الرئيسية / صحف ومقالات / الجمهورية: البابا يرهن زيارته الى لبنان بالتأليف.. ومخاوف على الأمن بعد القضاء
الجمهورية

الجمهورية: البابا يرهن زيارته الى لبنان بالتأليف.. ومخاوف على الأمن بعد القضاء

كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: تحوّل الاشتباك السياسي الى جزء من يوميات اللبنانيين، ولم يعد مهماً بالنسبة إليهم عنوان هذا الاشتباك او من يقف خلفه، إنما متابعة التوترات المتنقلة من ملف إلى آخر بعيداً عن اي اهتمام بطريقة معالجة أساس المشكلة المتمثلة في الأزمة المالية التي لا يمكن معالجتها سوى عن طريق تأليف حكومة، فيما الخلاف بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري تجاوز الحدود اللبنانية هذه المرة وتطايرت الرسائل والحملات بين القصر الجمهوري والفاتيكان التي زارها الحريري والتقى فيها قداسة البابا فرنسيس في مؤشّر واضح الى ان المسألة تتجاوز “القلوب المليانة” إلى استحالة التعاون المشترك لإنتاج حكومة قادرة على قيادة البلد وإخراجه من المأزق الذي هو فيه.
لم تمر زيارة الحريري للفاتيكان بردا وسلاما على العهد الذي اعتبر ضمناً ان الرئيس المكلف التقى بالمرجعية الكاثوليكية في العالم في الوقت الذي كان رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل قد وجّه رسالة إلى الدوائر الفاتيكانية من خلال السفارة البابوية في لبنان، ولكن اللقاء حصل مع الحريري لا باسيل الذي حاول الالتفاف على الزيارة من خلال ثلاث خطوات-هجومات:
ـ الخطوة الأولى تمثلت في اللقاء المفاجئ لباسيل مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وما رافقه من تسريب مناخات إيجابية عن هذا اللقاء وتحميل الراعي مواقف مؤيدة لوجهة نظر باسيل، والهدف من ذلك توجيه رسالة مزدوجة إلى الفاتيكان عشية لقاء الرئيس المكلف مع البابا مفادها انّ العلاقة بين بكركي وبعبدا جيدة خلافاً للأجواء السائدة، وان الحريري يسعى الى مصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية الماروني، في محاولة لتحريض الفاتيكان على الحريري وإجهاض مفاعيل زيارته.
ـ الخطوة الثانية تمثلت في توتير الأجواء السياسية من خلال المواجهة التي قادتها القاضية غادة عون بهدف نقل التركيز من زيارة الحريري للفاتيكان إلى الاشتباك السياسي الداخلي.
ـ الخطوة الثالثة تتعلق بالاشتباك المفتعل مع الحريري بتوصيف زيارته بأنها سياحية الطابع لاستدراجه إلى اشتباك يُنهي مفاعيل هذه الزيارة ويَحرف الأنظار عن نتائجها ويعيد ترتيب الأولويات في الأحداث السياسية، فيتقدّم الاشتباك بين العهد والرئيس المكلف على زيارته الفاتيكانية.

التوتير سيّد الموقف
وقالت مصادر متابعة لـ”الجمهورية” ان كل هذا الجو يؤكد المؤكد وهو ان لا حكومة في الأفق، وانّ التوتير سيبقى سيِّد الموقف، وان البحث عن مخارج أخرى يجب أن يبدأ قبل ان يدخل لبنان في محظور رفع الدعم الحتمي في ظل غياب القدرة على توفير البدائل او الدعم الخارجي المطلوب للبطاقة التموينية. فالمشهد الحكومي مقفل، والاشتباك السياسي يتواصل فصولاً، والوساطات الحكومية مجمّدة، والمساعي الخارجية لم تنجح حتى اللحظة في تحقيق الاختراق المطلوب، والانهيار تتسارع وتيرته، والناس ضحية مطرقة الاشتباك السياسي الذي يأخذ أكثر من وجه وشكل، وسندان الأزمة المالية المفتوحة على الأسوأ.

في روما والفاتيكان
وكانت الانظار قد توجهت امس الى الفاتيكان حيث أعرب قداسة البابا فرنسيس عن رغبته بزيارة لبنان، ولكن بعد تأليف حكومة جديدة، وفق ما نقل عنه الحريري إثر لقاء خاص بينهما في الحاضرة الفاتيكانية.

وقال الحريري بعد اللقاء، إنّ الحبر الأعظم “يود المجيء إلى لبنان، ولكن فقط بعدما تتشكل حكومة”. وأضاف: “إنها رسالة الى جميع اللبنانيين وجميع الأفرقاء السياسيين بأن علينا الإسراع في تشكيل الحكومة”.

وقال الحريري إنه طلب من الفاتيكان أن “يتدخل” حيث في إمكانه التدخل، في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة السياسية الراهنة. وأضاف: “نحن في وضع سيئ جداً، لكن عندما نشكل حكومة يمكن أن نوقف هذا الانهيار”. ووصف زياراته الخارجية بأنها “استباق لتشكيل الحكومة” حتى يتمكن من مباشرة العمل لناحية الاتفاق على برنامج مع صندوق النقد الدولي والحصول على مساعدات دولية، فور تأليف الحكومة.

ورد الحريري على وصف عون زياراته الخارجية بانها سياحية، فقال: “كلا أنا لا أذهب في سياحة بل أعمل لأحقق أهدافاً محددة، وربما هم في سياحة في القصر الجمهوري”.

بروني
من جهته، قال المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني بعد اللقاء: “رغب قداسة البابا التأكيد مجدداً على قربه من الشعب اللبناني الذي يعيش لحظة مصاعب كبرى وعدم استقرار، مذكّراً بمسؤولية جميع القوى السياسية في الالتزام بشكل ملح بما يعود بالفائدة على مصلحة لبنان”. واضاف: “في موازاة تأكيد رغبته مجدداً بزيارة لبنان بمجرد أن تسنح الظروف، أعرب البابا فرنسيس عن أمله في أن يتمكن لبنان، بمساعدة المجتمع الدولي، من أن يجسّد مرة أخرى قوة الأرز، والتنوع الذي يتحول من ضعف إلى قوة لدى شعب متصالح مع دعوته الى أن يكون أرض اللقاء والتعايش والتعددية”.

مع قداسة البابا
وقالت مصادر الحريري لـ”الجمهورية” عن لقاءاته في الفاتيكان ان اللقاء مع قداسة البابا دام 30 دقيقة، وأنه خلافاً لما نُشر في بيروت وعلى بعض “المواقع الالكترونية الموجهة”، فإنّ البطريرك الراعي لم يراسل الفاتيكان بما يسيء الى زيارة الحريري ودوره، لا بل إن ما علم في هذا المجال يتصل بموقف وطني كبير للبطريرك اكد فيه الحرص على “تأليف حكومة اختصاصيين بما يتلاءم ويتلاقى مع خريطة الطريق الفرنسية الى الحل والتعافي كما رسمتها المبادرة الفرنسية، وهي واضحة وصريحة وسبق ان التزم بها جميع الاطراف ومعهم الرئيس الحريري، فرؤيته تتلاقى وجميع مراحلها وبقي ان يلتزم الجميع بهذه المبادرة ورؤية الرئيس المكلف”.

وعمّا سمعه الوفد الذي رافق الحريري الى اللقاء مع البابا قالت المصادر لـ”الجمهورية” انّ الموضوع المطروح اليوم لا يتصل بحقوق المسيحيين إنما بحقوق جميع اللبنانيين، فهم جميعاً يعيشون في دولة واحدة ومعاناتهم واحدة”، وانّ “من يُساهم في تهجيير المسيحيين هم من يفتعلون المشكلات في لبنان ويقفون حجر عثرة أمام المخارج التي تؤدي الى الحلول”.

ونقلت المصادر عن الحريري بعد اللقاء: “لمسنا حرصا فاتيكانيا على ان تساعد كل الدول لبنان وعدم تحويل النزاع السياسي نزاعا طائفيا ومذهبيا”.

وعن اللقاء مع امين سر دولة الفاتيكان قالت المصادر انه دام 45 دقيقة متجاوزا ما كان مقررا، وأدى الى ارجاء بقية المواعيد المحددة لديه. ولفتت الى ان “البحث دخل في كثير من التفاصيل الدقيقة، فالمسؤول الفاتيكاني على علم بكثير منها ولم يكن صعبا على الحريري ان يشرح ما حصل وما هو مطروح من مخارج وحلول وما يعوق الوصول الى تشكيل الحكومة”.

ورداً على ما طرح عن الجهة التي تسمّي الوزراء المسيحيين، قالت المصادر: “إن كانت المساعي المبذولة لتشكيل حكومة اختصاصيين فإنّ الاصول ان تتم تسميتهم من ضمن الضوابط المقبولة بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، فهما وحدهما مكلفان بموجب الدستور هذه المهمة وما يتفقان عليه يمشي”. فالجميع يعرفون ان الرئيس عون لم يقدم اي اسم من خارج الاسماء الحزبية التابعة لـ”التيار الوطني الحر”، وبالتالي فهي اسماء حزبية لا تتطابق والمواصفات المطلوبة لحكومة حيادية ومستقلة”.

واشارت المصادر الى انه ودَحضاً لكل ما يسرّب فإنّ الحريري قال وأكد انه “رئيس حكومة لبنان، كل لبنان، وليس رئيساً لحكومة المسيحيين او المسلمين، والفاتيكان متفهّم هذا الموضوع قبل الزيارة وخلالها وبعدها”.

وفي الشأن الإقليمي عُلم ان البحث تناول الوضع في المنطقة والاحداث المؤثرة في حياة اللبنانيين، فعبّر الحريري عن تخوفه من ان النزاع الاقليمي يؤثر على لبنان سلباً، وان المسؤولين في الفاتيكان سيسعون كما في السابق وبعد اليوم الى تسخير ديبلوماسيته من اجل التوافق مع الدول على تحييد لبنان عن نزاعات المنطقة”.

ونقلت المصادر عن المسؤول الفاتيكاني قوله “انّ المشكلة ليست عند المسيحيين فقط انما عند جميع اللبنانيين، وان انسداد الافق السياسي ناجم من عدم وجود حكومة، محمّلاً مسؤولية التأخير في تأليفها الى القوى المعطلة التي هي نفسها التي تتحمل المسؤولية عن هجرة المسيحيين”.

مع وزير الخارجية الايطالية
وعن الاجتماع مع وزير الخارجية الايطالي لويدجي دي مايو لخّصت المصادر مضمونه، مؤكدة انه تطرّق الى كل الشؤون المتعلقة بالعلاقات اللبنانية – الايطالية وملف تأليف الحكومة والعقبات التي تعترضه. وعبّر المسؤول الايطالي عن تأييده “تأليف حكومة من الاختصاصيين تُنجز الاصلاحات المطلوبة بالتعاون مع برنامج صندوق النقد الدولي، مؤكداً استمرار دعم ايطاليا للبنان في مفاوضاته مع الصندوق”.

وعن الموقف الاوروبي من موضوع التأليف اكد معارضة ايطاليا فرض عقوبات على جميع الاطراف اللبنانيين من دون تمييز، في اعتبار ان هذه العقوبات يجب ان تستهدف معرقلي التأليف بالتحديد إذا ثبت انها تعود بالفائدة.

وتوقف الوزير الايطالي عند دور القوة الايطالية العاملة في اطار قوات “اليونيفل”، فأعرب الحريري عن شكره لإيطاليا وحجم مساهمتها في هذه القوات، خصوصا انها هي التي تقودها اليوم ممثلة بالجنرال ديل كول. وايّد الدور الايطالي في لبنان والمساهمات المتعددة التي تقوم بها روما في المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وخصوصا بعد تفجير مرفأ بيروت في 4 آب، حيث ساهمت في مسح الاضرار المتعلقة بالابنية التراثية في بيروت.

وقد التقى الحريري مساء أمس رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

في مهب المجهول
في غضون ذلك وفي غياب اي تحرك جدي في شأن الاستحقاق الحكومي، لاحظت مصادر مطلعة انّ السياسة تكاد تكون غائبة كلياً في هذه الأيام عن المقار الاساسية في البلد، حيث لم تُسجّل اخيراً اي حركة منتجة في اتجاه تشكيل الحكومة التي يبدو ان امرها بات في مهب المجهول.

ونبّهت هذه المصادر، عبر “الجمهورية”، إلى انّ الوضع العام مستمر في التحلل تحت تأثير المراوحة، لافتة إلى انّ أخطر ما حصل أخيراً هو تمدد الفوضى والشرذمة الى الصرح القضائي. وأبدَت خشيتها من ان تنتقل عدوى هذا الواقع المتشظّي الى الأجهزة الأمنية التي قد تعصف بها أيضاً الرياح التي هبّت على السلطة القضائية.

وحذّرت المصادر من انّ موعد انتهاء ولاية مجلس القضاء الأعلى اقترب، وسيكون من المتعذر تشكيل مجلس جديد اذا لم تتم ولادة الحكومة قبل هذا التاريخ، خصوصاً ان مجلس الوزراء يتولى تعيين عدد من اعضاء مجلس القضاء الأعلى بموجب مرسوم بناء على اقتراح وزارة العدل، ما يعني انّ الشلل سيصيب أيضاً هذه المؤسسة التي ستنضم حينها الى نادي تصريف الأعمال أيضاً.

إجتماع أمني
وخلال اجتماع امني ترأسه أمس، أكد عون “أهمية احترام حرية التعبير مع الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وعدم الاعتداء عليها”، مشدداً على “وجوب حصول التدقيق الجنائي ليتمكّن المواطنون من استرداد حقوقهم بعد كشف أسباب التدهور المالي الذي يعيشه البلد”.

وبعد أن عرض عون الأوضاع العامة في البلد والأحداث الأخيرة التي وقعت في منطقة عوكر، وتحديداً قرب مكاتب شركة مكتف المتخصصة بشحن الأموال من والى الخارج، شدّد على “عدم تكرار ما حصل”، ودعا المواطنين الى “التحلي بالصبر”، قائلاً إنّه “يتفهم اوجاعهم ومعاناتهم، وهو لذلك يركّز على أهمية حصول التدقيق الجنائي ليتمكّن المواطنون من استرداد حقوقهم”.

حكومة إنقاذ
وفي المواقف امس دعا البطريرك الراعي امام وفد الاتحاد العربي للقبائل في البلاد العربية الذي زاره امس المسؤولين الى “تشكيل حكومة إنقاذ في أقرب وقت، حكومة تتكون من مستقلين، لأنّ التجارب أثبتت أن الحكومات الحزبية أو تلك المنبثقة من الكتل النيابية قد فشلت. وبالتالي، المطلوب حكومة قادرة على وضع خطط إنقاذية لمساعدة لبنان على النهوض”. وسأل: “منذ متى يتوسّل اللبناني لقمة عيشه، ومنذ متى كان نصف الشعب اللبناني تحت خط الفقر، اللبناني صاحب عزة نفس وكرامة ومحب للضيافة والحياة، وما نريده اليوم هو أن نحافظ على قيمنا اللبنانية وأن نصمد في وجه الأزمات”.

واشار رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة الى أنّ الحريري “مستمر في بذل مساعيه لحصول التأليف، وزيارته الى روسيا كانت لإمكان أن يُصار عبر القيادة الروسية، إلى إجراء الاتصالات مع الأطراف الخارجيين الذين يحولون دون تشكيل الحكومة العتيدة، أما زيارته للفاتيكان ومقابلته قداسة البابا والمسؤولين، فهي أيضاً محاولة للتأكيد على صيغة العيش المشترك التي يتميز بها لبنان وأيضاً في محاولة من الحريري لأن يبذل الكرسي البابوي مساعيه من أجل خفض الاستعصاءات التي تمارس من الداخل اللبناني، وتلك الاستعصاءات من الخارج، وتحديداً من قبل النظام الإيراني”. وقال: “رئيس الجمهورية كما أصبح معلوماً لا يُخفي سراً أنه لا يريد سعد الحريري كرئيس للحكومة. هذا الامر ليس سرا على أحد، وهو ما لا يستطيعه رئيس الجمهورية ولا يخوّله بذلك الدستور”. وأضاف ان عون “لا يستطيع ان يفرض على الرئيس المكلف ما يريده، لأن من يتحمل مسؤولية الحكومة في تأليفها وفي نجاحها أو فشلها هو في المحصّلة الرئيس المكلف، فهو الذي عليه أن يقنع البرلمان وان يدافع عن الحكومة”.

ورأت كتلة “الوفاء للمقاومة” أنّ “تشاور دولة الرئيس المكلف واتفاقه مع فخامة رئيس الجمهورية لإصدار مراسيم الحكومة ليسا ترفاً ولا استنساباً، بل هما الممر الطبيعي والدستوري لولادة الحكومة حين تتوفر الجدية المطلوبة. واللبنانيون لم تعد تنطلي عليهم تبريرات أي فريق يعمل على إضاعة الوقت أو يستخف بأوجاع اللبنانيين أو يتسبب بتردي أوضاع الدولة نتيجة التفرد أو تغليب المصالح الضيقة على حساب مصلحة الوطن والمواطنين”. وأشارت الى أنّ “المشهد الذي ظهر فيه القضاء على مدى الأسبوع الفائت، وما كشفه من خلل وارتباك في جسمه، لا يعكس أبداً الصورة الرصينة التي يتطلع إليها اللبنانيون وهم يراهنون على قضاء يرفع المظالم ويقيم العدل ويلاحق المرتكبين”. ولفتت إلى انّ “القضاء كله في لبنان معنيّ بملاحقة الفساد ومحاكمة الفاسدين، لأنه المعبر القانوني المُتاح أمام المواطنين لرفع الظلم اللاحق بهم واستعادة حقوقهم، ولذلك ينبغي للجسم القضائي أن يتحمل هو بالدرجة الأولى المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقه في هذا المجال”.

عزلة مالية؟
وعلى الصعيد الاقتصادي والمالي، وبعد أقل من 24 ساعة على التحذيرات التي أطلقتها “موديز”، وأشارت فيها الى احتمال قطع العلاقات بين المصارف المراسلة والمصارف اللبنانية في حال بدأ الانفاق من الاحتياطي الالزامي في مصرف لبنان المركزي، أطلق رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب موقفاً حاسماً، أعلن فيه بوضوح انه لن يوافق على وقف الدعم قبل بدء العمل في البطاقات التمويلية.

ورأى مراقبون ان موقف دياب جعل مسألة وقف الدعم معقدة، وبات من غير المعروف الى متى ستستمر في اعتبار ان رئيس الحكومة المستقيل اعترف بأن تمويل البطاقات غير متوافر وغير مُتفق عليه حتى اليوم. وكشف دياب انه تلقى وعدا من دولة قطر بالمساعدة في هذا المجال، وبالتالي ينبغي انتظار الجواب القطري ليُبنى على الشيء مقتضاه بالنسبة الى بطاقات التمويل التي ستكون مُخصّصة لمساعدة العائلات المحتاجة والتي اصبحت أعدادها كبيرة، بعدما كشف البنك الدولي انّ 55 % من اللبنانيين باتوا تحت خط الفقر.

وقد رفع كلام دياب منسوب القلق، لأنه كان واضحا لجهة استمرار الدعم حاليا، واذا لم يكن الجواب القطري ايجابيا، أو في حال تأخر فهذا يعني الاستمرار في الانفاق من الاحتياطي الالزامي، بما يعني ان لبنان قد اقترب فعلياً من العزلة المالية التي ستجعل الاستيراد شبه مستحيل، وستُدخل البلد في حقبة أشد قساوة من المعاناة القائمة حالياً.

كورونا
صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة أمس تسجيل 1512 إصابة جديدة بفيروس كورونا ما رفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 516600،

كذلك تم تسجيل 30 حالة وفاة جديدة لترتفع الحصيلة الإجمالية للمتوفين إلى 7057.

كذلك صدرت، أمس، عن لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس “كورونا”، توصيات شدّدت على وجوب الالتزام. وسمحت بفتح المساحات الداخلية المخصّصة لألعاب الاطفال داخل المجمعات التجارية بقدرة استيعابية (طفل واحد/ 16 م2)، وبإقامة ماراتون بيروت الدولي مع التقيُّد بالتدابير الوقائية.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *