الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء : الحدود البحرية في مهب الضياع… والحكومة في ثلاجة الانتظار
الانباء

الأنباء : الحدود البحرية في مهب الضياع… والحكومة في ثلاجة الانتظار

يحط وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشرق الأوسط ديفيد هيل في لبنان في زيارة إستكشافية، وهي وداعية في ‏الوقت نفسه، قبل تعيين بديلٍ عنه من قبل الإدارة الأميركية الجديدة. هيل وهو أحد عرّابي “إتفاق الإطار” الذي أعلن ‏عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل أشهر لإنجاز التفاوض غير المباشر مع إسرائيل في سبيل ترسيم الحدود ‏البحرية، من المتوقّع أن تتركّز لقاءاته على مسألتين أساسيَتين: إعداد تقرير عن الوضع اللبناني ورفعه للخارجية ‏الأميركية، ومتابعة ملف ترسيم الحدود‎.‎
وإذا كان لبنان لم يُدرَج بعد على جدول أعمال الولايات المتحدة وإدارة جو بايدن، فذلك يعني أن الملف الحكومي لن ‏يكون ضمن أولويات الموفد الأميركي، خصوصاً وأنه يمثّل الإدارة السابقة وليس الحالية، إلّا أن ضمان إستخراج ‏إسرائيل للثروات البحرية يتصّدر إهتمامات كل الإدارات الاميركية، لذلك من المتوقع أن يحث هيل المسؤولين ‏اللبنانيين الذين سيلتقيهم للعودة إلى خطوط التفاوض الأساسية التي تم الإتفاق عليها سابقاً، وهي مساحة 860 كلم مربّع، ‏بدل زيادة المساحة إلى 2290 كلم مربّع، خصوصاً وأنه عمل على الملف سابقاً‎. ‎
وفي مقابل أهداف زيارة هيل، ثمة مشهد لبناني متخبط يتقاذف المسؤولون كلّ بدوره كرة الترسيم والتفاوض ‏والمرسوم، وترك حقوق لبنان في مهب الضياع. وفي هذا السياق، لم يوقّع رئيس الجمهورية ميشال عون على ‏مشروع مرسوم تعديل المرسوم رقم 6433 الذي يقضي بتوسيع مساحة لبنان البحرية عند الحدود الجنوبية، بل أحاله ‏إلى مجلس الوزراء ليقرّه مجتمعاً، متذّرعاً بأن المرسوم يحتاج الى قرار الحكومة مجتمعة وفقا لرأي هيئة التشريع ‏والاستشارات‎. ‎
إلّا أن إحالة المرسوم في ظل إصرار رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب على عدم عقد أي جلسة حكومية ‏معناه تطييره. وعدم إقراره في وقت سريع يعني عدم تقديم أي مستند للأمم المتحدة لتوثيق ملكية لبنان للمساحات ‏البحرية، ما قد ينعكس خسارةَ إضافية للبنان لهذه المساحات بعد إطلاق إسرائيل عملية التنقيب‎.‎
وحول إمكانية إقرار مجلس الوزراء المرسوم، أشار الخبير القانوني إدمون رزق في إتصال مع جريدة “الأنباء” ‏الإلكترونية إلى أن “لا حدود لعمل حكومة تصريف الأعمال، وبالتالي مسؤوليتها تسيير شؤون البلاد الملحّة، فالمقياس ‏هو الضرورة، والضرورات تبيح المحظورات‎”.‎
وذكر رزق أن “الإحتكام للأمم المتحدة عند الإختلاف هو الواجب، وفي إطار الخلاف مع العدو الإسرائيلي، يجب ‏الإدعاء بملكية الأراضي لدى الأمم المتحدة. كما يجب على لبنان، من المنظار القانوني، وفي حال أراد الحفاظ على ‏حقوقه أن يلجأ إلى كل طرف متاح يمثّل مرجعية من أجل وضع إسرائيل بمواجهة الرأي العام الدولي والعالمي‎”.‎
وشدّد رزق على أن “الترسيم الدولي للحدود هو ملزم للجميع، وبالتالي الإعتماد عليه ضمانة، بحكم أنه مرجع معترف ‏به”، لكنه حذّر من “مغامرات غير محسوبة قد تؤدي إلى الخسارة بدل الربح‎”.‎
حكومياً، ما من جديد يُذكر، فالعراقيل على حالها، في حين يبدو أن المعنيين بملف التشكيل في حالة إنكار لكل واقعٍ ‏يعيشه المواطنون. ويتوّجه الرئيس المكلّف سعد الحريري إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس ‏الوزراء ووزير الخارجية‎.‎
عضو كتلة المستقبل النيابية وليد البعريني وضع زيارة الحريري إلى روسيا في إطار الجولة الدولية التي يقوم بها ‏الأخير “ليضع قادة هذه الدول بالأجواء اللبنانية، ويتابع ما يمكن تقديمه من مساعدات دولية للبنان. وروسيا قد تساعد ‏على صعيد اللقاحات والمواد الغذائية والنفط وغيرها من الأمور‎”.‎
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، لفت البعريني إلى أن “العراقيل أمام تشكيل الحكومة كما والحلول موجودة ‏في الداخل، وبالتالي من المستبعد أن تقدّم روسيا أي شيئاً في هذا الصدد، كما أنه من غير المتوقع أن تتواصل مع ‏حزب الله أو التيار الوطني الحر من أجل التنازل، ولو بدها تشتّي كانت غيّمت”. وحول الوضع الداخلي، إعتبر ‏البعريني أن “الوضع ما زال على حاله، لا بل يتراجع قليلاً‎”.‎
في سياقٍ آخر، ومع إعلان إدارة الجامعة اللبنانية خطتها لتلقيح الطلاب والأساتذة والموظفين بلقاح أسترازينيكا ضد ‏فيروس كورونا من أجل العودة إلى التعليم الحضوري وإجراء الإمتحانات في كليات الجامعة، برزت عقبة جديدة تتمثّل ‏بتوصية وزارة الصحة إستخدام اللقاح المذكور لمن هم فوق الـ30 عاماً‎.‎
في هذا الإطار، أعلن عضو مجلس الجامعة نزيه أبو شاهين أن “الإدارة ستبقي على تلقيح من هم فوق سن الثلاثين ‏بلقاح أسترازينيكا، أما من هم تحت السن، فسيتلقون لقاحات أخرى، ك سينوفارم وفايزر، فالخطة ستعتمد لقاحات ‏متنوّعة وآمنة‎”.‎
وطمأن أبو شاهين عبر “الأنباء” الإلكترونية الطلاب إلى أن إدارة الجامعة لن تفرّط بسلامتهم، وستلتزم بكافة ‏التوصيات‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *