الرئيسية / صحف ومقالات / نداء الوطن : جعجع: طالما عون في بعبدا والأكثرية في ساحة النجمة “ما في أمل‎”‎ ‎”‎طبخة” تكنو سياسية على النار: نسخة “محوّرة” من ‏المبادرة الفرنسية‎!‎
نداء الوطن

نداء الوطن : جعجع: طالما عون في بعبدا والأكثرية في ساحة النجمة “ما في أمل‎”‎ ‎”‎طبخة” تكنو سياسية على النار: نسخة “محوّرة” من ‏المبادرة الفرنسية‎!‎

بمزيج من الأمل المغمّس بالألم، مرّ أحد الشعانين واللبنانيون لا يزالون يحملون “أغصان ‏الزيتون” بانتظار من يخلّصهم من شرور السلطة وشياطينها المتحكمة بقيادة دفة البلد، على ‏خط سير “جهنّمي” لا رجعة فيه ولا مفرّ من خطواته المتسارعة نحو الجحيم… فلا المبادرات ‏الداخلية والخارجية استطاعت أن تخرق جدار النزاع السلطوي التحاصصي بين أطراف ‏الحكم، ولا لاقت آذاناً صاغية كل نداءات البطريرك الماروني بشارة الراعي لإصلاح ذات ‏البين وإعادة وصل ما انقطع بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف، على نية إنقاذ لبنان ‏وأبنائه من براثن “هذه الحالة المأسوية”، معرباً في قداس الشعانين أمس عن إدانته “كل ‏مسؤول سياسي” أوصل الدولة إلى هذه الحالة، وترفع بنفسه وبالصرح البطريركي عن تأييد ‏‏”سلطة تمتنع قصداً عن احترام الاستحقاق الدستوري وتعرقل تأليف الحكومات‎”.

وإمعاناً في العرقلة ونسف الجهود الإصلاحية الإنقاذية، تنشغل دهاليز الطبقة الحاكمة في ‏إنضاج “طبخة” الانقلاب على المبادرة الفرنسية والانقضاض على مندرجاتها الحكومية، عبر ‏ما وصفته مصادر مواكبة، نسخة “محوّرة” من هذه المبادرة تمّ وضعها على نار المشاورات ‏الرئاسية والسياسية، وتفضي إلى “الالتفاف على الصيغة التخصصية للتشكيلة الوزارية ‏العتيدة، من خلال رسم معالم صيغة هجينة من وزراء تكنوقراط تابعين للأحزاب السياسية”، ‏موضحةً أنّ “كل النقاش بات يدور راهناً تحت عنوان تشكيل حكومة تكنوسياسية ترضي ‏أطراف السلطة وتحظى بقبول المجتمع الدولي‎”.

ونقلت المصادر أنّ “كل اللقاءات الديبلوماسية التي شهدتها المقار الرئاسية والسياسية والدينية ‏لم تحمل مبادرة معينة، انما اقتصرت على نصيحة القيادات اللبنانية بوجوب الاسراع في ‏عملية تأليف الحكومة ووضع الخطة الاصلاحية المنصوص عنها في المبادرة الفرنسية ‏موضع التنفيذ، مع التأكيد على أنّ من ينتظر تدخلاً خارجياً لطرح مبادرة جديدة خارج إطار ‏المبادرة الفرنسية إنما ينتظر مجرد سراب”، لافتةً إلى أنّ “الضغط الدولي يقتصر على ‏المواقف التحذيرية من مغبة الإمعان في العناد السياسي واستنزاف الوقت والفرص، وسط ‏تقاطع الرسائل الديبلوماسية عند التشديد على أنّ الكرة هي في ملعب القيادات اللبنانية نفسها ‏دون سواها”، مع الإشارة إلى أنّ “الأسبوع الحالي سيشهد المزيد من اللقاءات الديبلوماسية ‏والسياسية في قصر بعبدا وسواه، ومن غير المستبعد أن ينتج عن هذه اللقاءات مزيد من ‏الوضوح في صورة المشهد الحكومي‎”.

وفي هذا السياق، كشفت المصادر أنّ “اللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري ‏والرئيس سعد الحريري في عين التينة يوم الأربعاء الفائت، تمّ في خلاله عرض العقبات التي ‏تعترض المسار الحكومي”، لافتةً إلى أنّ “بري عمد إلى طرح سلسلة من الأفكار القابلة ‏للتسويق، مع ميل واضح لديه لتبني ذهنية “التسوية” التي طرحها رئيس “الحزب التقدمي ‏الاشتراكي” وليد جنبلاط، بما يقتضي توسيع التشكيلة الوزارية، مع تفضيل حكومة من 24 ‏وزيراً خالية من الثلث المعطل وتضم أكبر شريحة تمثيلية للأحزاب بشكل يؤمن تغطية ‏سياسية للقرارات الصعبة التي ستتخذها‎”.

أما على ضفة المعارضة، فبرز تشديد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على أنّ ‏الهدف من إلحاحه المستمر على وجوب إجراء انتخابات نيابية مبكرة هو إحداث تغيير “في ‏موازين القوى داخل المجلس النيابي”، معرباً في هذا المجال عن ثقته بأنّ الانتخابات ستنقل ‏الأكثرية “من مكان إلى آخر”، مع تأكيده على أنّ التغيير سيطال “أقله 10 نواب على الساحة ‏المسيحية‎”.

وإذ رأى أنّ عودة التفاهم مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مرهونة بـ”حل وحيد: ‏نستقيل سوياً ونذهب إلى انتخابات”، جزم جعجع بأنه طالما ميشال عون في بعبدا والأكثرية ‏النيابية الحالية في ساحة النجمة “ما في أمل”، واضعاً خريطة طريق وحيدة للخلاص من ‏تداعيات الأزمة القائمة، وهي تقوم على سلسلة خطوات “تبدأ بانتخابات نيابية مبكرة، تليها ‏انتخابات رئاسية مبكرة، ومن ثم تشكيل حكومة إنقاذ حقيقية‎”.

وعن عزف العهد العوني و”التيار الوطني الحر” على وتر الدفاع عن حقوق المسيحيين، شدد ‏جعجع على أنّ “أكثر من ضرب حقوق المسيحيين وصلاحياتهم في لبنان هو التيار الوطني”، ‏وأردف: “إلتعن سما اللي خلّف المسيحيين في عهد عون الذي أسقط الدول الغربية والعربية ‏من حساباته وذهب عكس تاريخ المسيحيين باتجاه محور الممانعة”، كاشفاً عن تعليقات ‏ديبلوماسية سمعها شخصياً بهذا المعنى وتقول: “لم نتصوّر أن يكون المسيحيون يوماً مع بشار ‏الأسد و”حزب الله” وإيران‎”!‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *