بعد تباين معلومات «المحطات» وخبريات المصادر المقربة: كرة الحكومة في ملعب مَن؟ استطراداً في ملعب الرئيس المكلف سعد الحريري، وفقاً للجهات العونية أم في ملعب باسيل، وفقاً لأجواء الآخرين.
وبصراحة، كشفت مصادر «الخليلين» ان الكلام على ان الكرة في ملعب الرئيس المكلف غير دقيق، وأن حل العقدتين المتبقيتين، يحتاج إلى اجتماعات اخرى مع باسيل وان ما حصل حل عقدة واحدة، في وقت يواصل فيه فريقه تكرار المعزوفة الممجوجة «التزام الاصول الدستورية والقواعد الميثاقية والمعايير الموحدة في تشكيل الحكومة».
ووفقاً لمصادر في اجواء حزب الله فان لقاء البياضة الذي دام ثلاث ساعات، اتسمت مناقشاته بالايجابية والصراحة والشفافية، و»طرحت نقاط تؤسس لحل»، لكن اوساط عونية، مع التأكيد على الايجابية، لكنها لاحظت ان التأليف بات رهن موقف الحريري، في ما يقدم او يحجم.
وكان الحريري التقى بالامس النائب علي حسن خليل الذي اطلعه على ما حصل خلال اللقاء مع باسيل. كما التقى أيضا النائب وائل أبو فاعور وتداول معه في موضوع المشاورات والاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة. وكشفت مصادر نيابية في كتلة المستقبل ان رئيس الحكومة المكلف اطلع اعضاء الكتلة أول امس على تفاصيل التحركات الجارية لتشكيل الحكومة، مشددا على ان التعاطي الايجابي مع مبادرة الرئيس نبيه بري هو للتأكيد على الرغبة الحقيقية لتشكيل الحكومة ولاتاحة الفرصة لتجاوز العقد والصعوبات التي تعترض التشكيل. الا ان ما يحصل بالمقابل لا يشجع اطلاقا ويؤشر الى نوايا مبيتة وعراقيل مفتعلة لابقاء البلد بلا حكومة جديدة قادرة على القيام بالمهمات الجسيمة التي تنتظرها، ومؤكدا في الوقت نفسه اصراره على تشكيل الحكومة الجديدة حسب الدستور ورافضا كل محاولات تكريس بدع واعراف مخالفة.
ومن المفترض أن يكون الرئيس الحريري اطلع عليها من خلال لقاء مع النائب خليل.
وتبدي اوساط الرئيس الحريري امتعاضها من أن يكون التأليف يجري في البياضة، مقر اقامة النائب باسيل، حيث تعقد اجتماعات حلحلة العقد.
ونفت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة ان تكون اللقاءات التي اجراها ممثلا حزب الله والنائب علي حسن خليل مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل قد حققت اختراقا مهما في عملية تشكيل الحكومة الجديدة ووصفت مواقف رئيس التيار الوطني الحر بالمراوغة واللا منطقية وقالت: ان كل ما يحكى ويتردد عن ايجابيات قد تحققت بانها من فبركة اوساط باسيل في محاولة للظهور بمظهر الطرف المتعاون والايجابي ولالصاق تهمة التعطيل بالرئيس المكلف سعدالحريري خلافا للواقع .واكدت المصادر ان مواصلة هذه المشاورات على هذا النحو هو لاتاحة المجال لانجاح مبادرة الرئيس نبيه بري لحل ازمة التشكيل التي تراوح مكانها بسبب الشروط والمطالب التي تتجاوز الدستور وتتعارض مع مبدأ تشكيل حكومة اخصائيين استنادا للمبادرة الفرنسية تتولى اجراء الاصلاحات البنيوية المطلوبة في القطاعات والادارات الرسمية وتجري الاتصالات مع المنظمات والصناديق المالية الدولية لحل الأزمة المالية الضاغطة. واعتبرت المصادر ان قيام رئيس التيار الوطني الحر القيام بالمشاورات لتشكيل الحكومة بالنيابة عن رئيس الجمهورية على هذا النحو، لا يعبر عن شكوك بعدم قدرة الرئيس على القيام بهذه المهمة فقط، بل يتجاوز الدستور الذي اناط هذا الامر به حصرا، ولا يلزم تنفيذه لاي طرف كان.
ولاحظت مصادر سياسية متابعة أن باسيل لم يرتوِ بعد من لعبة تعطيل التأليف الحكومي، وإعطاء نفسه دور المقرّر، سواء في ما خص التسهيل أو التعطيل، مع حرص واضح علىإبعاد الشبهة عن نفسه، ورميها على الرئيس المكلف..
وعليه، اعتبرت المصادر ان قيادات الثنائي الشيعي أمل وحزب الله باتت على إدراك أن فريق عون لا يرغب التسهيل للحريري وفي الوقت نفسه يريد عدم تحمل انسحاب الرئيس المكلف من عملية التأليف، وكلفة ذلك على الاستقرار العام، مشيرة إلى أن ما يحصل على الأرض، يصب في هذا الاتجاه.. معربة عن انزعاجها من إضاعة الوقت والمماطلة، والمضي باستمرار تقطيع الوقت، وتقاذق مسؤولية تعطيل المسار الحكومي.
وعلى الرغم من وصف اللقاء الذي عقد امس الاول في منزل النائب جبران باسيل في البياضة مع النائب خليل والحاج حسين خليل ومسؤول الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا بالجيد والصريح، فقدعلمت «اللواء» من مصادرمتابعة للقاء، إن العقدتين الاساسيتين ما زالت قائمتين امام تشكيل الحكومة، الاولى رفض باسيل ان يسمي الرئيس سعد الحريري الوزيرين المسيحيين الباقيين ضمن تشكيلة الـ 24 وزيراً بحجة ان كل القوى الاخرى السنية والشيعية والدرزية سمّت وزراءها فلماذا لا تسمي القوى المسيحية وزراءها؟ ورفض الحريري اقتراح وضع سلة اسماء يختار منها اسمين ويتفق عليهما مع رئيس الجمهورية. والعقدة الثانية رفض باسيل طلب الحريري منح كتلة لبنان القوي الثقة للحكومة.فيما تم الاتفاق على توزيع الحقائب ما عدا حقيبة الطاقة وربما حقيبة اخرى.
وقد تخلل اللقاء الذي استمر 3 ساعات عرض افكار يمكن ان يُبنى عليها لمقاربة الحل، وعلى هذا زار النائب علي حسن خليل الرئيس الحريري عصر امس لمواصلة البحث في الافكار المقترحة ومنها حل الخلاف على مرجعية تسمية الوزرين المسيحيين وتوزيع بعض الحقائب الباقية. على ان يعقد لقاء ثالث بين الخليلين وصفا وباسيل في وقت قريب لم يحدد موعده، فيما المصادر المتابعة، ان اموراً كثيراً جرى حلها والتوافق عليها كتوزيع حقائب الدفاع والداخلية (من حصة عون) والعدل والصحة (من حصة الحريري) وحقائب اخرى، وبقيت امور تفصيلية يمكن التوافق عليها كرفض باسيل منح حقيبة الطاقة لمن يقترحه تيار «المردة»، ولمن ستؤول حقيبة الاتصالات. واوضحت ان تبديل الحقائب بين الطوائف ممكن بالحوار اذا تم حل عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين، ويبقى منح كتلة لبنان القوي الثقة للحكومة رهن التوصل الى حل عقدة تسمية الوزيرين حيث يجري لقاء جديد مع باسيل حول هذه النقطة.
لا ثقة بغير الكنيسة
إلى ذلك وعشية 1 تموز تاريخ عقد لقاء محوره لبنان في الفاتيكان، بدأت صباح أمس الرياضة الروحية لسينودوس الأساقفة الموارنة برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي. وقال الراعي في كلمته « شعبنا يتطلع إلينا طيلة هذين الأسبوعين، ولم يبق له من أمل وثقة سوى في الكنيسة، بعد أن فقدهما في الجماعة السياسية والمسؤولين.وهذا أمر طبيعي إذ يأتي نتيجة انتكاسات وخيبات متتالية. هذا الواقع المعنوي المرير لا يشكل بالنسبة إلينا مجرد إدانة، بل واجبا علينا للتعويض عن تقصير الدولة والمسؤولين تجاه المواطنين وكل مواطن، من خلال مؤسساتنا، وأراضينا، وتنظيمنا لخدمة المحبة الإجتماعية والإنمائية. واضاف: إنا ككنيسة لا نستطيع أن نسكت أو أن نقف مكتوفي الأيدي إزاء المظالم السياسية والإجتماعية والمعيشية النازلة بشعبنا من خلال حرمانه من الغذاء والدواء، حتى أصبح نصف الشعب اللبناني في حالة فقر.
المشهد المخزي
في المشهد المخزي، تحوّلت الشوارع إلى مآرب سيّارات وامام محطات البنزين اصطفت طوابير السيّارات في مشهد ذل غير مسبوق، على وقع تهديد الصيدليات بالاقفال التام..
وفيما استمر قطع الطرقات امس من قبل المواطنين في بيروت وبعض المناطق إحتجاجاً على تردي الوضع المعيشي، تفاقمت امس اكثر ازمة فقدان مادة البنزين، بحيث شهدت بيروت وضواحيها وسائر المناطق زحمة سير خانقة نتيجة طوابير السيارات التي اصطفت في خطين او ثلاثة امام المحطات تنتظردورها لتعبئة المادة واقفلت مسارب الطرقات. فيما استمرت ازمة التقنين الشديد في الكهرباء بإنتظار صرف السلفة لمؤسسة الكهرباء لتدفع ثمن الفيول المحمل في البواخر الباقية الراسية في عرض البحر، اذ تمت الموافقة على حمولة باخرتين فقط من اصل اربع.
وفي السياق، تبلغ رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب رسميا قرار مجلس الوزراء العراقي بمضاعفة كمية النفط التي كانت الحكومة العراقية قد أقرتها للبنان من 500 ألف طن إلى مليون طن سنويا.
وكان الرئيس دياب قد تواصل هاتفيا مساء أمس الاول، مع رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي شاكرا له «جهوده وللحكومة العراقية والشعب العراقي الشقيق وقوفهم إلى جانب لبنان في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها»
بدوره وجه امس الرئيس نبيه بري برقية شكر الى الرئيس الكاظمي «باسم المجلس النيابي والشعب اللبناني، لمصادقة الحكومة العراقية على دعم لبنان بالنفط الخام وزيادة هذا الدعم من 500 ألف طن إلى مليون طن سنوياً».
مؤتمر دعم الجيش
على صعيد آخر، اعلنت وزارة القوات المسلحة الفرنسية، إن باريس ستستضيف اجتماعا دوليا عبر الإنترنت في 17 حزيران لحشد الدعم للجيش اللبناني لتوفير الغذاء والمواد الطبية وقطع الغيار للعتاد العسكري. غير أنه لا يستهدف تقديم الأسلحة وغيرها من العتاد. واوضحت الوزارة إن «الهدف هو لفت الانتباه إلى وضع القوات المسلحة اللبنانية، التي يواجه أفرادها ظروفا معيشية متدهورة وربما لم يعد بمقدورهم تنفيذ مهامهم بالكامل، وهو الأمر الضروري لاستقرار البلاد».
وأعلنت انها ستستضيف الاجتماع مع الأمم المتحدة وإيطاليا، بهدف التشجيع على جمع التبرعات لصالح الجيش اللبناني. ووُجهت الدعوة الى دول من مجموعة الدعم الدولية للبنان، والتي تشمل دولا خليجية عربية والولايات المتحدة وروسيا والصين ودولاً أوروبية.
على الأرض في بيروت، قطع محتجون على الوضع المعيشي المزري طريق تقاطع فردان – الطائفة الدرزية، وسط دعوات عبر مكبرات الصوت للنزول إلى الشارع من أجل الانتفاضة بوجه الفاسدين.
وعمد عدد من المحتجين على تردي الاوضاع المعيشية والاقتصادية، الى قطع مسارب ساحة النور في طرابلس لجهة الروكسي والمعرض وباب الرمل وساحة الكورة، بالعوائق والحجارة ومستوعبات النفايات.
وقطع محتجون الطريق الدولي في ضهور العبادية قرب مفرق اوتوستراد بحمدون.
وأغلق آخرون طريق عام عاليه البقاع اوتوستراد العربي عند نقطة بعلشميه كما طريق المنارة.
541940 إصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة إصابة 139 شخصاً بفايروس كورونا، و6 حالات وفاة، ليرتفع العدد الإجمالي المثبت مخبرياً إلى 541940 إصابة منذ 21 شباط 2020.