كل الطرق مقطوعة أمام تأليف الحكومة. فالطقس السياسي ملبّد كما الطقس المناخي الذي حكم لبنان في اليومين الماضيين. وإذا كان انقشاعٌ متوقع في الطقس هذا الأسبوع، فإن لا توقعات بانقشاع سياسي بعد بفعل الدخان المتصاعد من معارك السجالات، ولم تفلح حتى الآن كل الضغوط والمساعي في دفع المعنيين الى تشكيل الحكومة، فيما البلاد والعباد في مهب الريح ولا مَن يأبه من المسؤولين للمصير المأساوي المحتوم مع كل يوم يمر بدون حكومة.
ومع التصلب في المواقف يزداد الجميع إقتناعا بأن القرار الحقيقي ليس في الداخل، رغم اعتبار نائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم أن الأسباب داخلية بنسبة 90%، لكن القناعة العامة باتت تعتبر أن نسبة التأثير الخارجي في الأزمة هي الأساس، وكأنه مكتوب على هذا البلد بأن يبقى ورقة بهذه اليد أو تلك، وعند هذا وذاك من مراكز القرار الإقليمي والدولي.
وفي غضون ذلك اندلع سجال جديد على جبهة التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، معطوف على سجالات أخرى للتيار الوطني مشتعلة على جبهتي المستقبل والتنمية والتحرير.
وفي ضوء ما يجري اعتبر عضو تكتل “لبنان القوي” النائب ماريو عون لـ “الأنباء” الإلكترونية أن “تشكيل الحكومة صار من سابع المستحيلات”، وأضاف: “في كل مرة كنا نتوقع خيرا فتأتي الأمور عكس توقعاتنا، ما يعني أننا أصبحنا أمام حائط مسدود”.
وقد علق عضو تكتل الجمهورية القوية النائب أنيس نصار عبر “الأنباء” الإلكترونية، على السجال المندلع مع ميرنا الشالوحي باتهامه “الوطني الحر” بـ”امتهان الهروب الى الأمام لحرف الأنظار عن المشاكل التي يتخبط بها والعزلة التي يمر بها محليا وخارجيًا”. واعتبر أن “إصرار رئيس الجمهورية ميشال عون على تطبيق التدقيق الجنائي في هذا الوقت ليس أولوية، بل الأولوية التركيز على تشكيل الحكومة على أن تتولى التدقيق في كل الإدارات كجزء من الاصلاحات المنوي تنفيذها”، مستغرباً “حصر عون التدقيق بمصرف لبنان دون سائر الإدارات والوزارات التي تنبعث منها روائح الهدر والفساد وغالبيتها كانت في عهدة وزراء التيار الوطني الحر”.
وذكّر نصار بأن “عون أقسم عند إنتخابه رئيسا للجمهورية بالمحافظة على الدستور وإتفاق الطائف، وفي الوقت عينه يتّهم القوات اللبنانية من خلال تأييدها لهذا الإتفاق بالحد من صلاحيات رئيس الجمهورية”، لافتا الى أن “شعب لبنان العظيم” أصبح جائعا في عهده”.
الا أن النائب ماريو عون اعتبر ان “القوات كانت البادئة بالتهجم على التيار في هذا الظرف الدقيق الذي ندعو فيه الى وحدة الصف بين اللبنانيين خاصة على الساحة المسيحية. لكن البعض يذهب الى تقسيم الصفوف من أجل خلق أزمة جديدة”، معرباً عن أسفه “لأن تنجر القوات اللبنانية الى هذا المنحى، فيما المطلوب تخطي كل الخلافات الداخلية والتصدي للأزمات، ما اضطر التيار للرد بالمثل”.
رئيس حركة التغيير ايلي محفوض اعتبر بدوره لـ”الأنباء” الإلكترونية ان الهجوم “الصاعق” من قبل التيار ضد القوات ”ليس جديدًا”، وقال: “في مراقبة موضوعية لسلوك التيار في الآونة الأخيرة نجده يخاصم كل القوى السياسية ما عدا حزب الله باعتبار المستفيد الأكبر من كل هذا المناخ في البلد والذي يساعده على الإمساك بكل مفاصل الدولة”.
ورأى محفوض أن “الرئيس عون والتيار الوطني الحر هما واجهة حزب الله في تعطيل تشكيل الحكومة، وحرب التيار على القوات تنطلق من أنها تتفوق عليه في الشارع المسيحي”.
الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء : معاركُ البيانات تشتعل بين جبهة وأخرى.. ولا انقشاع في مسار التأليف