رغم انتهاء عطلة عيد الفطر، لاتزال حركة الاتصالات السياسية الداخلية لمحاولة فتح ثغرة في الجدار الحكومي، في إجازة. لكن الفترة المقبلة ستشهد، بحسب المواقف التي سُجّلت امس، تطوراتٍ على هذه الضفة، لاسيما مع توجّه لدى الرئيس المكلف سعد الحريري، الموجود خارج البلاد، لكسر صمته وربّما لاتخاذ خطوات عمليّة جديدة. وبينما يأمل اللبنانيون – الذين تزداد اوضاعهم المعيشية تدهورا ساعة بعد ساعة – ان تحمل الحركة المرتقبة هذه، ما يُخرجهم من مأساتهم، فإن لا معطيات تفيد بذلك… فحتى المرونة التي أبدتها امس «أوساط» بعبدا، بتأكيدها عبر الإعلام، ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لم يسعَ يوما الى الدفع بالحريري الى الاعتذار، تعاطى معها التيارُ الازرق، بحذر شديد.
ماكرون – السيسي
بينما يحضر الملف السياسي اللبناني اليوم بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي في باريس، وفي وقت يدرس الاتحاد الاوروبي خيار فرض عقوبات على الفاسدين في لبنان وعلى معطّلي الحل السياسي فيه، لا تزال عربة التشكيل في بيروت معطّلة ومتوقّفة «في أرضها».
تأليف وانتخابات
رغم ذلك، أكد رئيس الجمهورية لنائبة وزير الخارجية والتعاون الدولي في الجمهورية الايطالية مارينا سيريني التي زارته امس في قصر بعبدا «ان تشكيل حكومة جديدة له الاولوية حالياً في عملنا السياسي على رغم العقبات التي تواجه هذه المسألة من داخل وخارج، . وفي موقف هو الاول من نوعه من الانتخابات النيابية وسط المخاوف الداخلية والخارجية من تطييرها، أكد الرئيس عون لسيريني ان الممارسة الديموقراطية في لبنان مصانة على رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وستترجم في الانتخابات النيابية والبلدية المقبلة التي ستجري في موعدها في العام 2022.
هدوء حدودي
وكانت المنطقة الحدودية جنوبا استعادت امس هدوءا لافتا، عقب ايام من الحركات الشعبية التضامنية مع الفلسطينيين، والتي حصلت قرب الجدار الفاصل وقوبلت بعنف من قِبل الجانب الاسرائيلي ما تسبّب بسقوط قتيل وجرحى.
الحريري
بالعودة الى المواقف السياسية، فقد برز إعلان امين عام تيار المستقبل احمد الحريري ان الامور حكوميا «لا تزال على حالها»، مؤكدا على «الايمان الكبير للرئيس سعد الحريري بهذا البلد لايصاله الى بر الامان بأي طريقة من الطرق ولكن من خارج ما يتم التداول به اليوم». وعما يشاع عن اعتذار الحريري شدد على «أن الرئيس المكلف كان واضحا ولم يصدر عنه اي شيء، وان كل ما صدر عبارة عن تسريبات اعلامية، وستكون له مواقف واضحة في المرحلة المقبلة بما فيها مصلحة البلد وهموم الناس مع دراسته لكل الخطوات والخيارات للوصول الى القرار الصحيح».
لترجمة الليونة
من جانبه، وتعليقا على ما نقل عن الرئيس عون امس في الصحف لجهة قوله انه لا يعمل لاعتذار الحريري، اكد نائب رئيس تيار «المستقبل» مصطفى علوش لـ»المركزية» «ان على هذه الليونة ان تُترجم بالتشكيلة وبوقف الحملات المتكررة والكلام الخشبي الذي يتردد بخصوص مسألة الاعراف والمواثيق والتوازنات وما الى هنالك والالتزام بالدستور. فالدستور ينص على شيء واحد ألا وهي المناصفة.
لخفض السقوف
الى ذلك، وغداة اتصال حصل في نهاية الاسبوع بين عون وبري هنّأ فيه رئيسُ الجمهورية رئيسَ المجلس بعيد الفطر، وبينما يُحكى عن استئناف بري مساعيَه لتذليل العقبات من امام التشكيل، رأى المكتب السياسي في حركة امل ان «حان الوقت للتراجع عن السقوف العالية والمطالب الضيقة الافق من أجل مصلحة اللبنانيين، وإنجاز تشكيل الحكومة للنهوض بورشة إستدراك الانهيار الشامل، والقيام بالاصلاحات المطلوبة كي لا يكون مصير لبنان ورقة في مهب ريح ما يُرسم للمنطقة».
اطلاق المنصّة
وسط هذه الاجواء، وبينما الاحوال المعيشية الصعبة حرّكت الشارعَ من جديد، حيث قُطع عدد من الطرق صباحا، اطلق مصرف لبنان امس، منصة «صيرفة»، التي ستسمح بأنّ يصبح سوق الدولار أكثر شفافية.
فقدان السلع
معيشيا ايضا، الاوضاع من سيئ الى أسوأ، والسلعُ على انواعها، من الدواء الى المحروقات، باتت شبه مفقودة من الاسواق. في السياق، أكد رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي أن «هناك آلية جديدة لمصرف لبنان ووزارة الاقتصاد في ما خص البضائع المدعومة، في انتظار تفاصيلها».
المحروقات: من جانبه، رأى عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البركس ان «عجز الدولة عن وقف عمليات التهريب لا يعالج بحرمان اصحاب المحطات من حاجة السوق من المحروقات بالكميات الضامنة للمواطنين»، سائلا «أما آن الاوان بعد لاتخاذ القرارات المتوجبة وضبط الاوضاع قبل فوات الاوان، وقبل ما هو منتظر من فلتان وخراب البصرة حيث لا ينفع الندم»؟
نحو التصعيد
امام هذا الواقع الصعب، تستعدّ قطاعات عمالية للتصعيد. وبينما سيقفل عدد من الصيدليات ابوابه الخميس لعدم تسلّمه الادوية كما يجب، أعلن رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر، في مؤتمر صحافي اثر اجتماع لاتحادات ونقابات قطاع النقل البري امام مركز المعاينة الميكانيكية في الحدت، «الإتجاه الى اضراب عام وتحركات مطلبية مطلع الأسبوع المقبل»، داعيا الى «ضرورة التنازل عن كل الانانيات وايجاد حكومة وعدم رفع الدعم بطريقة غير مسؤولة لان ذلك سيؤدي الى ثورة شعبية». بدوره، أكد رئيس اتحاد النقل البري في لبنان بسام طليس «الاستمرار باقفال مراكز المعاينة الميكانيكية في كل لبنان حتى تصبح بعهدة الدولة والقانون».
رد دعوى عون
قضائيا، افادت معلومات صحافية ان «مجلس شورى الدولة ردّ دعوى القاضية غادة عون في إبطال قرار القاضي غسان عويدات، وطلب رأي مجلس القضاء الاعلى في اساس الدعوى بعد ضمّ الطلب بوقف التنفيذ لاساس الدعوى».