أكد وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد هيل أن سوء الادارة في لبنان أدى الى الحال المتردي الذي وصلت إليه الاوضاع، مشيرا الى أنه “حان الوقت لتشكيل حكومة توقف الإنهيار وأميركا مستعدة للمساعدة ولكنها تريد لمس الإصلاحات”، مشددا على التزام حكومة بلاده موضوع لبنان، واعلن أن الشعب اللبناني يعاني لأن القادة فشلوا في معالجة المشكلات الإجتماعية والاقتصادية المتصاعدة. وأشار إلى أن “حزب الله والنشاطات غير الشرعية تمنع قيام دولة سالمة كما أن إيران تمول ذلك”، واعلن انه بلاده “مستعدة لتسهيل المفاوضات على الحدود البحرية التي ستكون لها منافع اقتصادية لمعالجة الأزمة”.
في بعبدا: واصل المسؤول الأميركي جولة لقاءاته في بيروت برفقة سفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا والوفد المرافق الذي ضم المساعدين دانييل نيومن وبنجمن أمبوري، واستهلها بزيارة قصر بعبدا، حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي اكد خلال اللقاء “أهمية الاستمرار في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل واستكمال الدور الأميركي من موقع الوسيط النزيه والعادل”، مشيرا الى أنه “يحق للبنان أن يطور موقفه وفقا لمصلحته وبما يتناسب مع القانون الدولي ووفقا للأصول الدستورية”.
وطالب الرئيس عون باعتماد خبراء دوليين لترسيم الخط والالتزام بعدم القيام بأعمال نفطية أو غازية وعدم البدء بأي أعمال تنقيب في حقل كاريش وفي المياه المحاذية”، مؤكداً انه لن يفرط “بالسيادة والحقوق والمصالح اللبنانية”، مشدداً على “ضرورة ان يكون ترسيم الحدود موضع توافق بين اللبنانيين”.
بعد اللقاء، قال هيل في بيان:
أضاف: “الشعب اللبناني يعاني. لأن القادة اللبنانيين فشلوا في الاضطلاع بمسؤوليتهم في وضع مصلحة البلد في المقام الأول ومعالجة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية المتصاعدة. فالناس فقدوا جنى عمرهم ولم يعد بإمكانهم الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية، وهم يكافحون من أجل إطعام أسرهم”.
وتابع: “كنت قد زرت لبنان في كانون الأول من العام 2019 ومرة أخرى في آب 2020. وسمعت حينها دعوة الى التغيير، لا لبس فيها، من قبل لبنانيين من كل الخلفيات. هذه المطالب هي عالمية: كالشفافية، والمساءلة، ووضع حد للفساد المستشري، وسوء الإدارة الذي تسبب في مثل هذه الصعوبات. لو تمت تلبية هذه المطالب، لكان لبنان اليوم على طريق تحقيق إمكاناته الهائلة. ومع ذلك، لم يحرز حتى الآن سوى تقدم ضئيل للغاية. الأوان لم يفت بعد”.
واردف: “لطالما طالبنا قادة لبنان بإبداء مرونة كافية وتشكيل حكومة مستعدة وقادرة على العمل على عكس مسار الانهيار الجاري. لقد حان الوقت الآن لتشكيل حكومة وليس عرقلة قيامها، الآن هو وقت الإصلاح الشامل. فأميركا والمجتمع الدولي هم على استعداد للمساعدة. لكن لا يمكن المساعدة دون الشريك اللبناني. وأولئك الذين يواصلون عرقلة تقدم أجندة الإصلاح، يغامرون بعلاقتهم مع الولايات المتحدة وشركائها ويعرضون أنفسهم للاجراءات العقابية. أما الذين يعملون على تسهيل التقدم، فيمكنهم الاطمئنان لدعمنا القوي”.
اضاف: أن “تكديس حزب الله للأسلحة الخطرة والتهريب والأنشطة غير المشروعة والفاسدة الأخرى يقوض مؤسسات الدولة الشرعية. إنه يسلب من اللبنانيين القدرة على بناء بلد مسالم ومزدهر. وإيران هي التي تغذي وتمول هذا التحدي للدولة وهذا التشويه للحياة السياسية اللبنانية. هذا يأخذني إلى موضوع تجديد المفاوضات الأميركية حول برنامج إيران النووي. إن العودة المتبادلة إلى الامتثال للاتفاق النووي مع إيران تصب في مصلحتنا وفي مصلحة الاستقرار الإقليمي، لكنها لن تكون سوى بداية عملنا. فيما نتطرق إلى العناصر الأخرى لسلوك إيران المزعزع للاستقرار، لن تتخلى أميركا عن مصالحها وأصدقائها في لبنان”.
وختم: “وأخيرا، أود كما فعلت اليوم، أن أعيد القول أن أميركا تقف على أهبة الاستعداد لتسهيل المفاوضات بشأن الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل على الأسس التي بدأناها في هذه المباحثات.
في السراي: بعدها انتقل هيل والوفد المرافق الى السراي، حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وبحث معه في الوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، وذلك بحسب بيان للرئاسة.
في بكركي: ثم انتقل وكيل الخارجية الأميركية برفقة شيا، الى بكركي، حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
وأبدى هيل “اهتماما بطروحات الراعي ومواقفه”، واستمع منه إلى “شرح مفصل حول الحياد والمؤتمر الدولي”.
وأكد الراعي “ضرورة ألا تأتي الحلول بنتيجة المفاوضات في المنطقة على حساب لبنان”.
كما سلم هيل مذكرة تضمنت المواضيع المذكورة، إضافة الى موضوع النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين وضرورة تطبيق القرارات الدولية ودعم لبنان لتخطي الأزمة الاقتصادية الحالية الخانقة.
في معراب: ومن بكركي توجه هيل برفقة شيا الى معراب، حيث التقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، في المقر العام للحزب، في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب الوزير السابق ريشار قيومجيان. وتباحث المجتمعون في آخر التطورات السياسية في البلاد والمنطقة.
الجميل ومعوض: كما زار هيل والوفد المرافق رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل، بحضور الوزير السابق آلان حكيم، رئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب الدكتور ميشال أبي عبدالله ومنسق العلاقات الخارجية في الحزب مروان عبد الله، وتم البحث في آخر التطورات بلبنان والمنطقة