اليوم «عيد المقاومة والتحرير» كلمات تؤكد المؤكّد، وتكرر المعروف، على اهمية الأقوال والشخصيات التي تحدثت بها، ومضامينها الوطنية ضمن الحرص على المصلحة العليا للبنانيين، وغداً إضراب دعا إليه الاتحاد العمالي العام، احتجاجاً على «العجز التام» وللمطالبة بتأليف «حكومة اختصاصيين على قاعدة برنامج وطني اقتصادي انقاذي وتأسيس عقد اجتماعي جديد»، ورفض رفع الدعم من دون خطة اقتصادية ومن دون المس بالاحتياطي الإلزامي وأموال المودعين..
وحسب قيادة الاتحاد العمالي، التي دعت للاضراب، فالتحرك يندرج في إطار «الانذار الأخير الذي سيسبق الانفجار الاجتماعي والشعبي الكبير».
ويتضمن برنامج التحرّك اعتصامات في اوقات مختلفة من نهار غد الأربعاء امام عدد واسع من المصانع في مختلف المناطق اللبنانية.
أما على الصعيد الحكومي، فقالت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن ما من جديد سجل بعد جلسة مجلس النواب وإن معظم المعنيين انصرفوا إلى تقييم المواقف والقراءات المختلفة فيما لم تتضح الصورة الخارجية بشأن لبنان.
وأفادت المصادر أن موضوع الحوار حول الملف الحكومي هو مجرد فكرة لم تنضج كي يقال انها صالحة لتشق الطريق لأكثر من سبب يتصل أبرزها بالموقف من الحوار ومسألة المشاركة فيه وغير ذلك.
سلامة: دفع فرش دولار للمودعين
وفي أول كلام من نوعه، أعلن للمرة الأولى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة انه من نهاية حزيران سيتم دفع 50 الف دولار للمودعين 25 الف دولار نقدا (فرش دولار) و25 الفاً بالليرة اللبنانية، وهذا الموضوع سيحل امور نهائيا للمودعين الصغار وعددهم يتعدى المليون و30 الف حساب، وهذا يؤكد بان العمل الذي يقوم به المصرف المركزي عمل صامت الا انه يقوم بالعمل اللازم لاعادة الثقة بالقطاع واستقطاب العملات النقدية الموجودة في البيوت.
وفي كلام يعلن للمرة الأولى، قال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان «ازمة الليرة بدأت مع التخلف عن دفع اليورو بوند إضافة إلى الاقفال بسبب كورونا وايضاً انفجار المرفأ، مشيراً إلى ان الليرة اللبنانية قبل الأزمة كانت عملة لها حيثياتها، وكنا نؤكد استقرارها استناداً للاحتياطي الموجود.
وأكّد سلامة: ان مصرف لبنان ليس أساس الأزمة، وكل الحملات سياسية لا علمية، موضحاً ان استعادة أموال المودعين تكون بتشكيل حكومة تعيد الثقة الدولية فحكومة الإصلاحات والمستقلين والاختصاصيين ضرورة لإنقاذ لبنان، وأعلن ان النظام المصرفي لم ينهر فالمصارف لم تعلن افلاسها وأموال المودعين موجودة.
كاشفاً ان الأموال التي تمّ سحبها منذ تشرين الأوّل 2019 هي قرابة 3،5 مليارات دولار و2 مليار دولار من الأموال المسحوبة بقيت في الداخل.
وأشارت إلى ان التحويلات التي تمت إلى الخارج لا تمر بمصرف لبنان وأنا قد طلبت من السلطة السياسية وتحديداً الرؤساء الثلاثة غطاء لتنظيم إخراج الأموال ورفضوا، وأن الرؤساء الثلاثة طلبوا منه البقاء في منصبه وقبول التجديد له.
واشار الى أنه فعلنا كل ما يتوجب علينا بشأن التدقيق ولدى وزارة المالية المستندات، وأن لا علاقة لمصرف لبنان بمؤسسة «القرض الحسن» فترخيصها من وزارة الداخلية.
ولم يحصل اي تطورجديد خلال عطلة نهاية الاسبوع، ولن يحصل جديد على ما يبدو خلال وبعد عطلة عيد المقاومة والتحرير اليوم، والذي يتوجه فيه الامين العام لـ حزب الله السيد حسن نصر الله بكلمة متلفزة قي الثامنة والنصف من مساء اليوم، علّه يقدم فكرة او اقتراحاً جديداً يُسعف الحال المعقّد، وخلال اضراب الاتحاد العمالي العام يوم غد الاربعاء الذي يشمل كل المناطق. فيما وصفت مصادرمتابعة ما يجري بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري بأنه بمثابة «تبادل دعوات الواحد للآخر ليُقدم على خطوة الاتصال وابداء الاستعداد لمناقشة اي صيغة حكومية جديدة او مجددة».
وفيما كان يتم التعويل على تجديد رئيس المجلس نبيه بري مساعيه بعد جلسة مجلس النواب السبت الماضي، لكن يبدو من خلال كلمته امس لمناسبة عيد المقاومة والتحرير انه يكتفي حالياً بحثِّ المعنيين على سرعة تشكيل الحكومة والتخلي عن المصالح الشخصية، حيث دعا «الى ازالة العوائق الشخصية التي تحول دون تشكيل الحكومة، مؤكدا ان اسباب التعطيل داخلية».
عيد المقاومة
ففي مناسبة عيد المقاومة والتحرير، غرّد الرئيس ميشال عون قائلاً: نسترجع طعم الانتصار والكرامة، ونتعهد بمواصلة مسيرة استرجاع سيادتنا على كامل ترابنا ومياهنا، وكما حاربنا العدو وحررنا الارض، علينا اليوم مجتمعين ان نحرر الدولة من الفساد ونعيد لبنان الى سكة النهوض والازدهار. وحدها وحدة اللبنانيين تحقق الاصلاحات وتعيد كرامة الحياة الى مجتمعنا.
ودعا رئيس المجلس نبيه بري، في كلمة للمناسبة، «الافرقاء الى أن يبادروا اليوم قبل الغد الى ازالة العوائق الشخصية التي تحول دون تشكيل حكومة». معتبرا ان «البعض يتعمد صناعة الازمات عن قصد او غير قصد، واذا استمرت ستطيح بالقطاعات كافة».
وقال «حري بالجميع في الموالاة والمعارضة ان يستشعروا خطورة المرحلة الراهنة. المطلوب من كل القوى واللبنانيين استخلاص الدروس، واستحضار روحية التحرير لاستعادة لبنان من تنين الانهيار.
وشدّد على استكمال تحرير لبنان من الاحتلالات التالية:
– اولا: الأنانية التي يمعن البعض بها.
– ثانيا: الطائفية والمذهبية، من خلال الاقتناع بان المستقبل الحقيقي لتحصين لبنان وعدم تعريضه للاهتزازات وأن يكون من خلال دولة مدنية.
– ثالثا: تحرير لبنان من المحتكرين لتأمين لقمة الناس وتحرير اموال المودعين من المصارف.
– رابعا: تحرير القضاء من التدخلات السياسة ومكافحة الفساد ونهب المال العام استنادا للقانون الذي اقره المجلس النيابي لاجراء التدقيق الجنائي انطلاقا من مصرف لبنان وكل الوزارات والمؤسسات العامة والخاصة ولا سيما كهرباء لبنان
– خامسا، وهذا الاهم هو الاعتراف ان مشكلتنا الحكومية هي 100% داخلية، وان نملك القدرة على ان نضحي من اجل لبنان لا ان نضحي بلبنان على حساب مصالحنا الشخصية.
وقال عضو كتلة لبنان القوي النائب حكمت ديب بعد زيارته رئيس الجمهورية في بعبدا: ان البحث تناول مسار تشكيل الحكومة بعد جلسة مجلس النواب الاخيرة. معتبرا أن «فارقا كبيرا حصل بين الدعوة الايجابية الى التعاون والحوار للخروج من المأزق الحكومي، وبين التوجه السلبي الذي برز في كلمة الحريري، الامر الذي يثير علامات استفهام حول وجود رغبة حقيقية في تشكيل حكومة جديدة، ام البقاء على التوجه الذي يعرقل الحلول بدلا من تسهيلها».
نصر الله: ماذا عن الداخل؟
التكتم في دوائر الحزب بقي سيّد الموقف، فالامين العام للحزب سيتطرق إلى التطورات، والكلمة فضفاضة فالتطورات تشمل مواجهة غزة ضد الاحتلال والنتائج التي أسفرت عنها. والكلمة لبنانياً، تعني الرسالة وجلسة مجلس النواب..
وفي سياق المعلومات، لم يستبعد قيادي مطلع ان يفجر نصر الله مفاجأة اليوم، بتقديم مبادرة إنقاذية تساعد عملية التأليف قبل فوات الأوان..
وحسب تقديرات حزبية، فإن ما آلت إليه جلسة مجلس النواب حول رسالة الرئيس ميشال عون عمّقت الهوة بين عون والحريري، فلبنان كان في غنى عن «هالهمروجة» وتمضي المصادر الحزبية القيادية ان مشكلة عون لم تعد فقط مع الحريري، بل مع الرئيس نبيه برّي، في إعادة التعويم بثقة برلمانية للحريري، أشبه «بالانفجار.. الذي يحاول حزب الله لملمة آثاره قدر الإمكان».
وفي هذا السياق، ينقل عن مقربين من عون والوطني الحر قولهم ان «بري طعمانا الضرب» ، ومن الان وصاعدا يجب التعامل مع بري والحريري «كشخص واحد» ونحن حاليا ندرس كل الخيارات المتاحة للرد.
لكن قناة «المنار»، نسبت إلى مصادرها ان الرئيس بري سينطلق بمقاربة جديدة لملف التشكيل مبنية على اسس ثلاثة وهي حكومة برئاسة سعد الحريري لا ثلث معطل فيها وتكون من التكنوقراط، مشيرة الى ان بري سيكون له مساعي لتذليل العقبة الاساسية التي تتمثل بتسمية الوزيرين المسيحيين المتبقيين، من خارج فريق رئيس الجمهورية او فريق الرئيس المكلف.
تقييم مسار الترسيم
من جهة اخرى، ترأس الرئيس عون اجتماعا، ضم رئيس الوفد اللبناني الى المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية العميد الركن الطيار بسام ياسين وأعضاء الوفد: العقيد الركن البحري مازن بصبوص، عضو هيئة ادارة قطاع البترول وسام شباط والخبير نجيب مسيحي. وتم خلال الاجتماع حسب المعلومات الرسمية، «عرض لآخر التطورات المتعلقة بعملية المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية والخطوات الواجب اعتمادها في ضوء توجيهات رئيس الجمهورية في هذا الصدد».
وعلمت «اللواء» ان البحث تركز على مسار عملية المفاوضات قبل توقفها والخطوات المنتظرة لاحقاً في ضوء ما يمكن ان يقوم به الوسيط الاميركي، الذي سبق ووعد عبر رئيس الوفد الاميركي بإجراء إتصالات مع الكيان الاسرائيلي حول عروض لبنان لخرائطه وحدوده، لكن اي شيء لم يحصل بعد. وعلى هذا ليس بالمقدور تحديد موعد لإستناف المفاوضات قبل معرفة التوجه الاميركي.
وتوجه قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى باريس، تلبية لدعوة من رئيس هيئة أركان الجيوش المشتركة الجنرال Francois LECOINTRE لبحث سبل تعزيز العلاقة بين الجيشين. وتعكس هذه الزيارة رغبة فرنسا بالوقوف الى جانب الجيش واستجابة للحاجات التي أعلن عنها مؤخراً قائد الجيش.
وقال العماد عون في أمر اليوم بمناسبة التحرير، للعسكريين «يظلّ الجيش متمسّكًا بحقه في مواجهة أي اعتداء والدفاع عن الحدود في وجه العدو الإسرائيلي، والعمل على وقف انتهاكاته لسيادة بلدنا وحماية حقوقنا الثابتة في ثرواتنا الوطنية برًّا وبحرًا، مع الالتزام بتطبيق القرار 1701 ومندرجاته. فإرث التحرير مسؤوليّة كبرى نتشرّف بتحملها، وأمانة غالية لن نفرّط بها مهما طال الزمن». وأضاف: على رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة وتداعياتها القاسية على جميع فئات المجتمع، إلى جانب انعكاسات جائحة كورونا على حياة المواطنين وتأثيرها في القطاعات كافة، تبقى بوصلتنا موجّهة نحو العدو الإسرائيلي ومخطّطاته الدموية التوسعية».
البطاقة التمويلية 137 دولار للأسرة
وعلى صعيد «البطاقة التمويلية» وقّع وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني مشروع قانون معجّل معدّ من قبل رئاسة الحكومة، ويرمي إلى إقرار البطاقة التمويلية وفتح اعتماد إضافي استثنائي لتمويلها.
ونقل عن الوزير وزني قوله: البطاقة التمويلية ستكون بالدولار وبقيمة 137$ للأسرة الواحدة وإجمالي الكلفة مليار و135 مليون في السنة سيستفيد منها 750 ألف أسرة لبنانية أي حوالى 80% من الأسر اللبنانية.
وكان وزني استقبل وفداً من البنك الدولي برئاسة مدير دائرة المشرق في البنك الدولي ساروج كومار جاه وتم البحث في المشاريع الممولة من البنك.
وبعد الاجتماع، صرّح كومار جاه بالتالي:
«تناقشنا في برامج البنك الدولي في لبنان. كما تباحثنا في سبل البدء بتنفيذ مشروع شبكة الأمان الاجتماعي لأزمة الطوارئ الذي ستستفيد منه 200 ألف أسرة تعاني حالة فقر مدقع في لبنان. وطلبنا من وزير المالية أن يعمل مع الجهات الحكومية المختلفة للمساعدة على البدء بتفيذه فوراً.
وأشار إلى ضرورة التحرك بشكل سريع نظراً إلى حاجة المواطنين إلى مساعدة ملحة».
وعلى وقع أزمة المحروقات التي تراوح من دون حلّ، وجه نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون نداءً للمسؤولين، محذراً من انقطاع أدوية البنج على توقف العمليات الجراحية، حتى الطارئة..
وعلى صعيد المحروقات، أشار ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا، إلى أن «موضوع المحروقات قديم جديد وعالق لدى «مصرف لبنان»، والبواخر راسية في البحر لكن المصارف لم تحول الأموال، ولا يمكن تفريغ حمولتها من دون الدفع مسبقاً»، مشيراً «إتصلنا يوم أمس الأحد بالسراي الحكومي، وتلقينا وعداً بتحويل الأموال أمس من أجل تفريغ حمولة البواخر في اقرب وقت».
538608 إصابات
صحياً، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 150 أصابة جديدة بفايروس كورونا و7 وفيات خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 538608 إصابات مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.