كما شكّلت إطلالته في 25 أيار الماضي نقطة “تفعيل” أساسية لمبادرة رئيس مجلس النواب #نبيه بري، يبدو واضحاً ان الأمين العام لـ”#حزب الله ” السيد #حسن نصرالله قد شاء وضع حد عاجل في إطلالته امس لاي استهانة بمبادرة حظيت بدعم حزبه، فأعاد ضخ جرعة دعم اقوى فيها داعياً الى المضي فيها وعدم تقييدها لا بمهل ولا بسقوف زمنية.
اطلالة السيد نصرالله لم تقف بدلالاتها عند “فتوى” قاطعة برفض الانتخابات النيابية المبكرة، بل تجاوزت ذلك الى شأن حيوي ذي امتداد إقليمي ودولي حين اعلن جهاراً تجاوزه بل تحديه لقرار الدولة وان حزبه ذاهب إلى #استيراد #البنزين و#المازوت من ايران الى بيروت.
اتخذت مواقف نصرالله دلالاتها المضاعفة وسط مشهد سياسي ومالي مضطرب على خلفية معطيات تتحدث عن أيام قليلة حاسمة قد تظهر من خلالها معالم المحاولات الأخيرة التي يبذلها الرئيس بري لتحقيق خرق في ازمة #تشكيل الحكومة، فيما يثير الواقع المالي مزيداً من الشكوك والاضطرابات مع القفزات المجنونة للدولار في السوق السوداء حيث لامس امس ارتفاعاً قياسياً عند سقف الـ15000 ليرة لبنانية.
والبارز في السياق السياسي ان رئيس الجمهورية #ميشال عون اعلن امس امام زواره ان “لا مؤشرات توافرت وتوحي ان العقبات الاساسية المشهود لها بانها هي الحائلة دون استيلاد الحكومة قد ازيلت او تم التراجع عنها خصوصا ما يتصل بضرورة تقديم صيغة حكومية جديدة تتحلى بصفات التوازن وعدالة تمثيل كل المكونات النيابية والطائفية”. وكرر: “بالفم الملان وللمرة الالف لااريد #الثلث المعطل واتمنى ان تسحبوا كلامكم واتهامكم من التداول لاعادة النقاش الى جادة المعقول والمثمر”. وقال: “يحرفون مواقفنا وتوجهاتنا وهم الذين يجاهرون برفضهم التحدث او الاجتماع برئيس اكبر كتلة نيابية مسيحية لدرجة انهم يرفضون الاعتراف بوجوده وينكرون عليه حق التسمية اليس ذلك امرا مثيرا للريبة ؟
وعن مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري نقل زوار الرئيس عون عنه: ” لقد تم التعامل ايجابا مع هذا المبادرة كما سابقاتها وما زلنا ننتظر نتائجها خصوصا ان الرئيس بري يبدي اصراراً عليها ويبدي تفاؤلاً بخواتيمها وهو اراد مهلة اضافية ونحن نريد ان نعرف كم الرئيس بري بدو يطول بالو”. وبدا لافتاً قول عون عن تعميم مصرف لبنان في شأن اعطاء المصارف مبلغ 400 دولار للمودعين من ودائعهم: “هذا حل جزئي بل هو بمثابة مسكن لداء مالي متفاقم واخشى ان يكون كل هذا على حساب صغار المودعين”.
وقبل كلمة نصرالله بساعات قليلة كان الرئيس بري توقع ان يكون “هذا الاسبوع حاسما” بالنسبة الى الأزمة الحكومية “لأن لبنان لم يعد بإمكانه التحمل” ، وجدد تأكيده “بأن المشكلة داخلية مئة في المئة وأن الجميع راغب بمساعدة لبنان” . واضاف بري “إن شاء الله تكون النتائج إيجابية وهناك إتصالات حثيثة تجري لتذليل العقبة او العقبتين المتبقيتين وليس أكثر”.
وتلخص أوساط متابعة حالة الانتظارات التي تحكم الازمة الحكومية بان الرئيس بري ينتظر جواب رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل على مبادرته وبان الرئيس المكلف سعد الحريري ينتظر بلورة مبادرة بري فيما بعبدا تنتظر بري والحريري.
وقد نوقشت عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين من خارج الحصة الرئاسية في الاجتماع الذي عقد في البياضة مساء امس بين باسيل والخليلين ووفيق صفا.
ووصف الاجتماع بانه اساسي لكن ذلك لا يعني انه آخر اجتماع ، فالاجتماعات ستستمر حتى الوصول الى حل ولن يكون هناك استسلام ولا يأس في المحاولات المتكررة من اجل الوصول الى حل.
ووفق المصادر فان المسألة ما زالت عالقة عند عقدة تسمية وزيرين مسيحيين محايدين مستقلين، والتقدم الذي تحقق في توزيع الحقائب في الاجتماع السابق ينتظر ان يترجم باتفاق لاسيما وان ما بقي عالقاً يعد بسيطاً.
وتشير المصادر الى ان الرئيس بري يتولى التواصل مع الرئيس الحريري.
نصر الله: انتخابات وحكومة ونفط
وعصراً اطل السيد نصر الله مستهلا كلمته بشكر المحبين الذين قلقوا على صحته ومطمئنا الى ابلاله. وفي الشق الداخلي اعلن رفضه للانتخابات النيابية المبكرة ودعا من يدعو اليها لـ”يتفضل ويشكل حكومة بدل المقاطعة”. ورأى ان المقصود من تلك الدعوات “هو الهاء اللبنانيين عن مشاكلهم”. واستغرب ما يقال عن نية الغالبية النيابية عدم اجراء الانتخابات النيابية في موعدها.
اما في قضية تأليف الحكومة فدعا المعنيين بتأليفها الى “النظر بألم وحزن وخوف فقدان الادوية والاصطفاف امام محطات الوقود”، ودعا الى ” وضع هذه الاعتبارات الانسانية اولاً”. اما عن الوضع الحالي المعيشي فأكد انه ” نتاج 30 او 40 سنة وكل التراكم ادى الى ذلك، وسأل كيف هؤلاء الذين لم يقتنعوا بانتصار المقاومة يتحدثون عن اسباب الازمة ويحملون الحزب المسؤولية”.
وتوقف عند الاحتكار وقال “هناك بعض التجار والجهات اخبرتنا ان الادوية موجودة في المستودعات ويحتكرها بعض مستوردي الادوية وبعض الصيدليات وكذلك كل المواد الغذائية موجودة وايضاً المحروقات” واستغرب “لماذا لا تتم مصادرة المواد المحتكرة ولا يتم الزج بالمحتكرين بالسجون”. واكد انهم “يحظون بالحماية السياسية والدينية والحكومية”. ولفت الى ان “لا حلول في الافق ويمكن ان يصل الانتظار لسنوات ووصف المحتكرين بالقتلة مكرراً عرضه للحكومة تقديم المتطوعين للمساعدة في منع الاحتكار”.
ودعا الى “عدم الاستماع للاميركيين” وكرر عرض ايران تزويد لبنان النفط وانه عندما يقرر لبنان ستتوجه بواخر النفط الايرانية الى بيروت في مقابل السدلد بالليرة اللبنانية.
واكد ان “الامر يحتاج الى قرار جريء وشجاع “. واعاد التذكير بما قاله قبل اشهر ان “حزب الله سيتفاوض مع ايران وسيشتري بواخر بنزين ومازوت وياتي بها الى ميناء بيروت ولتمنع الدولة ادخال البنزين والمازوت الى الشعب اللبناني”.
في غضون ذلك أعلنت السفارة الروسية في لبنان امس انه بعد القيام بالترتيبات لزيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى موسكو للقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف “وبسبب ظرف استثنائي طرأ، فقد تم الاتفاق مع جنبلاط على تأجيل الزيارة التي كانت مقررة اليوم الى موعد لاحق يتم الاتفاق عليه”. وعلمت “النهار” ان الزيارة ستحصل بعد أيام قليلة .