كتبت صحيفة “نداء الوطن” تقول: بـ”رسالة بسيطة” حرص على توجيهها من عين التينة للقادة اللبنانيين تقول: “حان الوقت لإبداء مرونة كافية لتشكيل حكومة قادرة وعازمة على القيام بإصلاحات حقيقية وجذرية، لأنه الطريق الوحيد للخروج من الأزمة ولأنها الخطوة الأولى الوحيدة” في هذا الاتجاه، آثر المبعوث الأميركي ديفيد هيل تحديد جدول أولويات زيارته عبر استهلالها بنصيحة “وداعية” تشدد على أهمية الملف الحكومي بنظر الأميركيين والمجتمع الدولي. أما لموضوع الترسيم فـ”نصيحة” أخرى سيسمعها اليوم رئيس الجمهورية، ومن خلف “حائط” مكتبه رئيس “التيار الوطني الحر” الذي استثناه هيل من لقاءاته باعتباره مدرجاً على قائمة العقوبات الأميركية، حاله كحال “حزب الله”.
في الشق الحكومي، كشفت مصادر مواكبة لزيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية أنه “غاص في تشريح تداعيات الأزمة القائمة مع المسؤولين الذين التقاهم (أمس) وعبّر عن قلق بلاده المتزايد إزاء خطر انهيار المؤسسات في لبنان تحت وطأة الوضع الاقتصادي الذي وصل إليه”، ومن هذا المنطلق، كان تشديده على وجوب الدفع باتجاه تشكيل حكومة “بالتي هي أحسن وفي أسرع وقت ممكن ولو كانت غير مكتملة المواصفات بالكامل، لأنّ ملف التشكيل بات يسابق الانهيار التام على كافة الصعد، الأمر الذي أصبح يحتّم وجود حكومة فاعلة تبادر فوراً إلى تنفيذ الإصلاحات الملحّة إيذاناً ببدء وصول المساعدات الخارجية إلى لبنان”، وعلى هذا الأساس، حضّ هيل كل الاطراف على “المبادرة والتحرك لتشكيل حكومة سريعاً”، مشيراً إلى أنّ واشنطن تتعاطى مع الحكومة “وفق برنامجها وبنودها الاصلاحية، وهذه مسألة طارئة بالنسبة للبنان لا سيما وأنّ التقارير الواردة عن الوضع اللبناني أصبحت مقلقة للغاية”.
وإذ لفتت المصادر إلى أنّ هيل لم يتناول موضوع الترسيم البحري مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي “قام بواجبه وأنجز اتفاق الإطار”، أشارت المصادر إلى أنّ الموفد الأميركي سيتناول هذا الموضوع خلال محادثاته اليوم لا سيما مع الرئيسين ميشال عون وحسان دياب وقائد الجيش جوزف عون، بحيث سيكون له موقف واضح وصريح بوجوب “استكمال مفاوضات الترسيم من حيث انتهت وفق القواعد الحدودية عينها التي انطلق التفاوض على أساسها، أما إذا اصر لبنان على تعديل المرسوم الحدودي فهذا سيعني حكماً أنّ لبنان راغب في إفشال المفاوضات… وعندها فلينسَ لبنان اي مساعدة أو وساطة من الولايات المتحدة”.
تزامناً، استرعى الانتباه في التقرير السنوي الخاص بتقييم المخاطر لعام 2021 والذي تعده أجهزة الإستخبارات الأميركية، تخصيصه فقرة للتحذير من الخطر المتأتي عن كيانات كـ”داعش” و”القاعدة” و”حزب الله” على المصالح الأميركية، داعياً إلى ضرورة مواصلة الضغوط عليها.
وفي حين كشف التقرير الاستخباراتي أنّ “حزب الله” يسعى لتطوير “قدراته الإرهابية لإخراج الولايات المتحدة من المنطقة”، حذر في هذا السياق من “احتمال شن “حزب الله” اللبناني هجمات ضد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها”، وأضاف: “نتوقع من “حزب الله”، بالتنسيق مع إيران والجماعات الشيعية المسلحة الأخرى، مواصلة تطوير قدراته الإرهابية كوسيلة ردع وخيار انتقامي ضد خصومه”، موضحاً أنّ “حزب الله” يحتفظ بالقدرة على “استهداف المصالح الأميركية، سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر، داخل لبنان وخارجه، وبدرجة أقل داخل الولايات المتحدة”.