كتبت صحيفة الأنباء الإلكرتونية تقول: الحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل منذ حوالى الأسبوع على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، والتدمير الممنهج الذي يطال البنى التحتية في قطاع غزة، وما يجري في القدس من محاولات مستمرة لطرد وتهجير المقدسيين ومصادرة بيوتهم، كما يجري في حي الشيخ جراح، بقصد تهويد المدينة والقضاء على هويتها العربية، أرخت كل تلك التطورات بظلالها على كل الملفات الاقليمية التي باتت شبه معلقة بانتظار ما ستؤول إليه المستجدات في الأراضي المحتلة، والسؤال الذي يطرح نفسه مدى تأثير الحدث الفلسطيني على التسويات والمحادثات الثنائية الجارية على قدم وساق في المنطقة، وأيضاً مدى تأثيره على لبنان لا سيما في ظل الأحداث والتحركات التي تشهدها الحدود اللبنانية الجنوبية.
وفي ضوء هذه المستجدات يستمر حال التوتر على الحدود الجنوبية للبنان في ظل اندفاع شعبي للتعبير عن الغضب حيال الاجرام الاسرائيلي ضد الفلسطينيين، وقد اعتبر رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط ان “الفلسطينيون يقدمون في نضالهم الصورة الأجلى لحق الإنسان بالحياة. هم نموذجٌ فريد في التمسك بالهوية والانتماء والأرض، وتقديم التضحيات الهائلة لأجل ذلك. فيما إسرائيل تقدم الصورة الأفظع لإرهاب الدولة”.
في حين عبّر الحزب التقدمي الإشتراكي عن أسمى آيات التقدير والتضامن مع الشعب الفلسطيني المناضل في معموديته المستمرة في القتال لأجل حقوقه المشروعة التي يُمعن الاحتلال الاسرائيلي في ضربها وانتهاكها عبر الاعتداءات المتواصلة بأبشع أساليب الحرب والعدوان، وسط التخاذل والصمت العالمي والعربي الذي يقتل الفلسطينيين مرتين، موجها تحيةً موصولة الى النبض الشعبي العربي الذي يعكس روح التضامن والانتصار الحقيقية لقضية فلسطين، وقد تجلت بما حصل عبر الحدود الجنوبية للبنان وعبر الحدود الأردنية وعبر تحركات مناطق عرب ?? والجولان المحتل، والتي تثبت كلها أن فلسطين قضية واحدة حية في وجدان كل العرب تجمعهم حول هدف أسمى لا يموت.
من جهته اعتبر عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار أنه “في ظل هذه العنجهية والتمادي الاسرائيلي في العدوان الذي يطال المدنيين الفلسطينيين والذي تسعى اسرائيل من خلاله الى انتزاع المواطن الفلسطيني من دياره”.
وسأل الحجار عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية: “ألا يكفي تهجير ?? في المئة من السكان الفلسطينيين من مدينة القدس واليوم تريد انتزاع ?? في المئة من الأحياء في المدينة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة؟”.
الحجار حيا “الانتفاضة المتجددة في القدس والتصدي الشرس الذي يقوم به سكان المدينة دفاعا عنها وعن المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، والمهم مواجهة العدوان من الداخل الفلسطيني بالشكل الذي يجري اليوم، أما الجبهات الأخرى فهي تتطلب موقفا عربيا جامعاً، والجامعة العربية هي المخولة القيام بهذا الدور”.
بدوره، اعتبر رئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات عبر “الأنباء” الإلكترونية ان الشعب الفلسطيني أصبح هذه المرة يمسك قضيته بيده”، متخوفاً في الوقت نفسه “من أمرين، مصادرة صموده بولادة التسوية فيمسكها الايراني مع اسرائيل وأميركا، والأمر الآخر اتساع دائرة الحرب فيستفيد الاسرائيلي منها من خلال التطبيع وعداء العرب لإيران”.
وحول احتمال فتح المعركة من جنوب لبنان، رأى بركات انه “في حال حدوثها ستكون فرصة اسرائيل لتحريك سلاحها الاستراتيجي الذي لم تستخدمه في حربها على غزة، لأن فتح المعركة من الجنوب سيقودها حزب الله وهو الذراع العسكري لإيران في المنطقة”، معتبرا أن “فتح الجبهة وارد جداً لأنه من خلالها يريدون استخدام الورقة الفلسطينية لمصلحة إيران وبذلك يصبح سلاح حزب الله على الطاولة، وفي ضوء ما يحصل ستتم التسوية”.
في ظل ذلك شهد الملف الحكومي الاتصال الذي أجراه وزير خارجية مصر سامح شكري بالرئيس المكلف سعد الحريري، وقد أشار النائب الحجار الى ان “الموقف المصري يعبر عن موقف دولي شبه جامع”، معتبرا ان “موضوع عرقلة تأليف الحكومة معروف أنه عند رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل، وهذا ما يمنع قيام حكومة تستفيد من آخر فرصة من المجتمع الدولي، بل يراد مما يجري أخذ البلد الى مزيد من الانهيار الذي يؤدي الى زوال لبنان”، مستبعدا التوصل الى حلحلة في الملف الحكومي في ظل المواقف المعلنة.
وعن رسالة عون الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، اعتبر الحجار انه “يحاول دائماً اظهار نفسه بموقع المسهّل لفظياً، أما عملياً فهو يحول دون تشكيل حكومة جديدة تستطيع ان توقف الانهيار الذي يفتك بالبلد”.
في المقابل، رأى عضو تكتل “لبنان القوي” النائب روجيه عازار في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية ان “الواجب البروتوكولي يقضي ان يوجه رئيس الجمهورية رسالة الى ماكرون بناء على الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسية الى لبنان”، واعتبر ان “الأجواء مريحة في ظل التقارب القائم بين المتخاصمين”، معربًا عن تفاؤله “بقرب الفرج في لبنان انطلاقا من المفاوضات القائمة بين ايران وأميركا وايران والسعودية والسعودية وسوريا فهذه كلها اشارات جيدة تعكس اجواء ايجابية قد تساعد على التحضير لمؤتمر دولي كبير سينعكس ايجابا على الوضع في لبنان”.