بين الاروقة الدولية تنقل ملف لبنان امس.من باريس الى الفاتيكان شكل الطبق الرئيسي على طاولات الكبار، بين الاميركي والفرنسي وفي دوائر الكرسي الرسولي، بعدما استعصى الحل لبنانيا ونفض سعاة الخير يدهم من مهمات اخذوها على عاتقهم فاصطدموا بجدار ممانعة المسؤولين غير الآبهين بالبلد ومصير شعبه.
ضغط اميركي – فرنسي
على الاجندة الاميركية – الفرنسية فرض لبنان نفسه امس، حيث برز اتفاق على تعاون بين الدولتين في المرحلة المقبلة لدفع اهل السلطة الى تسهيل الحل. فقد قال وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان خلال استقباله نظيره الاميركي انطوني بليكن في باريس: قررنا التعاون مع الولايات المتحدة بخصوص أزمة لبنان ونعرف من هم الذين يتسببون بالأزمة. واضاف «تجب ممارسة الضغوط على السياسيين اللبنانيين لإنهاء المأساة التي تعيشها بلادهم». من جهته، قال بلينكن: ناقشت مع لودريان الأزمة في لبنان والشعب اللبناني يطالب بإنهاء الفساد الذي تمارسه الطبقة السياسية. واضاف «نبحث عن قيادة حقيقة في لبنان لمساعدته». واردف «فرنسا حليف تاريخي وسنعيد الشراكة معها ويجب ممارسة المزيد من الضغوط على المسؤولين اللبنانيين».
لبنان في الفاتيكان
دوليا ايضا، وفي انتظار مفاعيل هذا الموقف الجديد على الساحة المحلية الحكومية، عُقد في حاضرة الفاتيكان امس، مؤتمر صحافي عن لبنان، شارك فيه امين السر في حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، وزير خارجية الفاتيكان المطران بياترو كاليغر. وكان عرض لبرنامج اللقاء في 1 تموز مع الطوائف المسيحية العشرة في لبنان بالاضافة إلى الرهبانيات الموجودة في روما وفي ختام اللقاء كلمة لقداسة البابا.
اللبنانيون يأملون
ليس بعيدا، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان اللبنانيين ينظرون بكثير من الامل والرجاء الى اللقاء الذي دعا اليه البابا فرنسيس القيادات الروحية المسيحية اللبنانية في الأول من تموز المقبل في حاضرة الفاتيكان، في حين اكد القائم باعمال السفارة البابوية في لبنان المونسنيور جيوسيبي فرانكوني من قصر بعبدا ان البابا فرنسيس يولي اهتماما خاصا بلبنان، وان اللقاء المرتقب في الأول من تموز المقبل سيكون فرصة للتأكيد على موقف الكرسي الرسولي حيال لبنان واللبنانيين.
كلمة نصرالله
على الصعيد السياسي الداخلي، لم ير الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في دعوة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل له اي تفويض لحقوق المسيحيين، واكد ان باسيل طلب المساعدة من صديق ونحن بصدد تلبية هذه الدعوة من خلال بذل المزيد من الجهد مع الرئيس نبيه بري ومع التيار الحر من اجل تسهيل تشكيل الحكومة.
وجدد نصرالله الوعد باستيراد المحروقات من ايران كاشفا ان الحزب انجز كل المقدمات والترتيبيات اللوجستية من اجل ذلك.
الدولار يحلّق
وفي حين لايزال الرئيس المكلف سعد الحريري خارج البلاد، الاوضاع المعيشية تزداد صعوبة سيما مع ملامسة الدولار سقوفا جديدة تقارب الـ16000 ليرة. ولم تظهر على الارض بعد اي مفاعيل للقرار الذي اتخذ في قصر بعبدا امس في شأن تأمين المحروقات ودعمها على اساس الـ3900 ليرة بدلا من الـ1500.
دياب يوقّع: في السياق، وبعد «ترّدد»، اعلن المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ان «انطلاقا من مسؤولياته الوطنية، وبالتزامن مع إقرار البطاقة التمويلية في اللجان النيابية المشتركة تمهيدا لإقرارها في جلسة نيابية عامة الأسبوع المقبل، أعطى دولة الرئيس حسان دياب صباح اليوم الموافقة الاستثنائية على اقتراح معالي وزير المالية بما يسمح بتأمين تمويل استيراد المحروقات على أساس تسعيرة 3900 ليرة لبنانية، بدلا من 1500 ليرة لبنانية للدولار الواحد، استنادا للمادة 91 من قانون النقد والتسليف».
الطوابير على حالها
في المقابل، وبينما استمرت الطوابير امام محطات البنزين على حالها، قال ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا للـmtv: نتمنّى أن يحلّ قرار الـ3900 ليرة مشكلة المحروقات وأن يعود كل شيء إلى طبيعته والمواطن سيرتاح ولكن الأهم هو وقف التهريب.
الافران مهددة
والحال ان الشح في المحروقات بات يتهدد كل القطاعات. فامس، صدر عن اتحاد نقابات المخابز والأفران في لبنان بيان اشار الى ان « ازمة كبيرة قد تؤدي الى توقف العديد من الافران والمخابز في كل المناطق اللبنانية، وهي نقص حاد في مادة المازوت التي باتت مادة بعيدة المنال.لقد استنفدت الافران والمخابز كل الاحتياط لديها من هذه المادة، وما هو متوفر لا يكفي، مما قد يؤثر على انتاج الافران والمخابز لاسيما على تلك الكبيرة منها التي توزّع على كل المناطق اللبنانية. كذلك تعاني المطاحن من الازمة ذاتها.ان اتحاد المخابز والافران يحذر كل المسؤولين من مغبّة عدم استدراك هذا الامر ومعالجته اليوم قبل الغد، لأنه سيؤدي الى ازمة رغيف قسرياً، ويناشد الاتحاد المسؤولين كافة المسارعة الى تأمين مادة المازوت للافران من أجل الاستمرار في تزويد المواطنين بحاجتهم اليومية من الخبز.»
السوبرماركت تستغيث
بدورها، رفعت نقابة أصحاب السوبرماركت الصوت «حيال ما يجري على أرض الواقع من شح شديد في مادة المازوت، وعدم تمكن السوبرماركت من تسلم كميات تكفي لمواصلة عملها». وطالبت السلطات المعنية في بيان بـ»تأمين مادة المازوت بشكل متواصل للسوبرماركت تفادياً لإقفالها»، مشيرة الى ان «بعض السوبرماركت قد تضطر مرغمة في المرحلة الراهنة الى خفض دوام عملها».
لا دواء
كل ذلك فيما المستشفيات تعاني من التقنين ومن نقص المسلتزمات الطبية فيما يغيب الدواء ايضا عن رفوف الصيدليات.