هل ما زال الكلام يجدي طالما آذان المعنيين صمّاء؟ ماذا بقي بعد ليتحرك المعنيون ويتجاوزوا حساباتهم الصغيرة جدا أمام هول الأزمات؟ وهل سيتغير في غياب احساسهم بالمسؤولية شيء طالما لم يدركوا منذ أكثر من سنة وثمانية أشهر خطورة الوضع؟
ومع عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من جولته الخارجية، تترقب مختلف الأوساط ما إذا كانت هذه العودة ستشكل بداية عودة التواصل لإحياء الاتصالات المتوقفة علّها تساعد في تليين المواقف وتخطي العقبات ليصار الى تشكيل الحكومة التي بدونها لا أمل بخلاص ولا مرتجى بالخروج من الأزمات. وفي هذا السياق تحدثت مصادر بيت الوسط لـ “الأنباء” الإلكترونية أن “الرئيس الحريري يفكر بسيناريوهات عدة، أبرزها البحث عن جهة ضامنة تساعد على ترميم العلاقة بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون بشرط منع النائب جبران باسيل من التدخل بتشكيل الحكومة”، لكن “المؤسف” تقول المصادر إنه “لا يوجد فريق سياسي يأخذ على عاتقه هذا المسعى تجنبا للإصطدام بالحاشية التي بغالبيتها تتأثر بمواقف باسيل، إن لم تكن موجودة في القصر الجمهوري بطلب منه”. وتشير إلى أن الرئيس نبيه بري الذي كان يعول عليه الرئيس المكلف لأنه القادر على كسر الحلقة “جرى الإلتفاف على مبادرته من قبل نواب تكتل لبنان القوي ما أدى الى تجميدها”. أما السيناريو الثاني “فيتلخص بأن يذهب الحريري الى بعبدا ومعه تشكيلة من 24 وزيرا، فإذا رفضت من قبل الرئيس عون يعلن الحريري من القصر الجمهوري إعتذاره عن التكليف، والسيناريو الثالث أن يجري الحريري تقويما لكل ما قام به من خطوات ثم يعتذر عن التكليف. أما السيناريو الرابع فيتعلق بإعلان الحريري صراحة رفضه الإعتذار ويصر على التشكيلة التي سلمها للرئيس عون منذ ثلاثة أشهر”.
عضو كتلة المستقبل النائب وليد البعريني استبعد لـ”الأنباء” الإلكترونية قيام الرئيس المكلف بزيارة قصر بعبدا “لأن المعطيات لا توحي بالتوصل الى حل في موضوع الحكومة، وبالتالي لا مبرر للزيارة على إعتبار أن النتيجة معروفة سلفا”. ونقل البعريني عن الحريري قوله ان “الإعتذار عن التكليف منوط به شخصيا ولن يبلغه لأحد، وأنه قد يتخذ القرار بشأنه في الوقت المناسب”. وأعاد البعريني التذكير بأن “الشارع السني يرفض إعتذار الحريري لأنه ليس هو سبب المشكلة والموجودة أصلا عند رئيس الجمهورية وصهره جبران باسيل”.
من جهتها أكدت أوساط عين التينة لـ “الأنباء” الإلكترونية “إستمرار مبادرة الرئيس بري لأنه لا يوجد بديل عنها”، متوقعة لقاء قريبا بين بري والحريري يطلعه فيه على آخر المستجدات المتعلقة بالتشكيل، نافية علمها بوجود حلحلة من قبل فريق العهد، وأكدت ان “المسألة تتطلب صبرا للوصول الى تدوير الزوايا”.
صحيا، ومع ظهور حالات من الفيروس المتحور “دلتا” وبدء تسجيل ارتفاع ملحوظ في عدد المصابين بكورونا أشار طبيب الأمراض الجرثومية في مستشفى رفيق الحريري الجامعي البروفسور بيار ابي حنا الى أن “دلتا” هو كورونا متحور وينتقل بسهولة، كاشفا أن الذين تلقوا اللقاح لديهم مناعة من انتقال العدوى اليهم. لكنه حذر بأنه “طالما أن نسبة الملقحين قليلة فإن خطر إنتقال العدوى سريعا”، مناشدا اللبنانيين “الإقبال على اخذ اللقاح وعدم الأخذ بالشائعات وعدم التردد، مشيرا الى ان “المستشفيات لم تعد لديه القدرة على استقبال المرضى كما في السابق لوجود نقص في الادوية والمستلزمات الطبية”.
الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء : في غياب الحس بالمسؤولية السيناريوهات الحكومية بلا أفق.. و”دلتا” خطرٌ متجدد