أبرز ما آلت إليه محادثات مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط السياسية ديفيد هيل:
1 – توجيه تأنيب للمسؤولين الكبار المعنيين بتأليف الحكومة، التي هي الشرط الضروري واللازم من أجل تكوين شراكة مع المجتمع الدولي، لا سيما مع الولايات المتحدة لتقديم ما يلزم من مساعدات بعد الإصلاحات.
2 – إبراز الخلاف الاميركي- اللبناني حول ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل إلى العلن.. فوفقاً للدبلوماسي الأميركي، الذي رافق الاعداد للمفاوضات، وساهم في اطلاقها، فقد أعلن ان أميركا تقف على اهبة الاستعداد لتسهيل المفاوضات بشأن الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل على الأسس التي بدأناها في هذه المباحثات.. ملمحاً إلى امكانية الاستعانة “بخبراء دوليين للمساعدة”.
وهذا الموقف، الذي أعلن من بعبدا، لم يرق للرئيس ميشال عون، الذي خاض معه نقاشاً حول هذا الملف، الذي خضع لتدقيق وتحضير، شارك فيه المستشار الرئاسي الوزير سليم جريصاتي، باجتماع تحضيري مع هيل، قبل اللقاء مع الرئيس عون، الذي ما لبث ان أصدر بيانا، جاء فيه ان رئيس الجمهورية متمسك بدور أميركي من موقع الوسيط النزيه والعادل، مع التأكيد على أسس انطلاق المفاوضات، من زاوية انه يحق للبنان ان يطور موقفه وفقا لمصلحته، وبما يتناسب مع القانون الدولي ووفقا للأصول الدستورية.. ومن زاوية ان الرئيس عون مؤتمن على السيادة والحقوق والمصالح، ولن يفرّط بها.
وحسب البيان فالرئيس عون طالب أولاً باعتماد خبراء دوليين لترسيم الخط وفقا للقانون الدولي. ثانيا، الالتزام بعدم القيام بأعمال نفطية أو غازية وعدم البدء بأي أعمال تنقيب في حقل كاريش وفي المياه المحاذية.
وفي السياق، رأت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن لا تراجع في موقف رئيس الجمهورية في عدم التوقيع على مرسوم الحدود البحرية، مشيرة إلى أنه أبلغ وكيل وزير الخارجية الأميركية بالموقف اللبناني لجهة عدم التفريط بالحقوق وشرح له المقاربة الرسمية لهذا الملف متحدثا أيضا عن أحقية لبنان في تطوير موقفه وهذا الموقف اللبناني سينقله هيل إلى المعنيين. وأوضحت المصادر أن المسؤول الأميركي أكد استعداد بلاده في المساعدة غير أن ما يجدر التوقف عنده هو كلام هيل عن الموضوع الحكومي والاستياء مما وصلت إليه الأزمة في لبنان والاتهام المباشر في سوء الإدارة في الوضع. ولاحظت أنه على الرغم من تكرار الموقف الأميركي حيال حزب الله إلا أن المسؤول الأميركي لم يضع تحفظات على الحكومة وهذه إشارة، فالمهم هو حكومة إصلاح ومعاقبة معرقلي الاصلاح.
3 – الملف الحكومي: علمت “اللواء” أن النقاش بين رئيس الجمهورية وهيل لم يدخل في تفاصيل الملف الحكومي لكن برزت رغبة مشتركة في الاستعجال في التأليف كي تنفذ الخطوات الإصلاحية.
وكان هيل قال: لطالما طالبنا قادة لبنان بإبداء مرونة كافية وتشكيل حكومة مستعدة وقادرة على العمل على عكس مسار الانهيار الجاري. لقد حان الوقت الآن لتشكيل حكومة وليس عرقلة قيامها، الآن هو وقت الإصلاح الشامل. فأميركا والمجتمع الدولي هم على استعداد للمساعدة. لكن لا يمكن المساعدة دون الشريك اللبناني. وأولئك الذين يواصلون عرقلة تقدم أجندة الإصلاح، يغامرون بعلاقتهم مع الولايات المتحدة وشركائها ويعرضون أنفسهم للاجراءات العقابية. أما الذين يعملون على تسهيل التقدم، فيمكنهم الاطمئنان لدعمنا القوي.
واضاف: بعد لقاء الرئيس عون: أتيت إلى لبنان لتأكيد التزام إدارة جو بايدن المستمر تجاه الشعب اللبناني ورغبتنا المشتركة في الاستقرار والازدهار في لبنان. أضاف:الشعب اللبناني يعاني. لأن القادة اللبنانيين فشلوا في الاضطلاع بمسؤوليتهم في وضع مصلحة البلد في المقام الأول ومعالجة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية المتصاعدة.
ومن السرايا، نقل هيل قلق الإدارة الأميركية إزاء عدم تشكيل حكومة جديدة، في وقت أكد الرئيس دياب حاجة البلاد إلى تشكيل حكومة لمعالجة مختلف الأزمات، والشروع بورشة إصلاحات، انطلاقًا من الخطة التي وضعتها حكومته.?
وأفادت المعلومات ان هيل بحث مع دياب في عنوانين: اولاً تشكيل حكومة سريعاً، وتأكيد ان المجتمع الدولي لا يستطيع مساعدة لبنان من دون شريك له انطلاقاً من حكومة قادرة التواصل معه، وثانياً ترسيم الحدود للعمل على اعادة استئناف المفاوضات وفق مساحة 860 كلم.?
واليوم يغادر هيل بيروت بعد لقاءات في بيروت، برفقة سفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا والوفد المرافق الذي ضم المساعدين دانييل نيومن وبنجمن أمبوري، شملت الرؤساء عون وبرّي ودياب، والبطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ورئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل ورئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوض ومساء مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
وحسب معلومات تلفزيونية، فإن هيل استفسر عن الوضع المالي في لبنان، وقد أبلغه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أنه غير راض عن جملة من القضايا المالية من بينها اطلاق المنصة المرتبطة بالدولار، لكونها لن تحل المشكلة، معتبراً أن “الحل يأتي من خلال تأليف حكومة فاعلة”.
لكن، مصرف لبنان نفى ان يكون حاكم المصرف رياض سلامة ابلغ وكيل وزارة الخارجية الاميركية السفير دايفيد هيل انه غير راض عن جملة من القضايا المالية ومن ضمنها اطلاق المنصة المرتبطة بالدولار.
وأكد في بيان أن هذا الخبر عار عن الصحة ولا يمت للحقيقة بشيء على الإطلاق، بل على العكس فإن مصرف لبنان هو الذي أعد المنصة ويعمل على اطلاقها بأسرع وقت.
وجاد هذا السجال عشية إطلاق منصة مصرف لبنان اليوم.
وقالت مصادر سياسية واكبت لقاءات رئيس دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الاميركية دايفيد هيل مع حزب الكتائب وحزب القوات اللبنانية ان النقاش تطرق إلى موضوع إجراء انتخابات نيابية مبكرة لترجمة رغبة الانتفاضة الشعبية التي جرت في التاسع عشر من تشرين بتغيير الطبقة السياسية، لمباشرة التغيير المطلوب وإجراء الاصلاحات اللازمة في مختلف مؤسسات الدولة. إلا أن هيل اعتبر ان اجراء انتخابات مبكرة لا يحل المشكلة، والاولوية هي لتشكيل الحكومة الجديدة سريعا لكي تتولى معالجة الازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها لبنان من مختلف جوانبها وهذه الحكومة تتولى ايضا القيام بالاصلاحات الهيكلية المطلوبة في مختلف الوزارات وادارات الدولة.
من جهة ثانية لاقى تصريح هيل في القصر الجمهوري بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون والمواقف التي اطلقها ضد حزب الله استياء بالغا من مؤيدين للحزب، بسبب عدم صدور اي موقف عن الرئاسة الاولى، يستنكر هذه المواقف او يرفضها على الاقل، الامر الذي يعتبر وكأنه بمثابة تأييد لها، وهو ما لا يوافق الحزب عليه.
الحريري في موسكو
على صعيد الاتصالات الخارجية، خلافاً للبرنامج الموزع، استعيض عن اللقاء الذي كان مقررا بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس الحريري بمكالمة هاتفية، لأسباب تردّد انها تتعلق بإجراءات تتصل بكورونا في الكرملين، وحفاظاً على صحة بوتين الذي تلقى قبل أيام الجرعة الثانية من اللقاح.
وجرى الاتصال من مقر الضيافة التابع لوزارة الخارجية الروسية عبر تقنية الترجمة الفورية استمر خمسين دقيقة وبحضور المسؤولين في الوزارة والمبعوث الخاص للرئيس الحريري الى روسيا جورج شعبان، تناول مجمل الأوضاع في لبنان والمنطقة.
وحسب المكتب الاعلامي للحريري، تركز اللقاء الذي وصفته مصادر الوفد اللبناني بالممتاز، على موضوع الأزمة الحكومية في لبنان، وتم التشديد خلاله على ضرورة تشكيل الحكومة الجديدة في أسرع وقت ممكن.
كما تطرق البحث إلى آفاق التعاون بين لبنان وروسيا في مجال مكافحة جائحة كورونا وإمكانية تزويد روسيا للبنان بكميات من اللقاح اللازم. وتم التفاهم على مواصلة البحث بين الجانبين الروسي واللبناني للاستفادة من الدعم الروسي للبنان في مختلف المجالات وتسهيل الأرضية أمام الشركات الروسية للاستثمار في لبنان والشركات اللبنانية للاستثمار في روسيا.
وكان الكرملين قد أعلن في بيان له “ان الرئيس الحريري أطلع الرئيس بوتين على تطورات الوضع الداخلي في لبنان، كما على الإجراءات المبدئية من أجل تشكيل الحكومة الجديدة وتخطي الأزمة الاقتصادية. وتم التأكيد من قبل الجانب الروسي على موقف روسيا المبدئي في دعم سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه.
كذلك تناول البحث المسائل الاقليمية الملحة، واستعداد الجانبين للعمل المشترك من أجل تهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين الموجودين في لبنان.
أضاف البيان: ان الجانبين تطرقا الى عدد من قضايا التعاون المشترك، مشددين على ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وتفعيل الاتصالات بين الهيئات المختصة في مجال مكافحة عدوى فيروس كورونا، بما في ذلك تزويد لبنان بلقاحات روسية.
وفي المعلومات أيضا أن الرئيس بوتين أبدى اهتماما بتوسيع التبادل التجاري مع لبنان والمساهمة في استثمارات في قطاع النفط والغاز والكهرباء والبنى التحتية المختلفة، كما جرى حديث في إمكانية إيجاد إطار للتعاون بين رجال أعمال من البلدين وتطرق الحديث أيضا إلى وضع الطلاب اللبنانيين في روسيا وعودة شركة aeroflot لتشغيل خط الطيران بين موسكو وبيروت.
وأجرى الحريري بعد الظهر محادثات مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين في مقر رئاسة الوزراء الروسية، تناولت آخر التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.وقال الحريري خلال اللقاء: لبنان اليوم يعيش في ضائقة اقتصادية واجتماعية وصحية صعبة جدا، زادها وطأة تفشي فيروس كورونا، ونحن نأمل منكم مساعدة لبنان في تأمين اللقاح الروسي الذي أثبت فعاليته، للبنانيين والمقيمين، خاصة وأنه لدينا كما تعلمون نحو مليون ونصف المليون لاجئ.
وأضاف: صعوبة الوضع الآن هي في تشكيل حكومة من الأخصائيين لكي نقوم بكل الإصلاحات المطلوبة. ولكن حين نشكل الحكومة ونجري الإصلاحات اللازمة، نريدكم أن تعلموا أننا نرغب برؤية كل الشركات الروسية تأتي إلى لبنان لكي تستثمر فيه في المرافق الموجودة، سواء الكهرباء أو المرافئ أو الطرقات أو كل ما يتعلق بالبنى التحتية.
ويلتقي الحريري اليوم وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف.
العودة إلى التعليم
تربوياً، أعلن وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب العودة إلى التعليم المدمج، بدءاً من 21 نيسان الجاري، على ان تجري الامتحانات الرسمية للشهادات في مرحلة التعليم الثانوي بدءاً من 26 تموز المقبل، مع إدخال تعديلات على المقررات.
وفي سياق متصل، صدر عن جمعية مصارف لبنان: بعد مراجعة إحصاءات المصارف العاملة، تبين أنه في خلال العامين الدراسيين 2019-2020 و2020-2021، قامت المصارف بتحويلات مالية الى الطلاب اللبنانيّين في الخارج بقيمة إجمالية قدرها 240 مليون دولار أميركي، وقد استفاد من هذه التحويلات زهاء 30 ألف طالب لبناني توافرت فيهم الشروط المطبقة”.
504800 إصابة
صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 2501 إصابة جديدة بفايروس كورونا و31 حالة وفاة في الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 504800 إصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020.