وقال علوش “أعتقد أن خطاب السيد نصرالله شجع رئيس الجمهورية لاتخاذ هكذا موقف”، لافتاً الى أن “من يتجاوب مع قرارات الخارج هو الرئيس عون وايران لا تريد حكومة في لبنان في الوقت الحالي”.
حراك داخلي
الى ذلك، وفيما استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري الوزير السابق غازي العريضي، وتشاورا في تطورات الوضع الحكومي، زار سفير الكويت عبد العال القناعي بيت الوسط واجتمع الى الرئيس سعد الحريري، وعرض معه المستجدات السياسية، في حين التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الرئيس ميشال سليمان الذي وصف الوضع في لبنان بـ”المزري”. وقال: عيب على المسؤولين منذ العام 2006 يتحدثون عن الاستراتيجية الدفاعية والسلاح غير الشرعي فنصل اليوم الى التهديد بالحرب الأهلية ويفرض القوة في مكان ما…. عيب الا تعالج قضية السلاح.
الصهاريج وصلت
وليس بعيدا من محور حزب الله الممتعض مما يدور على الحلبة الحكومية وفي شارعه المنتفض، وسط خشية من تفلت الامور من عقالها ، افادت مصادر عليمة ان الصهاريج الايرانية التي تحمل محروقات وصلت الى حزب الله الذي وزع كميات من المازوت على عدد من الاسر الفقيرة فيما خصص الباقي لآلياته العسكرية. وفي اطار المعالجات اشارت الى انه رفع بعض رواتب عناصره العسكرية الخاضعة للتدريب فيما يعد بتقديم مساعدات اضافية لبيئته.
المنصة
معيشيا، الوقت ينفد والاسعار ترتفع والدولاء يحافظ على ارتفاعه ايضا في انتظار انطلاق منصة مصرف لبنان في غضون ايام. ويعاود المجلس المركزي لمصرف لبنان اجتماعه اليوم الأربعاء وعلى جدول أعماله متابعة وضع الآلية لتعميم المصرف حول إنشاء المنصّة الإلكترونية لعمليات الصرافة حمايةً لسعر صرف الليرة والحدّ من الارتفاع الجنوني من دون مبرّر للدولار الأميركي.
عون التقى سفيري السعودية وفرنسا
بخاري: لتطبيق القرار 1559
بعد انقطاع دام سنتين، لبى سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري بعد ظهر امس دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون للقائه في قصر بعبدا وعرض معه الأوضاع العامة والتطورات الحكومية الأخيرة.
وبعد اللقاء أدلى السفير السعودي بالتصريح الآتي: “بناء على دعوة كريمة من فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، قمت في هذا المساء بزيارة قصر بعبدا لمناقشة ابرز المستجدات الراهنة في لبنان، وأكدت لفخامته بأن المملكة لطالما أعلنت وقوفها وتضامنها مع الشعب اللبناني الشقيق الصامد في وجه كل الازمات، وبأن الرؤية السعودية للبنان تنطلق من مرتكزات السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية، التي تؤكد على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وأن سيادة لبنان إنجاز تاريخي تحقق عبر نضالات الشعب اللبناني الشقيق، ونحن نحترم هذه السيادة”.
اضاف: “كما أكدت لفخامته بأن الموقف السعودي يشدد على إلتزام المملكة بسيادة لبنان واستقلاله ووحدة اراضيه، وبشكل خاص على ضرورة الاسراع بتأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلع اليه الشعب اللبناني من امن واستقرار ورخاء. كما ندعو جميع الافرقاء السياسيين في لبنان الى تغليب المصلحة الوطنية العليا من منطلق الحاجة الملحة للشروع الفوري بتنفيذ اصلاحات جذرية تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان”.
وتابع: “كما نؤكد دوما على اهمية مضامين قرارات مجلس الامن 1701، 1680 و1559 والقرارات العربية والدولية ذات الصلة من اجل الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته ووحدته. ونشدد بأن اتفاق الطائف هو المؤتمن على الوحدة الوطنية وعلى السلم الاهلي في لبنان”.
وختم: “كما اطلعت فخامته على المبادرة السعودية للسلام في اليمن، ورحب فخامته بكل تأكيد بهذه المبادرة متمنيا للمملكة العربية السعودية النجاح والتوفيق وأن يعم السلام العالمين العربي والدولي”.
الى ذلك، زارت السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو قصر بعبدا، حيث التقت الرئيس عون، وعرضت معه الأوضاع العامة والتطورات الحكومية الأخيرة وغادرت من دون تصريح.
كما التقى عون الامينة العامة للمنظمة الفرنكوفونية لويز موشيكيوابو التي نقلت “تضامن ودعم المنظمة للبنان واللبنانيين في هذا الظرف الصعب الذي يعيشونه”، طالبة من الطبقة السياسية “إيجاد حلول سريعة للازمة الراهنة”، مشيدة ب”لبنان وبدوره في المنظمة”، مؤكدة “استمرار خطة فتح المكتب الإقليمي في بيروت في خلال العام الحالي”.
كذلك استقبل نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي التي اصدرت بيانا دعت فيه القادة السياسيين اللبنانيين إلى التركيز بشكل عاجل على تشكيل حكومة تتمتع بالصلاحيات كخطوة أساسية لمعالجة أزمات البلاد المتعددة والخطيرة ولتطبيق الإصلاحات المطلوبة. وقالت “يجب المضي قدماً بهذه الخطوة التي لم تعد قابلة للتأجيل بعد الآن”. كما دعت رشدي القادة اللبنانيين إلى ترك خلافاتهم جانباً وتحمل مسؤولياتهم وإنهاء حالة الشلل القائم والاستماع إلى دعوات اللبنانيين اليائسة، وصولاً إلى توفير الحلول للشعب اللبناني.