الرئيسية / صحف ومقالات / اللواء: المشهد المرعب في طرابلس: رصاص في مواجهة الموت والإذلال؟!..المجلس يمرّر «البطاقة التمويلية» ويسقط مرشّح عون للدستوري.. والمصارف تستنفر الموظفين لمواجهة المودعين
اللواء

اللواء: المشهد المرعب في طرابلس: رصاص في مواجهة الموت والإذلال؟!..المجلس يمرّر «البطاقة التمويلية» ويسقط مرشّح عون للدستوري.. والمصارف تستنفر الموظفين لمواجهة المودعين

كأن قوة سطوة الفئة الحاكمة على مقدرات الحياة في هذا البلد، اقوى من الإجراءات والقرارات والانفراجات.. فلا فتح الحسابات والاعتمادات في مصرف لبنان لزوم شراء الفيول واستقدام البواخر الحاملة للمحروقات، وفرت الحل، وأنهت الطوابير والبطولات الوهمية بين أصحاب السيّارات، على خلفية اسبقية الانتظار والتعبئة، ولا البواخر التركية التي قيل انها عاودت تغذية لبنان بالكهرباء، لمس المواطنون زيادة، عبرها، في ساعات التغذية.. ولا انتظار تطبيق تعميم مصرف لبنان بالسحوبات بالدولار من الودائع، يوفّر الاطمئنان إلى سلامة العملية بعد بيان المجلس التنفيذي لاتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان الذي دعا لاستنفار الموظفين، للتوقف عن العمل في «حال تعرض أي إدارة مصرف (إدارة أو فروع) لأي عمل بربري من قبل من يدعي الحرص على أموال المودعين في المصارف».

إجراءات الليل يمحوها النهار، وسط المواقف اليومية «الرعناء» لهواة السياسة والمماحكة في البلد من رؤساء تيارات واحزاب، في الحكومة المستقيلة، والمشلولة بقرار غير مفهوم، وفي المجلس النيابي وادارات الدولة.

والأخطر، ان الوضع الأمني المتفجر في طرابلس جاء غداة اجتماع مجلس الدفاع الأعلى.. بالتزامن مع جلسة «عرمرمية» لمجلس النواب، اقتصرت على يوم واحد، وقضت بإقرار ما سمي مشروع قانون البطاقة التمويلية مع فتح اعتماد لها بقيمة 556 مليون دولار..

إذاً، على وقع غليان الشارع وقطع الطرقات واطلاق الرصاص في طرابلس، أقر المجلس النيابي امس قانون البطاقة التمويلية من ضمن سلة قوانين اخرى، تمهيداً لرفع الدعم وترشيد جزء منه حسبما جاء في تعهد رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب لرئيس المجلس نبيه بري خطياً.

وقد شهدت  طرابلس امس، اطلاق نار في المدينة خلال التظاهرات الاحتجاجية على الوضع المعيشي وانقطاع الكهرباء، عمل الجيش على ضبطها. فيما حذر رئيس البلدية رياض يمق «من ان الاوضاع خرجت عن السيطرة». وقد دخل محتجون إلى شركة كهرباء قاديشا في البحصاص وأجبروا الموظفين على تزويد عدد من المناطق بالكهرباء.

في المقابل، لم يحصل بعد أي تقدم  سياسي او حكومي فيما يعقد في الفاتيكان اجتماع اليوم مخصص للوضع اللبناني، وقد دعا البابا فرنسيس امس، المؤمنين المتجمعين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، إلى «أن يتحدوا روحيا مع قادة الكنائس في لبنان الذين سيجتمعون اليوم، وأن يصلوا من أجل لبنان كي ينهض من الأزمة الخطيرة التي يمر فيها، ويظهر للعالم وجهه، وجه السلام والرجاء».

وقد تلا البابا التبشير الملائكي امس، الذي قال فيه: سينظم هنا في الفاتيكان يوم خاص للصلاة والتأمل من أجل لبنان مع قادة الكنائس في بلاد الأرز، سنستلهم من النص البيبلي الذي يقول إن الرب الإله لديه أفكار سلام».

وفي المواقف، غرّد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل عبر «تويتر» قائلاً: «الأكيد انه لا يجوز الاستمرار كما نحن… على رئيس الحكومة المكلّف ان يحسم أمره اذا يريد ان يؤلّف او ان يعتذر؛ وبحال استمرّت المماطلة، على المجلس النيابي ان يحسم أمره، امّا بتعديل دستوري لوضع المهل او بإستعادة القرار، والّا فليعلن عجزه وينهي ولايته بتقصير مدّتها… ما منقدر نكفّي هيك!».

لا اعتذار

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما ليس مفهوما بعد، عودة الكلام مجددا عن اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري في الوقت الذي لم يتأكد به أي تفصيل علما أنه سبق وقيل أن الاعتذار خيار على الطاولة ولفتت إلى انه كل ما يمكن قوله في الملف الحكومي أن ما من مؤشرات إيجابية والاتصالات السياسية غائبة  ولم يتحرك الملف كما يجب حتى بعد مبادرة الأمين العام لحزب الله كما وردت في  كلمته الأخيرة .وقالت أن   تأليف الحكومة يستدعي  التجاوب مع الوساطات التي تحصل.

وخلافاً لما يجري تداوله عن وجود توجه لدى الرئيس المكلف سعد الحريري للاعتذار، نقل عن مصدر مطلع ان لا أساس لهذا التوجه، وهو مجرّد أوهام عند «متداوليه».

وأشارت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة إلى ان الاتصالات بخصوص تحريك عملية التشكيل، توقفت بعد اللقاء الأخير الذي حصل بين ممثل حزب الله ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ،لوضع توجهات الامين العام لحزب الله حسن نصرالله المرتكزة على تأييد مبادرة الرئيس نبيه بري موضع التنفيذ،والتي بقيت موضع تحفظ لدى باسيل الذي طرح العديد من الافكار البديلة، لم تلق قبولا باعتبارها تنسف المرتكزات الاساسية للمبادرة وتعيد النقاش حول التأليف الى بداياته.واوضحت ان البحث عالق عند حدود المبادرة والطروحات المضادة لرئيس التيار الوطني الحر، في حين لم تلحظ المصادر  حصول تحركات على مستوى اقوى من الحزب، ردا على الطروحات المذكورة، لاعادة تزخيم عملية تشكيل الحكومة الجديدة إلى السكة الصحيحة، ما أثار العديد من الأسئلة والاستفسارات عن موقف الحزب وعما اذا كان قد أوقف وساطته عند حدود مطالب باسيل او انه بالفعل لا يرغب في ممارسة أي ضغوط قوية لاخراج عملية التشكيل من مازقها الحالي، باعتبار ان مصلحته تتطلب سلوكه مثل هذا الموقف، بانتظار تبدلات المشهد الاقليمي ولاسيما الصفقة المتوقعة بين ايران والولايات المتحدة الأمريكية والدول المؤثرة في الملف النووي الايراني. وقد يكون هذا أحد الاسباب الحقيقية للتلكؤ في تسريع خطى التشكيل وهذا يعني، مزيدا من التأخير، مع ما يستتبعه من تداعيات سلبية تغلف معظم نواحي حياة اللبنانيين.

على صعيد آخر، وقّع رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب، مراسيم ترقية الضباط من مختلف الرتب في الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة، اعتباراً من ١/٧/٢٠٢١، واحاله الى رئاسة الجمهورية حيث وقعه الرئيس ميشال عون، مراسيم ترقية الضباط في الاسلاك العسكرية ابتداء من 1/7/2021 كما وردت إليه من رئاسة الحكومة، باستثناء الترقية من رتبة عقيد إلى رتبة عميد، نظراً لعدم إرسال مرسوم ترقية ضباط الجيش من رتبة عقيد إلى رتبة عميد للتوقيع.

وذكرت مصادر متابعة ان اسباب عدم توقيع مرسوم ترقيات العقداء الى عمداء تعود الى خلافات قديمة ما زالت قائمة من رواسب عدم توقيع وزير المال السابق علي حسن خليل لمرسوم ترقية ضباط دورة العام 1994 بسبب الخلل الطائفي، حيث جاءت نسبة المسيحيين اكثرمن المسلمين، وكان سبب عدم توقيعه وقتها عدم موافقة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على تعيينات ادارية في الفئتين الرابعة والخامسة (حراس غابات وغيرهم) بحجة عدم التوازن الطائفي، مع ان الدستور يكفل المناصفة في وظائف الفئة الاولى فقط.

جلسة بلا تبريد؟

نيابياً، كتب الزميل حسين زلغوط حول الجلسة النيابية: شُفي غليل غالبية الشعب اللبناني عندما رأوا ممثليهم في الندوة البرلمانية وهم يخلعون «ستراتهم» نتيجة التعرق الذي اصابهم بفعل تعطل نظام التبريد داخل قاعة قصر الأونيسكو، وكذلك استخدام أوراق جدول أعمال الجلسة كمروحة يدوية للتخفيف من حدة الحرارة، وذلك من باب علّ المسؤولين يشعرون بما يشعر به المواطن اللبناني الذي يُعاني من الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي وحرمانه من نعمة التبريد في منزله أو في مكان عمله.

وعلى الرغم من حرص الرئيس برّي على طمأنة النواب بأن أعمال الصيانة لأجهزة التبريد ستنتهي بعد ساعة، غير ان هذا الأمر بدأ بالظهور بعد مرور قرابة ساعتين ونصف من انطلاق الجلسة، بعد ان أصاب النواب ما اصابهم من تبلل في ملابسهم، وخوف البعض من الإصابة بهبوط الضغط.

وإذا كانت بنود جدول الأعمال بلغت الـ73 بين مشروع واقتراح قانون، غير ان الهدف كان واضحاً وهو إقرار البطاقة التمويلية وفتح اعتماد إضافي استثنائي لتمويلها، وقانون الشراء العام، وبعض الاتفاقيات التي بات من الضروري اقرارها قبل انتهاء المهلة المعطاة من قبل الدول أو الصناديق لتصديق لبنان عليها.

لكن الواضح ان الأزمة الموجودة على الساحة السياسية هيمنت في بعض جوانبها على أجواء الجلسة، لكن من دون ان تكون محصورة في المداخلات النيابية، لأن النقاش هذه المرة حصر بالتشريع وإنما بخلفية انتخابية وشعبوية، وقد ترجم ذلك بمزايدة النائب في تكتل «الجمهورية القوية» جورج عدوان على الكل من خلال خروجه وأعضاء التكتل من الجلسة بعد مداخلات سياسية اتهم فيها المجلس بأنه يناقش جدول أعمال لا يلاقي هموم النّاس لناحية الإسراع في تشكيل الحكومة ووقف التهريب ومنع المس بالاحتياطي، كما انه انتقد رئيس الجمهورية، ورئيس حكومة تصريف الأعمال، والرئيس المكلف، وهو ما استدعى رداً مباشراً من الرئيس برّي بتأكيده انه جاهز لعقد جلسة مناقشة، مستغرباً كيف ان البعض يتصرف وكأن البلد ليس طائفياً، وقال: الكل يعرف عيوبه ويتمسك بها، مشدداً على ان المجلس يقوم بواجباته التشريعية ويُقر قوانين أكثر من ضرورية، وقال: إن شاء الله يصبح لدينا حكومة بأي ثمن كان، فنكون قد هيأنا القوانين اللازمة للدعم الدولي.

وما حرك أجواء الجلسة، المداخلة المتقطعة للنائب جبران باسيل التي كان البارز فيها اتهامه نواباً بالتهريب، واجهزة أمنية بتغطية هذا التهريب، وهو اتبع ذلك بالطلب من الرئيس برّي ان «يطول باله علينا»، مما حمل رئيس المجلس إلى الرد عليه سريعاً بالقول: «مطوّل بالي عليك كتير».

وكان من الملاحظ سؤال غالبية النواب الذين تحدثوا في موضوع البطاقة التمويلية عن كيفية تمويل هذه البطاقة والتحذير من المس بودائع النّاس، وقد احال رئيس المجلس هذا السؤال على وزير المال لوضع النواب في أجواء ما ورد من صندوق النقد الدولي لجهة قراره تجاه البلدان التي لديها تأمينات في الصندوق ان يعيدها لأصحابها، مشيراً إلى ان حصة لبنان من هذا الموضوع 900 مليون دولار، ويمكن توظيف ذلك بتغطية البطاقة، كما انه لفت إلى انه اطلع على كتاب استحصل عليه من الرئيس حسان دياب يفيد بأنه فور بدء العمل بالبطاقة التمويلية تتعهد الحكومة بتنفيذ برنامج ترشيد الدعم المرفق ربطاً والمسند إلى إقرار اللجان النيابية بمعدل بطاقة تمويلية بمبلغ قيمته الوسطية 93.3 دولاراً اميركياً وحداً أقصى 126 دولاراً.

وبعد ان أخذ هذا الموضوع حيزاً كبيراً من النقاش صوّت المجلس عليه مادة مادة، واقر المشروع مع فتح اعتماد بقيمة 556 مليون دولار، كما أقرّ المجلس جملة من المشاريع واقتراحات القوانين، واحال إلى اللجان العديد من اقتراحات القوانين المعجلة المكررة، وكان من بين ابرز المشاريع والاقتراحات التي صادق عليها اقتراح قانون الشراء العام، والاقتراح المتعلق بتمديد العمل بالقانون 199 المتعلق بتمديد المهل إلى 31/12/2021 والاقتراح الرامي إلى الوصول للمعلومات، وتسوية أوضاع رتباء وأفراد الضابطة الجمركية.

اما في الجلسة المسائية التي لم تستغرق وقتاً طويلاً، فقد أقرّ المجلس الاقتراح الرامي إلى تأخير تسريح العقداء في الجيش والقوى الأمنية الذين صدرت مراسيم وضعهم على جدول الترقية اعتباراً من 1/1/2020، كما أقرّ القانون المعجل المكرر المتعلق باعفاء المركبات الآلية العمومية المخصصة للنقل الخارجي من رسوم الميكانيك لمدة سنة واحدة، كما أقرّ اقتراح إلزام شركات الضمان على تسديد جزء من الـFresh money الاموال الناتجة عن كافة عقود الضمان كأموال جديدة، واحال عددا كبيرا من اقتراحات القوانين المعجلة المكررة على اللجان، ليرفع بعدها الجلسة ويطلب تلاوة محضرها، وبذلك لن تكون هناك جلسة اليوم كما كان قد جاء في أصل الدعوة، وقد أكّد الرئيس برّي ان هذا المجلس كان الأكثر انتاجية منذ العام 1992.

وكان قد سبق انعقاد الجلسة التشريعية، عقد جلسة خصصت لانتخاب عضو في المجلس الدستوري بديل مكان القاضي المتوفي انطوان بريدي، حيث تفوق القاضي ميشال طرزي، على مرشّح «التيار الوطني الحر» القاضي البرت سرحال، حيث نال طرزي بعد جولتي اقتراع 52 صوتاً، مقابل 37 لصالح القاضي سرحال، إضافة إلى ثلاث أوراق بيضاء. وأعلن الرئيس برّي فوز طرزي بالاكثرية النسبية.

انتظار الصندوق

وفي الإطار المالي أيضاً، تبلغ وزير المالية في حكومة تصريف الاعمال غازي وزني أن المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي ناقش اقتراح تخصيص حقوق السحب الخاصة للدول الاعضاء (SDR) البالغة ٦٥٠ مليار دولار  ليحال بعدها الى مجلس المحافظين الذي يدرسه بدوره في شهر تموز.

وفي حال إقراره تتم عملية التخصيص ‏نحو نهاية شهر آب المقبل. ‏والمتوقع أن تكون حصة لبنان حوالي 900 مليون ‏ دولار، ‏يستطيع الاستفادة منها بعد الإقرار.

العقوبات قيد الاعداد

وكشف وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ ان «الموقف الأميركي هو نفسه على ما اعتقد (مثل الموقف الفرنسي) بابقاء الضغط الأقصى وعدم استبعاد أي خيار بما يشمل فرض عقوبات اضافية».

وقال: الفكرة هي وضع نظام عقوبات، للاشارة إلى لبنان باننا مستعدون للقيام بذلك ضد الأطراف السياسية الفاعلة التي تبقى مسؤولة عن العرقلة.

صلاة الفاتيكان

وفي الفاتيكان، يجتمع الرؤساء الروحيون للطوائف المسيحية مع البابا فرنسيس للتداول في وضع مسيحيي لبنان من ضمن وضع مسيحيي الشرق..

وقال البابا: سينظم هنا في الفاتيكان يوم خاص للصلاة والتأمل من أجل لبنان، مع قادة الكنائس في بلاد الأرز، سنستلهم من النص البيبلي الذي يقول ان الرب لديه أفكار سلام.

هدوء بيروت
ميدانياً، فيما خفت صوت الناس في العديد من المناطق اللبنانية أمس، اللهم إلا من العديد من الشوارع البيروتية، كتقاطع الكولا، وتقاطع عمر بينهم بمحلة قصقص، كورنيش المزرعة والمدينة الرياضية، ما أسفر عن حالة من الكر والفر بين القوى الأمنية والجيش من جهة، والمنتفضين من جهة اخرى، الذين لجأوا إضرام النيران في مستوعبات النفايات بعد جرّها إلى منتصف الطريق أو رميها وعرقلة السير.

طرابلس تشتعل

وفيما كان محتجون قد قطعوا مسلكي أوتوستراد البترون، قرب نفق حامات لجهة الشمال، بالإطارات المشتعلة، ما أسفر عن زحمة سير خانقة، وتم تحويل السير باتجاه الطريق البحرية القديمة، كانت باقي مناطق الشمال لا سيما عروس الفيحاء طرابلس تعيش «بروفا» جديدة للفوضى أو توجيه رسالة جاهزة بأنّ الأمن المخروق أصلاً جاهز في أي لحظة للتصعيد.

وفي هذا الإطار، أفادت مراسلة «اللواء» من طرابلس روعة الرفاعي بأنّ الشارع الطرابلسي انفجر أمس غضبا في وجه الأزمات التي يتخبط بها، بدءا من الانهيار الاقتصادي الكامل، مرورا بأزمة الدواء والحليب، ووصولا الى انعدام مادتي البنزين والمازوت، ما ألهب قلوب المواطنين في فصل الصيف وموجة الحر التي تترافق وانقطاع الكهرباء بشكل متواصل مع توقف مولدات الاشتراك لاسيما في الاحياء الشعبية للمدينة، وبشكل أخص منطقة باب التبانة، التي خرج أهلها الى الشارع، فقطعوا الطرقات وعملوا على اقفال المحلات التجارية والمطاعم.
رصاص ورسائل

هذا التحرك لم يأت بشكل سلمي، إنما ترافق مع إطلاق كثيف للنار داخل التبانة وخارجها، الأمر الذي أفرغ الشوارع من المواطنين، وانعدمت حركة السيارات كما خلت المدينة من أي مظهر للحياة الطبيعية فقط المسلحين والشباب على الدراجات النارية كانوا يجولون في الطرقات.

أخبار كثيرة ضجت بها شبكات التواصل الاجتماعي منها ما أشار الى وفاة طفل بسبب عدم توفر الأوكسجين لكن مصادرنا أكدت عدم تسجيل حالة وفاة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، بل هناك من أراد أن يشعل الشارع بهذا الخبر، إضافة الى أخبار تناولت انسحاب الجيش من كل الشوارع، ما يوحي بالفوضى والانهيار الأمني، لكن الحقيقة أن الجيش واصل تحركاته في سبيل ضبط الوضع والحفاظ على الأمن، ورغم ذلك سُجّل تعدٍّ على عناصر الجيش ورميهم بالحجارة.

وفيما اكدت مصادر عسكرية ان وضع طرابلس تحت السيطرة والجيش سيبقى حاضرا على الارض ليمنع الفتنة ويقطع الطريق على اي محاولة لاعادة البلاد الى الـ75 مع الاخذ في الاعتبار معاناة الناس، اعربت اوساط سياسية عن خشيتها من امتداد نيران الاحتقان الطرابلسية الى سائر المناطق في ظل طابور خامس قد يكون دخل على الخط مباشرة لتغذية الفتنة ومسبباتها.

544866 إصابة

صحياً، سجل تقرير وزارة الصحة اليومي  161إصابة جديدة بفايروس كورونا و3 حالات وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 544866 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *