كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: تصدّر الأردن الحدث ليل السبت الأحد، بعد الأنباء عن محاولة انقلاب فاشلة تعرّضت لها المملكة الهاشمية، حيث قام الجيش الأردني بحملة اعتقالات واسعة شملت عدداً كبيرا من الشخصيات المدنية والعسكرية. وقد صدرت مواقف دولية وعربية عدة داعمة للأردن وللإجراءات التي اتخذها حماية لأمنه واستقراره لا سيما الموقف الذي صدر عن وزارة الخارجية الأميركية التي اعتبرت ان “العاهل الأردني الملك عبدالله شريك رئيسي للولايات المتحدة وندعمه بشكل كامل”.
وفي تعليق على التطورات الأردنية، وفي مقاربة مختلفة، غرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر “تويتر”: “أتمنى كل الاستقرار للأردن في مواجهة مخططات اسرائيل ومخططات الوطن البديل الذي نادى به موشيه ديان وأركان الصهيونية التاريخية”، مؤكدا أن “المطلوب حماية الأردن واستقرارها وحكمها فوق كل اعتبار لأن توسع الصهيونية لن يتوقف”.
واذا كان الأردن قد أحبط الانقلاب، فإن المسؤولين المعنيين في لبنان يحبطون كل يوم مختلف المساعي والأفكار التي تسهم في حل الأزمة المستعصية، ويحبطون بذلك أيضاً كل امال اللبنانيين بفرصة أفضل. وقد كان لافتاً ما قاله رئيس الجمهورية ميشال عون من بكركي بأن “العقد تتوالد”، ما أعطى الانطباع بأن الأمور لا تزال غير تفاؤلية على خط تشكيل الحكومة.
ورغم هذا الايحاء، فإن مصادر سياسية لفتت في اتصال مع جريدة “الأنباء” الالكترونية الى تحوّل ملفت في موقف الرئيس عون بعد المواقف السابقة التي صدرت عنه في اللقاء الأخير الذي جمعه بالحريري وفرملة عملية التأليف، معتبرة أن عون بربطه عملية الخروج من النفق بعودة الحريري أبقى على “مؤشر إيجابي قد يساعد على حلحلة العقد التي لا ما زالت تعترض التأليف، ما يمكن القول بأنه قد يتخلّى عن الثلث المعطل خاصة وأن موقف عون ينطلق في الأساس من المبادرة التي طُرحت أثناء زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى بعبدا وتتلخص باستبدال صيغة “? ستات” بصيغة “? ثمانات” شرط التخلي عن الثلث المعطل، وهذه الأفكار هي نفسها التي ناقشها رئيس مجلس النواب نبيه بري مع الرئيس المكلف أثناء زيارة الأخير لعين التينة، ما انعكس ليونة في الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله”. الا ان المصادر شددت على أن كل ذلك لا يمكن البناء عليه اذا لم يُترجم عمليا، وتحديدا من خلال التواصل بين بعبدا وبيت الوسط بعد عودة الحريري من الخارج.
في هذه الأثناء، اعتبر عضو تكتل “لبنان القوي” النائب أسعد درغام في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية ان “كلام رئيس الجمهورية واضح بالنسبة للرئيس المكلف باعتباره المعني بتشكيل الحكومة ومن الضروري أن يكون موجودًا في لبنان في هذه الظروف، خاصة وأن هناك جهوداً ومساع تتحدث عن تذليل العقبات التي قد تساعد على التشكيل”.
وعن طرح صيغة “? ثمانات” مقابل تخلي رئيس الجمهورية عن الثلث المعطل، أشار درغام الى أن “هذه الصيغة انطلقت اثر الزيارة التي قام بها جنبلاط الى القصر الجمهوري وهو الذي طرح على رئيس الجمهورية هذه المبادرة، وبجميع الأحوال لم يُعرض علينا أية خطة، ومتى يُعرض علينا ذلك سنناقش الموضوع ونعطي رأينا بصراحة”.
من جهته، نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش رأى ان “حديث عون من بكركي يمكن النظر اليه من ناحية سلبية اي أن يعود الحريري ويعود عون الى شروطه التعطيلية، ويمكن أن يفسر ايجابا بمعنى أن هناك حلا يلوح في الأفق وينتظر عودة الحريري للتباحث معه في هذا الشأن، مضيفا “في مطلق الأحوال بإمكان رئيس الجمهورية الاتصال بالرئيس المكلف هاتفيا، فالحريري غادر على أساس ان هناك فرصة له لمتابعة شؤونه الخاصة من جهة ولإعطاء مساعي التشكيل فرصة ايضا بانتظار رد رئيس الجمهورية على الطروحات القائمة”.
وفي تقييمه للمبادرة المطروحة، أشار علوش في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية الى أنه “كان يتوقع خيرا من المبادرات المتداولة لو كان هناك شخصية غير جبران باسيل تسيطر على الجو السياسي في بعبدا، لأن المطلوب في هذا الوضع المأزوم وفي هذه المرحلة بالتحديد ترك الأمور الشخصية والخاصة جانبا كي يرتاح البلد ويعود الى الاوتوستراد الواسع والكبير والبعيد الأفق بدلا من الدخول الى النفق”.
بدوره، عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة أشار عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية الى أن “ما هو متداول يمكن أن ينتج حكومة متوازنة من “? ثمانات” ليس فيها ثلث معطل وحكومة اختصاصيين لمدة زمنية لأننا أصبحنا داخل نفق مسدود وليس لدينا خيار للخروج من الأزمة الا بتبني ما سّرب عن الرئيس بري، والتي قد نسميها مبادرة أو حركة لا فرق، باتجاه تشكيل حكومة، والمطلوب أن نتلقفها لأن ما يهم اللبنانيين هو معيشتهم ولقمة الخبز نتيجة الارتفاع الجنوني للأسعار في حين ان الدعم يذهب للمهربين والمحتكرين والوضع بشكل عام لم يعد مقبولاً أبداً”
وقال الخواجة: “لقد أصبحنا بقعر الانهيار والمطلوب حكومة فاعلة ونشيطة ولا تشبه الحكومات السابقة”، داعيا الرئيسين عون والحريري الى تشكيل حكومة اليوم قبل الغد لأن الناس قرفت من الوضع السياسي واذا ذهب البلد بماذا يفيدنا عدد الوزارات والثلث المعطل؟”.