غداً اول ايام رمضان المبارك، واللبنانيون متروكون لقدرهم، يمشون بين ألغام الأزمات، يعيشون على آمال الوعود، وتنشد ذاكرتهم يوميات الشهر الفضيل، وهم يبحثون عن فتات طعام في صالات الأفران، بعد المعركة الوهمية التي خاضها وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمة مع أصحاب الأفران، فامتعضوا وأضربوا عن بيع الخبز في صالات «السوبرماركات» والدكاكين الصغيرة، وهم يبحثون مع سائر اللبنانيين عن صحن «الفتوش» الذي يزيّن مآدب الافطار في منازلهم المتواضعة، والذي بات الناس في زمن «الاقوياء» يتندرون به، وبكلفته التي فاقت كل تصور (مائة الف ليرة لبنانية). ناهيك عن خراطيم محطات الوقود المرفوعة بانتظار «أمر ما» اليوم، ينتظره الموزعون، لإعلان تسعيرة جديدة لصفيحة البنزين، وصفيحة المازوت، وقارورة الغاز، في ضوء ما يدور في دهاليز مصرف لبنان المركزي، بشأن ترشيد الدعم أو وقفه، أو تقنينه أو أي تدبير آخر.
ألغام الحكومة
وبقيت، وسط ذلك، مسألة تأليف الحكومة في واجهة البحث عن خلفيات عدم التشكيل، والألغام التي تعترض هذه العملية، سواء كيفية توزيع الحصص داخل التشكيلة الجديدة، فضلاً عن «التدقيق الجنائي» الذي يتمسك به الرئيس ميشال عون، ويعارضه فريق سياسي، يرى أن الأولوية الآن ليست للسير بالتدقيق، بل إصدار مراسيم الحكومة.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ»اللواء» ان «الكربجة» الحكومية الحاصلة تقود إلى انعكاسات خطيرة على الوضع اللبناني ما لم يحصل اي مؤشر متحرك بمعنى اتصالات عاجلة للبدء من مكان ما، وأقله من طرح الـ24 وزيراً الذي لم يجهض بعد. ورأت هذه المصادر ان العمل الجاد حكومياً لم ينطلق ودعائمه بالتالي غير ثابتة بسبب اكثر من معطى لكن هذا لا يعني انه في لحظة مناسبة قد يتحرك الملف، مشيرة إلى ان الانهيار يتسارع والقدرة على بعض الانقاذ متوقفة على قرارات حكومية جديدة.
وأوضحت المصادر ان كل ورقة يتم قطعها من الروزنامة تؤشر إلى ان المعنيين اضاعوا هذا اليوم او ذاك كفرصة للقيام بخطوة معينة علماً ان التعويل على حكومة تصريق الأعمال لن يؤدي إلى اي نتيجة.
بالمقابل، كشفت مصادر نيابية لـ»اللواء» ان الرئيس نبيه بري يستعد للتحرك، في سبيل تعويم المبادرة التي اطلقها، ورست في الجانب المقبول منها على حكومة من 24 وزيراً.
وعلى الرغم من هذه الوضعية السلبية، يحضّر الرئيس المكلف إلى زيارة موسكو والى الفاتيكان، حيث تقرر موعد الزيارة في 22 نيسان الجاري. ولم يحدد موعد زيارة موسكو بعد.
واعتبرت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة ان ادعاء التيار الوطني الحر بان السبب وراء تأخر تأليف الحكومة الجديدة، هو محاولة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الحصول على النصف زائد واحد في التشكيلة الوزارية، انما يندرج في اطار مسلسل الاكاذيب والاضاليل التي يتلطى وراءها رئيس التيار النائب جبران باسيل لتبرير قيامه بالعرقلة المتواصلة لتشكيل الحكومة والتغطية على امعانه بالحصول على الثلث المعطل فيها، وبات الكل على معرفة بهذا المطلب التعجيزي الذي بات يقف حائلا امام التشكيل ، برغم كل محاولات التهرب والتمويه. وقالت المصادر ان اسلوب العرقلة التسلسلي وكم الأكاذيب والذرائع التي يتلطى بها باسيل من وراء رئيس الجمهورية ميشال عون منذ تسمية الحريري لتشكيل الحكومة وحتى اليوم، يؤشر بما لا يدع مجالا للشك بعدم وجود رغبة لدى رئاسة الجمهورية لتشكيل الحكومة الجديدة خلافا لكل الادعاءات والرغبات المزيفة بهذا الخصوص. وتضيف المصادر بالقول: لو كان رئيس الجمهورية جادا ولديه الرغبة الحقيقية والفعلية لتشكيل الحكومة، لما كان سلم قرار تشكيلها الى باسيل، ولقام بكل ما يلزم من مشاورات واتصالات حثيثة لتسهيل تأليف الحكومة بأسرع وقت ممكن. ولكن ما يحصل هو معاكس تماما ولا يصب بخانة تشكيل الحكومة العتيدة، بل يؤكد وجود نوايا غير سليمة تتحكم بقرار رئيس الجمهورية تؤدي الى الدوران فى دوامة التشكيل واستمرار عرقلة ولادة الحكومة الجديدة. واشارت الى ان مسلسل العراقيل التي اخترعها رئيس التيار الوطني الحر تبدأ من طرح مصطلحات ملتوية وعناوين مموهة تتلطى وراء شعارات طائفية محضة، وهدفها الوحيد الحصول على الثلث المعطل واحكام تسلطه على قرارات وسياسة الحكومة الجديدة لمصالحه الشخصية ومصالح تياره على حساب مصلحة لبنان كله، ولو كان ذلك على حساب انهيار لبنان كله.واعتبرت المصادر لو ان رئيس الجمهورية يريد فعلا تشكيل الحكومة لما كان قدم تنفيذ ملف التدقيق الجنائي وتجاهل موضوع تشكيل الحكومة في كلمته الى اللبنانيين منذ ايام. ولكن ما حصل يدل على أن رئيس الجمهورية يسخر صلاحياته الدستورية لمصلحة رئيس التيار الوطني الحر الشخصية وليس لمصلحة الوطن كله.
ومن بكركي، وسط هذا «السواد الكالح» الذي يضرب، عظة تأنيب، بكل معنى الكلمة، لأولئك الذين لا يسهلون تأليف الحكومة.. وحذر في عظة الأحد من «جعل الشعب كبش محرقة»، وتوجه للمسؤولين بالقول: لا تدقيق جنائياً قبل تأليف الحكومة». ولم يف المسؤولون بوعودهم تأليف حكومة، لكنهم خيبوا آمال اللبنانيين مرّة ثانية.. وأكد: انهم لا يريدون تشكيل حكومة لغايات خاصة في نفوسهم، والتقوا في مصلحة مشتركة هي التعطيل، وتركيع الشعب من دون سبب.
وناشد المعنيين دستورياً: الفوا حكومة للشعب من دون لف ودوران، ألفوا حكومة واخجلوا من المجتمعين العربي والدولي، ومن الزوار العرب والأجانب.
مطالب جميع المعنيين بموضوع الحكومة أن يكفوا عن هذا التعطيل من خلال اختلاق أعراف ميثاقية واجتهادات دستورية وصلاحيات مجازية وشروط عبثية، وكل ذلك لتغطية العقدة الأم وهي أن البعض قدم لبنان رهينة في الصراع الإقليمي/الدولي. لا نريد العودة إلى أزمنة لبنان الرهينة والوطن البديل، فيما نحن على مسافة يومين من الذكرى السادسة والأربعين لاندلاع الحرب على لبنان في 13 نيسان 1975. كان يوما مشؤوما وكانت المقاومة اللبنانية».
وتشكل هذه المواقف، وفقا لمصادر معنية، اختراقا واضحا بين بكركي وبعبدا، لجهة مقاربة مسألة المسار الذي في ضوئه تتألف الحكومة الجديدة.
السيد: العقدة في وزيرين
وحسب النائب جميل السيّد فالعقدة تكمن في تسمية وزيرين مسيحيين، ليستا من حصة أي طرف، لا سيما الرئيس ميشال عون وسعد الحريري.
وفهم ان الرئيس عون يرفض ان يترك وزارة العدل للرئيس الحريري، الذي يتمسك بها، ولن يقبل بالتخلي عنها.
ولا شك ان مسألة «التدقيق الجنائي»، مسألة خلافية، فبعبدا تتمسك باجراء التدقيق اليوم قبل الغد، في حين يرى الرئيس الحريري البدء بالتدقيق بعد تأليف الحكومة. وروى السيّد ان الرئيس الحريري طلب من الرئيس عون تأجيل «التدقيق الجنائي» حتى تأليف الحكومة.
واقترح السيّد على رئيس الجمهورية ان يطالب المجلس خلال شهر بتعديل قانون الانتخابات أو اجراء الانتخابات على أي قانون، وبعدها يحل المجلس النيابي نفسه، وتجري حكومة تصريف الأعمال اجراء الانتخابات النيابية لتكوين مجلس ينتخب رئيساً جديدا للجمهورية، تؤلف حكومة جديدة، في المرحلة الانتقالية.
واعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان عرقلة تشكيل الحكومة داخلية بنسبة 90٪، ولا أحد يصور لنا الموقف غير ذلك.. مشيرا إلى ان العوامل الخارجية للانهيار أكبر من الداخلية، والاميركيون تسببوا بها، مرجحاً ان يحتاج التوصّل لا يشكل الاتفاق النووي طريقه حوالى الشهرين، مشيرا إلى ان الأميركيين يعتبرونه أفضل من عدم الاتفاق.
طار الترسيم
إلى ذلك، أفادت مصادر كتلة التنمية والتحرير، أن «اتفاق الإطار الذي أعلن عنه رئس مجلس النواب نبيه بري رسم القواعد العامة للتفاوض بترسيم الحدود اللبنانية دون الدخول في تحديد المساحة الجغرافية التي يجري التفاوض عليها بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي برعاية قوات حفظ السلام اليونيفيل، وهذا الكلام تبلغه الوفد المفاوض».
وأوضحت المصادر وفقا لقناة N,B,N أنه «لم يصدر أي موقف عن كتلة التنمية والتحرير ولا عن حركة «أمل» بأنهم ضد توقيع المرسوم الجديد بل على العكس بري قال بأنها بعهدة السلطة التنفيذية ورئاسة الجمهورية، فالمطلوب الحفاظ على المصلحة الوطنية العليا».
وأضافت المصادر: «للجهة السياسية التي تروج لتلك الأضاليل، حدودنا وحقوقنا وسيادتنا رسمت بدماء الآلاف من الشهداء لن نفرط بها تحت أي ظرف من الظروف»، وانتقدت المصادر «سياسة التعمية عن المشكلة الأساس ومشغليها فكفى هروبا الى الأمام وعليكم تحمل تبعات عدم تشكيل الحكومة فأنتم المعرقلون لها تحت عنوان الثلث المعطل».
إضاءة شعلة رمضان
ومساء أمس، صدر عن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ان اليوم الاثنين 2 نيسان، هو المكمل لعدة شهر شعبان ثلاثين يوماً. ويكون غداً الثلاثاء أول أيام شهر رمضان المبارك لعام 1442م.
وعشية بدء الشهر المبارك، أضاءت دار الأيتام الإسلامية زينة رمضان في كورنيش المزرعة، بحضور مدير عام المؤسسات الاجتماعية ودار الأيتام الإسلامية، وممثل المفتي عبد اللطيف دريان الشيخ بلال الملا، وفاروق جبر عمدة مؤسسات دار الأيتام الإسلامية، ومحافظ بيروت القاضي مروان عبود.
الامتحانات الرسمية
تربوياً، تبدأ ورشة التحضير للامتحانات الرسمية، عبر سلسلة اجتماعات ستشهدها وزارة التربية، وهي تتركز على: موعد العودة الآمنة لطلاب الثالث الثانوي، بانتظار تقييم وزارة الصحة بشأن لقاح الأساتذة هذا الأسبوع لتحديد التاريخ المناسب.
وعلم ان وزير التربية في حكومة تصريق الأعمال طارق المجذوب الذي اعلن الخميس موعداً لتحديد موعد إجراء الامتحانات متمسك بحسم الموضوع هذا الأسبوع، خلافاً لروابط التعليم الرسمي ونقابة المعلمين في المدارس الخاصة التي تأخذ على الوزير عدم استشارته وعدم الحماس لإجراء الامتحانات في الأول من آب المقبل.
496846 إصابة
صحياً، اعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 31 حالة وفاة و2213 إصابة جديدة بفايروس كورونا، خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 496846 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.