الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء : المعنيون بالتأليف يتفرّجون على سقوط البلاد.. وقائع دراماتيكية بفعل الإمعان في رفض “التسوية‎”‎
الانباء

الأنباء : المعنيون بالتأليف يتفرّجون على سقوط البلاد.. وقائع دراماتيكية بفعل الإمعان في رفض “التسوية‎”‎

البلد المفجوع بكمٍّ متراكمٍ متزايد من المصائب، يبدو كمن يقف منتظراً نهايته التي تدنو كقدرٍ محتوم بفعل تقمّص ‏المسؤولين عن قرار البلاد شخصية نيرون، فيَرَون البلاد قد سقطت ولا يرف لهم جفن. هذا ما يعيشه لبنان اليوم ‏بعدما سُدّت كل سبل النجاة بوجهه لأن القابضين على ناصية تأليف الحكومة من الفرقاء المعنيين ما زالوا ‏يرفضون “التسوية” التي لا مناص منها لإنقاذ البلاد، لا بل يُغرِقون الشعب بمسرحيات وعنتريات وسجالات ‏تعكس إنعدام حس المسؤولية وغياب الضمير الوطني، ويعمّقون في المقابل جراح البلاد ومعاناة الناس‎.‎
وإلى كل ذلك تتفاقم تداعيات انفلات عمليات تهريب المخدرات التي أدت إلى قرارات بمنع استيراد المنتجات ‏اللبنانية الزراعية. وبانتظار الاجتماع الذي دعا اليه رئيس الجمهورية ميشال عون للبحث في هذه الأزمة ‏المستجدة، أكدت مصادر سياسية لـ “الأنباء” الإلكترونية “ضرورة العمل الحثيث لوقف الاستباحة الحاصلة للبنان ‏كمنصة لتوجيه الرسائل، مع ما يرافق ذلك من قطع لكل أشكال علاقاته مع محيطه العربي والخارج‎”.‎
وإزاء هذه الوقائع الدراماتيكية، خرجت مواقف من المرجعيات الروحية، متمثلة بمفتي الجمهورية الشيخ عبد ‏اللطيف دريان، والبطريرك الماروني بشارة الراعي، ومطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة، التقت في ‏التحذير المتكرر من مغبة المضي في هذا المسار التدميري للبلاد. وهي مواقف تتكامل مع الصوت الذي أطلقه ‏رئيس مجلس النواب نبيه بري داعيا الى وقف “العبث السياسي”، ليلاقي بذلك رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي ‏وليد جنبلاط في نداءاته المستمرة من أجل التسوية قبل فوات الأوان‎.‎
وتعليقا على هذه المواقف العالية السقف، شدد النائب شامل روكز على أن “تشكيل الحكومة هو ضرورة وطنية ‏ولا أحد يختلف عليها في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان، وهي تتطلب معالجة سريعة لجميع مشاكله ‏الإقتصادية والمعيشية والمالية وإنقاذه من وضعه المأساوي الذي يتخبط به‎”.‎
كما طالب روكز عبر “الأنباء” الإلكترونية مجلس النواب بالتعجيل “بإصدار قانون استقلالية القضاء لحسم ‏الخلافات داخله”، داعيا في الوقت نفسه الناس الى عدم التشكيك بالقضاء ونزاهته‎.‎
أما في موضوع حظر صادرات لبنان من قبل بعض الدول العربية، فقد طالب روكز الحكومة ومجلس النواب ‏بتأمين مراقبة للصادرات، وأضاف: “فالسعودية بالنسبة الينا هي المدى العربي، ويجب ان يكون هناك حرص ‏على تنظيم هذه العلاقة وتنقيتها من الشوائب، وهذه مسؤولية الحكومة التي عليها تنظيم العلاقة التجارية ‏والدبلوماسية والأمنية‎”.‎
وزير الصناعة السابق فادي عبود رأى أن “علاج التهريب يتطلب رقابة أفعل”، وسأل: “كم من مؤسسة جمركية ‏في العالم لم تستخدم بعد أجهزة “السكانر” لتنظيم المراقبة؟”، مطالبا الحكومة عبر “الأنباء” الإلكترونية “باستقدام ‏آلات سكانر من خلال القطاع الخاص لتركيبها على المعابر الحدودية”، وأضاف: “للأسف نعرف الأسباب التي ‏تمنع تركيب مثل هذه الآلات لمراقبة التهريب، وهو لا يتناول فقط موضوع المخدرات بل هناك التهرب ‏الجمركي”، داعيا الى “وقف العمل بالإجراءات التقليدية وإعتماد الحواجز النقالة لأن المهرب يعرف كيف يتجاوز ‏الحاجز الثابت‎”.‎
عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جوزيف اسحق أعرب لـ “الأنباء: الإلكترونية عن “السخط من تحويل لبنان ‏الى ممر لتهريب المخدرات”، واصفا ما جرى “بالمهزلة والإستخفاف بحقوق اللبنانيين وبالأخص بالمزارعين ‏الذين تشكل أسواق الخليج بالنسبة إليهم المدى التجاري‎”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *