تترقب الدوائر السياسية ردود الفعل على نتائج “المنازلة” التي شهدها المجلس النيابي بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، والتي خرج منها الأخير بتأييد البرلمان ورئيسه نبيه بري لاستمرار تكليفه تشكيل الحكومة، خلافاً لما كانت تضمره الرسالة الرئاسية الاتهامية للحريري بتعطيل التأليف وتحديد مهلة، ولو سياسية، لإنجاز الحكومة.
وأوضحت المصادر لـ”نداء الوطن” أنّ بري ينتظر عودة الحريري إلى بيروت من أجل حثه على أن يتقدم بتشكيلة جديدة على قاعدة التوافق على صيغة الـ24 وزيراً من دون ثلث معطل، مستنداً بذلك إلى طلب البطريرك الراعي من جهة، وإلى أن أكثرية المجلس النيابي منحته ثقتها كي يواصل جهود التأليف بسرعة من جهة ثانية.
وعلمت “نداء الوطن” أن دعوة الراعي للحريري إلى المبادرة، تعود إلى أنه كان قد تلقى وعداً من الحريري بأنه سيتقدم بتشكيلة حكومية جديدة من أجل إخراج الأزمة الحكومية من الجمود الذي تغرق البلاد فيه، وما ينتج عنها من أزمات معيشية واقتصادية كارثية. وفي وقت أفادت معلومات أن الراعي تلقى هذا الوعد من الحريري خلال اتصالات بعيدة من الأضواء بينهما، لمحت المصادر لـ”نداء الوطن” إلى حصول لقاء بعيد من الأضواء بين البطريرك والرئيس المكلف قبل زهاء أسبوعين، جرى خلاله التداول في الأزمة، فحثّ الأول الثاني على المبادرة باقتراح لائحة حكومية جديدة، ووافقه الحريري الرأي لكنه آثر التريث في طلب زيارة القصر الرئاسي لهذا الغرض، ما دفع بالراعي إلى تكرار مطالبته بهذه الخطوة علناً.
إلا أن أوساطاً معنية بهذه التطورات قالت لـ”نداء الوطن” إن الحريري قد يقدم على خطوة من هذا النوع، لكن من الطبيعي أن يسعى للحصول على ضمانة بأن قبوله بصيغة الـ24 وزيراً سيقابله عدم وضع عراقيل جديدة في وجه الحكومة، لا سيما مطالبة فريق الرئيس عون بتسمية الوزيرين المسيحيين (الإضافيين) بحيث يحصل عون على الثلث المعطل مقنّعاً.