على عكس حرارة طقس حزيران وشمسه الحارقة لا شيء يوحي بقرب ارتفاع درجة الحرارة الحكومية التي تقبع راهنا تحت صفر لا يترجم الا برودة وجليدا لن يكسره لا مبادرة من هنا ولا وساطة من هناك اقله راهنا.
فرغم «حماوة الحركة الحكومية التي كانت حفلت بها بداية الاسبوع ، انقلب المشهد الحكومي من عاصف بحرب بيانات على خط بعبدا بيت الوسط ميرنا الشالوحي الى بارد جامد قاتل مع نهاية الاسبوع.
فعلومات الديار تؤكد ان ساعات الامس لم تشهد اي اتصال او لقاء او حركة على الخط الحكومي، فكل الامور مجمدة والوقت هو «لهدنة اعلامية» عل النفوس تهدأ تماما كما تؤكد مصادر مطلعة على جو الثنائي الشيعي للديار، علما ان المصادر نفسها تؤكد ان مبادرة الرئيس بري لم تنته ما دام رئيس البرلمان لم ينعها.
جهود بري كان قابلها دعم بطريركي من سيد بكركي ترجم باتصال حصل بالساعات الماضية بين بري والراعي لم يتم خلاله تبادل فكرة واحدة، انما ما جرى كان عملية تبادل اجواء، تجزم مصادر مطلعة على جو الاتصال.
وتكشف المصادر ان الراعي وضع بري في جوّ لقائه برئيس الجمهورية في بعبدا فيما اعرب رئيس مجلس النواب عن انزعاجه من التوتر الذي نتج من البيانات وبيانات الرد بين المستقبل والتيار الوطني الحر، كما ابلغ في هذا الاطار غبطته رئيس البرلمان انزعاجا واضحا من من بيان المستقبل في تناوله موقع رئاسة الجمهورية والرئيس عون.
وفي المعلومات ان الراعي شجع بري على الاستمرار في مبادرته، وقد استمهل رئيس مجلس النواب يومين لتقييم الوضع والتصرف بعد ذلك قد يمتدان حتى موعد كلمة الأمين العام لحزب الله المقررة الثلاثاء للبناء على مقتضاها.
وفي هذا الاطار، تكشف مصادر مطلعة على جو بكركي للديار ان طرح البطريرك لحكومة الاقطاب كان تعبيراً عن «فشة خلق» وعن الحاجة الى تشكيل حكومة، اكثر من كونه اقتراحاً عمليا للتنفيذ.
هذا في بكركي اما في بعبدا، فتؤكد مصادر مطلعة على جوها انها تعول على كل مبادرة خير ولا سيما جهود البطريرك الراعي ورئيس مجلس النواب، الا ان المصادر تحرص في الوقت نفسه على التأكيد ان بعبدا لم تتبلغ بعد اي نتائح ملموسة كما ان احدا لم يفاتحها بلقاء ثلاثي محتمل في القصر الجمهوري يجمع الى رئيس الجمهورية رئيس مجلس النواب والرئيس المكلف.
وتختم المصادر بالقول : بعبدا لا تزال تنتظر وتترقب، لكن الانتظار لن يطول!
ومن بعبدا الى ميرنا الشالوحي؛ حيث جددت مصادر التيار الوطني الحر عبر الديار ان التيار مصمم على مواصلة التصرف بايجابية وخياره الاول لا يزال تشكيل حكومة اختصاصيين برئاسة الحريري ، اما المسألة الوحيدة التي لا يتنازل عنها التيار فهو حق رئيس الجمهورية في ان يكون شريكا كاملا بالتشكيل.
اما على خط المعني الاول، اي الرئيس المكلف سعد الحريري، وفيما التزم اكثر من نائب في المستقبل الصمت وعدم التعليق على ما حصل اخيرا، ولا سيما موقف البطريرك الراعي الذي استهجن بيان المستقبل وما تضمنه من اهانات لموقع رئاسة الجمهورية، فأكدت مصادر مقربة من الحريري للديار ان الرئيس المكلف يحترم موقع البطريرك الراعي ورأيه ايضا، لكن ليس بالضرورة ان يكون كل ما يقوله صحيحا ولا سيما ان الكلام كان من بعبدا ، لافتة الى ان الحريري لا يزال يعطي اولوية لنجاح مبادرة بري، والاهم ان يتم الالتزام بمبادئها، اي 3 تمانات ولا ثلث معطلا لاحد واختصاصيين ، وتشدد المصادر على ان احدا لا يمكنه ان يقول للحريري انك لا تعين الا السني.
اما في حال اعلن الرئيس بري نهاية مبادرته فساعتئذ سيعيد الرئيس المكلف درس خياراته بحسب ما تؤكد المصادر المقربة من الحريري، ومنها الاعتذار. اما عن الاستقالة الفردية فتشير المصادر الى انها لن تقدم شيئا لتتابع بالقول :» اذا تم الاتفاق على تقصير لولاية المجلس النيابي فعندئذ على الجميع ان يكون جاهزا»!.
وفي هذا السياق، كان لافتا تعليق مصادر في الثنائي الشيعي على امكان الذهاب لانتخابات مبكرة بالقول : « ولا يمكن»!.
وبانتظار ان ينعى رئيس المجلس النيابي بنفسه وفاة مبادرته تلخص اوساط مطّلعة على كواليس اللقاءات والاتصالات الحكومية المشهد ببضعة سطور مفادها الآتي:
– الحريري مصر على تسمية الوزراء المسيحيين
– باسيل لا يرغب بتسمية الحريري للوزراء المسيحيين، اما حكومة الاقطاب فغير مطروحة
– انتخابات مبكرة «ما في»
– النتيجة : لا حكومة ومراوحة! والامر قد يترك لايلول!
لتختم بالقول: فلننتظر ما قد تفرج عنه بعض التطورات الخارجية، سواء في فيينا او على الخط السوري السعودي الايراني!