كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية تقول: كل ما يجري في البلد مُعيب، وعلى قاعدة إنْ لم تستح فافعل ما شئت يمارس المسؤولون سياسة تدمير ما تبقى من مؤسسات بعدما أمعنوا في تدمير الاقتصاد وكل القطاعات الإنتاجية. والسؤال، ماذا بعد كل ما يراه المواطنون ويعيشونه يوميا من قهر؟ والسؤال أيضا هل ثمة ما هو أسوأ سيأتي؟
وفيما الآفاق لا تزال مسدودة والأبواب موصدة تستمر العراضات الإعلامية والشعبوية، فتعقد الإجتماعات تلو الإجتماعات، يُسمعون الناس الكثير من الجعجعة بدون أي طحين. فالتهريب يسير على قدم وساق، ومعه استنزاف حقوق وأموال اللبنانيين وما بقي من الاحتياطي، أما المسؤولون فيبحثون عن جنس “ترشيد الدعم”.
أما في السياسة فتركزت أنظار المراقبين أمس على لقاء الرئيس المكلف سعد الحريري مع البابا فرنسيس في الفاتيكان، ولقاءاته مع كبار المسؤولين الإيطاليين في روما. في هذا الإطار لفتت مصادر متابعة للزيارة الى الكلام الذي سمعه الحريري من البابا من أن “لا حقوق للمسيحيين بالنسبة الينا بل حقوق كل اللبنانيين”، واعتبرت عبر “الأنباء” الإلكترونية ان “اللقاء كان ناجحا جدا”. فيما أشارت في المقابل الى اللقاء “غير المريح” الذي كان بين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والنائب جبران باسيل، وقد أصر الأخير أن يكون في نفس الوقت الذي يستقبل فيه البابا الرئيس الحريري، لكنها أكدت أن لقاء باسيل “لم يغير شيئا من ثوابت الراعي حيال تشكيل الحكومة”.
مصادر التيار الوطني الحر ردّت عبر “الأنباء” الإلكترونية على مواقف الحريري في روما، بالقول: “ليت النائب باسيل يجيد السياحة كما يجيدها الرئيس المكلف، لكان ذهب برفقته للقاء قداسة البابا، لكن إنشغالات باسيل بهموم الناس وقضاياهم وبالجهات التي سلبت ودائعهم منعته من ذلك”. واعتبرت أن “فريق العهد ومن ضمنه باسيل ماضون في عملية التدقيق الجنائي وكشف مختلسي أموال المودعين”، ورأت أن “ما جرى في عوكر هو خطوة أولى في مسيرة الألف ميل”؛ داعية الحريري “للعودة الى لبنان والتوجه الى القصر الجمهوري والبحث مع الرئيس ميشال عون في تشكيل الحكومة، لأن كل ما قام به من زيارات يندرج في خانة اللعب على الوقت الضائع، ولو كان يريد تشكيل حكومة بالفعل لكانت تشكلت منذ أشهر”.
وفي حين ردّ الحريري من الفاتيكان على تهمة “السياحة” الموجهة إليه من التيار الوطني الحر بالقول “إنهم يمارسون السياحة في القصر الجمهوري”، فقد وصف عضو كتلة المستقبل النائب عاصم عراجي لـ “الأنباء” الإلكترونية زيارة الحريري الى الفاتيكان “بالناجحة جداً من حيث الإستقبال والحفاوة”، ورأى أن “ما جرى من تكريم ليس لشخص الحريري إنما هو تكريم للبنان، وهو أكبر دليل على إهتمام الفاتيكان بلبنان”، مشيرا الى ان “الحريري لم يذهب الى الفاتيكان ليطالب بشيء لنفسه أو لطائفته، بل ما يهمه هو لبنان، والبابا بحكم موقعه على تواصل مع كل قادة العالم وهو قادر على المساعدة”، متوقعا أن تسهم هذه الزيارة “بحلحلة العقد التي ما زالت تعيق تشكيل الحكومة”.
وسأل عراجي: “ألا يكفي المعنيين والمعطلين تشكيل الحكومة ما نقله الرئيس المكلف عن لسان البابا أنه جاهز لزيارة لبنان عندما تتشكل الحكومة؟”.
عضو تكتل الجمهورية القوية النائب أنيس نصار تحدث لـ “الأنباء” الإلكترونية عن رأيين في ما خص زيارة باسيل الى بكركي، “فالبعض يصف اللقاء بالعاصف والبعض الآخر وصفه بغير المريح”، مضيفا: “الراعي أكد لباسيل ثوابت موقف بكركي من تشكيل حكومة مستقلين من دون ثلث معطل”، ولفت الى أن “الزيارة لم تخرج عن إطارها الطبيعي وأن أبواب بكركي مفتوحة أمام الجميع”.
وفي ما يتعلق بما جرى في عوكر، قال نصار إن الامر “مستفز في العمق، فبإمكان القاضية عون بكونها مدعٍ عام أن تدعي على شخص، وهناك قاضي تحقيق يحقق ويصدر الأحكام. لكن ما شاهدناه هو أن عون هي المدعي وقاضي التحقيق ومن يصدر الأحكام، فكيف يمكن لموظفة في الدولة أن تتصرف هكذا؟ فهي ليست موظفة عند التيار الوطني الحر ولا يجوز أن عملها تنفيذ الأوامر”.
بدوره رأى رئيس حركة التغيير ايلي محفوض أن ما جرى في عوكر “كان لحرف الأنظار عن أمور أخرى أكثر أهمية”، مشيرا في سياق آخر لـ “الأنباء” الإلكترونية إلى ان “الحريري سمع من البابا ما يؤكد اهتمام الفاتيكان بلبنان بكل طوائفه ومذاهبه، فيما النائب باسيل أراد من زيارته الى بكركي توجيه عدة رسائل لكنه فشل، فما سمعه من الراعي سبق أن أكده الراعي لزواره”، معتبراً ان “مشكلة عون – باسيل أنهما فتحا معركة الرئاسة باكراً”.