كتبت صحيفة ” الأنباء ” الالكترونية تقول : فيما الدولار يسجل قفزات دراماتيكية فوق الـ15 ألف ليرة وأسعار السلع الاستهلاكية والغذائية تشهد ارتفاعاً أيضاً باتجاه الأسوأ، تتراكم توازياً الأزمات التي يعاني منها اللبنانيون، شأنها شأن العراقيل السياسية المصطنعة التي لا تزال تعيق عملية تشكيل الحكومة، بما يعني هدر الفرصة الأخيرة لإنقاذ البلد من الانهيار.
الكباش الحكومي لا يزال على أشده، والعقد هي ذاتها إذ لم يسجل أي زحزحة عما هي عليه منذ أشهر. ورئيس المجلس النيابي نبيه بري بات في “النسخة الثالثة” من مبادرته لكن الاتصالات بين النائب جبران باسيل والخليلين ووفيق صفا مقطوعة، فيما الرئيس المكلف سعد الحريري والذي تلقى جرعة دعم من المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى ورؤساء الحكومات السابقين والرئيس بري، يتريث بتقديم اعتذاره.
أوساط عين التينة أكدت لجريدة “الأنباء” الالكترونية دخول الرئيس بري على خط ثني الرئيس المكلف عن تقديم اعتذاره “لأنه لا يوجد شيء على الطاولة غير هذه المبادرة التي أصرّ بري على ان تكون من روحية المبادرة الفرنسية، أي حكومة اختصاصيين مستقلين وغير حزبيين”.
وشددت الأوساط على أن “مبادرة بري تحظى بقبول عربي ودولي عبّر عنه الموفدون الدوليون الذين زاروا لبنان مؤخرا والسفراء العرب والأجانب الذين التقاهم بري في عين التينة”.
الأوساط نقلت عن بري حرصه على حماية دستور الطائف وعدم السماح لأي فريق بتهميشه أو القفز من فوقه تحت أية ذريعة باعتباره الوثيقة الاساسية التي أعادت توحيد اللبنانيين في إطار وطني جامع، وبالتالي ممنوع المس بها عن طريق خلق أعراف جديدة لا شأن لها بحياة اللبنانيين، كاشفة ان “بري يعتبر ان معركة تشكيل الحكومة هي معركته ومستمر بمبادرته ولو كره الكارهون، وهو سيقف سدا منيعا بوجه اعتذار الحريري لأن اختيار البديل أصبح مسألة معقدة جدا”.
بدورها، نقلت اوساط مطلعة على موقف بعبدا عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية “استياء رئيس الجمهورية ميشال عون من حال المراوحة التي تحيط بالرئيس المكلف، فهو تارة يلوّح بالاعتذار وتارة اخرى يشد حزام الأمان، فكل ذلك يحدث من دون تحديد سقف زمني للوصول جديا في محادثات تشكيل الحكومة”، مشيرة الى ان “الرئيس عون لن يستمر صامتا الى ما لا نهاية”.
مصادر بيت الوسط تحدثت لجريدة “الأنباء” الالكترونية عن “تخريجة جديدة قد يلجأ إليها الرئيس المكلف قبل اتخاذه قرار الاعتذار، خلاصتها بأن يقوم الحريري بزيارة الى بعبدا حاملاً معه تشكيلة حكومية من 24 وزيرًا من الاختصاصيين لمناقشتها مع عون، فإذا قبل بها يكون ذلك بردًا وسلامًا، وفي حال تم رفضها من قبل عون سيُبنى على الشيء مقتضاه”.
المصادر توقعت أن “يزور الحريري بعبدا هذا الأسبوع او الأسبوع المقبل على أبعد تقدير وبناء عليه يصبح لكل حادث حديث”.
تزامناً، تحدثت معلومات عن احتمال قيام الحريري بزيارة الى عين التينة في الساعات المقبلة، وذلك قبل زيارة القصر الجمهوري.
وفي هذا السياق، لفت عضو كتلة المستقبل النائب عاصم عراجي في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية الى ان مسألة تأليف الحكومة “مشربكة” وأن “الرئيس بري يعمل كل ما بوسعه لعدم إفشال مبادرته من جهة ورأفة بلبنان واللبنانيين من جهة أخرى”، مقللًا من حظوظ تشكيلها “بسبب تعنت باسيل الذي يبحث دائما عن الثلث المعطل ليتمكن من السيطرة على الحكومة واسقاطها ساعة يريد، خاصة ونحن على أبواب انتخابات نيابية ورئاسية وكأنه في مكان ما يسعى للمقايضة بين الحكومة وانتخابه رئيسًا للجمهورية”.
بدوره، اتهم عضو تكتل لبنان القوي النائب ماريو عون الرئيس المكلف بالعمل على عرقلة تشكيل الحكومة، مستبعدًا عملية التأليف في الوقت الحاضر.
عون قال في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية ان محادثات باسيل مع الخليلين “لم تفشل والمفاوضات كانت إيجابية جدًا، وكنا ننتظر استكمالها وفجأة توقفت. فالطروحات كانت مقبولة ولا نعرف لماذا جُمدت. وكنا نأمل ان تتجه الأمور نحو الحل وفجأة رأينا كيف أنها تراجعت من قبل الرئيس المكلف مدعومًا من بري”.