يمعن «الطاقم السياسي» القابض على ما بقي من مقدرات في البلد، في نهج «نفض اليد» مما يجري، والذهاب عبر كتله وتياراته باسداء النصائح، بضرورة تشكيل حكومة، في وقت «تكذّب» فيه الوقائع، كلام البيانات، على وقع فلتان موصوف في ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء، وتخبط في أسعار السلع الغذائية، واستشراء الفوضى في السلع المدعومة، التي تتحوّل إلى «مادة صراع» عليها في المحلات و«السوبرماركات» أو تهريبها إلى الخارج مع بروز مؤشرات جدية عن إمكان انهيار النظام الصحي، على المستويات كافة، من رفع أصحاب المستشفيات الخاصة الصوت، إلى هجرة الأطباء الأكفاء في البلد إلى بلدان اوفر دخلاً وأمناً واستقراراً.
وفي معلومات «اللواء» ان ما يزيد عن 100 طبيب من أطباء الجامعة الأميركية تركوا العمل في المستشفى، والعيادات الخاصة، وغادروا بيروت إلى المملكة العربية السعودية وأبو ظبي، والبحرين وكردستان العراق.
ومع هذه الوقائع الخطيرة، يفقد لبنان خاصية تاريخية لازمته، بأنه مستشفى العرب، حيث كان المرضى، من سوريا والعراق والخليج يقصدونه للاستشفاء والراحة، وتلقي العلاجات في الأمراض المستعصية واجراء العمليات الجراحية.
والانهيار الصحي، وهو الأخطر، برز أمس مع إعلان وزير الصحة حمد حسن من دمشق ان الرئيس السوري بشار الأسد أعطى توجيهاته بضخ 75 مليون طن أوكسجين إلى لبنان، بعد نفاد هذه المادة من لبنان، ليلتقط القطاع الطبي انفاسه، على مدى ثلاثة أيام، بمعدل 25 طناً يومياً.
وبدأت أزمة الاوكسجين مع ارتفاع أسعار الدولار، وزادها المنخفض الجوي، الذي اعاق وصولها.
وإذا كان رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي كشف ان لا علم له بأزمة أوكسجين، ولم يبلغه نقيب المستشفيات بذلك، الا انه تخوف من انقطاع المصل من الأسواق والصيدليات والمستشفيات.
وفي شأن وضع فيروس كورونا في لبنان، عبر عراجي عن تخوفه من الأسابيع المقبلة «حيث لن يتمكن الناس من إيجاد مكان في المستشفيات نظرا لإرتفاع عدد الإصابات وقد لاحظنا في الأيام الماضية أن هناك إصابات في أعمار ما دون الخمسين وأغلب الوفيات كانت في الأيام الماضية ما دون الـ ٦٠ عامًا»، مشيرا الى أن «سبب ارتفاع الإصابات مرده الى عدم التزام المواطنين بالإجراءات وكذلك عدم تطبيق الدولة للإجراءات بشكل حازم».
وبقيت الحركة الدبلوماسية للسفير السعودي في بيروت وليد بخاري في واجهة الاهتمام، فهو استقبل في مقر اقامته باليرزة السفيرة الأميركية دورثي شيا. وجرى خلال اللقاء بحث مجمل المستجدات الراهنة بالإضافة إلى تأكيد للرؤية المشتركة التي تجمع البلدين الصديقين.
كما إستقبل بخاري سفير دولة الكويت عبد العال القناعي. وجرى خلال اللقاء تأكيد الجانبين على وقوف دول الخليج العربي بجانب مطالب الشعب اللبناني المحقة بالإضافة إلى عمق العلاقة التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين بلبنان وأهله. وكان السفير السعودي التقى سفيرة فرنسا آن غرييو.
والقاسم المشترك في اللقاءات، مناقشة المأزق السياسي، المتعلق بتأليف الحكومة، فضلاً عن الأزمات المتلاحقة بكل الاتجاهات، وعلى مختلف الصعد.
وتفاعلت التسريبات، غير الصحيحة، التي رافقت زيارة السفير بخاري إلى بعبدا، وعليه، تؤكد مصادر متابعة لمجريات اللقاء الذي جمع بين الرئيس عون والسفير بخاري لـ«اللواء» أن كل ما ورد في بعض الصحف والإعلام اللبناني لا يمت للحقيقة بصلة.
وتشير المصادر الى أن هذه الزيارة جاءت في إطار تسهيل عميلة تأليف حكومة قادرة على تحقيق ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني الشقيق من أمن واستقرار ورخاء.
كما تفيد المصادر بأن هذه الزيارة جاءت بعد ثلاثة نداءات ملحة ومتكررة من قصر بعبدا وسفير المملكة لبى النداء إحترامًا لموقع رئاسة الجمهورية، الموقع المسيحي الأول.
وفي السياق، نقلت الـOTV عن النائب جورج عطا الله قوله لدى سؤاله عن دقة ما نشر من ان الرئيس عون قال للسفير بخاري ان الحريري بلا وفاء. وقال عطا الله: انطلاقا من معرفتي الشخصية بالرئيس عون اؤكد انه لا يدخل بالامور الشخصية ولا يفتح ملفات كهذه.
الإنسداد الحكومي
ويحضر الإنسداد الحكومي في القمة الأوروبية – الأميركية في بروكسيل اليوم، التي تتناول مسائل مشتركة كالموجة الثالثة من متحورات «كوفيد 19» (Covid -19) واتفاقية المناخ، وغيرها، من زاوية طرح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للوضع في لبنان.
ولم تشهد الساحة السياسية اي تحركات مهمة لاخراج ازمة تشكيل الحكومة الجديدة من دوامة التعطيل التي تسببت بها الممارسات اللامنطقية وتجاوزات رئيس الجمهورية ميشال عون مع الرئيس المكلف سعد الحريري ولم تنفع كل محاولات استدعاء بعض السفراء العرب والاجانب لتغطية العزلة التي يواجهها عون او لتجاوز المأزق الذي يتخبط فيه جراء ما حصل مؤخرا.
وبرغم الحركة الديبلوماسية اللافتة للسفير السعودي بالامس، توقعت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة ان تعاود اتصالات التشكيل مع مطلع الاسبوع المقبل بعد أن تكون الأجواء السياسية المتشنجة قد هدأت، وبالامكان تحريك عجلة الوساطات بين بعبدا وبيت الوسط من جديد،إذا توافرت الرغبة لدى المعنيين بعملية التشكيل في إبداء التعاون الجدي والايجابي لتسريع الخطى لإنجاز التشكيلة الوزارية، ولم تستبعد المصادر ان يتولى رئيس المجلس النيابي نبيه بري اعادة تفعيل مبادرته من جديد برغم البرودة والصد التي قوبلت بها هذه المبادرة من الفريق الرئاسي، في محاولة لتحقيق اختراق ملموس في جدار التشكيل.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الأبواب الحكومية موصدة والنوافذ التي تسمح بخرق ما بدورها مغلقة ما يؤشر إلى أن لا شيء جديدا ولا حتى معطيات يمكن البناء عليها كما أن التحركات خجولة جدا ولا يمكن الركون إليها لافتة إلى أن هناك انتظارا لتهدئة الأجواء السلبية بعد اجتماع الاثنين بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف.
ولفتت المصادر إلى أن موضوع تفعيل حكومة تصريف الاعمال حدده أو بالأحرى حسمه رئيس حكومة تصريف الأعمال وبيانه واضح، لكن المصادر نفسها قالت أن الرئيس حسان دياب يعقد ويشارك في كل الاجتماعات متى دعي إليها ولا يمانع أي اجتماع لمتابعة أي ملف ومن هنا اتت تلبيته لدعوة عدة اجتماعات مالية وغيرها في قصر بعبدا وكذلك حضوره اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي يتوقع انعقاده قريبا لبحث عدة أمور ذات صلة بمهامه.
وذكرت مصادر متابعة عن قرب لحركة الرئيس سعد الحريري انه على موقفه من تشكيل الحكومة بينما التعطيل هو خارجي والارجح لعدم وجود ضوء أخضر ايراني لتشكيلها، وقد مررنا سابقاً بهذه التجربة.عدا عن اقتراح او شروط السيد حسن نصر الله لتوسيع الحكومة الى 20 وزيراً، بما يضمن بقاء الثلث الضامن بيد الرئيس ميشال عون. لذلك لا نتوقع اي خطوة جديدة وجدّية لتشكيل الحكومة، ولا زيارة للحريري الى بعبدا، ما لم يحصل تطور كبير بتغيير جذري في موقف الرئيس عون.وما عدا ذلك من كلام عن مبادرات جديدة خارجية هي من قبيل التكهنات أو التحليلات أو الاستنتاجات، طالما ان قرار منع التشكيل بيد ايران وحزب الله.
الى ذلك، اصدر رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب بياناً اكد فيه «إن الجدل القائم حول صلاحيات حكومة تصريف الأعمال يؤكد الحاجة إلى تفسير دستوري يحدد سقف تصريف الأعمال ودور الحكومة المستقيلة، في ظل الواقع القائم الناتج عن تأخر تشكيل حكومة جديدة». وقال: إن هذا التفسير هو في عهدة المجلس النيابي الكريم الذي يمتلك حصرا هذا الحق، كما أكد المجلس نفسه سابقا.
اضاف: أما بالنسبة إلى تصريف الأعمال، فإن الحكومة المستقيلة لم تتوان عن القيام بواجباتها في أعلى درجات تصريف الأعمال، ولم تتوقف عجلة العمل الوزاري في كل الوزارات، وكذلك بالنسبة الى رئاسة الحكومة. إن الأزمة تتفاقم وتزيد من الضغوط على اللبنانيين، وتكفي مشاهد المعاناة في مختلف القطاعات، للتأكيد أن الأزمة كبيرة جدا، وتحتاج إلى تقديم المصلحة الوطنية على أي حساب آخر. تشكيل الحكومة يبقى أولوية الأولويات، ولا يتقدم عليها أي عمل اليوم، ويجب أن يتعاون جميع المعنيين من أجل إنجاز هذه المهمة الوطنية.
من جهتها، أعلنت كتلة الوفاء للمقاومة، في بيان ، ان «تشكيل الحكومة يمثل البديل الوطني عن الفوضى السائدة حالياً والتي تتهدد الجميع، وذلك بعدما ادرك الشعب خطورة الانهيار الشامل».
الجلسة العامة
إلى ذلك يعقد مجلس النواب جلسة عامة قبل ظهر الاثنين المقبل وعلى جدول أعماله بندين فقط، الأوّل يتعلق بالسلفة المالية المطلوبة لمؤسسة كهرباء لبنان والذي أقرته اللجان النيابية المشتركة.
والثاني اقتراح القانون المتعلق بالأموال المنهوبة والذي أقرته اللجان أيضاً.
ويتوقع ان يطرح من خارج جدول الأعمال اقتراح قانون معجل مكرر يرمي إلى تمديد المهل الذي ينتهي العمل به مع نهاية هذا الشهر.
ماليا، أصدر مصرف لبنان تعميما يقضي بتمديد القرار الاساسي رقم 13221 المتعلق بالإجراءات الاستثنائية بشأن السحوبات النقدية من الحسابات بالعملات الاجنبية لغاية 30 أيلول المقبل. (وفق التعميم رقم 151 المتعلق بسحب الدولار على سعر 3900 ليرة)
وفي سياق معيشي آخر، أعلنت المديرية العامة للنفط، انها ستعمد إلى إصدار جداول تركيب الأسعار لمواد البنزين والمازوت والغاز المنزلي، مرتين اسبوعياً، الأولى مطلع الاثنين، والثانية مطلع الخميس، أي قبل نهاية الأسبوع.
33600 جرعة من «أسترازينكا»
وعلى صعيد تسلم لبنان اليوم 33600 جرعة من لقاح «أسترازينكا» كدفعة أولى وصلت، مساء أمس، إلى مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت على متن طائرة تابعة للامارات العربية المتحدة، بإشراف المدير العام لوزارة الصحة العامة بالإنابة فادي سنان وممثلين لمنظمة «اليونيسف» ووفد من اللجنة الوطنية اللبنانية لإدارة اللقاح من وزارة الصحة.
وقال سنان: «نستقبل اليوم الدفعة الأولى من لقاحات أسترازينكا وهذا يمثل انعطافة إيجابية في مسار مكافحة وباء كورونا».
وأكد أن «لقاح أسترازينكا من إنتاج إحدى الشركات الرائدة عالميا»، مؤكدا أنه «من اللقاحات الجيدة جدا وخاضع لاختبارات عدة، رغم كل المشككين»، وقال: «إن وزارة الصحة العامة لا تستقبل أي لقاح، إلا إذا كان حائزا على قبول اللجنة الوطنية اللبنانية واللجان العالمية ومنظمات عالمية كمنظمة الصحة العالمية».
وأعلن أن «أسترازينيكا آمن وفعال، وسيصل إلى لبنان 130 ألف لقاح مع بداية نيسان المقبل»، وقال: «في الأيام المقبلة، سيصل مزيد من اللقاحات عبر القطاع الخاص سواء أكان من سينوفارم أم سبوتنيك».
أضاف: «كوزارة صحة، نؤدي واجباتنا لمواجهة هذا الفيروس، ونتمنى من أهلنا وشعبنا القيام بواجباتهم عبر التسجيل على المنصة لتحقيق المناعة المجتمعية في لبنان».
أضاف: «كوزارة صحة، نحن موعودون بتأمين ما يقارب مليونين وسبعمائة لقاح عبر منصة كوفاكس، إضافة الى مليونين ومئة ألف لقاح عبر شركة فايزر، وخمسمئة ألف لقاح من استرازينكا الى القطاع الخاص، و750 ألف لقاح إضافية من فايزر».
448721 إصابة
صحياً، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 3856 إصابة جديدة بفايروس كورونا، و53 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 448721 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.