مع استمرار حال الكباش بين ضفّتي مسار تأليف الحكومة، تتبدى صورة قاتمة حتى الساعة تشير إلى أن الحل لا يزال بعيد المنال، طالما أن الخلافات لا تزال مستحكمة حول كيفية التشكيل، وذلك بانتظار المزيد من المساعي والمبادرات القادرة على فك هذه الأحجية، لا سيما في ضوء ترقب مبادرة تردد أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري سيطلقها هذا الأسبوع.
عدا ذلك، فإن الأوضاع من سيء إلى أسوأ. وترى مصادر سياسية مواكبة عبر “الأنباء الإلكترونية” أن المسعى المرتقب للرئيس بري قد يكون الأقرب الى تشكيل الحكومة بالنظر الى إرتباطه المباشر بنتائج الإتصالات التي يجريها اللواء عباس ابراهيم، وأشارت المصادر الى أن بري الذي لم يكشف عن مضمون مبادرته لم يتحدث بعد عن عدد الوزراء في مبادرته، وهذا ما أكده أيضا لـ “الأنباء” الإلكترونية عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة، وقال: ”من غير المسموح بعد اليوم لأي طرف أن يمسك بالحكومة من خلال ثلث معطل أو نصف زائد واحدا”.
وفي حين يرفض التيار الوطني الحر تأليف حكومة يغيب عنها تمثيل المكوّن المسيحي، قال عضو كتلة الجمهورية القوية النائب أنيس نصار لـ “الأنباء الإلكترونية” إن “جماعة التيار الوطني الحر يستخدمون الميثاقية قميص عثمان”، معتبرا أن “الميثاقية موجودة في الحكومة من خلال الوزراء المسيحيين، لكنهم يريدون تفصيل الميثاقية على قياسهم وقياس مصالحهم”. ورأى نصار أن “الأمل الوحيد يتمثل بمبادرة البطريرك الراعي بعقد مؤتمر دولي لأجل لبنان وإعلان الحياد”. واستبعد نصار تشكيل الحكومة في وقت قريب”. سائلا: “إذا شكلت ماذا ستفعل؟ ستكون نسخة منقحة عن سابقاتها”.
وفي غضون ذلك تنعقد اليوم جلسة تشريعية على جدول أعمالها بندان أساسيان، سلفة لمؤسسة كهرباء لبنان واقتراح قانون يتعلق بالأموال المهربة إلى الخارج.
وقد توقع النائب خواجة “حصول نقاش في موضوع الكهرباء. فهناك إشكالية بالنسبة لهذا الموضوع، إذ لم ننجح في تطوير هذا القطاع”، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن “السلفة مرت باللجان المشتركة وقد تتم الموافقة على إعطاء وزارة الطاقة سلفة الـ 200 مليون دولار في الجلسة العامة”. وفي ما خص مشروع قانون الأموال المهربة، أشار خواجة الى أنه “يندرج تحت عنوان مكافحة الفساد وجرى تمريره في جلسة اللجان”، لكنه لا يعلم إذا كان سيصار الى التصويت عليه.
نصار بدوره أكد مشاركة كتلة القوات اللبنانية في الجلسة العامة “للتصويت على قانون الأموال المهربة فقط من دون التصويت على إعطاء السلفة لوزارة الطاقة، والتي لا تكفي لشهرين وبعدها سيطالبون بسلفة جديدة، فمن أين سنأتي بالمال والبلد منهار”.
عضو كتلة المستقبل النائب عاصم عراجي أكد لـ “الأنباء الإلكترونية” مشاركة الكتلة في الجلسة التشريعية والتصويت على سلفة الـ 200 مليون دولار “لأن البديل إغراق البلد بالعتمة”، مستغرباً في الوقت نفسه “ابتزاز وزارة الطاقة منذ عشر سنوات”.
وفي الشأن الصحي، توقع عراجي بصفته رئيس لجنة الصحة النيابية تزايد عدد المصابين بكورونا في الأسبوعين المقبلين، مشددا على عدم التراخي وتعريض صحة المواطنين للخطر.
وأعرب عراجي عن تخوفه من كميات اللقاح القليلة التي تصل الى لبنان في ظل الطلب المتزايد عليها في بلدان المنشأ، ما يعني أن أزمة اللقاح في لبنان ستطول الى العام المقبل.