الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء : مخرج قضائي “لستر العيوب”.. التأليف في غيبوبة و”التيار” يسعى لـ”مبادرة روسية” بدل ‏‏”الفرنسية‎”‎
الانباء

الأنباء : مخرج قضائي “لستر العيوب”.. التأليف في غيبوبة و”التيار” يسعى لـ”مبادرة روسية” بدل ‏‏”الفرنسية‎”‎

خرج القضاء بمخرج لائق ستر العيوب التي اعترت جسده في الأيام الأخيرة. وعلى الطريقة ‏اللبنانية حفظت النتيجة في الشكل هيبة مجلس القضاء الأعلى، فقد طلب المجلس من هيئة ‏التفتيش القضائي إجراء المقتضى المناسب بما يتعلق بملف “تمرّد” القاضية غادة عون، كما ‏طلب منها الإلتزام بقرار النائب العام لدى محكمة التمييز، وفي الوقت نفسه أكد المجلس أن ‏مواصلة التحقيقات في الملفات التي قادت عون تمردها على أساسها أياً كان القاضي الذي ‏يتولاها. وطبعاً تبقى العبرة بالتنفيذ‎.‎
هذا على مستوى السلطة القضائية، أما على مستوى السلطة التنفيذية فلا مساعي تجري ‏على خط تأليف الحكومة الذي دخل في غيبوبة سريرية، في حين تعيش حكومة تصريف ‏الأعمال في واد آخر بعيد عن عالم الواقع. ويكتفي رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان ‏دياب بالتنظير والمواعظ والتحذير وكأن لا مسؤولية يحملها على عاتقه في التصدي للأمور ‏الخطيرة، التي نبّه اليها بنفسه من على منبر الدوحة‎.‎
ينتظر دياب تشكيل حكومة جديدة لتأخذ القرارات التي كان عليه إتخاذها في وقت سابق، إلّا ‏أنه إختار الإستقالة من منصبه ومسؤولياته على حد سواءٍ، وهو العالم بأن تأليف الحكومة ‏ليس بالأمر القريب. إذ وحتى اليوم، ورغم كل المبادرات التي تم تشييدها، والزيارات الإقليمية ‏والدولية التي تم إجراؤها، ما من تقدم يُذكر على صعيد الملف، وكأن البلاد تمتلك ترف ‏الوقت‎.‎
وفي جديد الزيارات الخارجية، تلك المرتقبة للنائب جبران باسيل إلى موسكو، حيث لفت عضو ‏تكتّل “لبنان القوي” النائب ماريو عون إلى أن “ما من جدول أعمال معيّن لباسيل حتى الآن ‏في موسكو، إلّا أن الزيارة ستتمحور حول الوضع اللبناني والملف الحكومي، بالإضافة إلى ‏مسألة النزوح السوري. كما أن روسيا تواصلت مع مختلف القوى والأفرقاء في لبنان، فحزب ‏الله توجه إلى روسيا كما الحريري، وسيتوجه عدد من السياسيين إلى روسيا بعد إنتهاء زيارة ‏باسيل‎”.‎
وذكر عون في إتصال مع “الأنباء” الإلكترونية أن “روسيا تعمل على تسهيل الأمور في لبنان، ‏ولديها القدرة على التحرك والحلول مكان الفرنسيين بعد تعثّر مبادرتهم، خصوصًا في ظل ‏تقاعس بعض الدول الغربية وبالأخص الولايات المتحدة الأميركية التي فرضت عقوبات على ‏شخصيات لبنانية، وهو الأمر الذي لا يساعد على التسهيل، علماً أن لروسيا نفوذاً واسعاً في ‏الشرق الأوسط إنطلاقاً من بوابة سوريا والعراق‎”.‎
وعن إرتباط موعد تشكيل الحكومة بالمحادثات التي تجريها إيران مع الولايات المتحدة ‏الأميركية والسعودية، إستبعد عون وجود أي علاقة بين إحراز تقدّم بالملف الحكومة ‏والمفاوضات، إلّا أنه أكد “إحتمال إنعكاس هذا التقارب الدولي إيجاباً على لبنان لتنفيس ‏الإحتقان وتسهيل مهمة الحريري في تمثيل حزب الله في الحكومة، وهو أمر كان يغيظ ‏السعوديين‎”.‎
عون اعتبر أنه “تم إجتياز نصف الطريق نحو تشكيل الحكومة، إذ تم الإتفاق على حكومة 24 ‏وزيراً، لكن الأمور ما زالت عالقة عند توزيع بعض الحقائب، كالداخلية والعدل‎”.‎
وفي سياق متّصل، رأى النائب هنري شديد أن “عدم تشكيل الحكومة مرتبط بعدة أسباب، ‏منها ما هو داخلي ناتج عن سوء تفاهم بين الأطراف، ومنها ما هو متعلق بعوامل خارجية، ‏وتنعكس سلبا على الداخل اللبناني. فهناك من يصف الأمور بأنها صراع دولي، وهنا أستذكر ‏الحكمة التي يرددها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، “عند صراع الدول إحفظ ‏رأسك”، لكن كيف سنحمي رأسنا ونحن موجودون في هذا المنطقة الجغرافية؟‎”.‎
واعتبر شديد أن “عدم ممارستنا للديمقراطية الحقيقية هو السبب الذي أوصل لبنان إلى أسوأ ‏حال، ولا حل اليوم إلا بتطبيق اتفاق الطائف وتنفيذ ما يتعلق بالإستراتيجية الدفاعية، لأنها ‏تخفف جدا من إنعكاسات سياسات حزب الله وتواصله مع بعض دول المنطقة”. وعن تلويح ‏المجموعة الأوروبية بفرض عقوبات على من يعرقل تشكيل الحكومة، رأى شديد أن ‏‏”العقوبات ضرورية بسبب وجود الفساد‎”.‎
وبعيداً عن الضياع وسوء الإدارة، يجول وفد من جمعية الصناعيين على الكتل النيابية لعرض ‏مطالب القطاع في ظل التحديات المفروضة بسبب الأحوال الإقتصادية. فقد زار الوفد يوم ‏أمس رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، الذي يولي والحزب التقدمي ‏الاشتراكي اولوية خاصة للقطاعات المنتجة في مقدمها الصناعة وطبعا الزراعة، حيث يجب ‏ان ينصب جهد القوى السياسية بدلا من المعارك الوهمية وتفتيت ما تبقى من البلد‎.‎
نائب رئيس الجمعية جورج نصراوي أشار إلى أن “بعض الصناعات في لبنان تشهد إزدهاراً ‏ونمواً رغم الأزمة، والمصانع تتوجه إلى زيادة عدد العمّال، إذ وبسبب تخلّف المصارف عن ‏تحويل الأموال لعدد من التجار من أجل الإستيراد، عمل قطاع الصناعة على تأمين بدائل ‏محلية للسوق اللبناني، خصوصاً على صعيد المواد الغذائية والصحية، إلّا أن الصناعيين ‏يعانون أيضاً من الإعتكاف عن تحويل الأموال، وبالتالي تتأثر عملية إستيراد المواد الأولية ‏سلباً‎”.‎
وفي حديث له مع “الأنباء” الإلكترونية، لفت نصراوي إلى أزمة جديدة يواجهها القطاع، “وهي ‏طلب الحكومة ومصرف لبنان من الصناعيين إستقدام الأموال الناتجة عن التصدير بقيمتها ‏الكاملة إلى لبنان، في حين يعمد عدد منهم إلى إبقاء نسبةً من أموالهم في المصارف ‏الخارجية لضمان تأمين المواد الأولية، علماً أن جزءًا كبيراً من المبالغ تحوّل إلى لبنان لسداد ‏التكاليف المحلية والتشغيلية، وهذا الملف كان محور البحث مع اللقاء الديمقراطي ومختلف ‏الكتل النيابية التي نسعى وإياها للعمل على حل الموضوع‎”.‎
نصراوي نبّه إلى خطورة الإجراء المفروض على الصناعيين “فإلزامهم على إستقدام أموالهم ‏إلى المصارف اللبنانية قد يدفع بالصناعيين بإتجاه ترك القطاع، كما وتراجع إستيراد المواد ‏الأولية وبالتالي تراجع الصناعات، بسبب القيود التي يفرضها القطاع المصرفي

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *