اليوم 13 نيسان، الذكرى الـ46 لاندلاع الحرب المشؤومة في 13 نيسان 1975، والتي دامت سنتين، ثم تجددت بأشكال متعددة، عبر حروب صغيرة وكبيرة، إلى ان اوقفها اتفاق لطائف، وافسح للبلد بالتقاط انفاسه، وإعادة الاعمار والبناء، بما في ذلك المؤسسات الدستورية، التي تتعرض اليوم، بعد أربعة عقود ويزيد، إلى ما يشبه الانقلاب على الدستور، والأعراف، ودولة القانون، ولو بحدّه الأدنى، وفتح الباب، بعد اقفال باب الحكومة، امام انهيارات متتالية، لم تبقِ ولا تذر..
وفي بلد حولته “السلطة القائمة”، أو السلطات إلى بلد ساحات، لا دولة، ولا حتى جمهورية، تعدّدت اهتمامات أطراف السلطة. فالبعض اعتبر ان الإنجاز أمس تمثل بتوقيع مرسوم تعديل الحدود البحرية، من قبل وزير الاشغال ووزيرة الدفاع ورئيس حكومة تصريف الأعمال، وإرساله إلى بعبدا ليوقعه الرئيس ميشال عون. البعض الآخر اعتبر ان ترتيب الوضع الحياتي المعيشي للبنانيين أو لبعضهم يحظى بالاولوية، في وقت أبقت بعبدا يدها على سلاح “التدقيق الجنائي” كأولوية مطلقة.
وحدها الحكومة الجديدة، التي تشكّل المدخل لمعالجة التدقيق، والترسيم البحري، ووضع اليد على معالجة ممكنة لازمات الانهيار المالي، والنقدي، والمعيشي، بقيت “خارج السمع”. إذ ان لا معلومات مؤكدة عن إطلاق عجلة الاتصالات كما هو متوقع، مع بداية الأسبوع، عشية شهر رمضان المبارك. وبقيت الأطراف المعنية تغرق على وتر الشروط والشروط المضادة..
ولا تخفى أوساط بعبدا، ان الأولوية المطلقة الآن هي للتدقيق الجنائي، إذ لا ضرورة لانتظار الحكومة العتيدة.. مكررة المعزوفة، التي باتت ممجوجة عن الدستور والميثاق ووحدة المعايير.
وأكدت هذه الأوسط، من دون التدقيق ووحدة المعايير، فمن العبث انتظار ولادة أي صيغة للحكومة.
الا ان السير، في هذا المنحى، واقفال الباب امام تأليف الحكومة، والسعي لابعاد الرئيس المكلف، ووضع العقوبات المتداولة داخل مجموعة الاتحاد الأوروبي على النار.
ونقلت “سكاي نيوز” عربية عن مصدر في الخارجية الفرنسية قوله: نحن على اتصال مع شركائنا الاوروبيين لوضع مقترحات لتحقيق هدف، وهو العمل ضد من تخلى من المسؤولين اللبنانيين عن المصلحة العامة.
تمثّل الحديث السياسي امس، بتوقيع وزير الاشغال العامة ريمون غجر ووزيرة الدفاع الوطني زينة عكر عدرا على مرسوم تعديل المرسوم 6433 المتعلّق بتعديل حدود المنطقة الاقتصاديّة البحريّة الخالصة وإحالته الى رئاسة مجلس الوزراء لتوقيعه من قبل رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب. وفي إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا تنتظر “زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في الأيام المقبلة”. ويبدو ان الزيارة ستتم قبل زيارة الحريري الى الفاتيكان المقررة في 22 من الشهر الحالي.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقب محادثاته مع نظيره المصري سامح شكري أمس الإثنين: سيتم أيضًا استقبال ممثلين آخرين للقوى السياسية الرئيسية في هذا البلد في موسكو.
وتابع قائلاً: سنحثهم على إدراك مسؤوليتهم تجاه شعبهم وتجاه بلدهم، وتشكيل حكومة تعكس توازن المصالح لجميع أطياف المجتمع اللبناني.
وأضاف: أن موسكو تعتقد أن الأزمة الحالية في لبنان لا يمكن حلها إلا من قبل أبناء البلد أنفسهم، بمشاركة جميع الفئات السياسية والعرقية والطائفية من دون أي وصفات مفروضة من الخارج، حتى في ظل الوعد بنوع من المساعدة المالية .
توقيع المرسوم
وأعلن وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال ميشال نجار، توقيع مرسوم تعديل المرسوم رقم 6433 المتعلّق بترسيم حدود المنطقة الاقتصاديّة البحريّة الخالصة، وأحلت الكتاب إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء. وهذا التعديل على مطالبة لبنان الأصلية المقدمة إلى الأمم المتحدة سيضيف حوالي 1400 كيلومتر مربع إلى منطقته الاقتصادية الخالصة من البقعة التي اعلن الكيان الاسرائيلي انها تابعة له.
وقال نجار في مؤتمر صحافي: أنّني أعتقد أنّ الحملة الممنهجة في اليومين الماضيين لا تستهدفني أنا شخصيًّا، إنّما تستهدف التيار الّذي أنتمي إليه أي “تيار المردة” ورئيسه سليمان فرنجية. ونحن لا نتهاون بأيّ شبر من أرض الوطن ولا بأيّ نقطة من مياهه أو ذرّة من كرامته، والتاريخ هو الذي يشهد على ذلك.
أضاف: إتهُمنا في الاعلام بالخيانة والعمالة. وانا أقول نحن نفتخر بنظافة الكف وأنا موجود في هذه الوزارة منذ 15 شهرا وكل ما قيل عن هذا الموضوع هو افتراء وغير صحيح.
وقال: لا اعلم من رمى هذا الموضوع عند وزارة الاشغال، واعتقد ان موضوع ترسيم الحدود البحرية هو عند وزارة الطاقة والمياه.
ولاحقاً، أعلن المكتب الإعلامي لنائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر انه “تم اليوم (امس) توقيع مرسوم تعديل المرسوم رقم 6433/2011 فيما يتعلق بالحدود البحرية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، والجنوبية الغربية مع قبرص وفقاً لدراسة مصلحة الهيدوغرافيا في الجيش اللبناني”.
وأضاف المكتب الاعلامي في بيانه: عملُنا هو حماية مصالح لبنان وحقوقه السيادية براً وبحراً وجواً. لقد قدمت مصلحة الهيدوغرافيا في الجيش اللبناني إحداثيات جديدة لتعيين حدود المنطقة الإقتصادية الخالصة للبنان في الجانب الجنوبي والجنوب الغربي من مياهنا. وهذا يشكل مسؤولية وطنية تحتّم على الجميع التعاون لإتمامه وفق القوانين الدولية والعمل على إنجاحه”
وفي حين يُفترض ان يسلك المرسوم طريقه الى توقيع رئيسي الحكومة والجمهورية بعد توقيع الوزيرين المعنيين عدرا ونجار، علمت “اللواء” ان وزير الخارجية شربل وهبه سيقوم بمراسلة الامم المتحدة طالباً تعديل حدود لبنان البحرية مرفقة بالمرسوم الموقّع. ويلتقي وهبه اليوم السفير السوري علي عبد الكريم علي للبحث في موضوع حل الخلاف حول الحدود البحرية شمالاً بين لبنان وسوريا.
وعلى سبيل التسوية، ارتأت السلطة ان يُصار إلى توقيع مرسوم تعديل مرسوم الحدود البحرية من قِبل رئيس حكومة تصريف الأعمال، واحالته إلى الرئاسة الأوّلي، للتوقيع، ثم الإحالة إلى السراي الكبير، ليوقع من قِبل حكومة جديدة، ريثما يتاح المجلس لولادتها.
الا ان مصادر مطلعة قالت لـ”اللواء” أن المرسوم المتصل بترسيم الحدود والمتوقع وصوله إلى رئاسة الجمهورية سيشكل موضع درس من الناحية القانونية في ضوء رأي هيئة التشريع والاستشارات لأن الموضوع حساس ويتعلق بالحدود وعلاقات خارجية ولا بد من دراسته وتقييمه قانونيا وعلى ضوء ذلك يتخذ القرار لأن الهيئة قد تقول أن هذا الموضوع يستدعي انعقاد مجلس الوزراء لأنه من القضايا المهمة التي لا تدخل ضمن إطار تصريف الأعمال العادية وبالتالي ليس معروفا الخطوة التي سيصار إلى اتخاذها ولذلك سيخضع للبحث.
وتعليقا على توقيع المرسوم، قال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيت الذي يقود المفاوضات مع لبنان حول ترسيم الحدود البحرية: إن خطوات لبنانية أحادية الجانب ستقابل بخطوات إسرائيلية موازية. يبدو إن لبنان يفضل نسف المحادثات بدلاً من القيام بمحاولة للتوصل إلى حلول.
وأضاف الوزير الإسرائيلي: هذه ليست المرة الأولى على مدار 20 عاما الماضية يُغيّر اللبنانيون خرائطهم البحرية لأغراض دعائية، ولإبداء “موقف وطني” وبهذا هم يعرقلون أنفسهم مرة تلو الأخرى.
وقال إنه “في الوقت الذي تعمل دول أخرى في المنطقة مثل إسرائيل ومصر وقبرص منذ سنوات على تطوير حقول الغاز الطبيعي التابعة لها من أجل توفير الرفاهية لمواطنيها اللبنانيون يبقون في الخلف ويطلقون تصريحات نارية لا تحقق شيئا”.
هيل في بيروت
وجاء توقيع المرسوم عشية وصول وكيل وزارة الخارجية الأميركية دايفيد هيل الى بيروت، في زيارة وداعية قبل ترك منصبه، واستطلاعية لإفادة الادارة الاميركية عن التطورات اللبنانية، ومنها موضوع ترسيم الحدود البحرية كون اميركا هي الوسيط بين المفاوضين اللبناني والاسرائيلي. كما سيبحث هيل في الوضع الحكومي والاوضاع الاقتصادية والمالية وسبل مساعدة لبنان. وستكون له لقاءات مع رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة المستقيل وعدد من القوى السياسية.
وعلمت “اللواء” من مصادر دبلوماسية اميركية ان هيل سيصل مساء اليوم الثلاثاء، وسيصدر بياناً يوم الاربعاء عن السفارة الاميركية يحدد برنامج لقاءاته والمواضيع التي سيبحثها، وسيلتقي ايضا مجموعة من المجتمع المدني.ولخصت المصادر المواضيع التي سيطرحها بالقول: سيطرح كل شيء… كل شيء، وليس موضوع ترسيم الحدود فقط.
إلى ذلك، اتهم النائب السابق وليد جنبلاط الوزير السابق سليم جريصاتي بأنه “فيلسوف الفتاوى الغلط”، وقال: “انهم يفتشون عن نظرية دستورية جديدة لإلغاء سعد الحريري.. ما بتمشي.. هيك مركب البلد والحريري زعيم السنّة”.
أمل وحزب الله
عُقد ظهر امس، إجتماع تنسيقي بين حزب الله وحركة أمل، في مقر الهيئة التنفيذية للحركة، حضره عن حزب الله رئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين، ومسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق وفيق صفا، وعن حركة “أمل” رئيس الهيئة التنفيذية مصطفى الفوعاني ومسؤول الإعداد والتوجيه أحمد بعلبكي، بالإضافة إلى قيادتي التنظيمين في الأقاليم والمناطق.
وحسب بيان عن المجتمعين، جرى التباحث خلال اللقاء في مجمل الملفات السياسية، على رأسها ملف تشكيل الحكومة الجديدة، حيث شدد المجتمعون على ضرورة إنجاز التشكيلة الحكومية في أسرع وقت ممكن، لما يوفره هذا التشكيل من فرصة للاضطلاع بقضايا الناس وهموم المواطنين، وضرورة دعم كل الجهود المبذولة في هذا السبيل، لا سيما مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والتي تشكّل مخرجاً ممكناً يُرضي كافة المكونات التي تعمل على خطّ التشكيل.
الأزمات الحياتية
وبقيت الأزمات الحياتية في الواجهة فلا المشكلة بين وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال حلت، ولا الخبز خرج من صالات الأفران فيما عادت حركة محطات المحروقات إلى طبيعتها تدريجاً اعتباراً من صباح أمس، وبدأت الشركات المستوردة للنفط تسليم مادة البنزين للمحطات تباعاً على امتداد ساعات النهار، بحسب ما كشف رئيس مجموعة “البراكس بتروليوم” جورج البراكس لـ”المركزية”، مؤكداً أن مشهدية الزحمة بدأت تتلاشى. وإذ أعلن أن ”كمية مادة البنزين التي ستُسَلّم اليوم للمحطات في السوق المحلية ستتجاوز الـ? ملايين ليتر بما يكفي حاجة السوق أسبوعاً أو عشرة أيام كحدّ أقصى”، سأل البراكس “ما الذي يمنع من تكرار هذا السيناريو بعد أسبوع من اليوم وتعود أزمة الازدحام أمام المحطات مجدداً؟”، مؤكداً قناعته بأنها “لن تكون المرة الأخيرة.. للأسف”، ضمن تقنين فرضته المحطات، ما حول محيطها إلى موقف سيّارات ينتظر دورها لتعبئة صفيحة أو أقل، كحد أقصى.
492882 إصابة
صحياً، أعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 1008 إصابة جددة بفايروس كورونا و42 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 492882 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.