كتبت صحيفة “اللواء” تقول: لم يكن أوضح من كلام مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل من ان “الوقت حان لدعوة القادة اللبنانيين إلى إبداء مرونة كافية لتشكيل حكومة راغبة وقادرة على الإصلاح الحقيقي”، ليتبين خيط الأزمة الأبيض من الأسود، في لعبة بالغة الخطورة، تضع مصالح الأفراد والأحزاب فوق مصالح الدولة والشعب، وحتى الدستور والقوانين..
وتأتي التحركات الدولية باتجاه لبنان، أو المحاولات الدولية، لدى العواصم المؤثرة في وقت لم يحدث أي انزياح عن المواقف في المواقف السياسية، للجهات الدستورية والسياسية والحزبية المعنية بتأليف الحكومة.
أوضحت مصادر مطلعة لـ”اللواء” أنه إذا تعذر انعقاد جلسة للحكومة في ما خص مرسوم ترسيم الحدود فإن البحث ينتقل إلى أي خطوة يمكن اتخاذها ومنها العودة إلى الناقورة ورأت المصادر إن هناك حاجة إلى الاستعجال بهذا الملف لكن ليس معروفا كيف سيرسو وسط تأكيد من رئيس الجمهورية على حقوق لبنان والالتزام بالدستور.
ونُقِلَ عن اوساط عون أنه يتواصل مع الأمم المتحدة ومع الجانب الاميركي في ملفّ ترسيم الحدود، و”لا يُزايدنَّ أحدٌ عليه في موضوع السيادة والحقوق اللبنانية، فهو لا يزال على موقفه ولكنه يُريد فقط موافقة مجلس الوزراء ليتحمّل الجميع مسؤوليته. ولن يدفع أحد عون إلى ارتكاب خطأ قانوني ودستوري”.
على خط آخر فهم من المصادر نفسها، أن وكيل وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل سيستوضح من رئيس الجمهورية اليوم حول العقبات التي تحول دون تأليف حكومة جديدة ويشدد على عدم إهدار الفرصة والسعي لتشكيل الحكومة وإنجاز الإصلاحات، وأشارت إلى أن ما من مبادرة أميركية أو وساطة إنما استطلاع الأوضاع واعادة التأكيد على موضوع الليونة في هذا الملف.
وكشفت مصادر ديبلوماسية أن لقاءات هيل في اليوم الاول من زيارته الى لبنان ان المسؤول الاميركي استفسر بشكل تفصيلي الأوضاع السائدة في لبنان منذ اخر زيارة له والحالة التي وصل اليها الوضع حاليا ،مستفسرا عن الاسباب التي حالت حتى اليوم لعدم تشكيل الحكومة الجديدة، برغم الحاجة الملحة لتشكيلها لكي تباشر مهماتها بمعالجة وحل الازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها لبنان حاليا. واشارت المصادر إلى ان هيل استغرب بقاء لبنان بلا حكومة جديدة واستهلاك المزيد من الوقت بلا طائل والدوران في حلقة مفرغة وتحجج البعض باسباب غير منطقية لتعطيل التشكيل، مكررا موقف بلاده الداعم للرئيس المكلف سعد الحريري بتشكيل حكومة اختصاصيين على أساس المبادرة الفرنسية تتولى مهمة انقاذ لبنان من ازمتة والقيام بالإصلاحات المطلوبة في القطاعات والادارات الرسمية، ونافيا في الوقت نفسه كل مايتردد من اخبار مغايرة لهذا الموقف.
اما النقطة المهمة التي تطرق اليها هيل في مناقشاته، فهي موضوع تغيير الموقف الرسمي اللبناني من ملف ترسيم الحدود البحرية بعد اتفاق اطار التفاهم الذي تم التوصل اليه منذ اشهر عديدة برعاية اميركية ومباشرة المفاوضات بخصوصه مع الجانب الإسرائيلي وقوات الأمم المتحدة باكثر من اجتماع عقد لهذ الامر.واكدت المصادر ان هيل ابدى استياء الولايات المتحدة الشديد لتراجع بعض المسؤولين اللبنانيين عن إطار التفاهم الذي تولى رئيس المجلس النيابي نبيه بري التفاوض بشأنه مع الجانب الاميركي لسنوات عديدة،وتساءل عن الاسباب التي تدفع البعض للتراجع، مايؤدي الى تعقيدات وصعوبات تعيق التوصل الى اتفاق جديد،وقد تؤدي الى إطالة امد المفاوضات الى اجل غيرمسمى، وبالتالي يؤخر عمليات المباشرة بالتنقيب واستخراج البترول والغاز ولا سيما بالمناطق المتنازع عليها الامر الذي يلحق الضرر بلبنان ومصالحه الاقتصادية.
جولة
وكان السفير هيل ملأ المشهد السياسي امس من خلال لقاءاته ومواقفه التي شملت رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قبل ان يغادر الاخير بيروت الى موسكو. وقد شدد أمام من التقاهم على اولوية الاسراع في تشكيل حكومة تنفّذ الاصلاحات مشيراً الى ما وصفه في بيانه “الفشل الحاصل في إطلاق برنامج الإصلاح الحاسم، وإنه تتويج لعقود من سوء الإدارة والفساد وفشل القادة اللبنانيين في وضع مصالح البلاد في المقام الأول”.
وبحث هيل ايضا في ملف الترسيم البحري، على ان يتوسّع فيه اكثر خلال زيارته الى الرئيس ميشال عون اليوم، كما يزور كلا من رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، والبطريرك بشارة الراعي، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع،.وأُفيدَ انه لن يلتقي رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لأن بلاده فرضت عليه عقوبات.
وعلمت “اللواء” من مصادر تابعت جولة هيل، انه لم يطرح اي مقترحات لا حول تشكيل الحكومة ولا حول ترسيم الحدود البحرية، لكنها استشفت عدم موافقة اميركية على الطرح اللبناني الجديد بتعديل مرسوم الحدود بما يضيف مساحات إضافية على حصة لبنان، ما يعني برأي المصادر انه لا استئناف للمفاوضات قريباً.
واكدت المصادر ان هيل قارب موضوع الحكومة من باب المبادرة الفرنسية اي تشكيلها من اختصاصيين غير حزبيين، وركز على ضرورة الاسراع بتشكيلها ضمن هذه المبادرة، “وإلا لن يحصل لبنان على اي دعم دولي”. لكنه لم يأتِ على ذكرحزب الله لا سلباً ولا إيجاباً لجهة المشاركة او عدم المشاركة في الحكومة.
واوضحت ان هيل “تحدث مع من التقاهم بدبلوماسية هادئة ولم يأتِ ليقلب الطاولة بوجه احد، ولا ليفرض شروطاً، بل لينصح ويستطلع المواقف”. لتقديم تقريره الى الادارة الاميركية قبل ان يغادر منصبه لمصلحة خليفته فيكتوريا نولاند.
وقد استهلّ هيل لقاءاته من وزارة الخارجية حيث استقبله وزير الخارجية? شربل وهبه، وغادر من دون تصريح، فيما قال وهبه بعد اللقاء: أوضح هيل مقاربة الادارة الاميركية الجديدة لملفات الشرق الاوسط ولبنان والتي هي اقرب لمفهومنا. واكد دعم استقرار لبنان والهدوء في الجنوب ودعم الجيش، وثقة واشنطن به. واشار الى ان بلاده لا تزال مهتمة بلبنان. ولم نتطرق الى تأليف الحكومة.
وبشأن التفاوض مع الاسرائيليين على ترسيم الحدود البحرية، قال وهبة: ان هيل سيتحدث في هذا الموضوع مع رئيس الجمهورية ومع رئيس الحكومة، وهيل يعتقد انه من الافضل العودة للمفاوضات من حيث توقفت اليوم،?هو لم يسمِ اي خطوط.?
وعن عدم توقيع الرئيس عون على تعديل مرسوم ترسيم الحدود البحريّة تزامناً مع زيارة هيل قال: الرئيس عون لا يقدّم هدايا على حساب مصالح لبنان.
وردا على سؤال، نفى وهبه وجود اي دفع اميركي لاوروبا لفرض عقوبات.
وتابع: تحدثنا عن تفسير الولايات المتحدة لعقوبات قانون قيصر المفروض على الجمهورية العربية السورية، وبمجرد اثارة قضية تتعلق ان لبنان لا يجوز ان يتحمل نتائج عقوبات لا ذنب له فيها، قال السفير هيل: “نحن نفهم ان لبنان لا عقوبات مفروضة عليه بالنسبة لقانون قيصر، وان المواد الغذائية والصناعية التي تعبر الاراضي السورية لا تخضع للعقوبات”.
كما نفى وهبه ان تكون الولايات المتحدة الاميركية هي من عرقلت اتفاق استيراد النفط الخام من العراق. ولفت الى?ان الحكومة العراقية قدمت للبنان هذا الدعم وسيتحدد موعد جديد وهذا يعود للسلطات العراقية.واعتبر وهبه ان تأجيل الموعد لا يعني انه ابطل او الغي.
بعدها انتقل هيل الى عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقال: أنا في لبنان اليوم بناء على طلبِ الوزير بلينكن لمناقشة الأزمة السياسية والاقتصادية المؤلمة التي تواجه لبنان، ولإعادة التأكيد على التزام أميركا بالشعب اللبناني.
أضاف: إن أميركا وشركاءها الدوليين قلقون للغاية ازاء الفشل الحاصل في إطلاق برنامج الإصلاح الحاسم، الذي طالما طالب به الشعب اللبناني. لقد قمت بزيارة لبنان في كانون الأول من العام 2019، ومرة أخرى في آب من العام 2020، وسمعت آنذاك إجماعا واسع النطاق بين القادة اللبنانيين حول الحاجة، التي طال انتظارها، إلى تنفيذ إصلاحات مالية واقتصادية وحوكمة رشيدة، انما حتى اليوم لم يحرز سوى تقدم ضئيل جدا. وفي الوقت نفسه، يعاني ملايين اللبنانيين بالإضافة الى الجائحة، من مصاعب اقتصادية واجتماعية. إنه تتويج لعقود من سوء الإدارة والفساد وفشل القادة اللبنانيين في وضع مصالح البلاد في المقام الأول.
اضاف: سيكون لدي المزيد لأقوله عند اختتام اجتماعاتي غدا (اليوم)، ولكن رسالتي خلال اجتماعات اليوم (امس)هي بكل بساطة إن أميركا والمجتمع الدولي مستعدان للمساعدة، ولكن لا يمكننا أن نفعل شيئا ذا مغزى من دون الشريك اللبناني.
وختم: حان الوقت لكي ندعو القادة اللبنانيين إلى إبداء المرونة الكافية لتشكيل حكومة راغبة وقادرة على الإصلاح الحقيقي والأساسي، هذا هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة. كما أنها ليست سوى خطوة أولى وستكون هناك حاجة الى تحقيق تعاون مستدام إذا كنا سنرى اعتماد وتنفيذ إصلاحات شفافة.
ثم التقى المسؤول الاميركي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ترافقه السفيرة الأميركية في لبنان دورثي شيا، في حضور النائبين السابقين غازي العريضي ومروان حمادة، حيث جرى عرض مختلف الأوضاع العامة والتطورات السياسية. واستبقى جنبلاط الحضور الى مائدة الغداء.
ومساء التقى هيل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، وجرى البحث في الأوضاع العامة في البلاد.
كما زار هيل الرئيس نجيب ميقاتي، وتناول مأدبة الإفطار إلى مائدته.
والى موسكو، وصل الرئيس الحريري في زيارة يلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين ووزير الخارجية سيرغي لافروف وعدد من المسؤولين.
وقد أقيم للرئيس الحريري استقبال رسمي في مطار موسكو، حيث كان على رأس مستقبليه الممثل الخاص للرئيس بوتين في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ونائب رئيس التشريفات في الحكومة الروسية السفير كوزنيسوف والسفير اللبناني في موسكو شوقي أبو نصار والمبعوث الخاص للرئيس الحريري إلى روسيا جورج شعبان.
لاحظت مصادر ديبلوماسية ان زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري نظمت على اساس زيارة رئيس حكومة اصيل وليس في اطار التكليف، استنادا الى سلسلة اللقاءات المهمة التي يعقدها وفي مقدمتها اللقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكبار المسؤولين الروس،في حين تقتصر لقاءات باقي زوار العاصمة الروسية من الشخصيات السياسية على لقاءات مع? وزراء ومسؤولين عاديين. واعتبرت المصادر ان تنظيم زيارة الرئيس المكلف على هذا المستوى في هذا الظرف الذي يمر به لبنان حاليا، يحمل اكثر من رسالة ومدلول،اولها تكرار الدعم الروسي للرئيس المكلف سعدالحريري بتشكيل حكومة اختصاصيين وثانيا ، رفض روسيا لكل محاولات اعاقة وتعطيل مهمته تشكيل الحكومة الجديدة أو دفعه الى الاعتذار وإرسال اشارات واضحة لكل من يعنيهم الامر بوجوب عدم المراهنة على تبدل روسي لهذا الموقف.
وعلى الرغم من استمرار “الانسداد” فإن الرئيس ميشال عون قال امام كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط الجنرال مارتن سامبسون الذي التقاه في قصر بعبدا أمس انه من أولى مهام الحكومة الجديدة تحقيق الإصلاحات، ومتابعة مسألة التدقيق المالي الجنائي، معتبراً ان هذه الخطوات أساسية لأنها تعيد الثقة الدولية بلبنان، ولا سيما ثقة الصناديق المالية التي ستساعد على تنفيذ خطة النهوض الاقتصادي.
ورمى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الكرة في ملعب السلطة التنفيذية مطالباً في كتاب وجهه إلى وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني لجهة انه من الضروري ان تقوم الحكومة سريعاً، بوضع تصوُّر واضح لسياسة الدعم تضع حداً للهدر الحاصل..
وختم: “نظراً إلى خطورة الوضع وللتأثيرات الاقتصادية والاجتماعية، التي قد تنتج عن التأخير في البت بما تقدّم، نتمنى عليكم اعطاءنا أجوبة واضحة وصريحة، وذلك بالسرعة الممكنة”.
وفي تطوّر قضائي أصدر قاضي التحقيق الأوّل في جبل لبنان نقولا منصور قراراً قضى بالحجز على ممتلكات نقيب الصيارفة السابق محمود حلاوي، على خلفية مخالفات لقانون الصيرفة، وعمليات مضاربة أدّت إلى التلاعب بسعر العملة الوطنية.
وشاعت معلومات أمس عن اتجاه لدى مجلس القضاء لاستدعاء المدعي العام في جبل لبنان القاضية غادة عون إلى الاستماع إليها، على خلفية عودة التجاذب مع النائب العام التمييزي القاضي غسّان عويدات.
وحسب المعلومات فإن القاضية عون ليست بوارد تلبية أي دعوى من قبل النيابة العامة التمييزية للاستماع إليها وسط ترجيحات عن اتجاه لاتخاذ المجلس قرارات عقابية ضدها.
إشكال على السلع المدعومة
وفي صربا، وقع اشكال كبير داخل احد سوبرماركت “شاركوتييه عون” فرع أدونيس، بسبب المواد الغذائية المدعومة. حيث ظهر في المقطع المصور التخريب داخل المتجر إضافة للتلاسن بين الموظفين والمواطنين. وتجدر الإشارة إلى أن سوبرماركت “شاركوتييه عون” وغيرها من السوبرماركات في لبنان، شهدت منذ أسابيع إشكالات عديدة على خلفيات المواد المدعومة والغلاء بالأسعار.
نصف مليون إصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة إصابة 2460 إصابة بفايروس كورونا و40 حالة وفاة، ليرتفع العدد التراكمي لاصابات كورونا المثبتة مخبرياً إلى 502299 إصابة منذ 21 شباط 2020.