كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: شكّل لقاء خلده الذي جمع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط والنائب طلال ارسلان والوزير الأسبق وئام وهاب الحدث الأبرز لما له من إنعكاسات إيجابية على الوضع في الجبل بصورة خاصة وعلى البلد بصورة عامة، لكونه يسهم في تعزيز الاستقرار في مرحلة بالغة الصعوبة. وقد أشاع اللقاء أجواء إيجابية ترددت أصداؤها على المستوى الوطني العام من خلال المواقف المرحبة وتلك التي دعت الى أن ينسحب على مختلف الأفرقاء.
لقاء خلده أتى إستكمالا للقاءات أخرى أبرزها اللقاء الذي جمع جنبلاط وارسلان العام الماضي، ومن ثم زيارة كل من إرسلان ووهاب الى كليمنصو، في إطار معالجة ذيول حادثي الشويفات وقبرشمون.
مصادر سياسية مواكبة لأجواء اللقاء أشارت لـ “الأنباء” الإلكترونية الى أن “الاجتماع ما كان ليعقد لولا رغبة جنبلاط الشديدة في إطفاء ذيول الفتنة في الجبل بشكل نهائي”، مؤكدة أنه “لولا حكمة جنبلاط والعقلاء لما تم وأد الفتنة في مهدها”.
وأشارت المصادر الى “حرص جنبلاط على ترتيب البيت الداخلي أولا، والبيت اللبناني بشكل عام. ولهذا السبب كانت دعوته الى التسوية التي أزعجت البعض، لكن في نهاية المطاف لن تستقيم الأمور إلا من خلال تشكيل حكومة على قاعدة التسوية التي دعا إليها بعد زيارته رئيس الجمهورية ميشال عون، ومن هنا نجده يضحي بالكثير من أجل الوحدة وصيانة السلم الأهلي داخل الطائفة الدرزية وخارجها”.
وقد خرج اللقاء خرج ببيان أكد أن “الهم المعيشي الذي يعانيه اللبنانيون كافةً، وأبناء الجبل خاصةً، يتطلب أعلى مستويات الجهوزية، والتحرك الفوري لإتخاذ الإجراءات الكفيلة لضبط الوضع وتجنّب الكوارث والمآسي، والمدخل إلى ذلك أن نتحمّل المسؤولية الوطنية، عبر تشكيل حكومة جديدة، ولا يسعنا إلّا أن نحيي روح التضامن والتعاون بين أبناء الجبل، ونوجّه الشكر لإخواننا المغتربين الذين اندفعوا لمد يد المساعدة لأهلهم ونعول على دورهم في المرحلة المقبلة، كما نناشدهم دعم المؤسسات التي لعبت دوراً جباراً في المرحلة الماضية، مستشفى عين وزين نموذجاً”.
وأكد المجتمعون على “إنهاء ذيول الأحداث الأليمة التي وقعت، إنطلاقاً من الأعراف المعمول بها في طائفة الموحدين الدروز ورفع الغطاء عن كل من يخل بأمن الجبل واستقراره، كما إتفقوا على مرجعية الجيش والقوى الأمنية في حفظ السلم الأهلي، وتم التأكيد على مبدأ العمل المشترك للوصول إلى تفاهمات حول كل القضايا التي تتعلق بتنظيم شؤون الطائفة الدرزية انطلاقاً من مشيخة العقل”.
وكان سبق لقاء خلده زيارة قام بها جنبلاط الى بيصور حيث التقى الشيخين أمين العريضي وأديب ملاعب، بحضور حشد من مشايخ البلدة أكد أمامهم جنبلاط “أننا قادمون على أيام أقسى بكثير، والتضامن الإجتماعي والألفة الإجتماعية هما الحل بإنتظار الحل العام.”
معيشيا وفي ظل الجمود الحاصل في مسألة تشكيل الحكومة يواصل الدولار الأميركي إرتفاعه رافعاً معه أسعار السلع والمواد الغذائية، ما يزيد من أزمة المواطنين مع الغلاء الفاحش الذي بات يهدد لقمة عيشهم.
وبالتوازي ومع توفير الغطاء السياسي لمصرف لبنان في اجتماع بعبدا لفتح إعتمادات شراء المحروقات على منصة 3900 ليرة سارعت محطات الوقود الى الإقفال وكذلك مراكز تعبئة الغاز بانتظار رفع الأسعار خاصة البنزين الذي قد يصل سعر الصفيحة الى 70 ألف ليرة كما هو متداول.
مصادر نقابة موزعي المحروقات ناشدت المواطنين عدم الهلع والخوف من زيادات كارثية، وقالت لـ “الأنباء” الإلكترونية إنها لم تتبلغ أي معلومات حول هذه الزيادات.
وفي هذا السياق أشار الخبير الاقتصادي أنطوان فرح لـ “الأنباء” الإلكترونية الى أن أحد الأسباب للإرتفاع السريع للدولار يعود الى تطبيق تعميم مصرف لبنان رقم 158 إعتبارا من أول تموز، لأن المصارف سوف تبدأ بدفع مبلغ الـ 400 دولار، وبالتالي هي محتاجة لهذه الدولارات وتقوم بشرائها لتنفيذ التعميم. ووصف فرح المشهد “بالقاتم بعد دخول المصارف كزبون إضافي في عملية شراء الدولار والتدحرج السياسي المستمر”، مؤكدا أن كل “الإجراءات التي تتخذ موجعة”، معتبرا في الوقت نفسه أن “القرار المتخذ بشأن المحروقات عقيم، وهو سيكبد المواطن مبالغ إضافية لأن الإنفاق سيبقى كما هو، والمصرف المركزي سيستفيد فقط من السيولة بالليرة اللبنانية”. وأكد فرح أن هذا القرار “لن يخفف الإنفاق من الإحتياطي الإلزامي ولن يوقف التهريب لأن سعر صفيحة البنزين يساوي 4,8 دولار”.