لا حدث يعلو فوق حوادث غزة الدراماتيكية ومأساة الفلسطينيين الذين يخوضون حربا شرسة غير محسومة الجهة المستفيدة منها وتلك التي تديرها وما اذا كانت عن حق تخدم القضية العربية او المصلحة الفارسية، ما دام الفلسطينيون انفسهم وحركة فتح تحديدا منعت أنصارها من المشاركة في الدعوات للتجمع على الحدود اللبنانية “تحت طائلة المحاسبة”، مقابل دعوة طهران ومسؤولي اذرعها العسكرية الشباب العربي الى الوقوف مع المقاومة في الجهاد، فهل تحول شباب فلسطين ولبنان وقودا لمعركة ايرانية – اسرائيلية او اميركية؟ ما هي حدود المواجهة بعدما بلغت امس مرحلة متقدمة مع انهيار برج الجلاء، ثاني اكبر برج في غزة بالكامل بعد استهدافه باربعة صواريخ اسرائيلية، وماذا عن المساعي الاممية التي انطلقت وما قد تفضي اليه على مستوى ابقاء الحرب محصورة في المكان والزمان او تمددها في لحظة لا تبدو مناسبة لأي طرف وجل ما يُبتغى منها على الارجح تصعيد محدود لتعزيز مواقع واهداف اقليمية ودولية تبدأ مما يدور في دول الجوار ولا تنتهي في مفاوضات فيينا؟
شهيد لحزب الله
اما لبنان الذي له “في كل عرس قرص”، فخسر واحدا من شبابه ينتمي الى حزب الله هو محمد طحان، 21 عاما، من بلدة عدلون الجنوبية استشهد عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية خلال تنفيذ عدد من الشبان وقفة احتجاجية تضامناً مع القدس وغزة، حيث حاولت مجموعة منهم اجتياز السياج الفاصل بين البلدين.. ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق النيران.
تعزيزات على الحدود
وبعيد حادثة الجمعة، شهدت منطقة مرجعيون تدابير أمنية صارمة، فأغلق الجيش كل الطرق المؤدية إلى سهل مرجعيون قبالة مستعمرة المطلة، وأقام الحواجز لمنع المواكب الفلسطينية من الوصول إلى الحدود ، بعدما وجهت الفصائل الفلسطينية الدعوة الى الفلسطينيين الموجودين على كل الاراضي اللبنانية ومن مخيمات نهر البارد والبداوي والرشيدية وعين الحلوة، للتوجه الى الجنوب على متن باصات للمشاركة في حركات احتجاحية عند الحدود تضامنا مع الفلسطينيين.
في المقابل، أفيد ان الجيش الإسرائيلي استقدم تعزيزات إلى الجهة المقابلة لبلدة مارون الراس.
وامس أوقف الجيش اللبناني شخصاً حاول التسلّل نحو جدار الإسمنت الفاصل في بلدة العديسة الحدودية.
كما أطلق جيش العدو الاسرائيلي النار على متظاهرين فلسطينيين، تسلقوا الجدار الاسمنتي الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة في بلدة عديسة، واقتلعوا كاميرات التجسس المثبتة على البرج الحديدي فوق الجدار.
الراعي
سياسيا أكّد البطريرك الماروني بشارة الراعي امس أنّه “يتوجب على المسؤولين تحريك مفاوضات تأليف الحكومة فالجمود السائد مرفوض وبات يُشكّل جريمة بحق الوطن والشعب ولا نقبل بتاتاً أن تُمعن الجماعة السياسية في قهر الناس وذبح الوطن”.
ودعا في عظة قداس الاحد من بكركي”السلطات اللبنانية إلى ضبط الحدود ومنع استخدام الأراضي اللبنانية منصة لاطلاق الصواريخ وتعريض لبنان لحروب جديدة فقد دفع لبنان ما يكفي من هذه الصراعات والشعب اللبناني ليس مستعداً أن يُدمر بلده مرة أخرى أكثر مما هي مدمرة”.
رسالة عون
اما في الداخل وفي انتظار ما قد يحمله الاسبوع الطالع على مستوى محاولة حل الازمة الحكومية في ظل حديث عن مبادرة يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري، سلم رئيس الجمهورية ميشال عون السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو رسالة خطية الى الرئيس ايمانويل ماكرون تتناول التطورات الاخيرة والعلاقات اللبنانية الفرنسية. وتأتي الرسالة غداة اعلان القصر الجمهوري، أن رئيس الجمهورية “ليس في وارد إرسال موفد الى باريس، لمتابعة زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان لبيروت، وأن موقف الرئيس عون واضح وأبلغه الى لودريان خلال وجوده في بيروت”.
انهيار المرافق
في سبحة ازمات الداخل المتناسلة، حذر رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر أن “ما يجري على صعيد خدمة الانترنت من سوء في الاتصالات وبطء في الخدمة ينذر بالأسوأ، وقد يصل بنا الى انقطاع هذه الخدمة، خصوصاً وأن موازنة أوجيرو للعام 2021 هي في حدود 48 مليار ليرة وهي غير كافية لإتمام عمليات الصيانة التي تجري حتى آخر السنة والتي تصر الشركات على قبضها بالدولار الأميركي”. وقال في تصريح: “هذه الحال تنطبق على مرفأ بيروت ومحطة المستوعبات العاملة فيه، حيث أن صيانة المعدات وقطع الغيار تسعر كلها بالدولار الأميركي. وهذا ما يتوافق مع الواقع الحاصل في مؤسسة كهرباء لبنان ومؤسسات المياه في جميع المناطق. مما يوحي بأن وضع المؤسسات يتجه نحو التأزم إذا لم تتم المعالجة السريعة، وقد نكون أمام انهيار تدريجي وسريع لمرافق الدولة إذا لم يحسن المسؤولون التصرف ويبادروا سريعا الى تأليف حكومة إنقاذ وطنية تعيد الثقة بلبنان وتمهد لإعادة إحياء الدولة بكل مرافقها الحيوية وإداراتها العامة”. واعتبر “ان حان وقت الفصل فإما البدء بالمعالجة عبر عمل دؤوب ومؤسساتي ودستوري وقضائي وإما السقوط التام في الجوع والفقر، وفوضى أمنية واقتصادية وصحية وتربوية وبيئية، وما ينتج من ذلك من مآس وفتن”.
”الاقتصاد” تداهم
الى ذلك وفي ما يتصل بأزمة المحروقات، فقد شهدت انفراجا نسبيا اليوم في كل المناطق، وغاب مشهد الطوابير امام المحطات. وقد داهم مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة محمد ابو حيدر برفقة استخبارات الجيش وامن الدولة محطات الوقود في النبطية وأمر بفتح المحطات المغلقة.
الوسومالجنوب الحدود الشرق عون ماكرون