في انتظار بنزين نصرالله الايراني، ونفط العراق الاخوي والفرج الذي بات اللبنانيون على قناعة بأن لا سبيل ان يأتي الا من عند الله بعدما قطعوا كل أمل بمسؤوليهم عديمي المسؤولية، في امكان انتشال الدولة من حال الاهتراء المعمم، وفيما المواطنون يصطفون في طوابير قطعت بعض الطرق لكثرة ما طالت، على أمل ملء خزانات سياراتهم بكمية محدودة ومشروطة من الوقود تضمن تنقلهم بين الصيدليات بحثا عن دواء مقطوع، تحرك الملف الحكومي المترنح على ايقاع خلافات الحريري- باسيل ومصالحهما الانتخابية، من خلال لقاءات البياضة الرباعية التي عكست اصرارا من حزب الله على الافراج عن الحكومة المخطوفة على ما تشير اليه المعطيات وما يقوله امينه العام الذي أطل اول امس بكامل عافيته وبنبض التحدي القوي للدولة التي لم يشاورها يوما في قرار مصيري او وجودي، ليعلن العزم على استيراد البنزين “المقنن” اصلا في ايران المعاقبة عبر مرفأ بيروت الخاضع للرقابة الدولية، ويزيد الى الدولة المنهارة بفعل سياسات حزبه وراعيتها الاقليمية ايران انهيارا معنويا اضافياً.
كثر ممن تسنى لهم الاستماع والاستمتاع بخطاب الامين العام ووعوده بالفرج الآتي من طهران على ظهر مراكب تستعد للاقلاع الى بيروت، سألوا عما يخطط له نصرالله ولماذا يكبّد نفسه مشقّة تحمّل وتحميل لبنان وزر عقوبات سيتعرض لها جراء استقدام الوقود من ايران لبيئته وشعبه، بفعل العقوبات المفروضة عليها وتهريبه لاحقا الى سوريا، ما دامت مرافئ سوريا قادرة على استقباله، فليستقدمه عبرها اذاً ويهربه الى لبنان على غرار ما يفعل اليوم مع البنزين اللبناني المدعوم، فيوفر على لبنان العقوبات والدولارات.
باسيل و”الثلاثيّ”
اما حكوميا فتدور في الكواليس اتصالات سياسية حثيثة لمحاولة ايجاد حل حكومي وسط، يرضي كلا من الفريق الرئاسي والرئيس المكلف سعد الحريري. في السياق، سجل اول امس لقاء في البياضة ضم رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ومعاون رئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للامين العام لـ”حزب الله” الحاج حسين خليل ومسؤول الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا، افيد ان اللقاء “كان إيجابيًا، وقد حصل تقدم في البحث”. وأن “الطرح الذي تم التوافق عليه بين باسيل والثنائي ينتظر بلورته مع الرئيس الحريري.
لقاء ثالث؟
واشارت معطيات صحافية الى ان “اجتماع “الخليلين” وصفا بباسيل دام 3 ساعات وتمّ الاتفاق فيه على توزيع الحقائب كافة باستثناء واحدة، على ان ينقل بري للحريري، عبر معاونه خليل، أجواءَ اللقاء مع باسيل”. ولفتت الى ان في ضوء هذه المحادثات، يفترض ان يعقد لقاء ثالث في البياضة بين باسيل والخليلين وصفا من اجل استكمال البحث بآلية تسمية الوزيرين المسيحيين. وأشارت معطيات اخرى الى ان “أثناء اللقاء في منزل باسيل وفي ذروة النقاش الايجابي وصلت تغريدات وأنباء تفيد عن انتهاء اللقاء بأجواء سلبيّة، ما أثار دهشة المجتمعين”. وبعد الظهر، افادت مصادر متابعة ان “تمّ إسقاط الأفكار التي طُرحت سابقاً بالشأن الحكومي في اجتماع باسيل مع الخليلين على أن يقدم كلّ من عون والحريري لائحة بالأسماء ويُصار إلى اختيار الأنسب ولكن حُكي عن أنّ الحريري قد لا يقبل بذلك”.
عكر- ابراهيم
وليس بعيدا من المحور الامني، وفي اعقاب الاجتماع الذي عقدته وزيرة الخارجية والدفاع زينة عكر في شأن ازمة الكبتاغون المُهرب الى السعودية، استقبلت امس المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وكان عرض للأوضاع العامة والتطورات الأمنية في البلاد.
كسر جليد… وليس “إيجابية”
على خلاف “الإيجابية” التي حاول الأطراف الترويج لها، يمكن وصف لقاء “الخليلين”، مع النائب باسيل، من حيث المضمون، بأنّه “راوح مكانك”.
لكن مقارنةً بالاجتماع العاصف السابق بينهم، فإنّ هذا اللقاء “كسر الجليد” بين المجتمعين، بعد السقوف العالية في المواقف خلال الاجتماع السابق، الذي وصل إلى حدّ تهديد أحد الخليلين بالانسحاب في ظلّ إصرار باسيل على عدم تقديم أيّ تنازل.