الرئيسية / صحف ومقالات / البناء: رحيل القائد الفلسطينيّ المقاوم أحمد جبريل… وقوى المقاومة في فلسطين ولبنان تنعاه / تصاعد العمليّات على الاحتلال الأميركيّ في سورية والعراق: صواريخ على عين الأسد / الحريري يضع اعتذاره بتصرف السفيرتين الأميركيّة والفرنسيّة… وينتظر عودتهما من الرياض /
flag-big

البناء: رحيل القائد الفلسطينيّ المقاوم أحمد جبريل… وقوى المقاومة في فلسطين ولبنان تنعاه / تصاعد العمليّات على الاحتلال الأميركيّ في سورية والعراق: صواريخ على عين الأسد / الحريري يضع اعتذاره بتصرف السفيرتين الأميركيّة والفرنسيّة… وينتظر عودتهما من الرياض /

يودّع الفلسطينيون والمقاومون أحد الرموز التاريخية للنضال الوطني الفلسطيني والمقاوم، برحيل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أحمد جبريل، الذي سقط ابنه البكر جهاد شهيداً عندما اغتالته مخابرات كيان الاحتلال بسبب دوره في نقل السلاح إلى الداخل الفلسطيني، وقيامه بتأسيس مجموعات مقاومة داخل فلسطين، والقائد الراحل يشكل أحد أبرز رموز الجيل الأول المؤسس للمقاومة المسلحة، ويرحل بعد رحيل أبرز هؤلاء القادة مثل أبو جهاد الوزير وأبو موسى وجورج حبش وأبو علي مصطفى، ورحيل عدد من قادة المرحلة الثانية من العمل المقاوم كالشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي ويحيى الشقاقي ورمضان شلح. وجبريل الذي توفي في دمشق عن 83 عاماً أمضى عمره كله مقاوماً، مخلصاً لبوصلة النضال الفلسطيني من دون التورط في أي مساومة، وفياً ومخلصاً لحلفاء فلسطين ومقاومتها، وفي مقدمتهم سورية وإيران وحزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي الذي جمعته بالقائد الراحل علاقة تحالف متين ممتد لعقود، تجسّدت بالعمل المشترك في مقاومة الاحتلال ولاحقاً في مقاومة الإرهاب في سورية، ويأتي رحيل جبريل في توقيت فلسطيني محتدم حيث معادلات المقاومة الشعبية والعسكرية تفرض حضورها بقوة، وقد تسنى لجبريل أن يغمض عينيه على هذا التحوّل بعدما انتظره وعمل له طيلة سنوات عمره.

في الإطار المقاوم سجلت العمليات التي تستهدف قوات الاحتلال الأميركي في سورية والعراق تصعيداً لافتاً، حيث استمر تساقط الصواريخ على حقل العمر النفطي حيث تتمركز القوات الأميركية، بينما تحدثت قوات قسد الانفصالية التابعة لقوات الاحتلال عن إسقاط طائرة مسيرة كانت تستهدف القواعد الأميركية في حقل عمر، بينما استهدفت قوى المقاومة في العراق القاعدة العسكرية الأميركية في مطار أربيل والقواعد العسكرية الأميركية في منطقة عين الأسد، التي تشغلها قيادة القوات الأميركيّة في سورية والعراق.

لبنانياً، تتعزّز الوقائع المتصلة بعزم الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الاعتذار، وتريثه بالإعلان، بعدما تحدثت مصادر متابعة للملف الحكومي عن أن طلب التريث جاء للحريري من باريس وواشنطن، نقلته السفيرتان الأميركية دوروتي شيا والفرنسية آن غريو، اللتان تبلغتا قرار الحريري، وأبلغتاه تكليفهما السفر الى الرياض للقاء وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان لمناقشة الاعتذار معه، وتنسيق الخيارات البديلة مع السعودية، واستكشاف ما إذا كان ممكناً الحصول على جواب سعودي يدفع الحريري لإعادة النظر بقراره، الذي بني بصورة رئيسيّة على الفيتو الذي وضعه ولي العهد السعودي على تولّيه تأليف الحكومة، رغم ربط الحريري للاعتذار بالأسباب اللبنانية المتعلقة بخلافاته مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ووصفت المصادر الوضع بقولها، إن الاعتذار بات بعهدة السفيرتين بانتظار عودتهما من الرياض، فيوم الجمعة سيكون حاسماً سواء لجهة مضي الحريري بالاعتذار او تراجعه عنه لحساب التأليف. وقالت المصادر إن التحرك الفرنسي الأميركي الذي يشكل إساءة علنية لمفهوم السيادة اللبنانية كان يمكن الاستعاضة عنه بتشاور عبر الفيديو بين وزراء الخارجية في فرنسا وأميركا والرياض دون الإعلان عنه، كتتمة لمباحثات الوزراء قبل أسبوع، لكن الإصرار على تكليف السفيرتين والإعلان عن مهمتهما تعمّد القول للبنانيين إنهم باتوا تحت الوصاية، وإن قرارهم السياديّ بات في أيدي العواصم الغربيّة، وذلك تمهيد نفسي وإعلامي لخطوات لاحقة، ربما يتم تظهيرها بإعلان السفيرتين عبر زيارة الشخصية التي سيتمّ تسميتها بدلاً من الحريري لتشكيل الحكومة اذا تثبت الاعتذار، للقول للبنانيين هذا هو رئيس حكومتكم الذي تعتمده السفارات، وليس مَن يسمّيه النواب، وكل هذا من دون أن تقدم هذه العواصم غير الكلام للبنانيين وتشبعهم بالنصائح والتأنيب، وتمنع عنهم بالمقابل قبول أية مساعدة تعرضها عواصم أخرى.

وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم يتضح المشهد الحكوميّ في ظل الساعات الأخيرة قبل إعلان الرئيس المكلّف موقفه النهائيّ. وأشارت مصادر مطلعة لـ«البناء» إلى أن الحريري «أجرى منذ وصوله إلى بيروت مروحة اتصالات مكثفة لحسم موقفه النهائيّ. ومن المتوقع أن يتبلور الاتجاه خلال الـ 48 ساعة المقبلة بعدما عقد اجتماعات مع كتلة المستقبل ورؤساء الحكومات السابقين». واعتبرت المصادر أن «خيار الاعتذار احتمال قويّ، لكن يجري البحث بمخارج للاعتذار لا تترك تداعيات على المستويات الاقتصادية والأمنية في الشارع ولا تجرّ الى الفوضى». ولفتت إلى أنه «فور إعلان الاعتذار سندخل مرحلة جديدة غير واضحة المعالم، لكنها شبيهة بمرحلة تكليف الرئيس حسان دياب وقد يتمّ تأليف حكومة نسخة عن حكومة تصريف الأعمال برئاسة شخصية يوافق عليها الحريري مهمتها وقف الانهيار والحد من الأزمات وإجراء الانتخابات النيابية».

وعلمت «البناء» أن البحث انطلق في الكواليس منذ عودة الحريري إلى بيروت بسلة أسماء لتكليفها بالتأليف، حيث يدعم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عدة أسماء أبرزها النائب فيصل كرامي والنائب فؤاد مخزومي ويزيد عليهم رئيس الجمهورية ميشال عون الدكتور عبد الرحمن البزري. وهذه الشخصيات بحسب المصادر «لا تحظى بموافقة الحريري الذي لم يطرح أي اسم بديل حتى الساعة رغم أن جهات عدة منها الرئيس بري حاولت استمزاج رأيه، بهذا الأمر لكنه لم يزك أحداً».

وتشير أجواء عين التينة لـ«البناء» الى أن «لم يحدد موعد للحريري لزيارة بري حتى الساعة»، وتلفت الى أن «الحريري سيأخذ وقته في مشاوراته مع كتلته النيابية ونادي رؤساء الحكومات لاتخاذ الموقف النهائي على أن يبلغ رئيس المجلس به».

وحذّرت المصادر من تداعيات ما بعد قرار الحريري الاعتذار لا سيما أن وضع البلد سيئ للغاية وهو يحتضر وكأنها الدنيا بألف خير عند بعض السياسيين الذين يعطلون تأليف الحكومة ولا ينظرون إلى معاناة الناس وما ينتظرهم في طالع الأيام.

وبحسب ما قالت مصادر أخرى لـ«البناء» فإن السيناريو المتوقع هو أن الحريري يعمل مع فريق عمله الضيق على إعداد تشكيلة حكومية جديدة وفق رؤيته ومع إصراره على مواصفاتها ويزور بعبدا ويقدمها لرئيس الجمهورية وإن رفضها سيعلن الحريري في مؤتمر صحافي اعتذاره ويحمل عون المسؤولية أمام الرأي العام والشارع الذي سيشتعل فور الاعتذار لا سيما في مناطق نفوذ تيار المستقبل وتعم الفوضى، وبالتالي يكون الحريري رمى الكرة النار في ملعب بعبدا وكسب دعم طائفته».

ولفت عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار بعد اجتماع الكتلة أن «الرئيس الحريري وضعنا في الأجواء غير المشجعة لعملية تأليف الحكومة، فالمشاكل ما زالت نفسها، وقرار التعطيل المتخذ من قبل الثنائي عون باسيل ما زال هو هو، ويعكس القرار السياسي الموجود لديهم بعدم القبول بسعد الحريري رئيساً مكلفاً لتشكيل الحكومة او حتى رئيس حكومة وهذا ما عبروا عنه منذ زمن». وقال في تصريح إلى أن «الجميع يتذكر موقف رئيس الجمهورية قبل يوم من الاستشارات الملزمة، حيث لم يكن ينقصه الا أن يقول بالعربي المشبرح إنه لا يريد سعد الحريري وأن يطلب من النواب الا يسمونه. هذا الأمر جعل الحريري يعيد النظر بالخيارات الموجودة امامه، ومنها الاعتذار، لذلك يقوم بمشاوراته واتصالاته، فقد التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري وتشاور معه كما رأس اجتماع الكتلة التي أبقت اجتماعاتها مفتوحة، وسيعقد لقاءات مع قياديي تيار المستقبل للاستماع الى آرائهم».

وكان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس قد زار بعبدا في أول تحرّك بعد عودته من روما، حيث التقى رئيس الجمهورية وبعد اجتماع مطوّل جمعهما، دعا الراعي الى تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن «بالتعاون بين عون والرئيس المكلف وفق الدستور، لان السفينة تغرق»، مشيراً الى ان «الكل مستعد للمساعدة واولهم الفاتيكان، الا ان على اللبنانيين ان يبادروا اوّلاً وذلك يكون من خلال مسارعتهم الى تأليف حكومة». مشيراً الى أنه «لا أحد معني بلبنان أكثر من رئيس الجمهورية بسبب الصفة التي يحملها».

وفي سياق ردّه على أسئلة الصحافيين، قال الراعي «لا أتعجب أن يكون هناك مخطط يستهدف لبنان، لكن هل يجب ان نفتح الباب او النافذة للسارق أم يجب ان نتحصن؟»، مشدداً على أهمية أن نتحصن كي لا يتم هذا المخطط. وتوجّه البطريرك الراعي للرئيس المكلف بالقول «عجّل بأسرع ما يمكن بتأليف الحكومة مع عون وفق روح الدستور لأن لبنان يقع ضحية هذا التأخير». وختم «ما اوصلنا الى هنا هو عدم وجود حكومة، فغياب الحكومة يخرب الاقتصاد ويزيد البطالة والهجرة ويؤدي الى إقفال المؤسسات، فالحكومة هي السلطة الإجرائية ومن دونها البلد يموت».

في سياق ذلك، أعلنت السفارتان الاميركية والفرنسية في بيروت في بيانين منفصلين ان «السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا ستغادر إلى المملكة العربية السعودية برفقة السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو لعقد اجتماعات مع مسؤولين سعوديين في الثامن من شهر تموز الحالي. كما ستبحث السفيرة شيا خطورة الوضع في لبنان وسوف تؤكد على أهمية المساعدة الإنسانية للشعب اللبناني، فضلاً عن زيادة الدعم للجيش وقوى الأمن الداخلي. هذا، وبالشراكة مع نظيريها الفرنسي والسعودي، سوف تواصل السفيرة شيا العمل على تطوير الاستراتيجية الدبلوماسية للدول الثلاث التي تركز على تشكيل الحكومة وحتمية إجراء الإصلاحات العاجلة والأساسية التي يحتاجها لبنان بشدة.

وعلى وقع التسريبات الإعلامية حول نية الحريري الاعتذار في وقت قريب، ارتفع سعر الدولار في السوق السوداء متخطياً 18 ألف ليرة بعدما استقر على مراوحة بين 17300 و17600 خلال الأسبوعين الماضيين.

ولاحظت أوساط سياسية ومالية الترابط بين التعقيد الحاصل في عملية تأليف الحكومة وبين تفاقم الأزمات الحياتية والاقتصادية إذ تفجرت الازمات دفعة واحدة وفي توقيت واحد، مشيرة لـ«البناء» الى أنه «كلما وصلت مشاورات التأليف الى حائط مسدود واشتدت المفاوضات ارتفع سعر الصرف وتأزمت المشاكل أكثر»، واتهمت الأوساط جهات سياسية ومالية ونقدية وأمنية في الدولة اللبنانية بوضع العصي أمام الحلول لا سيما أمام ازمتي المحروقات والكهرباء وذلك للضغط في السياسة لصالح فريق الحريري ضد فريق رئاسة الجمهورية والنائب باسيل. وبحسب معلومات «البناء» فقد اتهم ممثل محطات الوقود علناً في احد الاجتماعات الرسمية مصرف لبنان بالتأخير بفتح وصرف الاعتمادات لتفريغ بواخر المحروقات الراسية في البحر منذ أيام عدة.

وفي سياق ذلك، كشف عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس أن «قضية البواخر الموجودة في المياه الإقليمية والراسية على الشاطئ لم تُحل حتى الآن، في انتظار أن يفتح مصرف لبنان الاعتمادات المالية المخصّصة لها تمهيداً لإفراغ حمولتها، الأمر الذي يساهم في نقص المخزون الموجود في خزانات الشركات»، متسائلاً «هل سيتم إعطاء الموافقات المسبقة للبواخر الجديدة، خصوصاً بعد الاتفاق الذي تم بين السلطة السياسية ومصرف لبنان والقاضي بإراحة السوق في موسم السياحة والاصطياف حتى نهاية أيلول المقبل لتشجيع المغتربين على القدوم إلى لبنان وصرف العملات الصعبة فيه!؟».

واجتمع الرئيس عون مع الرئيس دياب لمتابعة تنفيذ الإجراءات والتدابير التي اتخذت في الاجتماعات السابقة في شأن المحروقات والدواء إضافة الى مواضيع معيشية أخرى وتقرّر عقد اجتماعات لاستكمال تنفيذ التدابير المقررة وإزالة العقبات التي برزت خلال التنفيذ. وبقيت الطوابير على حالها امام محطات الوقود. وقد صدر عن المديرية العامة للنفط جدول تركيب أسعار المحروقات، وسجل ارتفاع سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان 1600 ل.ل. وصفيحة البنزين 95 أوكتان 1500 ل.ل. والمازوت 1100 ل.ل. وقارورة الغاز 4300 ل.ل.

أما في ما خصّ أزمة الكهرباء فعلمت «البناء» أن 5 بواخر فيول ترسو على الشاطئ اللبناني لم تُفرغ حمولتها بعد وتنتظر فتح اعتماد من مصرف لبنان والذي يحتاج الى موافقة استثنائية من رئيسي الجمهورية والحكومة.

وبدأت ملامح أزمة رغيف، حيث رأى اتحاد نقابات المخابز والأفران في بيان أن «البلاد تمرّ حالياً في أزمة اقتصادية خانقة انعكست سلباً على كل القطاعات التجارية والإنتاجية والمالية، ومنها قطاع الأفران الذي بات بوضع لا يُحسد عليه بالنظر الى الأعباء الكبيرة التي يتحمّلها أصحاب الأفران والمخابز».

وأشار مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي فراس أبيض إلى أن «قدرة المستشفيات على تحمّل الأعباء الحالية تتضاءل يوماً بعد يوم»، لافتاً إلى أن «مع الانقطاع القاسي في التيار الكهربائيّ يتم اللجوء الى المولدات لفترة تصل الى 21 ساعة في اليوم».

وعن متحور «دلتا»، قال «المشكلة إنه سريع الانتشار ويتفوّق على المتحورات الأخرى»، وأردف أن حالات الإصابة بمتحور «دلتا» تخطت الـ60 إصابة كلها وافدة من بلدان محددة، معتبراً أنه يمكن ضبط حركة الملاحة مع هذه البلدان.

على صعيد أزمة الدواء، استنكر نقيب الأطباء في بيروت شرف أبو شرف «ما يشكو منه أطباء الأطفال في لبنان من عدم توافر اللقاحات الضرورية للأطفال في سنواتهم الأولى، بعد فقدانها بشكل تام في الصيدليات». وأوضح في بيان أن «فقدان اللقاحات هذه يشكل خطرًا داهمًا على جميع الأجيال الناشئة».

على صعيد آخر، أعلن رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان بعد اجتماع للجنة المال والموازنة في المجلس النيابي عن «إقرار قانون إلغاء السرية المصرفية عن القطاع العام بكل فئاته من المنتخبين الى المعيّنين وبعد ردّ فخامة الرئيس وضعنا أطراً موحدة لاستعادة دور القضاء كجهة مخولة برفع السرية المصرفية خاصة في القضايا التي تتعلّق بالإثراء غير المشروع.»

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *