الرئيسية / صحف ومقالات / الديار : هيل في بيروت ملوحا بـ “العصا” الأميركية والعقوبات الأوروبية المرسوم 6433 في ملعب دياب… وعون للبنانيين : سنؤمن كامل ‏حقوقنا برا وبحرا الحريري يغط في موسكو اليوم بعد تجميد محركاته الحكومية وحراك ‏روسي مرتقب
الديار لوغو0

الديار : هيل في بيروت ملوحا بـ “العصا” الأميركية والعقوبات الأوروبية المرسوم 6433 في ملعب دياب… وعون للبنانيين : سنؤمن كامل ‏حقوقنا برا وبحرا الحريري يغط في موسكو اليوم بعد تجميد محركاته الحكومية وحراك ‏روسي مرتقب

فاجأت رئاسة الجمهورية يوم أمس اللبنانيين باعلانها احالة مشروع مرسوم تعديل المرسوم 6433 ‏الذي يتم على اساسه توسعة الحدود اللبنانية بمساحة 1430 كيلومتراً الى الأمانة العامة لمجلس ‏الوزراء رضوخا لرأي هيئة التشريع والاستشارات التي قالت انه يحتاج لقرار حكومي. فبعد توقيع ‏وزيري الأشغال والنقل والدفاع كما رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب على المشروع في ‏الساعات الماضية، كان من المنتظر ان يوقعه رئيس الجمهورية يوم أمس ليعيده الى السراي حيث ‏يصدره دياب بصفة مرسوم “استثنائي”، لكن المفاجأة كانت باحالته من دون توقيعه الى الأمانة العامة ‏لمجلس الوزراء ما طرح أكثر من علامة استفهام. وفيما ربط البعض بين قرار رئيس الجمهورية ‏وزيارة مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية ديفيد هيل لتبيان ما يحمله معه فلا يكون لبنان بموقع ‏من يصعّد قبل الاستماع للموقف الأميركي، نفت مصادر قريبة من رئاسة الجمهورية الامر جملة ‏وتفصيلا، وشددت لـ”الديار” على ان ما قام به الرئيس عون يندرج باطار مسؤولياته الرئاسية وكونه ‏مؤتمن على الدستور ونصوصه، خاصة وان رأي هيئة التشريع والاستشارات كان واضحا لجهة ان ‏تعديل المرسوم يحتاج قرار الحكومة مجتمعة حتى وان كانت حكومة تصريف اعمال نظرا لاهميته ‏وللنتائج المترتبة عليه، أضف ان الوزراء الموقعين ربطوا توقيعهم بإقرار المرسوم في مجلس الوزراء‎.‎

عون يتمسك بخياراته الاخرى
وكان بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اعتبر ان “لرئيس الجمهورية ان يحدد ما يرتئيه الافضل لحفظ ‏سلامة الوطن. وهو مؤتمن على ذلك بالدستور والقسم وهو يدعو اللبنانيين الى الوثوق بقوة الموقف ‏اللبناني ويقول لهم “تأكدوا بأن الأمور لن تجري الاّ بما يؤمّن كامل حقوق لبنان براً وبحراً”.‏
واعتبرت مصادر مواكبة للمستجدات على هذا الصعيد ان عون رمى كرة المرسوم في ملعب دياب ليرى ‏ما اذا كان سيتجاوب معه ويدعو مجلس الوزراء للانعقاد، لكن في حال أصر على موقفه السابق لجهة ‏رفضه عقد جلسات لحكومة تصريف الاعمال، فهو لن يتأخر باللجوء الى خيارات أخرى وأبرزها توقيعه ‏المرسوم من دون تردد ليصدر على شكل مرسوم استثنائي.‏
ويؤكد رئيس منظمة “جوستيسيا” الحقوقية الدكتور بول مرقص أن المرسوم يتطلب قرارا حكوميا حتى ‏وان كانت الحكومة حكومة تصريف أعمال، فاتخاذ قرار مماثل لا يشكل تجاوزا للدستور وللمادة 64 منه، ‏بل بالعكس تماما باعتباره من “الاعمال الضرورية التي ان لم تحصل تلحق ضررا بلبنان وبالمصلحة ‏اللبنانية العليا”. ويوضح مرقص في حديث لـ “الديار” ان “مفهوم تصريف الأعمال بالمعنى الضيّق ‏يتّسع كّلما طالت فترة تشكيل الحكومة الجديدة. كذلك الأمر عند مواجهة حالة طارئة أو إستثنائية على حدّ ‏ما ذهبت الإجتهادات اللّبنانية والفرنسية كما الفقه في بلجيكا التي قاست مثلنا التأخير الحكومي، حفاظاً ‏على المصلحة العامة وعلى إستمرارية المرفق العام”.‏
وبالتوازي مع الحراك الحاصل لتوسعة الحدود البحرية الجنوبية للبنان، تحرك ملف الحدود الشمالية. فقد ‏سلّم وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبه سفير سوريا لدى لبنان علي عبد الكريم علي يوم أمس مذكرة ‏تضمنت “تأكيد الموقف اللبناني من ترسيم مياهه الإقليمية ودعوة السلطات السورية للتفاوض حول ‏الترسيم من منطلق العلاقات الاخوية على اساس قانون البحار الدولي”. وقال السفير السوري بعد ‏اللقاء: “استمعت من الوزير وهبه الى شرح حول ما حدث في مفاوضات الحدود البحرية مع كيان العدو ‏المحتل، وقد عبرت عن ارتياحي لما أنجز بالامس وما يستكمل في رئاسة الحكومة وفي القصر ‏الجمهوري مع فخامة الرئيس… وسأنقل رغبة الوزير وهبه والقيادة في لبنان بما يخص التفاوض في كل ‏الملفات ومن ضمنها الحدود البحرية، يعني التكامل والتنسيق والتفهم، وسوريا ترحب دائما بأي تنسيق ‏وهي حريصة على ذلك وان شاء الله ترفع العقوبات عن سوريا ولبنان، من منطلق ان هذه العقوبات ‏اصابت المصارف والاقتصاد والتنمية تقتضي رؤية تكاملية بين البلدين باتجاه الخليج والشرق والغرب ‏معا، وباتجاه العالم”.‏

هيل مصعدا في بيروت
وعلى وقع خطوات المرسوم 6433، وصل مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية ديفيد هيل يوم أمس ‏الى بيروت حيث يمكث يومين بحسب ما أعلن بيان صادر عن مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية ‏الاميركية، لعقد اجتماعات مع مجموعة كبيرة من القادة اللبنانيين.‏
ولفت البيان الى ان هيل سيؤكد على قلق الولايات المتحدة من تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية ‏في مختلف أنحاء البلاد والمأزق السياسي الذي يساهم في هذا التدهور. وسيضغط على المسؤولين ‏اللبنانيين وقادة الأحزاب للاجتماع وتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ إصلاحات اقتصادية وإدارية وملتزمة ‏بذلك حتى يتمكن الشعب اللبناني من تحقيق كامل إمكاناته.‏
وبحسب المعلومات، فان هيل يحمل معه “العصا” الاميركية وهو لن يتردد بالتحذير المباشر من مخاطر ‏تعديل المرسوم 6433 لجهة ان ذلك سيؤدي لنسف مسار المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل. ويتبنى ‏الاميركيون تماما وجهة النظر الاسرائيلية لجهة ما تقول تل ابيب انها حقوق لها. وتقول مصادر مطلعة لـ ‏‏”الديار” ان المسؤول الاميركي لن يتوانى عن التلويح حتى بعقوبات اوروبية من بوابة الملف الحكومي ‏بمسعى منه لتخويف المسؤولين اللبنانيين وحثهم على التراجع عن حقوق لبنان البحرية. فوفق المعطيات ‏فان زيارة هيل الى بيروت تتزامن مع زيارة وزير الخارجية الاميركية أنطوني بلنكين الى بروكسيل حيث ‏يواكب التحضيرات لانعقاد مجلس وزراء الخارجية الاوروبي، وينتهز الفرصة، بحسب وكالة “المركزية” ‏لإعادة الدفع في اتجاه فرض عقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي على معطلي تشكيل الحكومة من ‏المسؤولين اللبنانيين.‏

حركة في موسكو وانسداد أفق في لبنان
وفي ظل انسداد الافق الحكومي وتوقف المشاورات والحركة في الداخل اللبناني، يعيد رئيس المكلف ‏سعد الحريري تشغيل محركات طائرته. اذ يحط اليوم في موسكو تلبية لدعوة رئيس الوزراء الروسي ‏ميخائيل ميشوستين في زيارة يجري خلالها مباحثات مع الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء ‏ميشوستين ووزير الخارجية سيرغي لافروف وعدد من المسؤولين. وبحسب المعلومات فان زيارة ‏الحريري الى روسيا سيليها زيارات لأكثر من مسؤول لبناني وأبرزهم رئيس “التيار الوطني الحر” ‏جبران باسيل، رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية ورئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط ‏اضافة لرئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” طلال ارسلان. ولا تحمل موسكو أفكارا او مبادرة محددة ‏تخرج الملف الحكومة من عنق الزجاجة الا انها ترى ان من واجبها التحرك لتليين المواقف ولعب دور ‏توفيقي بين القوى اللبنانية المتنازعة خاصة وانها تطمح لدور قيادي في المنطقة.‏
وعلى الصعيد الحكومي ايضا، بدا لافتا ما نقل عن عضو كتلة “التنمية والتحرير” علي بزي يوم أمس ‏وقوله ان “ما يعوق الانفراج على المستوى الحكومي هو انتظار الافراج عن عقدة الثلث المعطل التي ‏تعطل الحل بعد ان تعطلت أحوال البلاد والعباد”، ما يعني تحميل بزي ومن خلفه رئيس المجلس النيابي ‏نبيه بري رئيس الجمهورية والوزير السابق جبران باسيل مسؤولية تعطيل عملية تشكيل الحكومة.‏

سلامة: المصرف المركزي آخر دعامة في البلد
ورغم كل الانتقادات التي تطاله والدعوات للاطاحة به، خرج حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يوم أمس ‏ليؤكد أن المصرف المركزي لا يزال آخر دعامة صلبة للبلاد. وشدد في حديث لـ “‏le Figaro‏ “، أنه لم ‏يختلس الأموال على حساب البنك المركزي، لا بشكل مباشر ولا بشكل غير مباشر. وقال: “شرحت في 8 ‏نيسان 2020 على إحدى القنوات أصول ثروتي وذلك من خلال إظهار المستندات التي تثبت أنني أملك ‏‏23 مليون دولار في عام 1993، قبل أن أتولى رئاسة المصرف المركزي”.‏
وفي سياق متصل، عقد مدير عام دائرة المناقصات جان العلية يوم أمس مؤتمراً صحافياً بادر خلاله، ‏إلتزاماً بقرار الرئيس ميشال عون لناحية خضوع كل المؤسسات للتدقيق الجنائي الشامل، إلى طرح فكرة ‏إنطلاق التدقيق الجنائي من الصفقات العمومية في إدارة المناقصات، وفي الادارات الرسمية باعتبار انها ‏تشكل واحة لعبث المفسدين والفاسدين. وقال: “يجب ضمّ صفقة بواخر الكهرباء عام 2012-2013 ‏و2018 لأنها مخالفة للدستور، ولدينا هيئة تفتيش مركزي لا تقوم بعملها، كما يجب التدقيق في صفقات ‏الفيول التي قام بها مجلس الوزراء عام 2017، بحيث أنّها كانت صفقات احتيالية بامتياز”.‏

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *